نبع السلام، بداية اجهاض سايكس بيكو الثانية ومحو الأولى

ه

أعجب ممن يعجب من الأعراب الذين يهاجمون تركيا في معركتها لحماية حدودها ووحدة سوريا التي لو تم تفتيتها لتلاه تفتيت ثلاث دول أخرى في الإقليم ثم تفتيت أقطار هؤلاء الحمقى المهاجمين لتركيا. فمن يعجب من ذلك ينسى أمرين يحددان خصائص هؤلاء الأعراب الذين لا يمثلون الشعوب العربية بل هم عملاء اعدائها:

  1. هم أحفاد سايكس بيكو الأولى.
  2. وهم مجرد أبواق لمن يأمرهم لأنه يحميهم ضد شعوبهم.
    لكني مطمئن لعلتين:
  3. أولا لي ثقة في أبطال تركيا وخاصة بعد أن عادت لهم أنفة أجدادهم الذين حموا بيضة الإسلام ووحدة داره ورمز وحدتها أي خلافة الأمة.
  4. ولا أحد يعير أدنى أهمية لاحتجاج هذه الأبواق وخاصة مهزلة المهازل العربية ممثلة بالجامعة التي صارت واجهة لأمين عام هو عبد لعبد إسرائيل اشتق اسمه من الغائط لحقارته.
    وطبعا لا يفرحني لجوء تركيا لغاية الدواء أو الكي. لكن تركيا لا يمكنها أن تقبل بسايكس بيكو ثانية تكون هي أولى ضحاياها. فحتى في الأولى التي كانت آخر معاركها بجيش الأمة كله نصرا مكنها من الحفاظ على حدودها الحالية. فكيف بها الآن وقد تعافت بقدر يجعلها أقدر على حماية كيانها وكيان من حولها.
    لو كان للعرب أدنى قدر من الوعي لكانوا أول المؤيدين لهذه الحملة لأنها تبدأ بحماية قطرين كان لهما في تاريخ الأمة ما واصلته تركيا أعني عاصمتي الخلافة الوسطيين بعد المدينة واستنبول. وهي أرعتها مستهدفة ممن كانوا وما يزالون يعتبرون الإسلام ظاهرة ينبغي انهاؤها ولو بالتحالف مع مغول الشرق (المغول المعروفين) ومغول الغرب (أمريكا).
    لكن كيف أنتظر ذلك من أقزام نصبهم الاستعمار وقد صار بعضهم يحتمي بإيران وبعضهم الثاني يحتمي بإسرائيل من أجل كرسي ليس لهم عليه أدنى سيادة لأنهم في الحقيقة مجرد غفراء رغم زعمهم أنهم ملوك وأمراء. لذلك فالعجب ليس مما يجري بل من العجب من جريانه على النحو الذي يجري به: فهم قد نكصوا إلى الجاهلية.
    إن هؤلاء الناكصين لا يمكن أن يكونوا من أحفاد الفاتحين. لا بد أنهم من أحفاد القاعدين الذين لعنهم القرآن الكريم لأنهم من الأعراب المخربين. ولا أقول ذلك في شعوبهم الذي لا يقلون عن أي مسلم غيرة على الأمة فهم ضحايا لنخبة فاسدة ومستبدة نصبها عليهم صناع سايكس بيكو الأولى ويريد منهم تمويل الثانية لأنهم دون أجدادهم كلالة على مولاهم لا يقدرون على شيء.
    والله إني لأخجل أن يكون من بين العرب حتى لو كانوا من أبناء القاعدين-لأني من أبناء الفاتحين الذي نزلوا في عاصمة الفتح في غرب دار الإسلام القيروان وتونس-لأن دمنا واحد وعارنا واحد ومجدنا واحد ليس بين العرب وحدهم بل بين كل المسلمين من اندونيسيا إلى المغرب وفي كل المعمورة بعد انتشار الإسلام العالمي في كل الشعوب (بخلاف ما توقع هيجل الذي ظنه خرج من التاريخ).
    لما سمعت ببدء الحملة لم يكن قلبي يخفق خوفا على الأتراك وحدهم بل وكذلك على الأكراد فهم اخوتنا وهم أيضا ضحايا أفسد نخبة تعلمنت في جميع أقوام الأمة وأقطارها: علمانيو العرب والأتراك والأكراد والأمازيغ فقدو معنى التاريخ والمجد وصاروا مسخا من الإنسان لأنهم فقدوا سر التحرر من الإخلاد إلى الأرض في لهيثم مثل الكلاب: خدم الاستعمار.
    وختاما أدعو الله لنصر جيش الفتح الجديد وأن يعيد اللحمة بين شعوب الإقليم فمصيرنا واحد. وإذا كانت أوروبا التي كل تاريخها حروب بين دولها حتى وصلت إلى حربين عالميتين انتهت إلى أن العصر يقتضي بناء وحدة ليكونوا بالحجم الذي يقتضيه العصر وبالذات بين أكثر شعوبها تعاديا: ألمانيا وفرنسا. فأي معنى لأن يكون لكل قبيلة عربية محمية يسمونها دولة؟

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي