لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
أبدأ بملاحظة سريعة قد لا تعجب الكثير من النخب التي لا تريد التحديق في الحقائق المرة: تونس -وليست وحدها بل هذه وضعية كل الدول العربية الحديثة- ما زالت تجتر نفس الأزمة منذ نشأة ما يسمى بالدولة الوطنية إلى اليوم لأنها ليست وطنية إلا بالاسم.
ويبدو أن “الثعالب الشابة” من النخبة السياسية في تونس نسيت قولة ماركس : تكرار التاريخ يجعل التراجيديا كوميديا.
فمن يكرر تجربة بورقيبة على فرض نجاحها -وهي مسألة فيها خلاف كبير كما سنرى- ينسى أنه لا يملك أدنى الشروط التي كانت متوفرة لذلك الجيل.
ولست أدري ماذا كان ماركس يمكن أن يقول لو علم أن نخب تونس -والعرب عامة لأن ما حدث في تونس حدث في جل البلاد التي نحت أنظمة لها شرعية شعبية وكان يمكن أن تتطور إلى ملكيات دستورية مثل المغرب الأقصى وعوضتها بدكتاتوريات متخلفة عسكرية وبوليسية وشعبوية- لا تكتفي بالتكرار مرة واحدة بل دائما :
فماذا كان له أن يقول لو رأى من لم يكتف بالتكرار مرة واحدة بل أضاف الثانية ويريد أن يضيف الثالثة؟
فتلك حال النخبة التونسية التي تحكم البلاد منذ ستة عقود ودائما بمنطق التكرار الممل :
- الشكل الأول هو الانقلاب البورقيبي على الباي وقد كان كوميديا من تراجيديا تكون نظام البايات منذ القرن الثامن عشر. وقد عشنا مآله في انقلاب ابن علي عليه والطابع الكوميدي للجمهورية التي كانت الملكية منها ألف مرة أرحم بالمواطن وحرياته الأساسية.
- والتكرار الثاني هو هذا الانقلاب على بورقيبة. وهو كوميديا الكوميديا إذ فيه برزت طبيعة النظام الجمهوري ومكتسبات الحداثة التونسية فتعرى الطابع المافياوي الذي كان يتخفى وراء شرعية انقاذية لشرعية تاريخية منتحلة.
- والتكرار الثالث كان كوميديا الكوميديا من القوة الثالثة. وقد عشناه في نهاية ابن علي لأن ما حدث بعد الانتخابات الأولى لغمته السنة الأولى بعد الثورة لإفشالها.
- والتكرار الرابع هو الكوميديا من القوة الرابعة. ونحن نشاهده أمامنا إعدادا لنهاية عهد السبسي باستكمال عمل السنتين اللتين أحاطتا بثمرة الانتخابات الأولى وأدتا إلى الانتخابات الثانية التي أوصلت النداء للحكم الفاقد لكل خصائص الحكم وأولها برنامج العمل الذي يعبر عن مطالب الثورة أو على الأقل بعض الوعود التي قدمت في الانتخابات.
وهي نهاية بدأت مع بداية عهد السبسي الذي هو أشبه بنهاية عهد بورقيبة منه ببعث عهده. وهي دون شك مسخرة المساخر من اليوم الأول : ولعل أمريكا قد فهمت كل شيء فعبرت عن فهمها بهديتها الكروية.
ذلك أنها ليست معركة وراثة بين طبقة سياسية ذات نخب سياسية تتمتع بنسيج قادر على تسيير دولة بل هي معركة بين “فروخ ” يتعلمون في الحجامة في رؤوس اليتامى رغم أنهم يتصورون أنفسهم زعماء كبارا و”ثعالب”.
ذلك ما ننتظره لأن العهد في أرذل العمر وصاحبه لن يعلم من بعد علمه شيئا. وصدق زميله الذي قال لي ذات مرة إنه لا يمكن إلا أن يضر ولا ينفع أبدا.
فقد كرر ابن علي انقلاب بورقيبة على الباي. وكرر السبسي انقلابه على الثورة الشعبية قبل الانتخابات الأولى وبعدها. فهو مع شاهد الزور الذي ترأس تونس بعد الثورة وضع بذرات الانقلاب على الثورة بداية (حكم السبسي الاول) وغاية (حكمه الحالي) : وللأمانة فهو قد أعلن عن نيته القيام بذلك في قصة التارزي التي شرحتها حينها بهذا المعنى. لكن النخبة السياسية تتعامى.
ثلاثتهم (بورقيبة وابن علي والسبسي) اعتمدوا على التأييد الخارجي والتنصيب الذي يشبه تنصيب القنصليات في بداية عهد الحماية وقريبا سنسمع عن « الكوميسيون المالي » : والأولان حكما عقدين كاملين وبعض سنين .
وكلاهما أوصل تونس إلى الإفلاس المادي والانحطاط الخلقي بدليل رمزي العهدين سعيدة وليلى.
لكن الثالث -الباجي- لن يحكم أكثر من عامين وهو بعد قد أوصل البلاد إلى الإفلاس المادي والخلقي (قانون المصالحة دليل على أن نفس المافية هي التي تحكم من وراء حجاب).
وإذن فغاية النظامين الأولين نظام بورقيبة ونظام ابن علي هي نظام السبسي الذي يدعي بعث نظام بورقيبة. وهو نظام بدأ بمعركة الخلافة التي انتهى بها نظام بورقيبة وعاشت الأنظمة الثلاثة بين البداية والغاية على سلطان خفي تجلت طبيعته في نهايتها فكان حكم مافية كانت الدولة تحميها لأنها جزء منها ثم صارت تسعى لتشريع سرقاتها (أ – ب) تبريرا لها بالحاجة إلى تمويل الاستثمار :
لكأن من “يقلب” البنوك ويهرب الأموال ويهدم الاقتصاد بالأسواق الموازية ويبني فنادق تمولها الدولة يسمى مستثمرا.
ومعنى ذلك أن تونس مرت بثلاثة أنظمة كلها بلغت أرذل العمر في ظروف لا تختلف كثيرا من حيث الجوهر لأنها تبين التزايد المطرد في تعقد الأزمة الواحدة :
- فالنظام الأول (نظام البايات) كان أطول عمرا
- من النظام الثاني (نظام بورقيبة)
- ومن النظام الثالث (نظام ابن علي).
والغريب أن النظام المتهم بالتخلف -نظام البايات- كان على الأقل دون الآخرين دعوى وبروباغندا وأكثرهم تواضعا وتناغما مع ثقافة الشعب. وقد كان دون أدنى شك أكثر شرعية منهما في الوعي الشعبي الذي كما هو معلوم كان محكوما بالعادة والعرف. ومن علامات هذه الشرعية الشعبية أذكر ما قاله أحد أعمامي وكان شيخا تقليديا. قال لنا ونحن أطفال يوم خُلع الباي وكان الجو يومها مدلهما دون مطر إن ذلك تعبير عن غضب الله لتنحية هذا الطاغية (ويقصد بورقيبة) الباي.
فنظام البايات وخاصة بعد المنصف باي صار جامعا بين شرعيتين دينية ووطنية في حين أن هذين الحاكمين كلاهما نشأ في حرب أهلية عاشها الشعب في لحمه الحي بعد ثورة شعبية حقيقية ذات مرجعية إسلامية بينة ومتجاوزة للحدود القطرية الموروثة عن فكرة الدولة الوطنية القاطعة مع وحدة متعالية عليها هي وحدة الامة :
- الحرب الأهلية بين اليوسفية والبورقيبية في بداية عهد بورقيبة.
- الحرب الأهلية بين الإسلاميين والتجمعيين في بداية عهد ابن علي.
أما النظام الأول نظام البايات فحتى وإن كانت نشأته دامية فهي قد نسيت فضلا عن كونها قد كانت في إطار النخبة الحاكمة أي بين الأمراء والحكام في مناخ لم يكن فيه لدور الشعوب في الحياة العامة نفس الدلالة التي أصبحت له بعد ثورة التحرير التي كان عمرها أكثر من قرن ونصف عندما نشأت الدويلات القاطعة مع المرجعية المشتركة بين كل المسلمين.
فالمجتمعات الإسلامية حينها شبه مستقلة عن الدولة في كل ما له صلة بالحياة العادية تكوينا وتموينا.
أما في الحربين الأهليتين اللتين طبعتا نشأة النظامين البورقيبي ووريثه فإن الدولة صارت مهيمنة على المجتمع وموقف الشعب تغير فصار جزءا لا يتجزأ من معركة الحكم والشرعية.
وقد عشت وأنا طفل حالات من تصفية اليوسفية بتعاون بين جماعة بورقيبة والجيش الفرنسي وكانت أسرتي إحدى ضحاياها وإن مرت الحادثة بلطف لم تتجاوز أخذ سلاحنا الذي كنا نحتمي به ونحمي به أرضنا وأنعامنا في عهد كان فيه الخليفة (يعني نائب والي المنطقة=المعتمد الآن) يقاسم اللصوص سرقتها.
وتلك خاصية بدأت مع الاستعمار لكنها استفحلت منذ نشأة دولة الاستقلال مطلقة الاستبداد. فقد أصبح لها سلطان مطلق ليس على الحماية فحسب (الأمن والعدل في الداخل والدفاع والدبلوماسية في الخارج) بل وكذلك على الرعاية (تكوين الإنسان وتموينه بدنيا وروحيا). فصار المجتمع الأهلي شبه مشلول وخاصة بعد إزالة وسائل عمله أي الأوقاف التي كانت تعنى بالتكوين والتموين الشعبي العام.
أقص هذه الأحداث لأن جل الشعب التونسي شاب ولا يكاد يعلم عنها شيء رغم أن الأمور تتكرر كما أسلفنا. لكن تكرارها كان مصحوبا بسياسة اعلامية وتربوية تسعى دائما لجعل الشعب التونسي ينسى مرجعياته ودلالاتها لأن ما حدث كان في هذه الحالات الثلاث يجري بما سميته لعب الفروخ التي تتعلم الحجامة في رؤوس اليتامي وتصفية الجيل السابق بما يزعم ثورة تحديثية في القطيعة
- أولا بين البورقيبية والثعالبية
- ثم بين اليوسفية والبورقيبية
- ثم بين البورقيبة والابن علوية
- ثم بين الثورة والثورة المضادة.
وأصحابها أعني النداء واليسار فيه يدعون العودة إلى البورقيبية والإسلام التونسي الوسطي وهم في الحقيقة يخادعون النهضة لأن حقيقة موقفهم هي موقف الجبهة التي ينبغي الاعتراف بأنها صريحة وثابتة على موقفها المعادي لثقافة الشعب.
وهذه الثقافة في اتصالها هي الثعالبية واليوسفية والنهضوية. وهم يعادونهم في الحقيقة أكثر من بورقيبة. ذلك أن الهدف في كل هذه الحالات هو قطع الصلة بين الشعب ومقومات وجوده المبدع بضرب عروقه في تاريخه وحضارته.
لكأن الهدف هو تكوين جماعة لا دين لها ولا ملة وذلك هو ما يسمونه بالبورقيبية الثانية ومكتسبات الحضارة بمنطق “القشارة”:
- طبقتها السياسية سماسرة بدلا من التعبير عن إرادتها: فالدكاكين التي قياداتها أكثر من حرفائها لا يمكن أن تعد أحزابا معبرة عن الإرادة السياسية. والأحزاب التي تنصبها السفارات والتدخلات الأجنبية ليست وطنية فضلا عن الشخصيات التي ينتخبها السفراء.
- طبقتها المعرفية غزاة ثقافيين بدلا من تنمية معرفتها لأن الجامعات تحولت إلى جند التبشير الحضاري والتحديث المستبد استكمالا لمهمة التحضير الاستعمارية مع ترك المهمة الرئيسية التي تتمثل في علاج القضايا المعرفية والتطبيقات التي تسد حاجات الجماعة.
- طبقتها الاقتصادية نهابون لثرواتها بدلا من تنمية قدرتها لأنها بقسميها ارباب العمل والعمال يكتفون بحلب الدولة وبدلا من إثرائها بتمويل الاستثمار المنتج تراهم لا يغادرون المنتجات الهامشية بضائع وخدمات حتى تصبح التبعية بنيوية.
- طبقتها الحيوية باعة روبافاكيا فنية بدلا من تنمية ذوقها. فما من أحد يشاهد ما يسمونه إبداعا أو يسمع ما يسمونه أدبا إلا ويكاد يتقيأ من الحثالات التي يقدمونها مع ادعاء التحقير من التراث الفني بزعم تجاوزه التحديثي لكأن منهم من هو يقبل المقارنة ببناة الفنون الغربية
- وطبقتها الفكرية يمضغون شعارات التحديث المستبد بدلا من تنمية رؤاها الوجودية. وهؤلاء أفضل ألا أقول فيهم شيئا لأنهم لا وجود لهم أصلا. إذ إلى يوم الناس هذا ليس لتونس ما تفخر به بعد بعض الأسماء الزيتونية.
ولا أخفي أني حقيقة أجدني مشدوها كلما تابعت من يقدمونهم على أنهم خبراء في أي من هذه المجالات الخمسة : السياسة والعلوم والاقتصاد والثقافة والرؤى الدينية والفلسفية. فأتساءل عن مصدر خبرتهم ما هو :
- فلا هو مما يمكن أن يستمده الإنسان من التجارب الغربية الحديثة التي يدعون الكلام باسمها بعنجهية مركزية غربية تخلى عنها الغرب نفسه.
- ولا هو من التجارب التي نجحت بمحاكاة التجارب الغربية الحديثة مثل التي عرفتها دول جنوب شرقي آسيا أو دول أمريكا اللاتينية.
ومؤدى كل ما سمعته منهم هو الموقف الذي يريد محو الحضارة العربية الإسلامية بمنطق: “فسخ وعاود” وخاصة إذا سمعت فيلسوفاتهم الطلائعيات.
فإذا كان كل تعبير من تعبيرات الإسلام بمجرد تعينه في مسلم يصبح مظهرا إسلاميا ثم يتهم بكونه إسلاماويا فيعتبر مرحلة معدة للإرهاب فالنتيجة المنطقية لا يمكن أن نتخلص من الإرهاب إلا بحرب دينية لا تبقي مسلما واحدا على وجه الأرض.
ولما كان ذلك مقترحا حتى لو سلمنا بأنه ربما صحيح فهو مستحيل التحقيق خاصة برجال ونساء من جنس اصحاب هذه المواقف -الذين لا هم لهم إلا الإخلاد إلى الأرض إن حملت عليهم لهثوا وإن تركتهم لهثوا- فإنهم خبراء الحلول التي لا تتجاوز المهام المستحيلة.
ومعنى ذلك أن المسلمين لو اخذوا هؤلاء مأخذ الجد وعاملوهم بالمثل لكانت نهايتهم حاصلة في أقل من أسبوع : قلة قليلة تريد أن يتغير الشعب كله ليصبح مثلهم حتى يمكنهم من أن يفرضوا عليه نمط عيشهم بوصفه مكتسبات الحداثة.
وبذلك يصبح من لا يؤمن بالإسلام هو الذي يحدد الإسلام المناسب للأمة : كذلك صار السيسي مثلا مصلحا للإسلام وصاحب ثورة تجددية في الفكر الديني وفي تونس جل دعاة الإصلاح من « أحباب » الكنيسة وتلاميذ الاستشراق غير المفهوم.
ومن يريد الحياة البوهيمية هو المحدد لذوق الجماعة. ومن يريد أن يحول البلاد إلى مكان استجمام لعجائز أوروبا هو الفاهم في شروط التنمية إلخ…إلخ…
والحكومة إذا كان خبراؤها من هذا النوع فلا يمكن أن تسمى حكومة بل هي محكومة بمافيا تعمل من وراء حجاب وتريد أن تعود بالشعب إلى ما قبل الثورة. وطبعا فهذا مستحيل مهما ترك لهم الحبل على الغارب مؤقتا لأن الظرف الإقليمي والدولي يبدو مشجعا لهم في هذه المتاهة التي يريدون فرضها على البلاد : يرون في حل بشار والسيسي وحفتر وصالح عين الصلاح والنجاح والفلاح.
لكن الرياح تدور فلا يفرحن المغرور : شباب تونس بجنسيه تعلم الدرس. مكنكم من فرصة ثانية ليبين للجميع فيقتنع بأنكم لا تصلحون إلا لبيع الروبافيكيا. كانت للملابس ثم جعلتموها لوسائل النقل وقبل ذلك ملأتم بها وسائل الاتصال ومضامين التعليم والتثقيف والتدجيل إلى أن انكسرت الواجهات -الفترينات- فتبين للجميع أن عبثكم طيلة ستين سنة جعل تونس في آخر صف ما تسمونه اللحاق بركب الحضارة. لم تلحقوا إلى بركب الانحطاط والتخلف والتبعية.
لست متشائما وأريد أن أكون منصفا قدر المستطاع. لكني لم أجد ما يمكن أن يخرج الملاحظ الموضوعي من هذه اللوحة القاتمة للوضع التونسي والعربي عامة.
لكن ما يعنيني الآن هو الوضع التونسي :
لما أسمع الحوارات بين النخب اتساءل هل نحن واعون بالوضع حقا أم نحن أمام “مفرخة” تتناقز؟
لم يفهموا أن كل الدخل القومي الخام لا يمكن من تمويل أي استثمار في برنامج علمي محترم وهم مع ذلك يتصورون أن الاستقلال والتحرر من التبعية ممكن بالقطيعة مع شروط بناء أمة قادرة على حماية ذاتها ورعايتها؟
إذا كانت دول أوروبا -وأضعفها حجما ثروته تكاد يضاهي حجم ثروة العرب مجتمعين- لم تكتف بذلك لعلمها أنه لا يكفي لأداء أي دور في العالم الحديث لعدم كفايته في تحقيق أدوات الدور أي البحث العلمي وتطبيقاته العليا فضلا عن الحماية والرعاية الذاتية فكيف بهؤلاء الاقزام أن يتصوروا أنهم إذا جلسوا مع وزير خارجية أمريكا صاروا زملاء له في وضع الأنداد الأعزاء وليس في وضع التوابع الأذلاء؟
عفت السياسة والسياسيين والكلام في أخلاق اللئام وعقول الأقزام.
ملاحظة حول دلالة مفردتين تونسيتين :
فرخ يعني صبي وتقال على الكهل إذ يتصرف تصرف الصبي دون أن يكون القصد التصابي في المسألة الجنسية.
تناقز يعني تقافز وتقال عند التسابق بسبب الطمع والتنافس على أمر مرغوب فيه.
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/