لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله لحظة الحسم الاستئنافي
في الحقيقة المقابلة بين “العقل” و”الوحي” مردها إلى اختزال للعملية المعرفية عامة. فلا توجد معرفة من دون تلق يشبه الوحي كما يصفه الرسول الخاتم ولا توجد معرفة من دون العبارة عن التلقي لنقل المتلقى من قراءة ما يتلقاه الإنسان وتأويله في صيغة تمكن أولا من فهمه ونقله للغير والتواصل حوله.
وحتى أوجز القصد بالتلقي في كل معرفة إنسانية لأمر يحتاج إلى قراءة تأويلية تجعل ما يصدر عنه الأمر المتلقى وكأنه أحداث حلم يعبره صاحبه عندما يحاول التعبير عنه ليفهمه أولا ولينقله لغيره ثانيا وهذه حال كل مبدع في أي مجال من مجالات الإبداع التي سنحصي أصنافها.
فالإنسان عامة -والمبدعون من البشر خاصة (كلهم يوجدون بين عالمين:
عالم الاعيان أي الأشياء الخارجية وما بينها من علاقات وتفاعلات
عالم الاذهان او عالم الرموز التي وإن كانت هي بدورها أشاء توجد خارج الأذهان إلا أن معانيها هي المؤثرة في الأذهان وهي غير أعيانها التي هي حوامل تلك المعاني)