نخب تونس ومصر – أو مقياس تردي الذوقين السياسي والفني – أبو يعرب المرزوقي
تونس في 17 – 08 – 2015
1-من أراد أن يحدد القيم السائدة بين النخب العربية الحالية المؤيدة للثورة المضادة ترجمانا لأخلاقها الموضوعية فيمكنه أن ينطلق من ذوقهم السياسي والفني.
2-فذوقهم السياسي له حدان: الدناءة الشعبوية ويمثلها السبسي والرداءة العسكرية ويمثلها السيسي. كل النخب العربية المعارضة للثورة هذا فضاؤها وأفقها لا تعدوه.
3-وذوقهم الفني له حدان كذلك: البلادة الشعبوية ويمثلها بهلول تونس النهدي والسفالة السينمائية ويمثلها بهلول مصر عادل إمام الذي لا يضحك بفكره بل بقبح تجاعيده.
4-فإذا جمعت الحدود الأربعة المحيطة بافق هذه النخب عرفت أخلاقها وفهمت لم هي تعادي الثورة وتساند الثورة المضادة. والغريب أنها في الغالب من الطبقات المسحوقة.
5-أي إن نخب التطبيل للاستبداد والفساد من أدنى الطبقات بأخلاق: الدناءة الشعبوية والرداءة العسكرية السياسيتين والبلادة والسفالة الفنيتين: أربعة نماذج.
6-وقد حاولت فهم ظاهرة الحلف بين أرذل القوم ممثلين لقوتي المال والعسكر الفاسدتين وأرذل النخب مـمثلين للذوق الفني المنحط ما سر تفشيه وتصديه للإصلاح السلمي؟
7-ما الذي يجعل الذوق المصري المعبر عن القوتين العسكرية والفنية والذوق التونسي المعبر عن القوتين المالية والفنية بهذا الانحطاط العجيب ويسعى لمنع الإصلاح السلمي؟
8-رئيس دولة مصر أمي وحمار يتعنتر على الشعب فتتوه به النخب العميلة ورئيس تونس “فولغارvulgaire” بتمقعر على الشعب فتعجب به النخب السفيلة. ما العلة؟
9-لم أقرأ في حياتي مع ما قرأت حول أخلاق الشعوب نخبا تعجب بحمار يرأس أكبر دولة عربية وبسمسار يرأس دولة الثورة إلا في اللحظة العربية الحالية.
10-هل يعقل أن يصبح ماريشال من لم يشارك في أي حرب؟ وهل يعقل أن يخلف بورقيبة من خانه لما كان في أشد الحاجة إليه ويريد أن يحكم باسمه مع من انقلبوا عليه وحبسوه أكثر مما حبسه الاستعمار؟
11-تالله إننا لفي زمن العجائب وأعجبها أن يصبح رواد الحانات والراقصون مع العاهرات محددين لذوق الشعوب في ذروة السلطان الزماني والروحاني وتبقى الأمة متفرجة وهي تعاني.
12-كل أمة حُكمت بغاية الاستبداد والفساد (السيسي والسبسي) وذاقت التفاهة والسفاهة والبلاهة التي نراها فإن أدواءها لا يعالجها إلا الكي آخر الأدوية.
13-لذلك فإني بت أخشى على أمتنا من مآل أراه يزداد سوادا: الشباب الذي ييأس من الإصلاح السلمي قد يُدفع إلى ما يتهدد السلم المدنية. ربي يستر. وعلى ذوي الإرادة الخيرة أن ينجدوا الأمة حتى لا تقع في غمة.
14-فتردي الحس السياسي تجده متعينا في الحكومتين المصرية والتونسية الحاليتين: كلتاهما لا تعالج الأدواء بل تنكأ الجروح وتشعل نار الفتنة بإلهاب الأعراض بدل التصدي للعلل الحقيقية التي هم أسبابها في العمق.
15-وتردي الذوق تجده في مسلسلات مصر وتونس: يكفي أن تشاهد نسيبتي العزيزة ومدرسة المشاغبين مثلا حتى تعلم أن تونس ومصر قد اصبحتا خارج تاريخ الإبداع ونهبة للذوق السقيم والفكر العقيم.
نخب تونس ومصر – أو مقياس تردي الذوقين السياسي والفني – أبو يعرب المرزوقي