لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص

1-لماذا لا تحول الطائفيات التي لا يخلو منها مجتمع دون الوحدة الناتجة عن الاشتراك في المصالح العامة أو شروط القيام السوي باستثناء ما يوجد منها لدى العرب؟
2-المشكل إيجابا هو كما صغناه. لكنه سلبا هو: لماذا هذه الطائفيات العامة لأنها جوهرية للجماعة تحول دون العرب وتحقيق شرط المصالح المشتركة؟
3-ولنبدأ فنحدد هذه الطائفيات: ثمرة التعدد المناطقي والتعدد الديني والتعدد المذهبي في نفس الدين والتعدد الطبقي والتعدد العرقي في الجماعة.
4-عربيا: المناطق هي تماثل ثقافي فرعي كالمقابلة بين الخليج والمغرب وبينه والهلال وحوض النيل ومجمع القرنين (اليمن والصومال) فروع نفس الثقافة.
5-فالفرق الفرعي في الثقافة والنمو الحضاري بين الخليج والمغرب مثلا هو بكثير دون الفرق بين شمال أوروبا وجنوبها.فلم هذا لم يحل دون الوحدة.
6-والتعدد الديني هو اساسا بين دينين كلاهما أصيل في الإقليم كله: المسيحية والإسلام.لم يكن لهذا التعدد أثر سلبي وهو دون تعدد الديانات في الهند مثلا؟
7-والتعدد المذهبي لا يتجاوز ثلاثة أي السني والشيعي والإباضي.فلم يكون أثره أقوى وأفسد من التعدد المذهبي الذي لا يكاد يحصى حتى في أمريكا؟
8-والتعدد العرقي أوالاقليات غير العربية في الإقليم وهم الأكراد والأمازيع وبعض سودان افريقيا والـجامع بينهم أن لغاتهم ماتزال سارية بينهم.
9-هل تعدد لغوي مثلث مع غلبة شبه ساحقة للعربية يمكن أن يمثل عائقا في حين أن للهند مئات اللغات واللهجات وتوحدت بتبني لغة المستعمر للضرورة؟
10-كلما قلبت الامر في الطائفيات الخمس وجدت المشكل غير قابل للرد إلى الأربع الأولى منها: المناطقية والدينية والمذهبية والعرقية.والأخيرة؟
11-هل الطبقية هي السر؟ لا يمكن أن تكون السر لأنها موجودة في الأربع الأولى: في المناطق وفي الأديان وفي المذاهب وفي الأعراق. إذن ما السر؟
12-جوابي سيكون فرضية عمل: ولنبدأ بأول الموانع. المناطقية. أليست في الحقيقة لا تعبر إلا عن طبيعة ارتباط متواصل بينها وبين مستعمر سابق؟
13-يوجد عاملان آخران: فرعي ثقافي ودرجة اقتصادية. الخليج نموذج لذلك. فهو بالقياس إلى مراكز الحضارة العربية يعد مختلفا ثقافيا واقتصاديا.
14-هب ذلك صحيحا: هل للخليج مع بقية العرب ما يجعله مثل ألمانيا مع بقية أوروبا؟ لماذا رأت ألمانيا من مصلحتها أن تكون محرك الوحدة الأوروبية؟
15-المذهب: هل الفرق بين التشيع والتسنن العربيين أكبر من الفرق بين الكاثوليكية والبروتستنتينية؟ لماذا أوقف الأوروبيون حرب المذاهب وحافظنا عليها؟
16-حرب الأعراق: هل يجهل العرب أن أعراق أوروبا أكثر عددا وعداء في ما بينها تاريخيا لكنها في الغاية اتفقت على ما يحقق المصالح المشتركة؟
17-حرب الطبقات. لا وجود لطبقات. لا البورجوازية ولا الأرستوقراطية ولا البروليتاريا. الموجود طفيليات تمص دم الشعب بالسيطرة على الدولة.
18-إذن المشكل ليس الطبقية بل عدم وجودها: البرجوازية ذات مبادرة ومغامرة في الاقتصاد. والأرستوقراطية ذات مبادرة ومغامرة في الإبداع.
19-من دون برجوازية لا معنى للكلام على البروليتاريا.من دون أرستوقراطية لا معنى للكلام على الشعب. وإذن الداء هو هنا: بورجوازية وارستوقراطية كاذبتان.
20-ماذا يعني ذلك؟ لا وجود للإنتاج المادي ولا وجود للإنتاج الرمزي. لم يبق إلا استغلال الشعوب من قبل مافيات تستحوذ على المجالين بالدولة.
21-وبذلك تفهم لم كل جماعة مهما قل عددها تريد دولة أي محمية تمكن المافية من جزء ضئيل من خيرات البلد لأن الباقي يذهب إلى حاميها من شعبها.
22-فمن وحد أوروبا؟ كمشروع معبر عن إرادة أرستوقراطية وحدها فلاسفتها ومبدعوها: أهم المفكرين كانوا وحدويين منذ بداية الحلم: قرون الحداثة الثلاثة الأخيرة.
23-لكن من حقق الحلم ولو بالحروب التي آلت إلى ضرورة الاتحاد لمنعها؟ البورجوازية التي وجدت في تنظيم التنافس بين دولها شرط بقائها في العالم.
24-حال العرب: شعب بلا أرستوقراطية لأن جل المثقفين رعاع وبلا برجوازية لأن جل الاقتصادين حرابيين بغطاء قانوني هو الاستحواذ على الحكم.
25-ذلك هو السر والله ورسوله أعلم. لكن هذا السر له ما وراء: الأرستوقراطية والبرجوازية الكاذبتان لا يمكنهما التغلب على الشعوب إلا بالحامي.
26-من هنا لا يوجد بلد عربي واحد يخلو من القواعد الأجنبية إن لم تكن بالفعل فهي بالقوة في شكل اتفاقيات سرية تبرر التدخل لحماية ضد الشعب.
27-حصل ذلك في الجزائر وفي تونس وفي مصر وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي …وفي ..إلخ. وإذن فالعائق هو حلف بين مافيتين داخلية وخارجية.
28-لكن لعل الأحداث بدأت تفرض وعيا من الأنظمة أن ولاءها للغرب لم يعد كافيا حتى يحميهم الغرب: اكتشف حلا اقل كلفة. اختار شرطيا ومساعدا من الإقليم وبعض الأنظمة والمليشيات أذرعا لهما.
29-فلعل الوعي بهذه الحقيقة سيؤدي إلى سلوك أكثر رشدا: استمداد الشرعية من الإصلاح والصلح مع الشعب والشروع بحق في مقاومة الشرطي (إسرائيل) ومساعده (إيران) وعملائهما العرب من المليشيات والأنظمة.
30-وهذا يعني أولا التحرر من سلطان مستعمر الأمس وثانيا الصلح مع المقاومات الشعبية التي عليها هي بدورها أن تتحرر من السعي لتكوين إمارات.
31-ذلك أنها مهووسة مثل الانظمة بالدويلة التي ستكون تابعة لأنها فاقدة لشرطي الحماية والرعاية فنكون قد استبدلنا تبعية بتبعية وفي الهوى سواء.
32-صحيح أن القيادة السياسية -الجنرال دوغول واديناور- هما اللذان بدآ التنفيذ. لكن وراء هذه الخطوة اعداد ثقافي واقتصادي مع الظرف المضاعف.
33-فلو لم تهزم أوروبا وتخسر مستعمراتها وتتقاسمها قوتا العصر اللتان ربحتا الحرب الثانية لما اضطرت فرنسا وألمانيا وهما عدوتان تاريخيتان.
34-النخب الثقافية والابداعية (إذا كانت أرستوقراطية خلقيا) والنخب الاقتصادية (إذا كانت برجوازية خلقيا) تمثلان الشرط الأول لطموح العظمة الذي يجد فيه الشباب بجنسيه ما يدفع جوانج مثاليته.
35-والظرف يفرض على الساحة التغلب على العقبات لتقدر على المشروعات التاريخية العظمى إلا عند الاضطرار: تخلت فرنسا وألمانيا عن العداوة التاريخية فأصبحتا قطبي أوروبا.
36-الظروف التي تفرض على العرب مثل هذا المشروع العظيم توفرت لتغول إيران وإسرائيل. هل يمكن أن يقدم الساسة من الجانبين من دون أول الشروط؟ هل يدرك الجميع أنه من دون الحلف بين المقاومة والأنظمة سيؤكل الجميع؟
37-استبشرت بما جرى في عاصفة الحزم وقبلها وبصورة رائدة بوقوف قطر مع الثورة. لكن هل المقاومون أدركوا الفرصة فتخلوا عن تنافس أمراء الحرب؟ وهل الأنظمة عاقدة العزم على مد اليد للمقاومة؟
38-لوكانت قياداتهم راشدة لانتهزوا الفرصة وأثبتوا أن الأمة يمكن أن تعتمد ليس على شجاعتهم وحدها بل على ذكائهم: فالعقل قبل شجاعة الشجعان.
39-فليفكروا قليلا: هبهم نجحوا فكونوا دويلات أو إمارات هل تراها ستكون أقدر من الأنظمة الحالية على عدم التبعية من دون الشروط الموضوعية؟
40-أول شرط موضوعي هو ما فهمته أوروبا عندما تقاسهما العملاقان بعد الحرب الثانية.العرب اليوم وهم على ما هم عليه لا يمكن الا يكونوا تابعين
41-لا تحملوا الحكام وحدهم حالنا الراهنة: توجد محددات موضوعية هي ما سعيت إلى بيانه. فإذا تخلت المقاومات على تقديم الحرب الأهلية تقدمنا. وإذا تخلت الأنظمة على تقديم ذاتها على الوطن تقدمنا.
42-وإذا قبلت بأن السعي لتكوين إمارات لن يؤدي إلى وضع أفضل مما هو عليه الآن فكرت بحق أن الحل هو في توحيد الجهد بين المخلصين من الجانبين.
43-والغريب أن رئيس جوقة الأعداء تحدى العرب: قال لهم إذا كنتم تريدون تحرير الشام والعراق فما الذي يمنعكم ؟ الجواب المانع هو لا عقلانية المقاومة والأنظمة. فعدم الثقة المتبادل بينهما يضعفهما كليهما.
44-فالمقاومة ليست انتقاما ولا ثأرا ولا فش غيظ ولا تنافس في العنتريات. هي مشروع إيجابي طموح لتحقيق شروط الحماية والرعاية غير التابعتين.
45-لذلك فكل مقاومة ليس هذا هدفها هي في الحقيقة أفسد مما تدعي مقاومته من الأنظمة: لأنها تضعف الأمة ولن تحقق ما هو افضل لغياب شرط الشروط.
46-فلنختم هذه المحاولة فقد طالت: غاية القول إن الشروط الخمسة ينبغي أن تتوفر ليصبح الاستئناف العربي الذي هو بداية الاستئناف الإسلامي ممكنا.
47-الشرط الأول هو الظرف الذي يهدد الكيان بصورة حاسمة فيقتضي الرد الحاسم تماما كحال العرب لما أمدهم الله بالشرط العقدي لثورة كونية بحق.
48-الظرف المحلي والإقليمي والدولي يهدد هذا الشرط أي الرسالة التي بها أصبح للعرب دور كوني والتي إذا تمكن منها الأعداء لن يبقى لهم أدنى دور.
49-الشرط الثاني هو النخبة الارستوقراطية أي التي تعتبر الفضائل غايتها لا النخب المريضة التي ترد الحداثة والتنوير إلى الحيوانية والتبذير.
50-الشرط الثالث النخبة البرجوازية التي تعتبر الاقتصاد مغامرة دالة على العظمة والغزو السلمي للعالم وليست نهب البلاد باستعمال قوة الدولة.
51-الشرط الرابع هو أن بعض القادة المخلصين والصالحين يجود بهم الدهر مثل القيادة السعودية والقطرية الحاليتين فهما مدركتان للخطر المهدد للكيان.
52-الشرط الخامس والأخير تخلي المقاومة التي هي جدار الصد الحقيقي عن حرب أمراء الحرب والاتحاد وتقديم محاربة العدو على الحرب الأهلية.
53-إني متفائل بأن رسالة الإسلام لن يخذلها أهلها وأن الله سيحرك فيهم نفس ما حرك عندما كانوا قبائل متنافرة فألف بين قلوبهم فكانوا أخوانا.

يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/