نكوص العرب،الثورة المضادة أعرابية وليست عربية

ه

أمس واليوم حقق عملاقا العالم معجزتين في غزو الفضاء. وفي المقابل ماذا يفعل قزما العرب المحاربان للثروة وللشعوب العربية؟
يستعدان لتكرار ما فعل جدودهما خدمة لأعداء الأمة: الحرب على تركيا بدعوى حماية العروبة التي وجودهما نفسيه خيانة العروبة والإسلام منذ نشأتهما في الحرب الأولى.
فليتخيل أي عاقل قزمين فشلا في حرب مع قبيلة بدائية على حدودهما يريدان محاربة عملاق لا يحتاج حتى للرد عليهما لعلمه أنهما مجرد دميتين لن يتجاوز دورهما تجويع شعبيهما لتمويل مليشيات هدفها هما وبلديهما وليس تركيا لعلمهما باستحالة تحدي من لم يعد الرجل المريض كما كان في الحرب الأولى.
ومن السذاجة وصف أحدهما بأتاتورك العرب والثاني بشيطان العرب. شتان بين الثرى والثريا بالنسبة إلى أحمق السعودية. والشيطنة مدح دونه غباء أحمق الإمارات.
فلا الأول أتاتورك.
ولا الثاني شيطان.
كلاهما دمية جمعت في آن بدون وعي منها خدمة استراتيجية الملالي واستراتيجية الحاخامات إما مباشرة أو بتوسط من يتوهمان القدرة على اشترائه -تصور أنهما يعتقدان التلاعب بمافيات أمريكا- بما يحرمان منه شعوبهما من شروط الكرامة والحرية.
وما يحيرني هو الغباء العام في كل من يتصدرون لحكم بلاد العرب: فسوريا وليبيا ومصر وتونس والعراق والجزائر والسعودية واليمن والإمارات وهلم جرا كل هذه البلاد كان يمكن ألا تضيع لولا هذا الغباء العجيب.
فهل كان ابن علي لا يستطيع أن يحكم تونس ديموقراطيا دون حاجة إلى ما أوصل إليه نظامه وبكلفة أقل؟
وهل كان مبارك وصدام والقذافي وعسكر الجزائر وعسكر مصر وقبيلة الأسد أن يحكموا بلدانهم ديموقراطيا دون خوف على انظمتهم بأقل كلفة بدلا من تهديم أقطارهم ولن يفيدهم ذلك شيئا لانهم فقدوا معها كل ما كانون يخافون فقدان بعضه؟
هل كان الأمير الاحمق دون تهور ألا ينال رضا شعبه دون هذا الإجرام؟
بشار نفسه الذي قضى على العمران والإنسان في سوريا ألم يكن شباب سوريا وجل سكانها فرحين بما سمى حين قدومه ربيع دمشق؟
ما الذي جعله يختار الطريق التي جعلته مجرد طرطور يقوده دجال الضاحية وأي ضويبت من مافية الملالي؟ وأمير السعودية أما كان يمكن أن يكون فعلا ذا شعبية جارفة في بلد جففت روحه؟
وبوتفليقة لماذا بعد العشرية السوداء ما يزال رافضا تمكين شعب المليون شهيدا خاضعا لأفسد قيادات عرفتها البشرية تماما كما يحدث في مصر وفي بقية بلاد العرب؟
من أين جاءت هذه اللعنة التي تجعل الساسة العرب بدلا من خدمة شعوبهم يصبحون ما يمكن اعتبار الاستعمار رحمة بالقياس إليهم؟
كيف يمكن أن أصدق أن تونس فيها من السياسيين الذين يريدون خدمة شعبها بالعدد الذي يحتاج إلى 214 حزبا؟ ما كل هذا الاخلاص لخدمة المجموعة؟
هل حقا يعلمون معنى خدمة المجموعة؟
أم إن الدافع الحقيقي هو طلب السهم من النهب والسلب الذي صار ممثلا لجوهر ما يسمى سياسة عند العرب؟
لأني كنت اريد استكمال شروط فهم فكر ابن خلدون جربت السياسة. عملت سنة وشهرين. لم أغب يوما ولم أحضر يوما بعد الثامنة ولم أعد إلى البيت قبل الليل رغم أن العمل لم يكن موجودا لما في الإدارة من فوضى لكني أعلم أن العمل السياسي لا يوجد عمل أكثر منه إرهاقا.
فما المقابل الذي ينتظره الساسة؟
الثابت أنه عند الساسة العرب ليس المجد. فلا مجد لمن يسهم في تقزيم الامة ويعتبر المحميات دولا. ولا محد لمن يعتبر السياسة سلما للإثراء السريع بسهم في النهب الجماعي لثروات الشعب. ولا زلت حقا متحيرا أمام هذا “الراش” السياسي والاقتتال على فتات ما تتركه المافيات التابعة والخادمة للأعداء.
ما الذي يجعل الملالي ومليشياتهم بالسيف والقلم والحاخامات ومؤامراتهم وحماة المافيات العربية الحاكمة ما الذي يجعلهم يقومون بذلك ويوجهون الأقزام للحرب على الأمة والاقتتال في ما بينهم منذ أكثر من قرن فأعادوا العرب إلى ما كانوا عليه في جاهليتهم ونسوا أن أمتهم كانت من عماليق عصرها؟
عندما أرى حفتر يتبختر وهو مجرد قواد ومثله السيسي وكل من تملأ صدورهم علامات النصر دون أن يخوضوا حربا واحدة عدى تقتيل شعوبهم لما يضطرها الظلم والجوع إلى التظاهر السلمي أعجب من هذه الكائنات الحقيرة من أي طينة هم صنعوا؟
قزما الثورة المضادة لهما فائدة من الحرب على حدود تركيا؟
وهل بشار عربي وهو الذي يرحل العرب من سوريا ويعوضهم بالفرس ومليشياتهم من كل حدب وصوب؟
وهل قزم الإمارات يسمي الإمارات دولة وعربية فوق ذلك؟ محمية مع ساكنة هندية وإيرانية ليس فيها من العرب إلا قلة تحكمها اعراب -لا عربا- ولاؤهم لإنجلترا والهند وإيران وتسيرهم مخابرات إسرائيل وإيران في آن؟
وهل غبي السعودية الذي يجوع شعبه ويهمل شابه رغم أن الكثير منهم تكونوا التكوين الحديث ليحبط نفسه بأغبى ما يوجد في السعودية بدليل مغامرة اغتيال صحفي لم ير مثلها تاريخ أي استعلامات حتى في القرون الوسطي في حين أنه كان يمكن أن يستفيد منه هل هذا الغبي يمكن أن يكون قائد بلد؟
ولأشر إلى أن أكبر جريمة ليس جريمة اغتيال خاشقجي رغم بشاعتها بمعنى أن هذا ألأمير الأحمق أقل حمقا من والده الذي عينه أولا ثم يبقى عليه بعدها ثانيا.
فاغتيال شخص مهما كان بشعا يبقى دون اغتيال أكبر شعب في الخليج: فبقاء هذا الاحمق حاكما للسعودية إيذان بمصير مثل للعراق وسوريا واليمن
يمكن اعتبار شهادة خاشقجي نذير إلهي لعشب الحرمين حتى يتحرر من عبث هذا الأمير خاصة والاسرة الحاكمة أصبحت عاجزة على فعل شيء لأن جمالها استنوقت لم يعد فيهم من له شهامة فيصل أو حتى صرامة المؤسس فأصبحوا مخنثين يمكن لصبي غبي أن يستحوذ على شعب فيقوده عميل ناتن ياهو ومخابراته.
وهو في آن عميل الملالي لأن كل ما هو بصدد الحصول للسعودية هو التهديم النسقي لشرعية تاريخية لأسرة كان لها فضل توحيد جل الجزيرة وسيكون لهذا الأحمق تمزيق كل الجزيرة بدأ بضرب راسها (العراق) وختما بضرب قاعدتها (اليمن) والنهاية ستكون بضرب قلبها بلد الحرمين لحمق ملك الزهايمر الذي يواصل الإبقاء على “طفله” الدمية على رأس بلد الحرمين.
بدأت كلامي في نكوص العرب إلى الجاهلية وعودتهم إلى الاقتتال وفقدان الطموح المتجاوز لأحوال النفوس المريضة من التنافس على المزابل في المحميات التي كلفهم الاستعمار بأن يكونوا غفراءها بالمقارنة بينهم وبين ما يفعل الأمريكان والصينيون من طموح خرق آفاق السماوات بعد السيطرة على الأرض.
ورغم أنه لا يوجد في رؤية الأمريكان ولا الصينيين فكرة الدولة الكونية التي هي جوهر الثورة الإسلامية فإن هذين تجاوزا أمراض الاحوال النفسية وعملوا على تحقيق شروط السيادة حماية ورعاية في حين أن العرب عادوا إلى حمق البداوة واعتبار الأكل أكل الأنعام والإخلاد الى الأرض غاية الوجود.
لذلك فليعذرني من يكون قد لامني لما اعتبرت توحيد الرسول الخاتم العرب والتغلب على نزعة الأعراب من المعجزات وقد وصفها القرآن الكريم بما يقرب من هذا المعنى-وقد ذمهم القرآن أيما ذم- نزعتهم التي تفسد عليهم كل محاولات جعلهم جديرين بأن يكون القرآن قد نزل فيهم وبلسانهم ليكون رسالة كونية بدليل أن مجرد وفاته جعلتهم ينكصون بالردة المعلومة.
الثورة المضادة التي كلفت بها دميتا الملالي والحاخامات من الأعراب -أمير السعودية والمسيطر عليه أمير الإمارات-ليست عربية ولا إسلامية بل هي أعرابية.
إنها نوع جديد من الردة التي لا علاج لها إلا ما اختاره الصديق: لا بد من انتقال الثورة إلى الفعل والاعلان عن تحرير العرب من الأعراب.
ولا يقتضي ذلك تدخلا من خارج الخليج. فأبناؤه ليسوا أقل وعيا بالحاجة إلى الحرية والكرامة من أي إنسان. فسواء تكلمنا على شبابهم المتعلم أو حتى على شيوخ قبائلهم فلا بد أن يكون فيهم أثر الشهامة العربية والعزة الإسلامية لئلا يقبلوا أن يقودهم أحمقان يستعملهما أخبث خلق الله: الصفوية والصهيونية.
وكل من يحيط بهذين الدميتين من الكاريكاتورين التأصيلي أو التحديثي ليسوا دونهما تبعية للصفوية والصهيونية اللتين تحركانهم بوعي من خبثائهم وبعدم وعي بعامتهم من الدعاة باسم الأصالة أو باسم الحداثة. إذ لا أحد يجهل أن هذين الدميتين أميتان وأنهما من أغبى ما عرفت العرب بدليل حربهما في اليمن واغتيالهما لخاشقجي واعتمادهما على السيسي وبشار وحفتر وكل “الشلايك” في قبائل العرب وجيوشهم ونخبهم.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي