لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
1-لما تكلمت على مآلات الاتفاقية النووية بين إيران والغرب كان ضمير كلامي أني أتكلم على عمل قوى ذات استراتيجية بعيدة المدى لا على مرتجلين أو مغامرين.
2-وكنت أتصور أن من كان مضطرا للاتفاقية لا يمكن أن يكون الأقوى لأن الأقوى يمكن أن يستغني عنها إذا كان عدمها أقل كلفة عليه من وجودها.
3-وكنت أفترض أنه لا يوجد عاقل واحد في الدنيا يمكن أن يتصور أن الأقوى في هذه الحالة هو إيران وأن الخمسة زائد واحد يحركهم الخوف من إيران. لذلك بنيت تحليلي على ما اضطر إيران إليها.
4-ولا يمكن أن أجيب عن هذا السؤال إذا لم أجب عما يؤسس لما أدى إليها: فما الذي اضطر إيران لاستئناف البرنامج النووي للشاه بعد ما يسمونه ثورة وهو في تاريخ الإسلام عين العورة؟
5-وكان جوابي مضمرا وهو: أمران أولهما هو ضمانة بقاء النظام بإيهام الشعب بالقوة النووية أما تخويف الغرب بالمقاومة للضغط على إسرائيل والضحك على السذج من العرب فهو الثاني ضمانة التوسع الاقليمي بوهم القوة العظمى لكل دكتاتورية متخلفة.
6-الدكتاتورية غير المتخلفة قوتها حقيقية (هلتر – ستالين..) لكنها انهارت رغم ذلك.والقوة الزائفة (صدام – جمال – الخميني) أولى بالانهيار دون شك
7-وهذه حقيقة لا يغفل عنها ساسة إيران الذين يحركهم الثأر من أحفاد هادمي سلطانهم في غمرة غفلتهم. لذلك فلعبة حافة الهاوية وصلت إلى الحافة داخليا: الإفلاس الاقتصادي والثورة الشبابية حتى قبل الربيع.
8-وفي المقابل أمريكا تعبت من الحروب. والغريب أن من هدها هم السنة لا الشيعة.والشيعة استفادت من غباء قيادات السنة الحاكمة والثائرة عليها.
9-وهذه الحقيقة هي ما لم يفهمه الخليج وما تستغله إسرائيل لابتزاز سام وتحقيق الأحلام. وهي ما مكن أوباما من الصمود أمام لوبيات إسرائيل. لكن حجته الأساسية هي مفعول التطبيع.
10-فما من سياسي له ذرة ذكاء يجهل أن الاتحاد السوفياتي لم يسقطه النزال بل التعايش السلمي وتحريك الثورة في امبراطوريته وحتى في عقر داره.
11-فاجتمعت خمسة أسباب للاتفاقية: إيران على أبواب الإفلاس والشباب على أبواب الثورة. أمريكا تعبت من الحروب. والتعايش يفجر الداخل الإيراني.
12-والسبب الجامع هو حال القيادات العربية: لا يمكن لأي قوة في العالم أن تعتمد على حلف مع العرب في وضعهم الحالي لأنهم في حرب أهلية صامتة.
13-العرب -الحاكم منهم والثائر عليه- عادوا إلى ما كانوا عليه قبل توحيد الرسالة لهم: مافيات يحكمها الثأر والتشفي المتبادل بالحلف مع أي عدو يمكنهم من ظاهر السلطان ووهم الصولجان على خراب الإنسان والبلدان.
14-وحتى لو أن البعض تدارك -كالحال في التحول الذي أحدثه الملك الصالح- فإن الجميع ينافقه ويعد كل ما يستطيع لإفشال مسعاه غدرا وخوفا من نجاحه
15-لذلك فإن كل ما قلته في تحليلي السابق لمآل الأمور في إيران يمكن أن يسقط بفضل العرب : ومعنى ذلك أن من سينقذ نظام الملالي طائفتان عربيتان بالاسم عدوتان للأمة بالفعل.
16-الأولى هي بعض الحكام الذين لا يريدون نجاح السعودية -وقد بدأ بعضهم يفصح عن ذلك. والثانية هي مليشيات إيران العربية التي تعبد آل ساسان كما كانت مع مغول الشرق وما زالت مع مغول الغرب تسعى لتهديم الكيان.
17-لذلك فإني في كل خطابي للشباب بجنسيه أركز على أدواء السنة العربية التي خربها فساد الحكام والنخب وخاصة اختراق مقاوماتها وأمراء الحرب: الكل يسعى لتكوين إمارة بلا عمارة تخضع للأعداء الذين لا يبقون له إلا ظاهر الامارة.
18-أنا لا أخاف من إيران ولا من إسرائيل ولا حتى من أمريكا ولا حتى من الغرب كله لأننا من بداية الرسالة نمثل الأمة التي لا تغلب بفضل الله.
19-ما أخشاه هو النكوص إلى الجاهلية التي تجعل العربي لا هم له إلا الثأر من أخيه والانتقام والتشفي في أهله بمنطق الاستئساد الفاقد للرجولة والفحولة مع ادعاء بطولة مرذولة على شعوبهم المغلولة.
20-كم أكره”ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين” والفخر الكاذب “إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدين” الانتفاخ المرضي. يتناهبون ويتذابحون ويتغازون وهم عبيد أحقر الأقوام وتقودهم الأزلام.
21-تكامل الألماني والفرنسي رغم حربين عالميتين ورغم اختلاف الثقافات والأعراق. يتنافسون لنطح السماء وهم بلا ماء ولاغذاء ولا دواء ويعانون من كل بلاء ينتفشون بالهواء والعواء.
22-أهؤلاء أحفاد بناة عز الإسلام؟ إنهم فضلات مناذرة وغساسنة بدليل مليشيات إيران وحكامنا طالبي رضا الملالي المقاومات المتاجرة بدم الشباب.
23-أف من شعب من الله عليه بكل شروط القوة والعزة روحيا وماديا فضلت نخبه الذل والمهانة والتنازل عن الأرض والعرض عبادة للهوى وقبولا للهوان.
24-وما لم أجد له تفسيرا هو بلية البلاوي: كيف لشلل النخب أن تنكص بالثقافة العربية إلى ضحالة وسفالة يمثلها أنذال صحافة السيسي ومفكريه فيصبح القمني وصاحب الحمالات مفكرين ويصبح سقط المتاع رجال دين وفقهاء والسيسي فيلسوفا ومن رسل الله؟
25-ما الذي حصل ليصبح القمني وصاحب الحمالتين و”زمارة الملالي” فلاسفة يصلحون الدين الذي لا يؤمنون بشيء منه؟ كيف انتقل مرض تونس إلى المشرق؟
26-كيف صار أميو الجامعة التونسية مفكرين يباهون بأن زملاءهم في المشرق يعتبرونهم قاطرة التحديث العربي وهم أجهل الناس بالحداثة والفلسفة وحتى باختصاصهم وتتلمذهم على أحد حركيي الجزائر : أركون؟
27-كيف صارت المليشيات الخمسة: الباطنية والصليبية والعلمانية والليبرالية والفاشية القومية معاول تنخر حتى كيان قلعة الإسلام: أرض الحرمين؟
28-كيف أصبح جتى مجرد تدريس القرآن وتحفيظة لشباب الأمة موضوع جدل ضميره الذي يصرح به السيسي فيلسوف الإصلاح الديني: القرآن مصدر الإرهاب؟
29-فقد كتب ربع مثقف كتيبا بتمويل دار صهيونية فسر فيه ما يحصل في الجزائر بما وصفه بداية الإرهاب: تعامل الرسول مع يهود بني قريظة. وكل ليبراليي العرب وعلمانييهم يرون هذا الرأي وإن كانوا لا يجرأون بعد على إعلانه إلا في الجلسات الخاصة. أما في مصر السيسي فاصبح مطلق العلنية.
30-وقد نجحوا مرة أولى عندما تمكنوا من تحويل الرأي العام الدولي من الحرب على إجرام بشار ومليشيات إيران إلى الحرب على ما به بشار عمم الإرهاب حتى يصبح بعمالته حربا على السنة بالزعم أنها هي مصدر الإرهاب.
31-والداء في الخليج يلمح لمثله باتهام السنة عامة والوهابية خاصة بأنها مصدر الإرهاب والتكفير سعيا لدفع الصهيونية المسيحية لتفتيت السعودية.
32-الملالي يعلمون الخطر الداخلي ويعلمون ما اضطرهم للاتفاقية لكن لهم أملا في أن يستفيدوا من فوضى العرب لكي يعوضوا خسائرهم ويضمنوا صمود نظامهم والتمدد.
33-لذلك فالمنتظر أن تعم الفوضى البلاد العربية لأنها حكاما ومقاومات ليس لها جهاز عصبي موحد لأفعالها كما في تركيا المستهدفة هي بدورها
34-لذلك فإذا لم تحزم السعودية وقطر أمرهما لعقد حلف صريح وثابت مع تركيا فإن السنة في الإقليم ستصبح فريسة لإسرائيل شرطي وإيران مساعد.
35-وختاما فإن ما قلته عن مآلات الاتفاق مشروط بهذا الحلف بين السعودية وقطر وتركيا وربما باكستان. وإلا فهو لصالح إيران وإسرائيل بسبب غباء العرب أنظمة ومقاومات.
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/