لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
لائحة اتهام أم اعتراف بجرائم؟
سألني أحد الأصدقاء رأيي عن لائحة المطالب التي وجهها الرأسان والذيلان لقطر والتهم التي من ورائها. لم أعده بالجواب عنها واحدة واحدة، بل سأجمل وسيكون إجمالي في ملاحظات برقية. واساسها نظرية الاعتراف سيد الأدلة.
وأبدأ بسؤال أول: هل اللائحة موجهة لقطر؟
لا أعتقد ذلك إلا من منظور ساذج.
إنها ليست تهما موجهة لقطر وعقاب يتلوها، بل هي اعتراف من أصحابها للراي العام الدولي أنهم لا يعترفون بالقانون الدولي بكل اصنافه: وهو سيد الأدلة.
ومعنى ذلك انه لو كان للقانون الدولي نائب عام، لاعتبر ذلك كافيا لاتهامهم بالعدوان على القانون الدولي بكل اصنافه ولعرضهم على محكمة الجنايات.
لكن للقانون الدولي ما يشبه النائب العام بسلطان خلقي أسمى من القانون: فلا يكفي الاعتراف بالجرائم إزاء القانون الدولي. هناك اعتراف باللاأخلاق.
فعندما تطالب بمن تتهمهم بالإرهاب لتطبق عليهم “عدالة” الدبابة والسجون التي فاقت الجولاج وغوانتنامو وأبي غريب، فإنك تفضح نفسك للعالم كله.
إذا كان أكبرهم-رغم تبعيته لأصغرهم-قد سجن إعلاميا طمع في زيارة أهله دون محاكمة، فكيف يمكن تسليم الشيخ القرضاوي للسيسي، أي العالم للجاهل؟
لائحة تلغي حق دولة مستقلة في إجارة من تريد دون أن تنفي حق الشرائع الدولية في متابعتهم، إن كان لها عليهم أدلة: هل أصحابها ذوو عقل لدى أي عاقل؟
ولو كنت مثل المتهم من قبل اصحاب هذه اللائحة، لما رفضتها بل لأسهمت في نشرها بوصفها اعترافا بما يقترفونه من جرائم وبما يقدمون عليه من فضائح.
هذا جوابي لصديقي. وسأعتذر لكل خليجي يرى من حق اصحاب القائمة التدخل في بلاد الربيع وتهديم آمال شعوبها. لكن ليس لهؤلاء التدخل في شؤون الخليج
الكتيب