لا لوم على الولايات المتحدة فالعاجز عن حماية ذاته لا يعتمد عليه في الأحلاف

تنبيه مدير الصفحة:

هذه التغريدات تعليق من الأستاذ على قمة منتجع دواد وتأييد للرسالة البينة في عدم حضور الملك الصالح الذي رفع رأس العرب ونأمل أن يواصل لكأن قريشا انبعثت من جديد ليكون الاستئناف بوزن النشأة الأولى.

التغريدات

1-هل تلام أمريكا إذ تعد فتخلف؟أم يلام من يصدق الوعود في العلاقات الدولية؟ وهل يحترم حليف حليفا يعتمد عليه لحمايته كأنه مرتزق عنده؟
2-قد نفهم أن يستورد القوم الخدم من عاملة البيت إلى مسير الشركات وباني العمارات لكن من يموت من أجل وطن وحضارة لا يعوض بمستأجر لا يستأمن.
3-أي معنى لدول تحتمي بما يفقدها السيادة إذا كان سر ضعفها وحاجتها إلى الحامي هو رفضها التنازل عن بعضها من أجل سيادة على الأقل خليجية؟
4-لا نطمح في الذهاب إلى سيادة عربية فهذا شبه مستحيل بسبب مرض الزعامات العربية. فما يزال البعض يعاني من ظن القيادة حقا طبيعيا له دون سواه : مصر في الجناح المشرقي والجزائر في الجناح المغربي.
5-بعد سيطرة الفوضى على الهلال فإن ما يجري في الخليج والمغرب العربيين من حرب باردة يحول دون أي بناء يغني عن الحماية الأجنبية بل هو يقوي الحاجة إليها.
6-ما يعني أن فقدان القدرة على الحماية ليس عدم الوحدة بين الأنظمة العربية فحسب بل عدم اطمئنانـها بعضها إلى البعض بل والتحالف ضد بعضهم البعض مع أي عدو للجميع.
7-لذلك فعدم الاطمئنان المتبادل بين الأنظمة العربية هو في آن علة ومعلول للتحالف مع الأعداء ضد بعضهم البعض: ولا عجب فأغلب “الناصحين” للحكام العرب هم عملاء “الحلفاء” لا تهمهم مصلحة العرب بل مصلحة من يزعم حمايتهم.
8-وطبيعي أن يكون الأمر كذلك: فمرآة الرأي العام (الإعلام) هي مليشيات الطائفية الخمس: بقايا الباطنية وبقايا الصليبية وبقايا الشيوعية وبقايا الليبرالية وبقايا الفاشية القومية.
9-ومن دون سيادة حقيقية هل يمكن أن توجد بحق وظائف الحماية الداخلية (العدل والأمن) والخارجية (الدبلوماسية والدفاع) وجهازها العصبي (الاستعلام والإعلام)؟
10-وهذا السؤال بخلاف أوهام بعض العرب الذين يتصورون دولهم كبرى معتبرين البقية أنصاف دول سؤال يوجه إلى الجميع وخاصة للدول المتسولة منهم.
11-فالسيادة لا بد لها من وظائف الرعاية المفقودة عند المتسولين: التربية والمجتمع المدني للرعاية التكوينية والثقافة والاقتصاد للرعاية التموينية وجهازها العصبي الاستعلام والإعلام العلمي أصلا لكل رعاية.
12-بعبارة وجيزة أغنياء العرب المزعومين بحاجة إلى الحماية. وكبار العرب الزعومين بحاجة إلى الرعاية: وإذن فكلاهما متسول إما للحماية أو للرعاية أو لهما معا. ومن ثم فهو فاقد للسيادة.
13-بل أكثر من ذلك فالمحتاج للرعاية أي متسول للمعونة لا بد له من تقديم مقابل مثل المحتاج للحماية: لذلك فالقواعد العسكرية والتبعية تشمل جميع العرب من الخليج إلى المحيط.
14-وليت الأمر اقتصر على قواعد أمريكا: فلا بد من وسيط لترضية أمريكا ولا بد من غول لتخويف العرب بعضهم البعض. والوسيط هو إسرائيل ولوبياتها الأمريكية . والغول هو إيران ومليشياتها العربية.
15-لذلك فالاختراق حاصل في كل مقومات الحماية والرعاية العشرة التي وصفنا ليس أمريكيا فحسب بل هو إسرائيلـي للوساطة وإيراني للتخويف: وتلك قمة مهازل العرب.
16-لماذا أصف هذه الظاهرات؟ لأني اعتبرها الحائل الأساسي دون نجاح أي مشروع عربي يهدف إلى القضاء على تمدد إيران وإسرائيل في الوطن العربي.
17-بعبارة أوضح: فعندي أن تعثر عاصفة الحزم ليس ناتجا عن قوة الحوثي وصالح وحتى مساعدة إيران بل العلة هي تخاذل العرب. ورغم أني توقعت أنها ستكون حرب مطاولة فقد حذرت من الخلط بين بعديها الخاص بالقضاء على قاعدة إيران في صعدة والخاص باسترجاع الدولة اليمينة : فالأولى كان ينبغي أن تكون البداية وخاطفة والثانية معلوم أنها ستطول.
18-ولا اعتبر تعدد الاجتهادات في تصور استراتيجية الحرب تخاذلا: فهذا طبيعي في كل حلف بل هو ضروري لتمتينه. التخاذل هو عدم الاتفاق على قواعد واضحة للحسم القيادي.
19-فكل حلف يتضمن بالضرورة مجلس حوار ونقاش حول الخيارات والحلول والمناهج للعلاج. لكن لابد له من قواعد وتراتب قيادي حتى ينجز ما عقد عليه العزم.
20-فدول الخليج يكفيها أن تكون على قلب رجل واحد حتى تصبح أكبر قوة في المنطقة لأن السلم والحرب متوفر عمادهما المعنوي والمادي: شرعية الدافع والمال والرجال.
21-فشرعية الدافع: لا يريد عرب الخليج غزو غيرهم بل يدافعون عن سيادتهم وحريتهم. والمال: فمن بين الستة أربعة هم من أغنى دول العالم ما ظل البترول حيا.
22-وبفضل المال يمكن تكوين الرجال وتنويع مصادر الثروة وإقامة جيش مهاب من الأعداء والأصدقاء ولن يكلف أكثر مما يدفع للحامي بطرق مختلفة (أقلها بروزا تجارة السلاح).
23-وعلى كل-وبهذا اختم-فإن وعود أمريكا لا يمكن أن يعتمد عليها سياسي حصيف: القيادات الشابة ليست غافلة عن الحل الوحيد: الاعتماد على الذات.
24-ختمت الكلام على المجموعة التي توجد الآن على فوهة المدفع العالمي بسبب بداية تصد للتمدد الإيراني وإن نجحت ستضطر للتصدي لتمدد إسرائيل.
25-فالنجاح في اليمن بمفعول الدومينوا سيخرج إيران من سوريا ولبنان وبعدها حتما من العراق بل إن إيران ستضطر إيران لحماية جبهتها الداخلية : الثورة لن تستثنيها وشبابها ليس أقل إقداما من شباب العرب.
26-وعندئذ لن يبقى لإسرائيل إلا أن تجابه بنفسها استئناف العرب لمسيرتهم التي تخيفهم بحق وهو ما يعلل دورها في إطالة الأزمة السورية وفي انقلاب السيسي ومحاولات حفتر وحتى محاولات النداء في تونس.
27-وبذلك نصل إلى أم المسائل: ما عليه المجموعات الأخرى ذات الأغلبية العربية السنية في افريقيا ما كان منها في الجامعة وما لم يدخلها بعد.
28-إذا افترضنا أن الخليج سيضم اليمن ليصبح قطبا يجمع بين الثروة والعدد كان عرب آسيا مؤلفين من مجموعتين متقاربتين وزنا: الهلال والخليج.
29-وهذان المجموعتان يمثلان تقريبا ثلث الوطن العربي من حيث عدد السكان. لكنهم أكثر من نصفه من حيث الوزن الاقتصادي وحتى الحضاري المؤسس للهوية والاستئناف.
30-وعرب افريقيا أيضا يمثلان مجموعتين هما مجموعة النهر (مصر والسودان) ومجموعة المغرب العربي ويمثلان الثلثين الباقيين من حيث عدد السكان.
31-وتبقى المجموعة الخامسة وهي مؤلفة من الصومال وجزر بحر العرب وعرب افريقيا الذين لم ينضموا للجماعة أي ارتريا والتشاد وجل مالي وسينضموا إليها إذا نجحت.
32-ووضع كل مجموعة من هذه الأربعة أخطر من الخليج: الهلال سايكس بيكو والنهر سرطان عسكري والمغرب حرب بادرة بين قوتيه والأخيرة رفض الهوية.
33-من هنا تأتي مهمة الخليج ليحمي ذاته وليس ليتفضل على غيره بخلاف ما يتصور بعد السذج عندما يعيرون العرب الآخرين بالمساعدات. فمن لا يساعد نفسه لا يساعده أحد والوطن العربي يمثل مجالا مفتوحا إن لم يشغله العرب سيشغله من يستعمرهم. والخليج يمكن أن يكون قوة اقتصادية وسياسية وليس عسكرية فحسب بجذب هذه المجموعات الأربعة التي تنتمي إلى نفس الحضارة واللغة.
34-كم من ساذج يدعي أن الخليج محسود بقدر ما يجود ويتصور العرب الآخرين طامعين في ما لديه : كل العرب لهم ما يطمع فيه ولذلك فهم هدف المؤامرات وليس الخليج وحده. وأوروبا تسيطر على العالم بالاستثمار بعد تجاوز مرحلة الاستعمار. ومن استثماراتها تستمد قوتها ومتانتها.
35-الثورة السائلة (الصناديق) والثورة الطبيعية ثروتان هشتان: الأولى تقبل التجميد والثانية ناضبة. أما الثورة الحقيقية فهي شبكة الاستثمار وما تحدثه من انتشار يولد قوة لا يمكن للمستعمر في العالم أو في الأقليم أن يتحداها بسهولة.
36-وشبكة الاستمثار اقتصادية وسياسية وهي تبقى محتاجة لحماية دبلوماسية وعسكرية: وكل ذلك ممكن لو اجتمعت دول الخليج على شروط الحماية الذاتية واستفادت من الإمكانات العربية البشرية والتقنية والعلمية ليس في الخليج وحده بل في كل أرض العرب وفي المهجر.
37-إيران التي تخيفهم هي دون ربع ربع قوتهم وثروتهم. فلو اجتمعوا بمثل هذه الخطة والأهداف لأصبحت هي التي تخشاهم وتطلب ودهم بدلا من إخافتهم بالتعنتر عليهم بالبروغاندا.
38-وإذا لم يحصل هذا أو ما يقرب منه فلا لوم على غيرنا ولا لوم خاصة على الأمريكان: لا يمكنها أن تعتمد في حماية مصالحها على العاجز عن حماية مصالحه فكرا وفعلا.
39-لا يمكن أن نلوم أوباما إذا قال: أنا بحاجة لإسرائيل وإيران ولست مستعدا لحماية أنظمة من شعوبها حتى لو تطوعت مؤقتا لحمايتها من أجوارها.
40-ومن يفهم اللغة الدبلوماسية يدرك أن قصده: إذا لم تصلحوا بيتكم الداخلي فلن أحميكم من الثورة التي بدأت ولن تتوقف كما يدرك من له بعض العلم بـالتاريخ.
41-صحيح أن هذا الرأي جارح لصراحته. لكنه نصيحة صادقة حتى وإن تضمن نوعا من التشجيع على الفوضى: لذلك فلا بد من تحقيق أهداف الثورة طوعا لا كرها.
42-لن ينتصر العرب على إيران إلا إذا سبقوها بتحقيق أهداف الثورة التي ستصل إلى إليها هي أيضا. وإذا حققوها فستعود إسرائيل إلى حجمها الطبيعي.
43-ولعل الملك الصالح مثلما شبب القيادة سيشبب المؤسسات فيحقق أهداف الثورة أي الحرية والكرامة للإنسان العربي جمعا لقيم القرآن والحداثة.
44-فما أتصور ملكا أقدم على ما طال تأجيله في الداخل والخاريج بغافل عما يمكن أن يحقق ما سعا إليه المؤسس ما يكون غيابه ربما بداية النهاية للمشروع كله: شرط الاستئناف قريش جديدة تبني إمبراطورية الإسلام بقيادة عربية.
45-وأعلم أن الكثير من أدعياء النخبوية يهزأون من مثل هذا الأمل لعلتين: أولاهما أنهم يئسوا من الاستئناف ومن ذواتهم. والثانية أنهم باتوا نسخا مسيخة ممن يتصورونه سيدا لهم. وذلك هو خلق المليشيات الخمس التي ذكرت: بقايا الباطنية وبقايا الصليبية وبقايا اليسار الشيوعي وبقايا اليسار الليبرالي والمصاب بهذه الأدواء جميعا أي بقايا الفاشية القومية.


لا لوم على الولايات المتحدة فالعاجز عن حماية ذاته لا يعتمد عليه في الأحلاف – أبو يعرب المرزوقي

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي