لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفلهلا قرار لانحطاط
هل يوجد ما هو احقر من تفاخر حكام العرب وطبالوهم بعضهم على البعض: 1. بالقبيلة 2. وبحجم البلد 3. وبالثروة 4. والبطولات الزائفة 5. وبشهادة الاعداء؟ نعم يوجد ما هو احقر وأرذل: هو ما يدور من تنابز بالألقاب وسخرية البعض من البعض لكأنهم لم يسمعوا بنهي القرآن لما هو الغاية من ذميم الأخلاق. بل ويوجد ما هو أكثر من ذلك حقارة ونذالة: فما يفاخرون به ليس لهم فيه أدنى فضل. كل ما يفاخرون به إما موروث أو مستورد وبهما يتسابون. والأكثر من الأكثر هو أنهم لا يتساءلون عمن يحق له أن يفاخرهم بما يمن به عليهم: حمايتهم ورعايتهم وإملائه عليهم ما يريد منهم حربا على ذواتهم. فهل رأيتم أو سمعتم بأمة تدعي أن دينها الإسلام دين العزة والحرية والكرامة بلغت أسفل سافلين إلى حد لا يمكن لأي قلم أن يصفهم بما هم عليه؟ فأما المفاخرة بالقبيلة ففضيحة لأن أجدادنا لو عادوا لتبرأوا من المفاخرين بهم. وأما المفاخرة بالحجم فدليل غباء لأن الفيل ليس أذكى منهم. وأما المفاخرة بالثروة فهي ليست ثمرة عمل بل هي بيع لورثة من أغرار مبذرين. وأما المفاخرة بكاذب الانتصارات فهي لا تنطلي حتى على الأغرار. ولم يبق من مفاخرة بغير شهادة استحسان الأعداء للأكثر خدمة لهم ضد أمته. وإذن فكل ما يفاخر به العرب هو سفالتهم وخيانتهم لطموح أجيالهم الشابة. وبذلك فالجميع يهمل شروط السيادة حتى يواصل استعباد شعبه والاستمتاع بثمرات الاستبداد والفساد بدل البحث في شروط تحرير الإرادة والسيادة. فلا القبلية ولا الحج الجغرافي ولا بيع الموروث (خاما أو تراثا) ولا الانتصار الوهمي (بشار والسيسي) مما يمكن أن يفاخر به العاقل إن قبل ففاخر.