كيف يصبح الحزم عزم أمور – أبو يعرب المرزوقي
تونس 09-04-2015
1-بقي مجال يخص عاصفة الحزم لم أخض فيه لحد الآن لحساسيته:بعدان قريب وبعيد.الأول هو الخوف من المس بقيادة بلد الحرمين:تجربة المجاهد فيصل
2-والثاني هشاشة الوضع الداخلي في بلد سريع التحديث متين التأصيل: النتيجة علاقات قابلة للتفجير بيسر إذا لم يقع الانتباه إلى شروط العلاج.
3-لهذا نفهم علة الحرج في الكلام في هذين المستويين:هشاشة النظام وهشاشة الوضع الداخلي صفتان لبلد سريع التحديث ومتين التأصيل ومطموع فيه.
4-فإذا أضفنا إلى ذلك أن قياداته بدأت تتصدى للقضايا الجوهرية وللمهام الأساسية لبلد الحرمين الأمين على ثروة الأمة وتراثها فهمنا خوفي.
5-سيقول لي الكثير:أنت ما دخلك؟ وهم صنفان: إما خدم الاستعمار وعبيده أو خدم إيران وعبيدها.1-غسلوا أيديهم من الإسلام 2-غسلوها من العروبة.
6-لم أغسل يدي من العروبة فضلا عن الإسلام.بل اعتبرهما جوهر وجودي وجسري إلى الإنسانية:فهما يصلان الطبيعة بالأخلاق : حرية الإنسان وكرامته
7-والحرية والكرامة تعنيان عدم التبعية للاستعمار والشعوبية والاستعداد للجهاد من أجل الحفاظ على شرطي الإنسانية : قيم القرآن وحقوق الإنسان.
8-ولنعد إلى علة الخوفين: كيف يَحمي النظام الذي استهل الاستئناف بالمبادرة إلى حماية البيضة ذاتَه مما يمكن أن يأتيه من التنافس في الأسرة ؟
9-هذا أمر حساس لا يمكن لي أن أتكلم فيه بل اكتفي بالإشارة إليه بوصفه نقطة ضعف لن يتردد الأعداء في استغلالها ولنا تجارب أليمة في تاريخنا.
10-لكن السؤال الثاني: كيف يتغلب النظام على هشاشة الوضع الداخلي ليس الكلام فيها بحساسية الكلام في المسألة الأولى:البداية الإيجابية حصلت.
11-علامتان: تدارك بلد الحرمين مما كاد ينزلق فيه والتخللي عن السيسي لصالح إرادة الشعوب والمبادرة بالعاصفة يعنيان الانحياز للشعب والعدل
12-أمران آخران سبق أن أشرنا إليهما:التزاوج بين أمراء الأسرة وأميراتها وأبناء القبائل+العدل في توزيع الثروة والسلطة=شرطا الشرعية الشعبية
13-إذا حصّن النظام والوضع الداخلي فإن بلد الحرمين سيقود بفضل ما من الله عليه به الأمة ولن يقدر عليه أحد: الثروة ومشاعر الأمة كلها.
14-والأمران ليسا بالعسيرين:منع الصراع في الأسرة لتحقيق الاستقرار يكفي فيه توضيح سلسلة التوالي والجبهة الداخلية باندماج الأسرة في الشعب.
15-أما رشد الحكم فهو بات شرط كل الشروط: ولا رشد إلا بتحرير الدولة من دائين في كل حكم: الاستبداد والفساد. علاجهما: 1-الحريات 2-الحقوق.
16-وبعبارة وجيزة ينبغي تطبيق بيدي لا بيد عمرو:بدلا من محاولة مستحيلة لهزم الثورة اختيار سحب البساط منها بتحقيق أهدافها التي تضمن البقاء
17-وبذلك يكون بلد الحرمين في آن: قائد لقيم القرآن في التاريخ ولقيم الحداثة السياسية والاجتماعية.وكلاهما لا ينافي الملكية كما في أوروبا.
18-وبذلك يحصل أمران مذهلان: كل أعداء العرب والإسلام سيصبحون خائفين من النموذج الجامع بين الأصالة الإسلامية والحداثة العقلية:قوة الشرعية
19-فيكون بلد الحرمين:منارة الأمة ماديا وروحيا وعقليا:نظام مندمج في شعبه يحقق قيم القرآن والحداثة أمده الله بشروط ذلك كله فليستغلها حقا
20-وليس ذلك بعزيز على الملك الصالح ومساعديه من الشباب الطموح والمثقف الذي يقود بحكمة وثبات:بذلك لا تكون عاصفة الحزم نار هشيم بل عزم أمور
21-وعاصفة الحزم من حيث هي بداية دالة تتضمن دلالتين: بالقياس إلى ما لم يحسم من الماضي وبالقياس إلى ما لم يحسم من المستقبل. والمحل بلد الحرمين.
22-فما لم يحسم من الماضي وآن أوان حسمه هو تحرير الفهم الشيعي للإسلام من التوظيف الشعوبي. السنة لا تعادي حب آل البيت بل توظيفه السياسي.
23-والتوظيف السياسي مضاعف: جعل الحكم متنافيا مع نظرية القرآن وهو لجعل العقيدة حربا عليه من أجل استرداد فارس امبراطوريتها بتحريف مبادئه.
24-ولولا هذين التوظيفين لحب آل البيت لما كان للتشيع أدنى خطر على الإسلام لأنه مشترك بين كل المسلمين:هل السنة عليا وفاطمة وحفيدي الرسول؟
25-ولولا هذين التوظيفين كيف يمكن أن يصبح سب الصحابة وأم المؤمنين وتكفير كل السنة والانتقام من أخطاء يزيد من كل السنة معتقدات دينية؟
26-وما لم يحسم من المستقبل هو الصلح بين قيم القرآن أو الأصالة وحقوق الإنسان أو الحداثة: فالحائل دون ذلك هو الانحطاطان أو عاهتا الأمة.
27-فأما الانحطاط الأول فهو تحريف قيم القرآن بالخلط بينها وبين قيم الجاهلية خلطا نتج عن حقبة الانحطاط الحضاري للأمة طيلة القرون الآخيرة.
28-وأما الانحطاط الثاني فهو ما ورثته النخب المستلبة من حقبة الاستعمار تشويها لقيم الحداثة التي يخلطون بينها وبين قيم مثالهم الاستعماري
29-واجتماع الانحطاطين لحسن حظنا لم يبق مجرد ظاهرات في الأذهان بل صار حاصلا في الأعيان: فالحرب الأهلية اليوم هي بين هذين التحريفين للقيم
30-فتحريف قيم الإسلام لم يعد فكرا فحسب بل أصبح تشويها تمارسه الجماعات. وتحريف الحداثة لم يعد فكرا فحسب بل أصبح تشويها تمارسه الأنظمة.
31-الإرهابان:إرهاب الدولة الفاسدة والمستبدة للفاشيات العسكرية ونخبها المستلبة وإرهاب الجماعات الساعية لتكوين إمارات لا تقل استبدادا.
32-ولا يمكن التحرر من الإرهابين من غير حسم لما ينبغي حسمه للمستقبل: أي الصلح بين الإسلام والحداثة بعد تحريرهما مما شابهما من الانحطاطين
33-ولا يمكن لحل هذين المشكلين إلا في بلد الحرمين لأن الله من عليه بشرط تحرير قيم القرآن (الحرمان) وبشرط تحرير الحداثة (الثروة المادية).
34-فتحرير قيم القرآن يكون بفهم فكر ابن تيمية النظري وتحرير قيم الحداثة يكون بفهم فكر ابن خلدون العملي:كلاهما قدم علاجا للاستبداد والفساد
35-ثورتهما:تحرير الإسلام من مصدر الفتن (علم الكلام والتصوف) وتحريرالحداثة من المحن (اليتوبيات والباطنية:العقيدة السوية والدولة الراشدة).
كيف يصبح الحزم عزم أمور – أبو يعرب المرزوقي