لم أخف يوما أني كنت بورقيبيا.
ولم أخف أني خرجت من الحزب قبل انهيار المشروع مباشرة بعد حرب 67.
لكني مع ذلك اعتبر الرجل من رجالات تاريخ تونس.
وقد رفضت أن يهان سواء من معارضيه الذين صاروا عبيد ابن علي أعني اليسار والقوميين المزعومين أو حتى من النهضة التي هي أقرب القوى السياسية إلى ما اعتبره ثقافة الشعب وطموحاته في استرداد ذاته وتحرره من التبعية الثقافية والاقتصادية والسياسية لفرنسا خاصة.
لكني اعتبر أن من أهان بورقيبة أربع مرات والخامسة قد تحصل إذا بقي من كانوا يسمون أنفسهم بورقيبيين يتفرجون كما حصل في الأربع السابقة:
- الأولى مضاعفة وهي الاهانة التي قام بها ابن علي في الانقلاب عليه وفي سجنه أكثر مما سجنته فرنسا.
وهي إذن اهانة مضاعفة قد يتوهم البعض أن أول وجهيها كان يمكن أن يكون حماية له ولتونس لو كان وعد الانقاذ صادقا.
ومعنى ذلك أن الانقاذ لو صح لكان حماية لبورقيبة ممن كانوا يتلاعبون به بعد أن فقد قواه العقلية.
لكن وجهها الثاني بين أن في الامر محاولة للانتقام منه لسبب أجهله ولعل غيري يعلمه وإن كنت افترض أن العلة هي احتقار بورقيبة لابن علي بسبب جهله لأن بورقيبة كان مثقفا ويحقر الجهلة.
- الثانية مضاعفة كذلك وهي الإهانة التي قام بها السبسي في انتحال صفة البورقيبي وفي تكين أعدائه من القضاء على كل أثر تركه بورقيبة في تونس.
فهو تحالف مع كل الذين حاربوه وخاصة اليسار المزعوم والقوميين المزعومين ويجمع بينهما الاتحاد الذي بخلاف ما يتوهم من يريد تلميح أحداث 78 كان قد حاول الانقلاب على لأن أمينه العام كان يطمح في الرئاسة.
وقد عوقب شر عقاب عندما انهار كل مشروعه في حياته عقابا على اهانة بورقيبة بانتحال صفة الانتساب إليه وتمكين اعدائه من تراثه الذي دنسوه.
ولنذكر ان ابن علي عوقب شر عقاب.
فالثورة وقعت عليه فمات منفيا خارج الوطن طريدا وسجينا مدة تسع سنوات عند شر أنظمة العرب وخاصة في عهد صاحب المنشار ليرى من هو أشر منه.
وعوقب خاصة بما يشبه عقاب السبسي لأن حزبه ومافاياته تفتتت وما تعاني منه تونس هو صراع مافياته التي شكلت فتات أحزاب من الصبابة اليسارية والقومية المزعومتين وهي التي تخرب تونس لأنها مجرد “حوانيت” تغطي على شرورها.
أما الإهانة الخامسة والأكثر إذلالا لكل من يدعي الانتساب إلى البورقيبية فهي عبير موسى التي هي من زغراتات أول مهينيه – لا علاقة لها ببورقيبة ولا بالبورقيبية بل هي خدامة عند زوجة اجهل من حكم تونس-وهي مجرد عميلة للثورة المضادة التي تمثل ذيل إسرائيل والتي تمولها للحرب على الثورة.
ولا فرق بينها وبين من تموله الثورة المضادة العربية الثانية التي تمثل ذيل إيران.
وكلاهما إهانة لتونس.
وكلاهما فاقد لأهم صفة من صفات البورقيبية.
فبورقيبة كان على الاقل يؤمن بتونس حتى وإن كان فيه شيء من خرافة لويس الرابع عشر دون عظمته أي القول إن تونس هي أنا.
فإذا كان يوجد في تونس من يدعي أنه ما يزال بورقيبيا فهذه فرصته للثورة على هذه الدعية التي لا تساوي ظفر أدنى أتباع بورقيبة حتى لو نفخ فيها اعلام عبد الوهاب عبد الله وكل المتحالفين على قوى الشعب وثورته حملا بالمسار المصري.
لذلك فسكوتهم عليها إهانة لهم قبل من الانتساب إليه أو ما يزعمون الإيمان به والاستعداد للدفاع عن بعض ما ترك: شيء من الوطنية حتى لو كانت محدودة الافق.
فمن يكون دمية لشرطي مواخير دبي ليس أهلا للكلام باسمهم وباسم بورقيبية يبقى صاحبها رغم كل شيء من رجالات تونس ومن رموز تاريخها الحديث.