لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
1-تسألونني لماذا لم أكتب عن الطفل السوري الذي قذفه البحر؟ لم أكتب نعم. ولن أكتب. لكني كتبت عما جعل الأمة كلها مثله أو دونه منزلة. فهو قد مات وارتاح.
2-أما نحن فاحتضارنا لم يتوقف منذ قرون: أمة عظيمة ورثتها اجيال عاقّة فتتت الأرض للتأمّر: فكل قبيلة صارت تدعي حكم “دولة” ومنزلتها دون منزلة حراس عمارة للدعارة.
3-أما نحن فلم يتوقف احتضارنا منذ قرون: كل طائفة جعلت تاريخها يستمد شرعيته من متردِّم ميت الحضارات التي استعمرها أهلها سابقا لمتعة السواح حيث الاستهانة بقيم الأمة من الحلال المباح.
4-من يريد أن يبكي بحق فلا معنى لتباكيه على الأعراض التي آلت إلى طفل رماه البحر وطفل قتله الجوع في المخيمات وطفل مات بردا في جبال لبنان وثلوجه.
5-ما يبكيني موت الإرادة والعقل والقدرة والحياة والوجود في نخب صماء بكماء عمياء تبحث عن نخالة الضمير المريض للإعلام الغربي يباكيهم الطفل: فيجدون ما يثرثرون حوله في تنافس خطابي مقيت.
6-يباكيهم الإعلام الغربي المنافق طفلا ويغطي على المجرمين الذين شردوا ملايين الأطفال. فهم حماة السيسي وبشار وحفتر والمالكي وكل من بدأ يخاف اليوم على إمارته لإرضاء موطن الإرهاب ذراعي الغرب إيران وإسرائيل.
7-ذلك ما لم أتوقف عن الكتابة فيه. ما يبكيني ليس مباكاة الغرب لي بل ما يجعلنا ألعوبة بيده وبيد ذراعيه الصفوية والصهيونية والنخب العميلـة.
8-لا شيء يؤلمني أكثر من سماع مواطن عادي يصيح “وامعتصماه”. يؤلمني إلى حد الضحك من حالنا المزرية التي جعلت شيوخ قبائلنا -ونحن معهم- أضحوكة العالم ومسخرته.
9-فهم هم اللاجئون بحق وخاصة منذ أن انتفضت الشعوب تطلب الحرية والكرامة: الفرق الوحيد أنهم لاجئون في قصور الذل والمهانة يركعون لحاميهم عله ينجيهم من غضبة الشعوب.
10-الصائح “ومعتصماه” لا يدري أنه أقدر على قول لا ممن يريدهم لـحماية الطفل الغارق والطفل الجائع والطفل الجامد والأمة المستباحة بكل وقاحة في كل ساحة.
11-وما يقال على الحكام يقال أكثر منه عمن يزعمون المقاومة. فهم أكثر تشتتا وتفتتا من شيوخ القبائل: الفرق أن هؤلاء لهم إمارات وهم يطلبونها بتدمير الامة التي يزعمون نجدتها.
12-مئات الأسماء بلا مسميات تدعي المقاومة (أ – ب) من دون أن يعلموا أن تشتتهم وتفرقهم وصراع أمراء الحرب على فضلات الاستعمار وعملائه أخطر على الأمة حمايتها ورعايتها من صولات العدو وعملائه.
13-والأنكى أنهم لا يكتفون بتضييع الحاضر يضيفون إليه تدنيس الماضي: يتصورون أن قوة الإسلام في جلابيبهم ولحيهم وتعاويذهم بعقول بدائية تنافيه وتنافي فحولة رجاله وبطولة قياداته.
14-الغرب معذور فلا يحترم إلا من يستحق الاحترام: من لا يحترم تاريخه فيشوهه جاعلين السلف الذي حقق أكبر إمبراطورية عالمية إما دراويش بلا عقول أو وحوشا بلا أخلاق.
15-كيف لأمة نخبة (أ – ب – ج) إرادتها وعلمها وقدرتها وحياتها ووجودها منحطة أن يحترمها غيرها فيخشاها إذ لا احترام لعديم الشوكة : لا شوكة لهم إلا على شعوبهم. جيوشهم للغزو الداخلي وإذلال الشعب وليس لحماية الأمة.
16-نخبة الإرادة -أي الطبقة السياسية– تتصور الحكم متعة ويكفي فيها السيادة الوهمية التي تحتمي بالعدو لتعيد الأمة إلى مرحلة المناذرة والغساسنة وأكثر منها ذلا ومهانة.
17-ونخبة العلم -أي طالبو الحقيقة- لا علم لها إلا لأحد المخدرَين: انحطاط “علوم” زائفة تجتر روبافيكيا الذات و”تحديث” أكثر انحطاطا يجتر روبافيكيا الغرب: نخالة.
18-ونخبة القدرة -أي أهل الاقتصاد- متطفلون على نهب ثروة الشعب بتواطئ من غالبية الحكام الذين يفقِّرون أوطانهم لملء بنوك سويسرا وأمثالها في العالم.
19-ونخبة الحياة -أي الفنانون والمبدعون- لا يفننون ولا يبدعون إلا سفاسف وفضلات غربية يلتقي حولها العرابيد في المقاهي والحانات ليفسدوا الذوق.
20-أما داهية الدواهي فهي نخبة الوجود -اي النخبة الدينية والنخبة الفلسفية-. فلا حاجة لغير ما رأيناه من دعاة مصر ومفكريها لنفهم القصد من المآل.
21-أخيرا لا أبكي الطفل الغريق لأن البكاء للعجزة ولن يغير من الأمر شيئا. أشق على أدواء الأمة لعل الشباب بجنسيه يدرك أن البعائد تحدد العلة فيعالجها.
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/