تونس في 19-04-2015
1-استبشرت خيرا بعاصفة الحزم بسبب دلالتيها الأساستين بصرف النظر عن النتائج العسكرية التي توقعتها من جنس نتائج المطاولة لا المناجزة حتما.
2-دلالتها الأولى:خروج العرب من الإغماء التاريخي الذي فرضته عليهم سياسات قصيرة النظر لأن الأنظمة تقدم سلامتها العاجلة على حماية الأمة.
3-ودلالتها الثانية:بداية الوعي الاستراتيجي بضرورة ترتيب الأخطار والتهديدات:صراعات السنة الداخلية ينبغي ألا تتقدم على ما يتهدد السنة ككل
4-ودلالة الدلالتين:جوهر التغير الذي حصل: تشبيب القيادة أدى إلى الإقدام الطموح والقادر بفرض احترام العرب وإزالة احتقارهم اقليميا ودوليا.
5-ولما كانت ظاهرة التنافس في الخيرات بين شباب القيادات الخليجية علامة صحة وانبعاث قوة فإن واجب الشيوخ أمثالي أن يقدموا النصيحة والخبرة.
6-لا يهم إن سمعت النصحية أو لم تسمع في الحين : فوجودها مفيد ولو بعد حين. كلامي اليوم يتعلق ببعدي كل استراتيجية في الحرب عامة والحديثة خاصة
7-فمليشيات إيران وإسرائيل سواء مليشيات القلم أو مليشيات السيف هي التي تمثل خطرا حقيقيا في حروب الأمة الحالية وليس العدو الذي يوظفهما.
8-وهم الأخطر لأنهما ذراعا الجيل الأخير من الحروب: العدو لا يحاربك هو بل يدخلك في حرب أهلية بتوظيف من يجندهم من أبنائك –مليشيات قلم وسيف
9-لذلك اضطررت لمراجعة نظرية كلاوزفيتس في الحرب: بمضاعفة العاملين الأولين من عوامل النصر الثلاثة التي يتكلم عليها: الجيش والثروة والروح
10-فصمود الروح يضاعف العاملين الأولين: الجيش سلاح ومعنويات المقاوم ومصدر القوة ثروة وفضاء والروح هي مرجعية إيمان ينتج حصانة أمة ومناعتها
11-تضاعفت أدوات الحرب الحديثة وخاصة في جيلها الرابع: فالقسم الثاني من كلا العنصرين الأولين أهم من الأولين: معنويات المقاوم وفضاء الحرب.
12-وللحد من دور هذين العاملين يستعمل الحرب النفسية لهز المعنويات بالحرب على الحصانة وتفتيت الفضاء لإضعاف القوة المادية بتفريق ساكنيها.
13-وبذلك تصبح الجماعة المستهدفة عاجزة عن المقاومة حتى بالمطاولة إذا لم تحسن التعامل مع هاتين الأداتين:من ثم السؤال عنهما في عاصفة الحزم
14-ذلك أن اليمن هو البلد النموذجي الذي يمكن فيه استعمال هذين السلاحين من قبل الأعداء : مكانه مفتت تفتت سكانه وإيقاع الفعل فيه شديد البطء.
15-فيقوي سلاحي العدو في تحويل عاصفة الحزم من حملة لمساندة ثورة شعب إلى إظهارها بمظهر الغزو من دولة لدولة بإطالة العملية ونقلها للحدود.
16-لهذا دعوت من البداية إلى الفصل بين معركتين الثانية غطاء دبلوماسي للأولى: معركة القاعدة الإيرانية في صعدة ومعركة الشرعية اليمينة.
17-واقترحت الحسم السريع في معركة القاعدة في صعدة هجوميا واخذ الوقت الكافي لمعركة الشرعية في اليمن بتوحيد القبائل مع فصل صالح عن الحوثي.
18-الأخطر: الخطة الإعلامية بحاجة للمراجعة: فالإعلام العربي يناقض هدف المعركة.إحضار ممثل لإيران في الكلام على العاصفة اعتراف بحق التدخل.
19-لم أر إعلاما يعي دوره يحاور العدو في العلاج الاستراتيجي لمجريات حرب أمته التي تريد اخراجه من التدخل في شؤونها: اليمن شأن عربي خالص.
20-قد أفهم الإتيان بممثل الحوثي أو صالح مع الشرعيين في الحوارات حول الحرب.أما استضافة إيرانيين ففيها اعتراف فاضح بحقهم في التدخل في شؤوننا.
21-الخطة الاعلامية هي بيان طبيعة المعركة الثانية: بين الشرعية والانقلابيين.وعدم الكلام في الحرب الأولى لأنها حسم في إزالة قاعدة إيرانية
22-وآمل أن يتدارك الاستراتيجيون أمرين:1-معركة صعدة ينبغي أن تكون خاطفة وحاسمة بخلاف معركة الشرعية.2-الإعلام يوظف الثانية لحماية الأولى
23-ذلك أن العدو ليس غبيا : يغطي على العدوان في الثانية بمحاولة بيان أن الحرب طائفية في الأولى ليجعلها حربا سعودية على اليمن لا حرب شرعية.
24-ونحن ينبغي أن نعمل عكس ذلك تماما : القضاء على القاعدة الإيرانية في صعدة ينبغي أن تمر خلال معركة الشرعية حتى لا تذكر إيران ولا الطائفة
25-وفضل هذه الخطة مضاعف: عسكريا زخم العملية في البداية قادر على الحسم والخوف من الفتور. وإعلاميا: تمرير الهجوم باسم الشرعية أكثر قبولا.
26-وأعود إلى بيت القصيد: لا بد لقادة العاصفة أن يعلموا أنهم يخوضون حربين مختلفتي الطبيعة:حرب صعدة هجوم مناجز وحرب الشرعية دفاع مطاول.
27-ولا بد أن تكون لهم دبلوماسية وإعلام يركزان على معركة الشرعية دون سواها وأن يكون قتالهم مركزا على القاعدة الإيرانية في صعدة لحسم سريع
28-الدبلوماسية قد توقف الحرب دون حسم قضية صعدة. فيكون العدو المنتصر. أما إذا حسمت فإن العدو يكون منهزما مهما طالت معركة الشرعية.
29-ولست قادرا على إيصال هذا الرأي لقادة العاصفة وآمل أن يوجد من له القدرة على ذلك قبل فوات الفوت: فالمعركة الدبلوماسية على قدم وساق.
30-وتقديم معركة صعدة على معركة الشرعية له فائدة تتمثل في الفصل السريع بين صالح والحوثي فيضعف العدوان وتقوى العاصفة ويتم الحسم السريع.
31-وأخيرا فليعلم قادة العاصفة أن الحروب تعتمد على منطقين:فيزيائي بخصوص ترتيب الأدوات ونفسي بخصوص ترتيب الأهداف.وهما جوهر الفكر الفلسفي.
ملاحظات حول استراتيجية عاصفة الحزم – أبو يعرب المرزوقي