مرض المقاومة المزمن

1-لا يمكن أن أصدق أن التعدد في حركات المقاومة -مهما أحسنت الظن بالمنتسبين إليها- دليل تنافس على تحقيق الهدف بل هو ظاهرة مرضية مزمنة ينبغي فهمها.
2-طغت هذه الظاهرة في حركات المقاومة الفلسطينية وخاصة اليسارية منها مع عنترياتها والبحث عن الفقاعات الإعلامية أكثر من النجاعة السياسية.
3-وتعدد المقاومة السوي مفهوم بداية وغاية: البداية بسبب التراكم المتوالي والغاية بسبب التنافس على الاستفراد بالثمرة. لكن ما بينهما مرضي.
4-مقاومة فلسطين عمرها بعمر القضية لكن التذرر لم ينته والغاية ما تزال بعيدة. فما العلة.ولم أصيبت المقاومة في الهلال وفي ليببا بنفس العاهة.
5-والأخطر من ذلك ما العلة في تحول المقاومة وخاصة الفلسطينية إلى تجارة لعل المطلوب بات في الإغلب إطالتها أكثر من الحسم للوصول إلى الغاية.
6-والأخطر من الأخطر أن الحركات بات بعضها من جنس مافيات العمل بأجر لدى مخابرات بعض الأنظمة للأعمال القذرة بهدف توريط الغير في الإقليم.
7-والحصيلة أن بعض الحركات تتحول إلى تأجير مليشيات لأجندات تحول القضية إلى ورقة تفاوض لدى أعدائها كالحال في كل من يقبل التمويل الإيراني.
8-وقبل ذلك كانت بعض الحركات أدوات البعثين في صراعهما وأدوات اليسار ضد اليمن واليمين ضد اليسار في التهديم المتبادل بين الانظمة العربية.
9-لذلك كله بت مقتنعا أن تعدد حركات المقاومة في سوريا هو السبب الحقيقي في معاناة الشعب السوري مهما كان جرم النظام والمليشيات الإيرانية.
10-فلو كانت الحركات حقا صادقة في الجهاد في سبيل الله لكانت أولى العلامات على صدقها التخلي عن تنافس الزعامات والشعارت لتوحيد الكلمة حقا.
11-ولو اتحدوا أو على الأقل حدوا من التذرر والتشرذم لحسموا المعركة بيسر: ذلك أن أكبر قوة معادية هي حزب الله. فلا أفسد من رجاله ولا أجبن منهم.
12-وهبنا صدقنا أن الخلافات بين الحركات تتعلق بالخيارات الغائية أفلا يكون بين الخيارات الغائية مشتركات وبين المشتركات ترتيب للأولويات ؟
13-هبنا صدقنا أنهم لحماستهم لا يتنازلون عن خياراتهم أفلا يكونوا بذلك في الحقيقة لايثقون في بعضهم البعض ومن ثم فالنوايا ليست التحرير بحق بل تكوين إمارات.
14-ما أخشاه هو أن تكون الثورة في سوريا خاصة وصلت إلى ما وصلت إليه الثورة في افغانستان قبل تحقيق النصر إذ هذه على الاقل لم تختلف إلا بعده.
15-وهل أسخف وأبلد من قيادة برنامجها معلن بصورة نهائية بحيث تصبح عاجزة عن المناورة السياسية لأنها تمكن العدو من معرفة مقاصدها النهائية؟
16-هل تراهم أحرص على الإسلام من الرسول نفسه؟ لو كان من البداية صرح بغايته القصوى مع ما لديه من نصر موعود هل كان ينجح ضد امبراطوريتين؟
17-أما كانت فارس وبيزنطة تتحالفان ضده لمنعه من بناء شروط النزال معهما؟ ثم ما علاقة حركة تحرير بأمر الإصلاح الديني المشروط بتحقيقه أولا؟
18-سمعت الجولاني في حصتيه مع الجزيرة: هل يعيش في القرن الحادي والعشرين؟ والله لو دعي أي عدو للكلام على الثورة لما استطاع أن يشوهها مثله.
19-البحث في عقائد الطوائف؟ حرر سوريا أولا. احكم بلدك ثانيا.قم بإصلاح مغر ثالثا.ادع بالتي هي أحسن رابعا.وقد لا تحتاج لمجاهدتهم أخيرا.
20-بفكر قاصر مثل الذي سمعت النتيجة هي تأليب العالم لكأن الهدف ليس التحرير بل تكديس العقبات أمامه بتخويف الغرب بعنتريات لا تحقق الهدف.
21-الحروب دهاء وحيل و ليس المطلوب من القائد أن يطلع العدو على أهدافه البعيدة بل عليه أن يكون صادقا مع مطالب شعبه بالتدريج المتصاعد.
22-الشريعة غنية عنكم وهي وضعت قوانين للحرب وأخلاق للجهاد وقبلهما وضعت شروط للاجتهاد المحقق للأهداف وترجع كلها إلى حكمة العلاج السياسي.
23-أنتم تقدمون لبشار وكلب إيران وفضالة السوفيات وخونة العرب الحجج التي تحول دون نجاح الثورة.أما فيكم رشيد يدرس بناء دولة الإسلام الأولى.
24-أما فيكم دارس لشروط النجاح لكل مقاومة جامعة بين الاجتهاد السياسي والجهاد الحربي وخداع العدو ترتيب الأهداف لتدريج الكفاح مع الامكانات.
25-هل تقرأون ما يكتب أم تكتفون بالتطبيق الغبي لفقه الانحطاط؟ أكاد أيأس لما أسمع أن عدد حركات المقاومة من عدد الأحزاب بعد الثورة: لا يحصى.


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي