هل هم بشر؟ – أدعياء القومية والحداثة

****،

مهما ضخمت الصهيونية جرائم هتلر في الحرب العالمية الثانية فإن جرائمه تبقى لعب اطفال إذا قارناها بما لا يمكن لإنسان ألا يقشعر بدنه لما يرى الصور التي نقلها “قيصر” إلى أمريكا بعد انشقاقه من مليشيات المافية الحاكمة في سوريا منذ نصف قرن.

وقبلها ما رأيناه وما زلنا نراه في مصر منذ سبعين سنة وخاصة في حكم السيسي من قتلى في فض الاعتصامات وفي المداهمات وفي السجون ممن يقتلون بالإهمال الغذائي والطبي. وقس عليهما خاصة ما تم اكتشافه في طرهونة وفي طرابلس من جرائم اقترفها حفتر ومليشياته الآتية من كل صوب وحدب.

ومع ذلك ما زال في تونس أحزاب تمدح السيسي وحفتر وتفاخر بصورها معه وتؤيد بشار وتتفاخر بصورها معه ومليشيات إيران في الهلال. وبدأوا يؤيدون جرائم مموليهم في اليمن حتى ينالوا الرز والفستق في آن وذلك لتأجيج محاولات حرب عملاء الثورة المضادة العربية بصنفيها.

وهم يأكلون كالطبل على الوجهين من الثورة المضادة التابعة لإيران وروسيا ومن الثورة المضادة التابعة لإسرائيل وأمريكا وكلتاهما يمولها ثورة الخليج المضادة حكومات وشعوب (الخمس) لتحقيق خططهم.
وكلهم يحالفون فرنسا واليونان لغزو ليبيا ومحاصرة تركيا والمغرب الكبير في الأبيض المتوسط.

والاكيد أن مؤيدي ذلك في تونس لو توفرت لهم الفرصة فتمكنوا فيها لفعلوا أكثر مما فعل بشار في سوريا والسيسي في مصر وحفتر في ليبيا وإيران في العراق وسوريا واليمن وما تفعل الإمارات والسعودية في اليمن وفي كل ما سلف ذكره بتمويل هؤلاء المجرمين.

لكن الثابت أنهم ليسوا مجرمين ووحوش فحسب بل هم حمقى.
ذلك أنهم بعد عقد من الحرب على الثورة لم يتقدموا قيد انملة في تحقيق ما يخططون له بل إن الموجة الثانية من الثورة بدأت بعد أن خسرت الثورة المضادة معركة الموجة الأولى لأنها لم تستطع اخماد جذوتها وبدأت هزائمهم تتوالى.

ولعل ازمة البترول وأزمة كورونا مثلتا ضربة قاضية لما كان لهم من قوة ذاتية لتمويل الثورة المضادة ومن قوة سند ممن يستعملونهم للحرب على الأمة. فلا إيران ولا روسيا يمكنهما مواصلة الحرب بعد افلاس مموليهم من العراق والخليجيين.

ولا إسرائيل ولا أمريكا يمكنهما مواصلة اللعب بالنار مع ثورة شعوب الإقليم خاصة وهم بدأوا يكتشفون بأن ما بعد كورونا وما بعد ما سيترتب عليها من أزمة اقتصادية لن تبقي على الأبقار الحلوبة التي كانت تمول حربهما بالوكالة.

ونأتي إلى حزب البراميل واليساريين وما بقي من الاتحاد الذي استبدوا بقيادته ومن لحق بهم من فضلات التجمع وورثة السبسي الذين هم دونه فهما للوضعية ودمية قرطاج فكل هؤلاء وقفت الزنقة بالهارب بالنسبة إليهم.

وحتى لو سعوا إلى الحرب الاهلية فتحييدهم يمكن أن يحصل في أقل من أسبوع. فالشعب التونسي لم يبق “نية في ثنية” يمكن أن تنطلي عليه أكاذيبهم. وتلك هي علة تأييدي عودتهم السريعة للحكم في انتخابات 2014 حتى يتبين أن الفشل الذي ارادوا الصاقه بالثورة هو ثمرة سياستهم الماضية وعودتهم بعد تلك الانتخابات.

ولما تدخلت تركيا وبدأت الجزائر تفهم الرهان وتشارك في شروط ربحه وحتى المغرب لم تأخر في تأييد الحكومة الشرعية التي ساهم في تكوينها بات ثابتا أنهم أصبحوا في العراء ومجرد صبائحية تابعين للمقيمين العامين الفرنسي والإيران.

وكلما انكشفت عمالتهم سقطت أوراق التوت فصاروا “زنط” لا شيء يخفي عوراتهم.
ولعل دعوة الدمية لباريس وحدها كافية لبيان ذلك. ففي حين الجزائر والمغرب عبرا عن موقف مع الشرعية الليبية نراه يهرول بأمر من أسياده لتأييد فرنسا بأمر منها ومن زعيمة “المو…….مانعة” التي تتحكم فيه وتسيطر على ديوانه.

وهذان المقيمان العامان بعد الافلاس وبعد هزيمة فرنسا في ليبيا لم يبق لهما إلا خرطوشة واحدة هي محاولة اغراق تونس في فوضى الاجتماعيات باستعمال ما بقي من اتحاد الخراب.
لكني اعتقد أن هذه الورقة احترقت لم يعد لها أدنى فاعلية.

فتحركاتها صارت قاعدة الاتحاد تعلم أنها للدفاع عن الفاسدين وليست لحماية حقوقهم بل صار الفاسدون يضحون ليس بحقوق العمال فحسب بل أيضا بموارد رزقهم وقوت أبنائهم.
وسيجد دمية قرطاج الذي تسعى فرنسا لتجنيده حتى يقود هذه الفوضى فارغ الوطاب لا شرعية ولا مشروعية.

فشعار الشعب يريد لم يعد ينطلي على أحد وسيجد صاحبه نفسه أول المستهدفين من شباب الثورة الذي ظنه في خدمة الشعارات التي غرر بهما بواسطتها واكتشفوا أنه كان يخادعهم ولما تمكن لم يعد يعرف أحدا منهم.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي