1-أعجب ممن يعجب من ظهور مسيلمة الكذاب الجديد في مصر. فنسبة مسيلمة إلى عامة مصر هي نسبة اعلامها إلى نخبتها: والسيسي مسيلمة الأكذب لأنه بيده الأجهزة التي تحرك مسيلمات النخبة والعامة
2-ومسيلمة الحالي ليس بدعا. فهو من ظاهرات الدجل العامي الذي يوجد أمثاله في كل بلاد العالم بما فيها المتقدم كـالولايات المتحدة التي يكثر فيها هذا النوع من الدراويش.
3-لكن ما يميز بلادنا العربية والإسلامية هو أنها تعاني من صنفين من الدروايش وكلاهما ينتج عن توظيف الانحطاط للتلاعب بآمال الشعب الانحطاط الناطق باسم الأصالة والانحطاط الناطق باسم الحداثة.
4-فقد سمعت بعض خطبة لـمسيلمة الشعب المصري ورأيت من حوله جوقته وسبق فسمعنا مسيلمـات النخبة المصرية وأكذبهم أي السيسي ومن حولـه من الجوقتين الممثلة نفاقا للأصالة وللحداثة: فلم أسمع ولم أر إلا رموز الانحطاط.
5-وهذه الظاهرة شائعة في كل بلاد العرب التي حكمها صراع الكاريكاتورين من الأصالة والحداثة: ثمرة الانحطاط الذاتي أو شيوخ لعق أحذية الحكام وثمرة الانحطاط المستورد أو مثقفو لعق أحذية الإعلام الغربي.
6-فدراويش الانحطاط الذاتي يخرف الأفكار المزعومة دينية. ودراويش الانحطاط المستورد يؤسطر الأفكار المزعومة عقلية: كلاهما كاركاتور من مما يدعي تمثيله.
7-لذلك فكلتا المنظومتين اللتين يتزعمهما مسيلمة التأصيلي ومسيلمة التحديثي تحتاج إلى مسيلمة الاستبداد والفساد وتجهيل العباد لاغتصاب ثروات البلاد.
8-وليس المرض خاصا بالعرب بل هو يشمل أعداءهم في المنطقة: فإيران تعيش نفس الظاهرة و بعلنية أوضح لأنها تتقاسم دغدعة أوهام التأصيل بالملالي وأحلام التحديث بمافيا حرس الثورة.
9-فالحرس الثوري-رغم كل العنتريات-أفسد من عسكر مصر وهو مثله يمتص دم شعوب إيران. لذلك فعسكر مصر يحتاج إلى أن ينتنج طبقة الملالي: وهو واجدها في التصوف القبوري وفي دراويش الكنائس.
10-فتتم الصورة: العودة إلى الساسانية في إيران وإلى الفرعونية في مصر: ملال ومتصوفة لتجهيل الشعب وبلطجية لإذلاله مع عنتريات أوهام العظمة.
11-والمعلوم أن عنتريات إيران الخمينية وخرافة أم الدنيا السيسية ليست إلا أوهام يعاني منها مرضى من هم دون بواقي ماضيهم الذي فات ومات: فالبلدان عاجزان حتى عن سد الحاجات الأولية لشعوبهما.
12-عندما أسمع عنتريات حرس الثورة الإيرانية لا أكاد أصدق مدى الكذب على شعوبهم: فإيران يمكن أن تخيف العرب-لتشتتهم-لكن إخافة غيرهم مزحة غبية.
13-فأي شركة غربية متوسطة دخلها السنوي أكبر من الدخل القومي الخام الإيراني الذي لو وزع على شعوب إيران لتحقيق حياة كريمة لما كفى الحد الأدنى.
14-والسيسي وجماعته وقبله العسكر منذ أكثر من ستة عقود دجل على كل العرب بأم الدنيا وهي ليست حتى ربيتها: خلطوا دور الأهرام في السياحة فظنوه ذا ذكر في السياسة.
15-ولما جاءهم من شخص داءهم ووصف دواءهم: الغذاء والدواء والسلاح أي شروط الرعاية والحماية اجتمع عليه مسيلمان أي دراويش العامة والخاصة فكونوا جبهة إنقاذ التخريف والتجريف.
16-فكان لحزب الانحطاط الذاتي مسيلموه باسم الدين الإسلامي والمسيحي في جلسة الانقلاب وكان لحزب الانحطاط المستورد فيها مسيلموه باسم الثقافة رجالا ونساء ومخنثين.
17-لم يبق لهم من الفرعونية إلا غباوة موميات العسكر وتفريج السواح للتخلف المباح ومن أم الدنيا إلا المشردون والمتسولون وأهل التنوير بالرقص والتدوير والطبل والتزمير.
18-وستكتشف شعوب إيران لما يتوقف استعمال الخطر الخارجي لتوحيد الجبهة الداخلية أنهم أكثر شعوب المنطقة تخلفا وأن ساسان في خبر كان.
19-وأن المنطقة شاء أصحاب الأوهام الساسانية والفرعونية أم أبوا منطقة ليس لها من سادة غير سنة العرب بعد أن آن أوان الاستئناف للرسالة وقام له خيرة الرجالة.
20-لقاء البداية والغاية بمنطق العصر: بدأت موجتها الأولى بالخلافة العربية وانتهت بالخلافة العثمانية. وها هي تعود ببداية لكنفدرالية إسلامية عربية تركية.
21-سيقول المخلفون من القواعد إن تكامل العرب والأتراك وهم: ذلك رأي المليشيات من بقايا الباطنية والصليبية والشيوعية والليبرالية والقومية.
22-فهم الذين بدأوا بأن زرعوا العداوة بين العرب والأتراك للقضاء على الخلافة الأخيرة. وهاهم يخوفون العرب من العثمانية الجديدة لكأن العرب مازالوا بدوا
23-صحيح أن تركيا قوة. لكن العرب أقوى عديد المرات وإن بالقوة لا بالفعل: هم منبع الرسالة وعديدهم يقرب من خمسة أضعاف عديد تركيا فضلا عن الحجمين الجغرافي ومخزونه المادي والتاريخي ومخزونه الروحي.ثم إن التكامل بين العرب والأتراك يعني ملتقى القرات الثلاث التي أسهمت في الحضارة الحديثة وهو تكامل يجعلهم يتساوون بل ويفوقون حجم أوروبا إمكانات وقدرات وبوسعهم أن يتعاونوا معها الند للند فيتحرر الجميع في عالم الأقطاب.
24-لم يعد ريق لاورنس العرب ينطلي على شباب العرب بجنسيه: فهو الآن وخاصة بعد الثورة والعاصفة يفهم أن العصر عصر التجمعات الكبرى شرط التخلص من التبعية وبناء شروط الحرية
25-ومن ثم فالمليشيات الخمسة: بقايا الباطنية والصليبية والشيوعية والليبرالية والقومية الفاشية لم يعد لها تأثير إذ فضحتها الثورة والعاصفة فباتت مكشوفة للجميع ولم يعد خطابها ينطلي حتى على الأطفال.
26-وفضل هذا التكامل بين العرب والأتراك عديد الأوجه: فهو أولا سيلغي محاولة التشويه الكاريكاتوري للخلافة صنع أعداء الإسلام لتشويه صورتها فيكون بالبديل الذي يقدمه منها مغنيا عن جاذبية كاريكاتورية في غياب الحقيقة.
27-ذلك أن سلاح الكاريكاتور الذي استعلموه ضد الرسول الأكرم لم يكفهم بل كان مفعوله عكسيا فصنعوا كاريكاتور خلافة لغايتين حربيتين معلومتين: تحريك رايهم العام ضد المسلمين وتخويف الأنظمة على سيادتها المزعومة.
28-وهذا الكاريكاتور هو بدوره سينقلب عليهم: إذ هو سيفرض على العرب وتركيا المهددين الأولين تحقيق الشكل الحديث من التكامل الأكثر جاذبية للشباب لأنه يتضمن حقيقة المضمون بشكل حديث.
29-وتلك هي الطريقة الوحيدة للقضاء على الكاريكاتور من الخلافة: هي ضرورة ولكن بشكل حديث مثلما ان الوحدة الأوروبية هي وحدة روما الحديثة.
30-وإذا كان ساسة العرب لم يفهموا ذلك فهم لا يستحقون ما يتصفون به من أسماء: الملوك والأمراء والرؤساء كلمات عديمة المعنى من دون سيادة.
31-فالسيادة ممتنعة من دون شروطها التي هي القوة المادية والروحية. وكلتا القوتين تحتاج للامتداد المكاني والمدة الزمانية شرطي المدد الحضاري
32-وعلامة السيادة أمران لا تكفي فيهما الإرادة بل لا بد من القدرة: الحماية اوالرعاية المغنيتين عن الحامي والراعي الأجنبي.فالمتسول خاضع للعبودية ولا يمكن أن يدعي الحرية.
33-وليس الأمر إذن اختيار بل هو سيكون اضطرارا: من دون هذا التكامل العربي التركي سينفرط عقد الدويلات العربية وحتى تركيا فإنها يتهددها نفس الخطر بداعش وغيرها كثير (الانفصال الكردي والعلوي إلخ..).
34-وليس هذا من باب التقول: فالخطط منشورة وأدواتـها منثورة في المنطقة وتمثلها المليشيات الخمسة وداعش وإسرائيل شرطي الغرب وإيران مساعده والانحطاطان.
35-والانحطاطان بالكاريكاتور التأصيلي والتحديثي يلهيان الأمة عن المعارك الحقيقية التي تحقق شروط السيادة تنمية للقوتين الروحية والمادية.
36-فالقوة الروحية: علوم الدين والدنيا وكلاهما يعاني من انحطاط وتخلف لا بد من تدراكه لأنه شرط القوة الناعمة والقوة العسكرية والاقتصادية.
37 -والقوة المادية ممتنعة من دون حجم معين للإمكانات الأمر الذي لا يتوفر لأي بلد عربي بمفردة بل وللعرب كلهم شرطا في التعامل الندي مع الغير.
38-والمجموعات الحديثة لا تتكون اعتباطا بل لا بد لها من شرطين: التجاور الجغرافي والتواصل التاريخي. وكلاهما حاصل بالنسبة إلى العرب والأتراك
39-فإذا أضفنا التعرض لنفس الأخطار والمؤامرات وإدراك وحدة المستقبل تحقيقا أو تفريطا بات عدم العمل بالتكامل العربي التركي خيانة وعبودية.
40-وينبغي بصورة حاسمة أن نعترف نحن العرب بفضل الاتراك على الأمة: فلولاهم لتمكنت حرب الاسترداد من استعادة أوروبا لكل المغرب العربي ولألحقته الاندلس.
41-مؤامرة المليشيات التي تعيث في أرضنا فسادا الآن هي التي جعلت العرب والأتراك أعداء وخاصة بعد خيانة الحرب العالمية الأولى. فلانعد الكرة.
42-ومما يشجع أصالة الشعب التركي الذي لم يفرط في تراثه الإسلامي رغم ما يقرب من قرن من الاضطهاد: عادت تركيا للمشاركة في مجد الأمة من جديد.