من من العرب السنة يضفي الشرعية على الطائفية الشيعية وخاصة بعد الربيع العربي الذي فضح إيران ومليشياتها؟ كان اليسار والقوميون والليبراليون بدعوى محاربة الطائفية ولإضفاء صفة حياد بعضهم المزعوم وعداء بعضهم للغرب المزعوم وقومية بعضهم المزعومة يطلقون صفة الطائفية على ضحاياها من السنة. واكتمل الأمر في تصريحات مراهق السعودية الاخيرة في امريكا عندما اعتبر الإرهاب والتكفير مصدره هو عين ما تقوله إيران ضد السنة عامة والوهابية والاخوانية وخاصة بعد الربيع العربي. فهما يشتركان في أمرين معلومين للجميع: الأول بين وهو الخوف من الربيع والثاني هو اعتمادهما على الثيوقراطيا. وكما بينت في غير موضع فإن الثيوقراطيا هي عين المذهب الشيعي لأن الوساطة الروحية والوصاية السياسية فيها هي عين العقيدة الشيعية. لكن الثيوقراطية الوهابية هي في الحقيقة فيزيكوقراطيا بمعنى أن الوساطة والوصاية يرفضهما المذهب مبدئيا وإضفاء الشرعية عليهما اساسها دور الشوكة بدل الشرعية. فما أسسه فقهاء السنة على مبدأ الضرورات تبيح المحظورات بعد الحروب الأهلية الأربعة التي تلت الفتنة الكبرى أضفوا الشرعية على الانتقال من الخلافة إلى الملك العضوض فأصبح الاستثناء بسبب حالة الطوارئ هو القاعدة وأصبحت السياسة السنية مخالفة للمذهب بوساطة ووصاية أمر واقع القوة. وهو ما يعني أن الإرهاب إن وجد لدى السنة فهو إرهاب الدولة التي تتأسس على امر القوة الواقع وليس إرهاب المذهب الذي خضع لإرهاب الدولة وليس مصدرا له حتى وإن كان خضوعه له ناتجا عن أمر القوة الواقع وليس عن العقيدة التي يؤمن بها. أما إرهاب التشيع فمقوم للمذهب ومؤسس المجتمع والدولة. وبوضوح أكثر إرهاب الدولة الشيعية مذهبي بمعنى أنه يعتبر أحد مقومات العقيدة. وإرهاب الدولة السنية أمر واقع مفروض على المذهب لأنه ليس أحد مقومات العقيدة. لا يوجد في العقيدة السنية وساطة ولا وصاية إلا تابعتين للشوكة السياسية وهي قوة طبيعية وليس للشرعية العقدية التي هي قوة روحية. لكن مراهق السعودية الذي هو حمار وأكثر غباء من القذافي لا يمكن أن يفهم هذا الكلام فأيد الليبرالي واليساري والقومي في اسقاط الملالي صفات مذهبهم على الإسلام السني أعني أن الاسقاط على الوهابية والاخوانية لم يبق إلا الجامعية وهو ما يعني أنه يريد قلع أسنان السنة فيحرم الاجتهاد والجهاد. وبذلك فهو قد أعلن الحرب على خيرة شباب مجتمعه بجنسيه وخيرة مفكري بلاده من المدركين لحقيقة العلاقة بين المذهبين السني والشيعي علما وأن السنة ليست مذهب فضلا عن ان تكون طائفية أنها متحررة من النكوص إلى الثيوقراطيا والفيزيوقراطيا وهما تحريفا العقيدة السنية في القرآن والسنة. وهو بهذه الحرب الغبية سيخسر قاعدة النظام الموجودة ولن يحقق القاعدة المنشودة لأن من يمثل الليبرالية واليسارية والقومية في أي بلد عربي فضلا عن السعودية لا يمثل قوة سياسة تمكن من الحكم ذي الشرعية المغنية عن ارهاب الشوكة ومن ثم فهو لا يريد إلا ما يؤمر به فتبقى السعودية محمية إن بقيت. وكان يمكن ألا يفكر في اشتراء الكرسي المهتز لو فهم معنى شراء محبة شعبه بالأمانة والعدل دون أن يدفع الجزية لمن ينوي حلب السعودية ودفعها إلى الانفجار خاصة وكل من له ذرة من الفطنة يعلم أن الربيع العربي لا يمكن أن يخسر المعركة مع الاستبداد والفساد الذي لم يعد يطيقه أحد من الشباب. قد يغري الشباب من الجنسين بحريات طبيعية كان أهم علامات الغباء لدى رجال الدين تحريمها فيساندونه في الطفرة الاولى ثم لما يرون الثمرة المرة التي تجعلهم يزدادون فقرا لحد يحول دونهم وهذه الحريات التي يعدهم بها والتي ستنحصر في الموسرين وصيرورتها علنية ستزيد الفقراء نقمة وثورة. ومن يتهم سلفه ويتوهم انه جدير بأن يبقى خلفهم يثبت أنه مراهق وغبي وأنه قد يكون سبب نهاية حكم اسرته وربما تفجير بلاده لأن غاية من يقوده من أنفه ومن يدفع الجزية كلاهما لا يهدف لتثبيت الحكم السعودي ولا لوحدة الدولة السعودية بل هما يدفعانه إلى الانتحارين: انتحار الأسرة وانتحار الدولة.