مسخ الكيان، يحارب شرطي حرية الانسان – الفصل الرابع

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله مسخ الكيان

فما ضمير الكلام على الوسطية والإسلام المعتدل؟

ما الذي يخفيه هذا الوصف للإسلام المنشود رغبة عن الإسلام الموجود ورغبة في رضا العدو المعبود؟

ففي الداخل يضمر هذا الكلام موقف نوعين من ادعياء التعقل من اتهام من لا ناقة لهم ولا جمل فيما ينسبونه إلى الإسلام غير الوسطي وغير المعتدل.

هل الإسلام اللامعتدل واللاوسطي حكم مع الاستعمار أو بعده؟

أم هؤلاء الذين يتهمونه هم من حكم مع الاستعمار ونيابة عنه أكثر من قرن؟ من المسؤول؟

هل الإسلام اللامتعدل واللاوسطي تسليما بوجوده هو الذي ملأ السجون بكل من يعارض هؤلاء الدعاة سواء كان إسلاميا أو حتى ملحدا عانوا من جرائمهم؟

هل كان للإسلاميين دور في اقتتال الحكام قبليين كانوا أو عسكريين دور في ذلك؟

لماذا صاروا هدفا بهذه الصفة إلا أرادوا أن يكون لهم حق المواطنة؟

ولماذا لا يرضى العدو المعبود من هذا النوع الاول من المتهمين للإسلاميين؟

ما دخله في سعي الإسلاميين إلى المطالبة بحقوق المواطنة في بلادهم؟

فهب الأولين يغارون على الإسلام ويخافون عليه من التشويه بعدم الاعتدال فهل سلوك مافية القبائل ومافية العساكر الحاكمتين أفضل تمثيلا للإسلام؟

وحامي هذين المافيتين لماذا لا يزعجه مس ما يدعيه من قيم يدوسانها ومعها قيم الإسلام فلا يرى الخطر على حضارتهم في طلب المسلم حق المواطنة؟

فما يسمونه إسلاما سياسيا هو طلب المسلم في حقه كمواطن أن يشارك في حياة شعبه السياسية سلميا لو سمح له بذلك ولم يمنع بالعنف. فمن المتطرف؟

إذا كنت تمنع بالعنف والتطرف مشاركة المسلم وسمتيه إسلاميا ثم اتهمته بالتطرف والإرهاب حتى تبقى حاكما رغم أنف الشعب فما المفرح للعدو بذلك؟

أنت تمنعه من المشاركة السلمية-وليس هو وحده بل غيره معه-ونفهم أنك ليس لك وسيلة أخرى للاستفراد بالحكم لكن ما الذي يجعل العدو يفرحه ما تفعل؟

هل يفرح بما تفعل حرصا على بقائك حاكما رغم انف الشعب لوجه لله؟ أو لوطنيتك وتقدميتك وحداثتك؟: لو كان ذلك كذلك لكنت في قرن قد جعلت بلادنا جنة

تأييده لك فيما تفعل وما قد ينتج عنه عند بلوغ الصبر حدودا لا يطيقها البشر-انظر السجون والتعذيب-دليل قاطع أن له في ذلك مصلحة: فما هي؟

لا يمكن أن يفعل من سعادة شعبك أو تقديرا لما تنجزه لبلادك ولا خاصة لأنه معجب بإبداعك بل لأنك أفضل من يحقق أهدافه وتلك علة اتهام الإسلاميين.

والدافع مضاعف: فهو عدم نسيان الماضي والاستعداد للمستقبل. والأول يعلم أن دولا عربية حرة ستكون منافسا قويا حربه في الماضي: توقف النهب مخيف.

والثاني ثروات الامة وموقعه الجيواستراتيجي لن يبقيا تحت سلطانه ومن ثم فهو سيضطر للتعامل الندي مع من بيده مقومات بقائه ذا دور عالمي بأقل كلفه.

والعدو ليس غبيا فرغب عمن يمول له استعمار شعبه ويرغب في من يريد أن يتعامل معه بندية في علاقات على قدم المساواة بين شعبين حرين وسيدين.

فيكون الكلام على الوسطية والتطرف دعوة لقبول نفس الموقف من التبعية والنهب خارجيا والاستبداد والفساد داخليا. فدفع الغزاة ليس تطرفا ولا إرهابا.

ومن يعذب ويعتدى عليه جنسيا وتغتصب زوجته وابنته وأمه أمام ناظريه يمكن أن يصبح حيوانا مفترسا لمن فعل ذلك ومن يعيب عليه أكثر اجراما ممن فعله.

كل كلاب اليسار والقوميين والليبراليين الذين يؤدون مستعمل الكيمياوي والتجويع والبراميل ويبيع الوطن للبقاء في الحكم أكثر اجراما بشار والسيسي.

فبشار والسيسي ومن ماثلهم وهم كثر مجرمون لكنهم لا يدعون الدفاع عن قيم الاصالة أو عن قيم الحداثة يضيفون لإجرامهم الموقف الكلبي: السينسيزم.

والاستعمار ونخبه المؤيدة للحرب على الإسلام بدعوى أنه يولد التطرف هم أيضا سينيك كلبيون. وأشد الناس كلبية من يتهم الإسلام من مسيحيي الشرق.

فهم أدرى الناس بأن كل مذاهبهم لم يبق لها وجود إلا في أرض الإسلام وأنهم عاشوا فيها ولم يهاجروا منها إلا بعلتين لا علاقة لهما بالإسلام.

يهاجرون طلبا للثروة ونمط العيش الغربي ويهاجرون خوفا مما نتج عن تواطؤهم مع الغازي والعلتان ليس للإسلام فيهما أدنى دور. والحرب الطائفية عامة.

وليس للسنة فيها دور لأنها لم تكن موجودة لما كان الحكم بيدهم ولأن الاستبداد كان يشمل الجميع والسنة عانت منه أكثر من شيعة العراق ومسيحييه.

لذلك فلا علاقة للإسلام السني بما يتهمونه به وكل ما يمكن اعتباره تجاوزا للحد المعقول في المعارضة داخليا وللمقاومة خارجيا لا يخلو منه تاريخ.

فجميع الشعوب عاشت الحروب الاهلية وجميع الشعوب عاشت حروب التحرير. وفي هذين النوعين من الحروب المعتدي هو الذي يتحمل مسؤولية ما يحدث فيها.

ولا علاقة للدين بذلك: فالحروب بحاجة دائما إلى ما يتعالى على الحياة الدنيا وليست الحروب وحدها بل كل عمل فيه أمل في مستقبل مجهول يقتضي عقيدة.

فحتى القمار والرياضة والاقتصاد وأمل الحياة للمريض كل ذلك لان مستقبله غير قابل للتحديد المسبق يستدعي حاجة أكيدة لاستعمال أصحابها الدين.

والدين في هذه الحالة ليس مسؤولا ثم حتى لو قبلنا بمسؤولية ما فهي تشمل كل الأديان وليس خاصة بالإسلام ثم هو أول دين حدد قواعد لحماية الأقليات.

الواجب على أي منصف هو الا يتهم بالتطرف والإرهاب والحرب النفسية على الشعوب لا تعود لمعارضي استبداد الداخل ومقاومي عدوان الخارج بل أصحابهما.

فاغتصاب الحكم بالعنف والبقاء فيه بإرهاب الدولة ومساندة ذلك من قبل الاستعمار لمصلحة مادية واستراتيجية ذلك هو التطرف والإرهاب وليس مقاومتهما.

وقد يعاب على المعارضة والمقاومة أمران بشرطين:

  1. أن يرفضوا المشاركة في حالة عدم منعهم.

  2. والا يقاوموا بسلام إذا في حالة السماح لهم بذلك.

ولا أعتقد أن أحدا يمكن بنزاهة أن يزعم أن هذين الشرطين متوفران وان الإسلاميين مع ذلك فضلوا الدفاع عن حق وجودهم في أوطانهم وحق حرية المعتقد.

أن يفرض عليهم المستبدون والفاسدون وأن يساندهم من يرد استعباد الشعوب فيتدخل في معتقداتهم ليتصورها بدلا منهم فهذا هو التطرف والارهاب.

وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي