لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله يكفي فجورا في الخصومة بين ابناء العمومة
من أراد أن يعرف على وجه الدقة مستوى القيادات العربية فليسمع لإعلامهم وطبيعة حجاجهم. فمن منهم يعتمد الحجاج العقلي؟ ومن منهم يفجر في الخصومة؟ ما نراه يجري اليوم في خلاف الخليجيين بنكهة سيسية وترومبية لم يكن معهودا في الخليج لكنه معتاد جدا بين العرب وخاصة في عصر العنتريات الثورية. فأبناء جيلي عاشوا على نباح صوت العرب وأكاذيب حسنين هيكل وعنتريات ناصر ثم القذافي ثم صدام ثم حزب الله وآخرها عنتريات نجاد وزورو إيران. أضفت حزب الله ونجاد وزورو إيران لأن عنترياتهم بلسان عملائهم العرب من القوميين واليساريين يتدثرون بمقاومة تحتل أرضهم باسم تحرير فلسطين. ورغم أن قطر ابتعدت عن الدخول في مهاترات الرد على سفاسف ذوي الحجة الخاوية فإن “موضوعية’ مبالغ فيها للكلام على ملفات خليجية ينبغي تجنبها. ذلك أن فيه خدمات مجانية لإيران ودعايتها لن يفيد أي خليجي أو عربي وقد يطيل الخلاف بل قد يجعله أبديا فلا يمكن علاجه بأي مرهم تبويس أو تدليس. لا بد أن يوجد “كبير” حتى لو كان بالحجم صغيرا يمثل الحكمة لأن تفجير الخليج بعد تفجير الهلال والمغرب العربي والنيل نهاية مطلقة للجامعة. يكفي ما فعلت عنتريات العرب بعضهم على البعض بهم ويكفي القيادات التي لها شيء من البصيرة أن تجاري الأغبياء فتخدم الأعداء ولا تربح أصدقاء. ما يحيرني هو أني لم أر تعليقات تعالج أصل الخلاف وشروط حل تعقيداته لتساعد أصحاب القرار في اكتشاف مسارب الحل المفيد: والمنتصر عليه عفو المقدرة. قطر منتصرة إعلاميا وقانونيا ودبلوماسيا وحالت دون تجاوز هذا الحد فلم تصل الخصومة إلى الحرب. لذلك فهي المطالبة بالعفو عند المقدرة وغض “السمع”. ينبغي أن تجامل قطر السعودية على الأقل لأنها تمر بوضع خطير وخطير جدا من الداخل والخارج لكأن جميع الأعداء يريدون ضربة للأمة عدل ضربة مصر. وقطر وأميرها الرصين ينبغي أن تقدم النموذج المثالي لعلاقات ما منا كعرب لأني شبه واثق من أن جل الذباب وراءه مليشيات إيران ولو بإمضاء خليجي. فتحريض الخليجيين بعضهم على البعض كيف وصل إلى هذا الحد المرضي الذي تجاوز تخريف القذافي وتدجيل ناصر وحتى أكاذيب زعيم مليشيات إيران العربي. حاولت اكتشاف معاني في خطاب أمير قطر تتجاوز العاجل وتنظر في الآجل لأن العلاج لا يمكن أن يراه من يغرق في الآجل. لكن كلامي بدا صيحة في واد. تواصلت المهاترات ومحاولة ابراز لمن الغلبة وكما هو معهود فالأخ يتسامع مع أي عدو إلا مع أخيه عند طرح الأمر في مستوى النفسانيات الصبيانية. لذلك فليعتبر أي قارئ هذا الكلام صيحة فزع ودعوة لأن يكون أمير قطر كبير الخليج بنصح الجميع بمعاملة كباره ككبار وعدم العودة لمعارك صوت العرب.
الكتيب