لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله هشاشة تونس
أمسكت عن الكلام طيلة الازمة التي مرت بها تونس في محاولة البعض محاكاة الاسبوع الاخير من ايام الثورة ولكن باستراتيجية الثورة المضادة. والفرق بين الأصل والمحاكاة أن هذه كانت تطبيقا لخطة هدفها وأد تلك التي كانت مسعى عفويا ليس له استراتيجية ثورية فضلا عن القيادة والخيال الثوريين.
وهذا الفرق هو الذي جعلني امسك عن الكلام ليس انتظارا للمآل لأني كنت شبه متأكد من أن الذين ارادوا الاستفادة من الاحتجاجات أخطأوا الحساب وظنوا أن اختراقهم لبعض الأحزاب والحركات المعارضة وصل المرحلة الحرجة التي اعتمدوها في مصر لإلغاء حصيلة الثورة الهشة.
والفرق الذي حددته بين عفوية الثورة وتخطيط الثورة المضادة من المفارقات التي عليها شرحها قبل ان أبدي رأيي في علل ما يجري علله التي لها صلة بالاستراتيجية والقيادة والخيال ذات النفس الثوري ثلاثتها ففشل الثورة المضادة في تونس كان بألطاف إلهية وليس للحاكمين فيه دور فاعل يذكر فيشكر.
ويمكن الجزم بأن الحزبين الحاكمين لولا ألطاف الله لم يكونا مستعدين ولا قادرين على منع ما كانت الثورة المضادة (ضد التحرر) والاستعمار غير المباشر (ضد التحرير) يخططان له من كرة ثانية لنظير ما لـ7 نوفمبر في تونس ولو بكلفة سلكت فيلسوفة الجماعة بمقبوليتها ولعلها ما أعلن عنها رز الفاكهة.
وما حال دون هذا المخطط ثلاثة عوامل:
استهداف النهضة وما بقي من النداء مع الرئيس في آن
شعور الاتحاد العام التونسي للشغل أن متطرفي اليسار والقوميين “يلعبون بشروط بقائه” فهو يعيش بحلب الدولة فإذا سقطت لم يبق له مورد رزق
سلامة جهازي القوة الشرعية إلى حد معقول من سلطان المافية