لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله ما دلالة
وفي هذه الخاصية تكمن عبقرية هيجل في كلامه على ادلة وجود الله. فما أضافه ليس علاقتها بالمستدل عليه بل علاقتها بالمستدل. فالمستدل عليه هو الله. والمستدل هو الإنسان. والسؤال هو ما الذي يجعل الإنسان لا يكتفي بالوجود الطبيعي ويبحث عن وجود ما بعد طبيعي يعلله به؟
ما الذي يشعر الإنسان بأمرين عجيبين:
أن العالم الطبيعي لا يكتفي بنفسه بل يشعر الإنسان بأنه ممكن وليس ضروريا أي إنه يعجب من كونه ومن كونه على ماهو عليه.
وأن وراء العالم الطبيعي وجود مكتف بنفسه غني عما يعلل وجوده لأنه واجب الوجود وليس ممكنه فحسب.
وطبعا فلا يمكن لله أن يكون واجب الوجود إذا لم يكن ممكنه لذلك اعتبر كنط واجب الوجود هو ما يوجد لمجرد إمكانه. ومن ثم فالإمكان معنيان:
الممكن مقابل الممتنع وحينها يكون الواجب ممكنا أو غير ممتنع.
والإمكان الغير الواجب هو المشروط بما يعلل انتقاله من إمكان العدم عليه إلى الحصول الوجودي