نحلة العيش – ثقافة الوقاية الصحية وتأثير كورونا


لا يمكن ألا يكون لما نسمعه من اعداد المصابين بالكورونا والفروق بين الشعوب والدول الا علة لأن نربط ذلك بعوامل موضوعية حتى بعد أن نأخذ بالاعتبار عاملا لا ينكره أحد وهو الفرق بين الدول التي لا يستطيع الحكام فيها اخفاء الحقيقة بخلاف الدول التي يحكمها الاستبداد والفساد فتزيف الحقيقة.

فلا يمكن أن اصدق الصين وروسيا وإيران وكل البلاد العربية لأن حكامها يكذبون أكثر مما يتنفسون.
ومع ذلك فإن الاختلافات الموضوعية بين الثقافات ومستوى التصنيع والتلوث والعلاقات الطبقية وأنظمة الغذاء والجنس والمسألة الديموغرافية ونسب الأجيال بحسب السن كل ذلك عوامل لا بد من اعتبارها في ترجيح الصادق من الكاذب في البيانات.

وسأكتفي بخمس محددات اعتبرها اساسية لفهم الفروق في الاعداد دون نسيان كذب الأنظمة المستبدة.
ومعنى ذلك أن معايير التصنيف لفهم الفروق في الاعداد قابلة للحصر:
أولها العامل الديموغرافي وخاصة نسب الأجيال. فله دور أساسي.
فالشعوب التي تغلب عليها الشيخوخة أكثر عرضة رغم وإن الفيروس لا يستثني الشباب.

والثاني عامل التصنيع والتلوث.
فالأول بنظام العمل والثاني بفساد الهواء يحولان دون شروط المتانة العضوية للبدن وينقصان من المناعة فيضاعفان الهشاشة فضلا عن ايقاع الحياة المتوترة التي تنقص الحصانة النفسية وفضلا عن فساد المحيط وقلة الوقت لتجديد قوى الكيان الإنساني البدني والروحي في مجتمع التنافس وفقدان الطمأنينة والجري وراء أسباب الرزق.

والثالث هو نظام الغذاء الذي يفسد بمعنيين.
فهو يفسد بسبب تحوله إلى صناعة وتجارة بعد أن صار البيت لا يكاد يؤدي دورا فيه بل صار الغذاء كله مأكولات مصنعة في مؤسسات لا تراعي حقا شروط الصحة السليمة إذ فيها ما يقدم اللذة المشجعة على الاكل أكثر من الفائدة الغذائية وخاصة في المجتمعات المتقدمة صناعيا حيث لم يبق لأحد وقت لشروط العيش السوي بمن فيهم الأغنياء.

كما يفسد الغذاء لعلة أخرى إذا اجتمع مع الفقر وكثرة السكان كما في الصين أو مصر أو الهند وكل البلاد الفقيرة. ولا ينبغي تصديق أن الصين التي صارت قوة اقتصادية بالمقارنات العامة.
فدخل الفرد الصيني حتى لو تساوى مع الدخل القومي الأمريكي وهو دونه بالثلث يبقى ربع دخل الفرد ألأمريكي. وحتى أمريكا فنسبة الفقر والمشردين فيها كبيرة.
وكذلك الهند فهي تبدو القوة الثالثة لكنها تعيش الفقر المدقع لجل شعبها.

وفي حياتي لم أر مشردين يموتون في الشارع إلا في باريس.
وكل من زار مصر يندهش من كثرة المستولين والاطفال الذين لا عائل لهم حول الحسين وفي كل المقاهي ما يعني أنهم إما بلا أسر أو من أسر فقيرة جدا وهو ما يعني أن ذلك مدعاة لأخطار كبيرة تفسر الفروق في تأثير الفيروس رغم أن الفقرة عادة يؤسس الانتخاب الطبيعي: كثرة المواليد وقلة الباقين.

والرابع يمكن اعتباره تابعا لنظام الغذاء لكنه ليس غذاء بالمعنى العادي بل من توابعه ومصاحباته التكميلية أعني المشروبات الكحولية والمخدرات والتبغ. فهذه لها علاقة بملء الفراغ والسيطرة على التوتر الناتج عن إيقاع الحياة و”الكيف” وما يمكن اعتباره من “مزينات المجالس” و”منسيات الهموم” وهي عامة في الحضارات ومن علل الهشاشة البدنية والروحية.

والعامل الخامس والأخير قد يعجب له المرء وهو “الايجيان” أو نظام النظافة والوقاية المترتبة عليها. فالجميع يعتقد أن الأوروبيين يمثلونها. وهذا لا يعتقده إلا من لم يعش في أوروبا.
فلا أحد عاش في باريس مثلا وركب “المترو” لم يشعر بأنه راكب مع قوم لا يغتسلون بعد اخراج فضلاتهم: تشم مراحيضهم وتعرقهم لكلفة الدش ولعدم الوضوء بعد قضاء الحاجة.

وهذا العامل لو كان لوحده لكان أقل خطرا لكنه ذو صلة بالجنس. ولا احتاج لتوضيح أكثر.
فإذا كانت ثقافة الصين الغذائية أصلا لعديد الفيروسات ومنها كورونا فيمكن القول إن “السيدا-الايدز” أصلها ثقافة الغرب الجنسية.
فكثرة العناق والتقبيل العميق والمثلية الجنسية التي ليست خاصة بأوروبا بل الخاص هو كثرتها مع عدم النظافة المشار إليها في التغريدة السابقة.

إذا جمعت هذه العوامل الخمسة وهي موضوعية يمكنك أن تفهم الفروق في الأعداد وتتجاوز عدم ا لشفافية في البيانات بحسب ما ذكرت وخاصة التصنيع والتلوث والثقافة المحددة وانظمة الغذاء وأنظمة الجنس وأنظمة النظافة وأنظمة الجنس. والهدف الوصول إلى العلاجات المساعدة على تقوية المناعة والتقليل من العلل الثقافية لظهور الفيروسات.

واخيرا فيمكن أن أضيف عاملا قد لا يعد من الأسباب المباشرة وهو الاعتماد على ما يقلل من دور الانتخاب الطبيعي بالأدوية والاغذية التي تطيل في عمر الإنسان-حظ الحياة-وبلوغ الشيخوخة المتأخرة والمحافظة على ذوي البنية الضعيفة بالأدوية والتقليل من الإنجاب لهذه العلة كل ذلك فيه “طعم” التقدم الحضاري لكنه توهين لمتاهة الإنسان العضوية.

وكان ابن خلدون -مرة أخرى هو سابق لعصره-يعتبر قلة الأكل والاخششان في الاغذية وتجنب الدسم مفيد للصحة بخلاف كثرته والتلطف في الاغذية لأن البدن الذي لا يعاني من البدانة أقدر على تحمل الأمراض من البدن الذي يعاني منها. وهو يعتبر “نحلة العيش” البدوية أفضل من المدنية بسبب الحركة والغذاء البسيط.

وأحمد الله أني في حياتي القريبة من البداوة لأني من المرازيق المقيمين في الشمال- من ريف بنزرت- كان كل شيء في تغذيتي وفي نمط عيشي أبسط ما يكون وكنت كثير الحركة ككل أهل الريف وكنا لا نعتمد على أي شيء من الاسواق لأن كل ما نحتاج إليه من مأكول وحتى ملبوس نصنعه في البيت والضيعة التي نعيش فيها: وخاصة القمح والزيت والخضروات والألبان واللحم كلها من الضيعة. لكن المدينة لاحقا قضت على ذلك كله.

لكني ولله الحمد لم اغادر عادات الصبا فهي ما تزال مسيطرة في حياتي. ولا يعني ذلك أني محصن من الفيروسات ولا خاصة من كورونا عفانا الله منها. ومع ذلك يمكن القول إن الانتخاب الطبيعي أيضا كان له فضل لأن من عادات التونسيين قبل تنظيم النسل البورقيبي لم تكن الأسر تقبل بأقل من خمسة فما فوق. وأنا من اسرة تجاوز الخلف فيها الخمسة عشر أخ واخت.
صحيح بقي منها من عمروا إذ جلهم عاش إلى الثمانين ذكورا وإناثا.
وهذا من نعم الله علينا.

فإذا حافظ المسلمون على هذه المميزات الثقافية ولم يخضعوا لموضة تنظيم النسل وقبلت السيدات رعاية الأبناء-علما وأن الامر مكلف لهن- فإن الفيروسات ستكون أقل تأثيرا خاصة إذا لم تفقد الاسرة دورها لم نفقد عاداتنا الغذائية والنظافة البدنية وعدم الاسراف في الأكل وتوابعه كما ألاحظ ذلك في بعض البلاد التي بدأت تتامرك وتعاني من البدانة ربما بسبب التقليد والبطالة والثراء.

وأختم بقصة الحركة فأقدم مثالا هو المشي.
لما كنت في الابتدائي كانت المدرسة التي أدرس فيها بعيدة عن أرضنا 27 كلم وكنت أسبوعيا تقريبا أعود إلى الضيعة راجلا ذهابا وإيابا لأبيت ليلة واحدة في الاسرة.
ولم أكن الوحيد لأن النقل لم يكن متوفرا وظللت كذلك حتى اشترى لي الوالد دراجة هوائية.
وكنت في أيام العطل اساعد في الزراعة بكل أصناف الاعمال التي تتطلبها ولم يكن ذلك متعبا بل كان متعة. وأزعم أني متمكن من فنيات الزراعة وكانت بدائية وخاصة في الزراعات الكبرى.

اليوم عندنا من الشباب مليون عاطل عن العمل ولم يجد المزارعون من يجمع صابة الزيتون حتى صار الفلاحون يتركون حب الزيتون عالقا لأنهم لم يجدوا من يجمعهم بأجر يبقي لهم عن ربح معقول.
وهذا من فساد ايديولوجية تعميم التعليم الذي يخرج البطالين الكل يريد أن يكون موظفا ويرفض العمل المضني. وقد من الله علينا في هذه السنة بصابتين كبريين في القمح والزيت وحتى في التمور والقوارص.
تونس مكتفية ذاتيا بزراعتها بخلاف الكثير من العرب.

ورغم سني لو سابقت بعض الشباب لسبقتهم وما زلت أستطيع كسر اللوز دون حاجة لغير اضراسي وهم لا يستطيعون ذلك بعد العشرين لأنهم يدخنون ويشربون ولا يتحركون ومن ثم فهم شيوخ قبل الأربعين.
كسالى يسهرون بالليل وينامون في النهار ويتثاءبون ويدخنون ولا يغادرون المقاهي والثرثرة بلا عمل.

ولهذه العلة فإذا طال مقام الفيروس وظل الشباب هذه الحال فيلحق بهم ضررا مثل الشيوخ- لأنهم ليسوا شبابا بل شيوخا قبل الاوان.
ذلك أن القضية ليست قضية سن بل قضية بنية بدنية نتجت عن غذاء سليم وقلة منشطات مثل المشروبات الغازية والكحولية والتدخين وخاصة قلة الحركة والنشاط البدني والكسل الناتج عن الثقافة العامة دون عمل يدوي.

وأصل الآن إلى بيت القصيد.
فعلاج الكورونا لا طبيا فحسب إلا لأن الوقاية لم تسبق.
والوقاية ليست طبية حصرا بل هي بالأساس ثقافية.
وهي ما حاولت وصفه بحصر الأسباب التي يمكن التصدي لها ثقافيا لأنها جميعها ثقافية.
وطبعا العلاج الطبي يبقى ضروريا. لكن دوره لا يكون إلا مساعدا وغالبا ما يكون بسبب غياب الوقاية الثقافية. وهي الوقاية الطبية الفعلية ومن المفروض الا يتجاوز الطب الوقائي التطعيمات-التلاقيح- التي صارت كونية.

وما تكلمت في المسألة هذا الكلام ادعاء لمعرفة في الطب بل للدلالة على أن تسمية الأطباء قديما بالحكماء لم يكن بالصدفة بل كان سببه أمران نساهما الكثير من الأطباء وجل الشعوب.
فأولا كان الطبيب يعد حكيما لأن عمله يستند إلى منطق تأويل الأعراض التي يحدد بها الكشف عن العلل: فالتأويل شرط التشخيص التعليلي ثم الوصف العلاجي. وثلاثتها منه مقومات الفكر الفلسفي عامة.

وتلك هي علة كلامي في ما صار يعد أبعد ما يكون عن الفلسفة لأن هذه العلاقة نسيت.
ولم أر كليات الطب تعلم الأطباء المنطق عامة ومنطق التأويل بل صار التعامل معهم كالتعامل مع المهندسين في علاقتهم بالرياضيات.
يحفظون بعض القوانين الرياضية ويستعملونها دون تعلم الفكر الرياضي حقا. والأطباء يحفظون بعض التطبيقات البسيطة من السيميولوجيا (تأويل الاعراض).

ولم يكن ابن سينا طبيبا كبيرا بالصدفة فهو كذلك كان عالما كبيرا في المنطق وتحليل الأعراض.
وتلك هي العلة في أن أهم دور له في الطب كان محاولة بناء النسق التأويلي الذي جمع كل التجارب الطبية اليونانية واضاف إليها تجارب جديدة بعضها حصلت بالفعل وبعضها كانت استنتاجات يمكن اعتبارها فرضيات معروضة للتجريب.

سيقال: أليس أبو يعرب هنا يقوم بالإشهار للفلسفة؟
يريد ادخالها حتى في الطب وعلاج الجوائح ولم يكتف بإدخالها في تفسير القرآن الكريم.
لكن إذا كانت الفلسفة في معناها الحقيقي هي الحكمة وكانت الحكمة هي حب الحقيقة فإن دخولها في كل شيء لا ينبغي أن يستغرب وخاصة عند المسلم.
أليس التدبر والتفكر والتأمل فرض عين في القرآن والسنة؟

أما الامر الثاني الذي نسي فهو مضاعف: إنه اعتبار المطبخ من الطب والايجيان (أخلاق العناية بالبدن والمحيط) منه.
ومعنى ذلك أن الطب الوقائي يعود إليهما بشرط أن نعتبر ذلك من جنس الكناية أي إننا نسمي الامراض بعللها.
فالغذاء والنظافة عما علة الصحة وفسادهما علة المرض في الذات وفي المحيط عامة أو بيئة “نحلة العيش”.

وبذلك فغرضي ليس الكلام على ما تقدم على كورونا على الجائحة بل على الدروس التي ينبغي أن تستفاد منها بعد تجاوزها بالمتوفر حاليا والانتقال إلى ما ينبغي أن يتوفر لتجنب مثيلاتها مستقبلا. فعرضي للعلل الخمسة حتى بعد التسليم بعدم الشفافية والكذب حول حقيقة الأوضاع في بلاد العرب والمسلمين بسبب الاستبداد هدفه الاستفادة.

والاستفادة مضاعفة: فهي ثقافية واقتصادية.
وأبدأ بالأخطر أي الثقافية. فمن آفات النخب -ولا أتكلم على الحاكم منها فحسب-خضوعها للظاهرة التي وصفها ابن خلدون مرة أخرى: تقليد المغلوب للغالب. فكل فضائل نظامنا الغذائي والايجياني تكاد تزول بسبب الاستلاب الناتج عن تبني بديلين غربيين منهما.

فمثلا الغذاء الماكدونالدي يعد من أخطر الأدواء ولعله هو السر في البدانة وما يصحبها من الأمراض.
وهي كثيرة.
وقد يكون مما يفسر الأثر الكبير لثقل نتائج الجائحة في أمريكا فضلا عن معارضة الأجراءات الصحية الشهيرة اعتراضا على اصلاح أوباما. وذلك صحيح في كل الدول التي تبنت النظام الأمريكي في العيش: فجل العرب الأثرياء وحتى الفقراء يهملون الصحة لأن الحكام وتوابعهم يتعالجون في الخارج.
وسبق أن ذكرت بأن ابن خلدون يعتبر الدسم والبهارات والتخمة علل ضعف الأبدان.

والتعامل مع ثقافة النظافة وثقافة التعامل مع المحيط وثقافة استغلال الفضاء كلها من عوامل الحماية الوقائية.
لكنها بدأت تفقد أثرها بسبب تقليد الغرب.
فعندما تبنى محال تحتوي على آلاف السكان ويكثر الازدحام في المدن فإن ذلك يؤدي إلى ما يفهمنا أثر الجائحة الحالية في المدن المكتظة بالسكان.
قد يتغير كل شيء في المدن وعمرانها: فهل سيعيشون مكممين دائما في عمارات يسكنها الآلاف أو يعمل فيها كما في أمريكا والخليج وحتى أوروبا وبعض دلو آسيا وافريقيا بدأت تقلد أمريكا؟

وسأكتفي بمثال واحد وبه أختم: فليتجول الواحد في المدينة العربية في أي بلد عربي ذي تقاليد عريقة في العمران التقليدي-مثل سوريا مصر تونس المغرب -وليقارنها بالمدينة التي تسمى عصرية.
الأولى غنية عن التبريد في الصيف وعن التسخين في الشتاء والثانية لا بد لها منهما.
وإذن فالمعماريون القدامى كانوا أذكى وأحكم من المحدثين.

ويمكن أن يعتبر هذا مدخلا للبعد الاقتصادي بعد أن رأينا البعد الثقافي. فالعمران العربي قليل الكلفة لاعتماه على مواد طبيعية قليلة الضرر على الصحة وقليلة الكلفة المادية وغنية عن التسخين والتبريد باستعمال الفضاء استعمالا يغني عنهما مع المحافظة على الفصل بين العمومي والخصوصي وعماية الثاني من الأول.

فإذا أضفنا ما تحقق من تقدم في التواصل والعمل عن بعد بات بناء العمارات التي من جنس ما يوجد في أمريكا وما يحاكيه عرب الخليج وحتى بقية العرب لم يعد مفهوما ولا ضروريا وخاصة للعرب لأن أعمالهم لا تكاد تذكر بالقياس إلى أعمال أمريكا أو الصين.
والثابت أن كل ذلك سيتخلى عنه كل من له عقل.

والنقل العمومي لن يبقى كما هو الآن. ففي باريس مثلا حاولت تجنب النقل العمومي في المترو خاصة لما ذكرت من الأسباب وفضلت من اليوم الاول اشتراء دراجة هوائية وبها كنت اتنقل فوق الارض وليس تحتها في المترو: كنت أختنق في المترو عند استعماله مضطرا منه ومن الروائح.
وأظن أن المستقبل للدراجة والمشي والعمل عن بعد.

ولم نعد بحاجة إلى السيارات كذلك. لأن السرعة لم تعد ضرورية.
فما يكون سريعا من الأعمال يمكن قضاؤه دون حاجة حتى للخروج من البيت.
وما ليس بسريع الافضل الاستفادة من الرحلة فتكون رياضة. وحتى المناسبات الاحتفالية أو حتى المشعرية فإنها يمكن أن توزع على الزمان فالحج مثلا أشهر معلومات فليوزع عليها. فيوم عرفة ربط بالزمان.
في حين أنه ينبغي أن يربط بالمكان: إنه “يوم في عرفة” وليس “يوم” عرفة.

وأخيرا فالإنسانية قد تصبح قادرة على عيش إنسانيتها والتحرر من “التأله” الذي هو عين الطغيان بالاصطلاح الخلدوني طغيان السياسي وطغيان العالم وطغيان الاقتصادي وطغيان الفنان وطغيان صاحب الرؤية دينية كانت أو فلسفية.
فليعش الإنسان بمقتضى حدوده التي أثبتتها له ذرة شبه حية هي فيروس كورونا ليقنعه بحاجته إلى ربه فيتواضع ولا يتأله بالمعنى الخلدوني فيدعي التمانع.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي