1-في جل البلاد العربية تسمع دون توقف عبارة”نحن في حالة حرب”ضد الارهاب إما قبل إحداثهم له ويصفونه بالمحتمل أو بعده إحكاما للاستبداد الحامي للفساد. ولا تدري من هذا الـ”نحن”؟ ومن الغير المتهم؟ فكيف نفهم الظاهرة وما علاجها؟
2-والغريب أن استراتيجية الحرب التي يدعون اللجوء إليها فشلت فيها القوى العظمى. لكن أقزام العسكر ومليشياتهم ونخبهم العميلة المحتمين بهذه القوى العظمى يتصورون أنفسهم أقدر عليها. إنها حرب بقاء بالنسبة إليهم.
3-كنا نسمع مثل هذا وقد نفهمه قبل ثورة الحرية والكرامة التي مثلت محطة ذات دلالة في إيقاف التعبير العنيف ضد الظلم والميل إلى العلاج السياسي المدني مع تفاؤل وصبر لم نر له مثيلا عند الشعوب العربية التي ثارت.
4-لكن هذا الموقف تواصل بل وتضاعف إما لمنع الإصلاح الذي يطالب به المحتجون سلميا كما في سوريا أوللانقلاب على الحل السياسي السلمي في مصر.
5-فأصحاب الثورة المضادة هم الذين واصلوا في بلاد العرب من العراق إلى ليبيا وبتمويل عربي-شح بتغيير السعودية-إلى حرب أهلية شاملة لعلها بالغة الذروة في مصر.
6-ومع ذلك تجد في نخب تونس الاستئصالية الصوت العالي والضمير اللامبالي الذي يعتبر ما يقوم به بشار والسيسي والحوثي وحفتر النموذج حلا يقترحونه لتونس غير آبهين بالضحايا والتعذيب والتجويع وانتهاك الأعراض لغالبية الشعب.
7-والعلة بينة: فالمحتاج للإرهاب هم النخب العميلة لذراعي الغرب إيران وإسرائيل والتي تعلم أنها لا يمكن أن تصل إلى الحكم ديموقراطيا لحماية ما تعودته من استبداد وفساد وتصرف بعجرفة حقير السادة مع محتقر العبيد.
8-ولما كان الاسلاميون متأكدين من الوصول إلى الحكم ديموقراطيا فإن الزعم بلجوئهم إلى العنف سفاهة لا يصدقها عاقل: المطمئن لشعبه غني عن ذلك. ومن ثم فالإرهاب حرب عليهم لا لهم.
9-لذلك فحتى لو صادف فاستعمل بعض الشباب الغاضب ما يوصف بالعنف قياداتهم ترفضه لأنه ليس من مصلحة الثورة فإن ذلك لا يعدو أن يكون دفاعا عن النفس يدفعون إليه دفعا.
10-وحتى لو صبروا وتجنبوا كل رد فعل عنيف فإن الأنظمة ونخبها الفاسدة تلجأ إلى طريقتين لإشعال الفتنة: الاستفزاز الساذج والمباشر بدعوى حرية التعبير والمعتقد (الفن المزعوم للسخرية من رموز الثقافة العربية الإسلامية والتحليل الموهوم لعلل الإرهاب) .
11-وعندما لا يكفي ذلك ويصبر الشباب المؤمن فإنهم يصطنعون إرهابا هادفا لتبرير أمرين: اللجوء إلى إرهاب الدولة والحصول على التأييد الغربي.
12-والإرهاب المصطنع هو الحيلة والوحيدة التي بقيت لأنظمة الاستبداد والفساد ولمؤيديهم من أنظمة الاستضعاف والاستتباع ومن ثم فالمعركة واضحة.
13-لم تعد معركة على الإرهاب بل هي معركة على التحرر من الاستبداد والفساد داخليا ومعركة على التحرير من الاستضعاف والاستتباع خارجيا: ضد ثورة الأمة.
14-والأمة التي ثارت لا يمكن أن تهزم خاصة والأعداء ذهب بهم الصلف والغباء إلى فضح خطة التجفيف: الحرب على الإسلام وقائده الرسول الأكرم.
15-كانت حربهم على تيارات سياسية ذات مرجعية دينية يمكن للشعب ألا يعتبرها معركته.ولما صارت على الإسلام والرسول فالمعركة هي ضد العشب كله.
16-لاأغبى وأسخف من نخب وأنظمة عميلة تحارب شعبها بدعوى تنويره بخلعه من ثقافته ومعتقداته بدعوى تجفيف منابع الإرهاب بارهاب الدولة وفسادها؟
17-لذلك فأنا مطمئن وواثق من النصر: وشرطه بدأ يتحقق.فمثلما اتحدت الثورة المضادة فإن الثورة بدأت تتحد خاصة وقد خرجت السعودية من صف الأولى.
18-وبعدما وصلت الأمور في مصر إلى ما نرى فإن السعودية وقطر وتركيا ستضطر قبل فوات الأوان للانضمام إلى صف الثورة لأن الحرب قد تصبح شاملة.
19-فتركيا والسعودية وقطر مهددة بالتقسيم بتشجيع الطائفية العرقية في الأولى والدينية في الثانية وبتخريب الثالثة وبتآمر من حولها عليها.
20-وفي هذه الحالة إذا اتحدت الثورة وعزز صفها تركيا والسعودية وقطر فإن القاعدة الأساسية للتحرير من الاستضعاف والاستتباع تكون منطق التحرر.
21-فالتحرر من الاستبداد والفساد مرهون بضرب الثورة المضادة داخليا وردع الاستضعاف والاستتباع من ذراعي الغرب: إيران وإسرائيل ومليشياتهما.
22-مرهون بضرب ذراعي الغرب ومليشياتهما؟الغرب لم يعد قادرا على الحرب المباشرة بل هو يجند لحرب بالوكالة ويساعد بالطيران والأمم المتحدة.
23-فإذاهزم الذراعان والمليشيات سيجنح الغرب للسلم فطيرانه وقانونه الدولي لا حول لهما ولا قوة أمام الشعوب فلتتشجع القيادات الثلاثة باقدام.
24-يكفي لتركيا والسعودية وقطر أن يمدوا الثوار في سوريا بالعتاد المناسب والمؤن ليتم الحسم سريعا المحيد للمناورات فيضطر الغرب للتسليم.
25-وأحذر بأن كل تردد من قبل هذه القوى الثلاثة سيعود عليها باوخم النتائج:فهدف الغرب هو تقسيم تركيا والسعودية وابتلاع قطر بإخافتها وعزلها.
26-وإذا أقدمت هذه الدول الثلاث فإن حربهم التي ينبغي أن تعلن صراحة لن تكون ضد الأدوات والأعراض بل لا بد من ضرب الداء نفسه: تمكين الثورة من أدوات المقاومة ومنع تدخل الثورة المضادة بالتهديد بالتدخل لحمايتها.
27-فعندما يرى الذراعان أن هذه القوة المثلثة عازمة على حماية مصالحها الوطنية بأداة الحماية الوحيدة عندما تفشل الدبلوماسية فإنها سترتدع بقدر حزم هذه القوة وعزمها.
28-وإذا تحقق ذلك فإن كل الشباب الذي كان ينجذب لدعاية الحركات التي تستعمل لمحاربة الثورة بالمزايدة عليها باسم الخلافة أو رد العدوان سيغادرها وتزول هذه الحركات المخترقة من الأعداء لتشويه الإسلام والخلافة.
29-وبذلك فإن خطة المدد للثورة مع الإعلان الصريح بعدم السماح للتدخل الأجنبي في أرض المعركة سيقوي الثقة الشعبية في هذه الأنظمة الثلاثة لأنها ستعتبرها بحق أنظمة ثورية تحقق هدفي التحرر وهدفي التحرير.
30-وحسب رايي فإن هذه الأنظمة ليست مخيرة لأنها مستهدفة سواء بادرت أو لم تبادر بل هي مستهدفة أكثر عندما لا تبادر لأنها تصبح كذلك مستهانا بها ما ييسر العبث بأمنها.
31-ومن ينتظر ويتردد ويتلكأ مع علمه خطة العدو في الحرب عليه (على تركيا والسعودية وقطر) واتهامه بأنه ذو ميول إسلامية فإخوانية فتكفيرية فإرهابية فهو كمن ينتظر حبل المشنقة يعقد حول رقبته.
من يحتاج إلى الإرهاب؟ – أبو يعرب المرزوقي