مقاومة فلسطين، خيارها الوحيد الحلف مع الربيع العربي

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله مقاومة فلسطين خيارها الوحيد الحلف مع الربيع العربي

أقولها بصراحة وبلا تردد: ليس عندي أدنى فرق بين عربي من الثورة المضادة يتحالف مع إسرائيل بدعوى الحرب على إيران-وهي كذبة من الطرفين-لأن الهدف الحقيقي هو محاربة الثورة والربيع وبين عربي من المقاومة الفلسطينية يتحالف مع ما يسمى بالممانعين عملاء إيران. بل إني اعتبر هذا الحلف الثاني أخطر على مستقبل الامة من الحلف الاول: فحلف الرجعية العربية مع إسرائيل ليس جديدا ولا يضفي على اجندة إسرائيل ما قد يخفي عداوتها للامة. فحلف ثورة فلسطين تخفي به إيران أجندتها الطائفية باسترداد المصداقية التي أفقدها إياه جرائمها في العراق وسوريا واليمن.

وإذن فعندي أن كلى الحلفين جريمة في حق الأمة الأولى فالأنظمة تدفع من فلسطين ثمن تغطية إسرائيل على استبدادهم وفسادهم وحربهم على الربيع والمقاومة الفلسطينية تدفع من الربيع ثمن وهم الاعتماد على الممانعة التي لا تمانع حتى على أقطارها فضلا عن فلسطين: فسوريا ولبنان مستعمرتان إيرانيتان.

والأخطر أن الاستعمار الإسرائيلي قابل للإزالة لعلتين:

  • أولا اسرائيل جسم غريب في الإقليم.

  • وثانيا هي تحتل الارض ولا تستطيع احتلال الارواح كما تفعل إيران بالتشيع تحتل الارض والروح.

فأحدهما زائل وقابل للرجع والثاني لا رجعة فيه كما حصل في إيران نفسها وفي العراق بدليل ميليشياتها العربية.

ومن ثم فحتى بالمعيار الكمي ما تحتله إسرائيل لا يساوي واحدا في المائة مما تحتله إيران من أرض العرب. واحتلال ولو شبر يقتضي العداوة مع المحتل. ومن ثم فكلاهما عدو بنفس الدرجة ومن يحالف إسرائيل ضد الربيع ومن يحالف إيران بدعوى المقاومة كلاهما قدم مصلحة نظامه أو قطره على مصلحة الامة.

وكان يمكن أن أتسامح فأقبل حجة من يقول لم يبق لي مفر من الحلف مع الممانعة لأن العرب تركوني وحاصروني وتحالفوا مع عدوي المباشر لو كان يوجد من قبل الممانعين ما يفيد أمرين:

  • الأول أنهم لا يحتلون أرض العرب بشعارات طائفية صريحة.

  • والثاني أن يتجاوز كلامهم على فلسطين العنتريات.

عنتريات إيران وما يسمى بالممانعة أقل فاعلية من عنتريات كل العرب الذين تاجروا بقضية فلسطين. ومتاجرة العرب كانت لخدمة أنظمتهم (البعث والناصرية والقذافية وحتى الانظمة القبلية العربية) لكن إيران لها هدفان: ربح قلوب الشعوب ومفاوضة الغرب بورقة فلسطين والمقاومة.

وهنا لا بد من بيان سخافة “ما أخذ بالقوة لا يرد بالقوة” وحصرها في القوة المادية. ذلك أنه بهذا المعنى ما كان لأي ثورة تحرر في العالم الثالث ان تنجح: إذ لا نسبة ولا مناسبة بين قوة الاستعمار والشعوب التي ثارت. كان يمكن لها أن تمحو كليا لو لم تكن مادية وروحية أو عنيفة ولطيفة.

وبهذا المعنى تصبح عبارة “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” صحيحة إذا أخذنا القوة بهذين المعنيين. وتلك كانت خطة أصحاب أوسلو أو على الأقل بهذا المعنى أفهم نية المرحوم عرفات في دخول فلسطين للمقاومة من الداخل بعد أن سدت عليه ابواب المقاومة من الجوار.

وهبنا افترضنا ان الحلف مع الممانعين مفيد في الظرف القصير فهو ضار حتى في الظرف المتوسط فضلا عن البعيد: من له ذرة من عقل هل يعتقد أن العرب إذا فقدوا الهلال سيستردون فلسطين؟ وبمعونة من: الذي أفقدهم الهلال أي العراق وسوريا ومعها فلسطين طبعا لأنها جزء لا يتجزأ من الشام.

ولنفترض أن إيران صارت قوة نووية: هل ستكون قوة مغايرة لكوريا الشمالية فتتحدى أمريكا وإسرائيل من أجل عيون الفلسطينيين؟

هل بعد أن هدمت القوة العربية السنية في العراق والشام واليمن وربما في كل الخليج الذي لم يبق له ساتر غير أكاذيب ترومب وناتن ياهو هل يوجد ما يجعل إيران تحالف أحدا منا؟

أعتقد أن من يتصور ذلك ممكنا حتى في الاعلام أشك في عقله وفي بصيرته. فمن يعرف موقف الفارسي من العربي ومن يعرف العلاقات بين الدول لا يمكن أن يقتنع بأن الحرس الثوري الذي احتل الهلال مستعد للدخول في حروب مع إسرائيل والغرب بعد أن يكون قد ضمن بقاء النظام الإيراني؟

وقد كتبت منذ أن سمعت أبا مرزوق يصرح ذلك التصريح العجيب. منذئذ بدأت اشك في عقول المشرفين على استراتيجية المقاومة. فليس لأن حلف الثورة المضادة خان -وهي ليست خيانة جديدة-ينبغي أن نخون مثلهم بل وأكثر فنحالف من احتل بلا رجعة ثلث الوطن العربي تصديقا لعنترياته لاستبلاه العرب.

من يصدق نجاد الذي يهدد بمسح إسرائيل من الخارطة بقنبلة لم يصنعها بعد وهو يعلم ان لإسرائيل مئات من أفضل انواعها ويعلم ألا أحد يأخذه مأخذ الجد إلا المراهقين العرب الذين لا يفقهون الاستراتيجيات الحربية والتناسب بين القوى الفعلية التي لا تعترف في الحروب العنتريات.

وسيتوهم الكثير من العجلين أن هذا الكلام فيه شيء من الانهزامية. في الحقيقة هو كلام هدفه تجنب الهزائم الفعلية وليس الخوف من الصمود والمقاومة التي لها استراتيجية حرب المطاولة بدل حرب المناجزة (بلغة ابن خلدون): فكل الحروب الشعبية تربح بالمطاولة والخطط بعيدة المدى.

وأول شروطها ألا تتحول المقاومة إلى تجارة يتعدد أمراء الحرب فيها: فعندي أن أكبر علة للفشل في المقاومة هو تعدد الحركات. وهو داء ورثته ثورة الربيع في الشام عن الحركات الفلسطينية التي تحولت إلى تجارة مضاعفة. تجارة النخب الفلسطينية كخبراء وتجارية البندقية كأداة تنفيذ: مرض عضال.

الحل الثالث الذي يغني فلسطين عن صف الممانعين المخادع والذي لا يختلف عن اجندة اسرائيل في احتلال بلاد العرب وصف الثورة المضادة التي تحارب الربيع يتألف من مبدأين لا غير:

  1. وحدة الشعب الفلسطيني والتخلي عن أمراء الحرب.

  2. واختيار صف الربيع ومن يؤيده في الاقليم (وهو معلوم).

إذا تحقق هذان المبدآن وآمن الشعب المتحد بأن القوة عنيفة ولطيفة وأن المطاولة هي الأساس فإن ذلك سيمحو تهمة الإرهاب التي وجدت هوى في نفس الغرب والعرب حتى يتخلصوا من قضية استعمار وابارتهايد بدأت تحرك ضمير أوروبا على الاقل. مصطفى البرغوثي هو مستقبل المقاومة الذكية.

وكل نهج آخر -حتى لو بقي له حظ بعد سقوط مصر تحت جناح إسرائيل بسبب الثورة المضادة-لن تفيد إلا إسرائيل وناتن ياهو خاصة في فترة ترومب. المهم هو منع الصفقة الكبرى بالمقاومة السلمية وليس بما تحتاجه إسرائيل حتى تمرر تهمة الإرهاب التي لم تعد غربية فسحب بل هي عربية بالأساس.

وآخر كلامي أن فلسطين إذا لم تكن ثورة شعب يريد الحرية والكرامة مثل الربيع الذي يتهمه صف الممانعة المزعوم بأنه مؤامرة ضد الممانعين بشعارات يا لثارات الحسين والذين لم يمسوا شعرة من رأس ناتنياهو بل هدموا العراق وسوريا واليمن ويريدون تهديم قوة الإسلام الحق أي سنة الإقليم.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي