وصف الحال، عناصرها ودلالة ترابطها

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله

لماذا يحتاج الليبرالي والعلماني والقومي في بلاد العرب لخوض الحرب على الإسلاميين؟ يحكمون منذ ما يقرب من القرن ويحملون الإسلام مسؤولية فشلهم. يأتون إلى الحكم ويبقون فيه بحماية غربية ورعاية مخابراتية ويدعون أن الإسلاميين أدوات غربية للتآمر عليهم موهمين الغافلين بأنهم مقاومون للغرب. وبشيء من التواطؤ البين مع عدوي الأمة الأكبرين في الإقليم-إيران وإسرائيل المطالبين بالعودة إلى خارطته قبل الإسلام-يواصلون عنتريات المقاومة. وهم في الحقيقة لا يقاومون إلا شعوبهم التي تريد حياة كريمة وحرة وحضارتهم التي تؤمن بقيم الحرية والكرامة بتشوههما بإرهاب مخابراتهم وميليشياتهم. وما يدهشني ولم أجد له تفسيرا: أدعياء الليبرالية والعلمانية والقومية من أدنى طبقات الشعب وجلهم من حثالة الحانات وقوادة المخابرات وشبه اميين. وحقدهم الدفين على الربيع علته اكتشافهم ان الشعوب تمقتهم وتحتقرهم. فعندما تمكنت من التعبير الحر عن إرادتها استبعدتهم وفضلت الإسلاميين. فتحالفوا مع انظمة الثورة المضادة التي هي لا ليبرالية ولا علمانية ولا قومية بل هي مجرد دمى يحركها ذراعا الاستعمار في الإقليم: إيران وإسرائيل. وما كان انقساما بين توابع الاتحاد السوفياتي (الانظمة العسكرية العربية) وتوابع أمريكا (الأنظمة القبلية العربية) بقي هو هو بتوسط إيران وإسرائيل. ووريثة السوفيات دولة المافيا البوتينية تحالف دولة المافية الملالية وريثة أمريكا ما تزال هي هي وتحالف دولة المافية الصهيونية: مستويات العداوة. الأنظمة العسكرية مع الصفوية مع روسيا والانظمة القبلية مع الصهيونية مع امريكا كلهم أجمعوا على منع الشعوب العربية من التحرر والتحرير للاستئناف. أما حثالة النخب أصحاب دعوى الليبرالية والعلمانية والقومية-ولعلها شعارات تقية لإخفاء الصفوية والصهيونية-فهم أبواق الأعداء ومليشيات القلم. وما يعنيني شخصيا هو دلالة هذا التحالف الكبير بين ذراعي الاستعمار في الإقليم وصنفي الانظمة وصنفي النخب والسند الاستعماري الغربي والشرقي. فلا يمكن أن يتحالف كل هؤلاء لو لم يكن ما يتحالفون ضده ذا قوة وثقة بالنفس تجعلهم يفعلون كل ما يستطيعون للإطاحة به فيزداد فشلهم يوما بعد يوم. وحتى ما ابتدعوه من حركات واختراقات لتشويه ثورة الشوب والشباب من أجل الحرية والكرامة (الربيع) وتحرير فلسطين (حماس) فهو لم يحقق أهدافهم. ذلك أن صمود المقاومة في بلاد العربي سلمية كانت أو مضطرة للدفاع الشرعي عن الذات -لأنها لم تبدأ بالعنف بل ردت عليه-دليل قدرة على المطاولة. وهذه القدرة لأنها تمثل الحق وتستند إلى إيمان عميق بالمشترك بين قيم الإسلام وقيم الحداثة ليس لها حدود وفي النهاية فهي ستنتصر عليهم جميعا. وقد ظن الأعداء ما يسمونه تجفيف المنابع يمكن أن يوقف ثورة الأمة من أجل الحرية والكرامة وتحقيق شروط السيادة والدور وأنه حل سحري ضد الثورة. وقد حصروا المنابع في مصدرين: التمويل الشعبي للمقاومة الشرعية والفعلية (لا كذبة الملالي وعملائهم) والسند المعنوي من نظامين هما قطر وتركيا. ففرضت انظمة الثورة المضادة مراقبة مواطنيهم من السنة دون سواهم لمنعهم من الجهاد بالمال حتى في الأعمال الخيرية لرعاية ضحايا الحروب عليهم. ثم انتقلوا إلى محاصرة النظامين اللذين يقدمان مساعدة معنوية -الاعلام والجوار-لضحايا الأنظمة المستبدة والفاسدة أي أدوات الذراعين والاستعمار. وجمعوا بينهما تحت مسمى الحرب على تمويل الإرهاب التي يتحجج بها محاصرو قطر وسيعمم الأمر على تركيا لأن التمويل لا يقتصر على العيني النقدي. فكما طالبوا بغلق الجزيرة سيطالبون بمنع وسائل إعلام المقاومة المصرية السلمية في تركيا ثم مقام طالبي اللجوء السياسي في تركيا وقطر بالتصنيف. ومعنى ذلك أن كل معارضي السيسي وبشار وكل أعداء الشعوب ومصاصي دماءها هم من يصنفون إرهابيين من الإرهابيين الحقيقيين في الإقليم والعالم. وبيان هذه العلاقات بين الاحداث وقراءاتها من أعداء الثورة حتى يدركها شباب الثورة هو الدافع لكتابة هذا الملخص لئلا يغيب المعنى عن الأذهان.

الكتيب

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي