لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
تعتمد الدبلوماسية وظيفة لغوية هي وظيفة التحقق من بقاء الاتصال -“فاتيك”- لذلك فهي لا تدل بمضمونها بل بما يصحب هذه الوظيفة من مؤشرات على دوافعها.
ما يقال في الاتصال الدبلوماسي ليس مهما.
المهم التعرف على دافع الحفاظ على الاتصال هل هو استنجاد ضعف أم استغفال قوة.
الحس السياسي هو تمييز هذه الدلالة بدقة تمكن من التصرف بمقتضاها.
لم أحضر لقاء فيانا الأخير حول سوريا.
لكن لي ملاحظتان مغنيتان عن الحضور لحصول العيان:
كان اللقاء مضاعفا
- الأول بين أمريكا وروسيا
- والثاني مع الجميع.
اللقاء الأول فرض في الظاهر “ديكتات” على الصف الثاني في اللقاء الثاني أي على تركيا والسعودية:
وهو الخطة المصرح بها.
- فكيف يمكن تأويل الديكتات؟
- وما موقفهما منه؟
إذا كانا صادقين -ولا يمكن ألا يكوناه لأن بلديهما في خطر- فلا بد أن نميز بين الموقف الدبلوماسي والموقف الحقيقي .
- فدبلوماسيا يصعب أن يعلنا عن رفض الديكتات لأن الفيتو مضاعف وقد يتضاعف بالثلاثة الباقية.
- لكن الموقف الحقيقي للسعودية وتركيا إذا كانا مخلصين للثورة -ولمستقبل بلديهما- وليسا خائفين منها مثل أعدائها فإنه يمكن أن يكون نقيض ذلك دون أدنى كلفة دبلوماسية خاصة وصاحبي الديكتات في وضع المستنجد بخلاف الظاهر.
فأولا ينبغي أن يجاريا صاحبي الديكتات في دعواهما للحوار بين النظام والمعارضة مع تضمين ما لا يبدو شرطا أي أن يقبلا بالطرف الثاني في ما يدعون إليه من حوار.
والمعيار: يأخذانه منهم.
فالشعب السوري هو الذي يحدد طرفي الحوار ولا يمكن أن يكون صاحبي الديكتات ولا الأطراف المتدخلة في حرب سوريا.
نقبل التفاوض بل ونرحب به وسنحاول أقناع الثوار به لكن من يعين المتكلم باسم الثوار ومن هم الثوار هو الشعب السوري.
وهذا يسمى قلب الحجة:
لا يمكن للوسيط أن يحدد طرفي النزاع ولا أن يتهم بعضه بالإرهاب لاستثنائه.
وهذا الحل هو الذي سيبرز من المستنجد ومن المستغفل:
إني واثق
- أن المستنجد هو بوتين وحتى أوباما وليس الثوار.
- وأن وظيفة تركيا والسعودية هي الاستغفال ببيان حسن النية في الذهاب بمتطلبات الحوار إلى غايته: التمطيط.
ذلك أن الثوار بحاجة للمطاولة حتى يثخنوا في العدوين الجوي والأرضي بشرط مدهم بما يمكنهم من ذلك واللعبة الدبلوماسية وظيفتها تغطية مرنة.
وفي هذا ينبغي للثوار أن يساعدوا من يساعدهم:
نصيحتي لكل الفرق المقاومة أن تغير أسماءها فتصبح فروعا من الجيش الحر حتى تسقط كل التصنيفات ومعها كل الحجج التي يمكن أن تستمد من القانون الدولي المصنف لبعضها.
ذلك أن الاستغفال الغربي لكل عربي هو بالأساس عربي.
فلست أدري لما يعلن الثائر عن مقاصده ونواياه لكأنه يريد أن يكذب على شعبه بدلا من أن يكذب على عدوه من السذاجة السياسية.
كفاكم مزايدات على بعضكم البعض.
وإذا كان العدو يحاول أن يخترق حركات المقاومة فلست ادري ما الذي يمنع الاختراق المضاد بأعوان من الثورة يلعبون لعبة العودة وطلب العفو.
إذا كانت الحرب خدعة وكان الفعل بنيته وليس بمجراه وكان الصدق مع الله هو المعتبر فإن هذا الدور ضروري في كل حرب ذات استراتيجية ذكية.
وإذا لم يقع ذلك -تغيير الأسماء ولعب اللعبة الدبلوماسية دون التوقف عن المقاومة- فإن الحرب ستصبح أهلية وستدوم إلى غير نهاية.
أما إذا تحقق ما وصفت فإن الحسم سيكون في المتناول وقريبا جدا
فبوتين يستنجد ومعه كل الغرب.
لا تصدقوا العنتريات.
فإيران خسرت الحرب والباقي كلام.
حزب الله بات مخصيا وقريبا سيفلس لأن تطبيق الاتفاقية يلغي ما كان يستمد منه الشرعية:
كذبة مقاومة اسرائيل والغرب.
وغير صحيح أن سقوط الطائرة وما حدث في باريس يقويه بوتين وبشار.
بالعكس مهما استفاد بشار منه مؤقتا فعنتريات فرنسا للاستهلاك المحلي.
وفي النهاية ما يحدث -مشكل اللاجئين ومشكل انتشار آثار الحرب- سيجعلهم يراجعون خطأ الاستراتيجية.
الحضارة الحديثة والمعقدة تحتاج إلى السلم وهي شديدة الهشاشة ولا تتحمل الحروب الطويلة وخاصة إذا لم تكن مع جيوش نظامية لها ما تخشى عليه
.إذن فبوتين وحتى أوباما وفرنسا كلهم يستنجدون فالخرق اتسع على الراتق.
إيران غررت ببوش الغبي لتحتل بجيشهم العراق.
وهي تظن أنها نجحت.
لكن سنرى من الضاحك الأخير.
فهي في الغاية بصدد دفع الشيعة العربية عامة والعراقية خاصة إلى اكتشاف الحقيقة.
وقد بدأ الشباب العراقي الأبي.
وأمريكا صارت عاجزة عن خوض حرب برية -لا تتصوروا أن أوباما يتمنع بخياره- لم يعد له القدرة على الحرب البرية بسبب نتائج العراق وافغانستان على معنويات جيشه:
فعشرات الآلاف منهم صاروا معوقين نفسيا.
والمتعنتر بوتين وقع تحت نفس التغرير الإيراني وإذا واصل التورط وخاصة إذا نزل إلى الحرب البرية فسيكون مآله أكثر مما حصل في افغانستان.
وسيخرج طريدا من الشام ومعه كل بقايا المليشيات الإيرانية:
فشباب السنة لا يغلبون ابدا.
عادت لهم
- أخلاق الفاتحين
- وصمود المجاهدين
- وقدرة الصابرين
- وثقة المؤمنين بأن النصر من عند الله الذي هو الأكبر فلا يخذل صاحب الحق والعدل,
الدبلوماسية للمناورة والمداورة والمطاولة وتلك وظيفة “الفاتيك” بقاء الاتصال والمحافظة عليه لمعرفة نوايا العدو بالمعنى الذي شرحت بداية
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/