كيف صارت سنة العرب منزوعة السلاح؟

1-من يستطيع أن ينكر أن سنة العرب اليوم هم هدف كل الأعداء في الداخل والخارج رغم سلميتهم؟ لذلك فلا بد من أن نسأل: كيف جردت السنة ذاتها من سلاحي أي أمة تريد أن تكون حرة وكريمة لتصبح نهبة كل ناهب؟ لماذا حرفت السنة كل المفاهيم التي يضعها العقل والنقل لتحقيق شروط سيادتها وازدهارها؟
2-تجردت الأمة من سلاحيها أو من أداتي القوة اللطيفة (العلوم وتطبيقاتها) والقوة العنيفة (أدوات الحماية وغاياتها) شرطي حماية الذات ورعايتها في صراع الجماعات على شروط الكرامة والحرية.
3-والاجتهاد والجهاد هما بعدا فعل “أعدوا” الوارد في آية الردع أي 60 من الأنفال: فالاجتهاد هو أصل القوة العلمية وتطبيقاتها والجهاد هو أصل القوة الخلقية وتطبيقاتها. ومن دون القوتين لا يمكن للأمم أن تكون سيدة حرة وكريمة.
4-والفعلان كلاهما ضروري في مقومي السيادة بمعنى الحرية والكرامة. فالحماية ممتنعة من دون اجتهاد وجهاد مبدعين لادواتهما وغاياتهما والرعاية من باب أولى لا بد لها منهما. وإذن فهما شرطا الحماية والرعاية مقومي السيادة.
5-والسؤال:كيف نزعت السنة سلاحيها بالتدريج؟ ذلك ما أعنيه بالانحطاطين. فالانحطاط الذاتي عطل الاجتهاد بحصره في الاستنباط الفقهي دون سواه وحصر الجهاد في القتال من دون شروطه الأداتية والغائية.
6-والحصر جعل الاجتهاد معدوما في مجالات تحقيق أدوات الرعاية والحماية أي علوم الطبيعة وعلوم الإنسان فاصبحت الأمة هشة تابعة رعاية (لا تستطيع سد حاجاتها) وحماية (لا تستطيع حماية ذاتها وأرضها).
7-فاستبيحت الأمة التي أصحبت عزلاء من شروط الجهاد المادية والمعنوية بسبب انحطاط الاجتهاد المبدع لهذه الشروط غايات وأدوات وصارت الأمة بعبارة بن نبي قابلة للاستعمار بل واستعمرت فعلا.
8-الاستعمار أضاف الانحطاط الثاني المستورد أو الموروث عن الاستعمار.فنتج عنه النوع الثاني من النخب التي ستعمق نزع السلاح بالموقف الدفاعي عند النخب التي تدعي الأصالة والهجومي على قيم الأمة عند النخب التي تدعي الحداثة.
9-سلاح السنة منزوع بهذا المعنى. فالانحطاط الأول جمد الاجتهاد وبتوقف الإبداع العلمي والعملي أصبح الجهاد بدائيا مقصورا على منازلات بدنية مباشرة والثاني ولد الموقف الدفاعي فجعل الجهاد تهمة يتبرأ منها حكام السنة والعملاء من نخبها.
10-كيف حصل نزع السلاح السني؟ بدأ بانقلاب ضد الخليفة الراشد الثالث المنتخب بالمعنى الارستقراطي: مجلس علية القوم مع استشارة شعبية موسعة جمعت بين أفضل طريقتين ممكنتين : الشرعية الشعبية بقيادة أفاضل الأمة (الدستور الأمريكي يحاكي هذا المعنى وإن أفسدته اللوبيات).
11-وهذا الخليفة الثالث مكن الأمة من تجاوز اغتيال ثاني الخلفاء فحقق وحدة الأمة ومقومي قوة الدولة المادي والرمزي: تطوير الفتح وتوحيد نسخ القرآن علامتي القوتين المادية والرمزية. لذلك بلغت النقمة عليه أقصى حد فمزق وبين يديه المصحف الشريف.
12-ولا يمكن ألا يكون لاغتياله علاقة باغتيال سلفه: كلاهما من ثمرات الشعوبية التي وظفت الخلاف السياسي بدعوى أفضلية علي والوصية لآل البيت. اغتيال الخلفاء الراشدين الثلاثة من نفس الطبيعة وبنفس الدوافع.
13-وعن هذا الاغتيال وصلته بالسابق نتجت ظاهرتان هما مصدر كل أدواء الامة إلى الآن: الاستبداد والخروج. وفي الحقيقة كلاهما خروج عن الشرعية. كلاهما خوارج.
14-ولهذا الاغتيال كذلك صلة باللاحق: اغتيال الخليفة الرابع. فاستقرت الظاهرتان:الاستبداد والخروج وكلاهما مناف لنظرية القرآن في الحكم والمعارضة. فهل من رابط يفهمنا الاغتيالات الثلاثة؟
15-وقبل الجواب فلنقفز إلى الكيفية التي تم بها تكوين الدولة العباسية ودور الخراساني: لكن المؤسس فهم اللعبة فتجنب بحزمه مآل الخليفة الرابع واستطاع أن يحافظ على دولة الإسلام حتى وإن شوهوه بوصفه بالسفاح كما شوهوا الحجاج من قبله.
16-فهم الرابط بين الاغتيالات الثلاثة: الدور الشعوبي في الاستفادة من الخلاف السياسي لاستعادة الامبراطورية الفارسية بشعار محبة آل البيت. وليس في ذلك نظرية المؤامرة: فمغتال الفاروق ما يزال رمز هذا الطموح للانتقام من دولة الإسلام.
17-لذلك فاغتيال الخليفة الرابع من جنس الاغتيالين السابقين ولهما نفس العلة. لكن عليا انتبه بعد فوات الأوان: فالخروج عليه كان الشكل الثالث من توظيف الخلاف لنفس الغرض. اغتيل لأنه قبل الصلح وأفسد مشروع استعادة الامبراطورية.
18-فمحاولة الصلح بين معاوية وعلي تعني أن المؤامرة على وحدة الدولة الإسلامية لاسترداد الإمبراطورية الفارسية لم تنج حتى بعد الاغتيال الثالث. الخروج خطة باطنية لها نفس الوظيفة: ثورة على فشل محاولة الإطاحة بدولة الإسلام.
19-فإذا لم نفهم الخروج بهذا المعنى لن نجد تفسيرا للقصد من السعي للقضاء على رمزي المعركة بعد أن جنحا للصلح ونشأة ظاهرتي الخروج والاستبداد : الصلح بين معاوية وعلي للمحافظة على دولة الإسلام.
20-لكن خوف السنة من نتائج الظاهرتين أدى إلى علاجين هما بداية الانحطاط والتجرد من سلاحي السيادة. فلتجنب الصراعات على تعيين الحاكم بعد كل خليفة جعلوها وراثية.
21-ولتجنب ظاهرة الخروج اسسوا أخلاقا جديدة هي معين الاستبداد والفساد. فالخلافة التي كانت انتخابية صارت وراثية ومراقبة الحاكم التي كانت فرض عين يحافظ على الشرعية صارت متهمة بالخروج مهما كان الحاكم عديم الشرعية.
22-وبذلك صار الحل هو المشكل: التخلي عن نظرية الإسلام في الحكم التي تجعل مراقبة الشعب للحاكم فرض عين (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وتعويضها بنظرية الإمبراطوريتين اللتين قضت عليهما ثورته وشوهت المفاهيم.
23-وبدأ الفقه المؤسس للاستبداد. وأول مبادئه نفي مفهوم الشرعية بمعناها القرآن وينتج عنه نظرية شرعية المتغلب ومن ثم اعتبار كل معارضة خروجا أي العكس تماما : فالخروج إضافي إلى الشرعية. الحاكم غير الشرعي بقيم الإسلام هو الخارج وليس من يقوم المنكر.
24-وعندما يصبح الفقه السياسي تبريرا للاستبداد الذي ينتج عنه الفساد حتما فإن شرط العلم والعمل الصادقين يصبح مفقودا بسبب الخوف والطمع اللذين يسيطران على وظائف الإبداع والخلق في مؤسسات تكوين الإنسان.
25-وهذا هو الانحطاط الذاتي بآلية ذاتية نتجت عن صراع بين حضارة القرآن ذات القيم الإنسانية المتعالية وحضارات سابقة ذات تقاليد استبدادية. ولولا نباهة عبد الملك بن مروان لماتت العربية ولاصبح القرآن يعمل بالترجمة مثل الكتابين الآخرين.
26-وكما هي عادة الشعوب فإن الدولة الجديدة لم تصمد أمام التقاليد السائدة لذلك أخذت العرب بتقاليد الشعوب التي صارت مسلمة فعادت إلى تقاليد منافية للإسلام لأن نخب هذه الشعوب صارت كوادر الدولة الإسلامية واكتفيى العرب بتمثيل الشرعية.
27-ولعل آخرة مراحل هذه المعركة هي معركة الرشيد مع البرامكة. ففي الظاهر والمشهور هو الذي نكبهم. لكن الحقيقة هي العكس تماما : فـما نكب هو وهم العرب بأنهم يمكن أن يحكموا بلا شروط الحكم القادر الحماية والرعاية وإدارتهما بأبنائهم.
28-وقد بدأ فقدان العرب للسلطان على دولهم من بداية الدولة العباسية وخاصة بعد هارون الرشيد: فالقوة اللطيفة كانت فارسية (المأمون) والقوة العنيفة كانت تركية (المعتصم) ولم يبق للعرب إلى القوة الرمزية (الأمين) من دون مضمونيها.
29-وإلى يوم الناس هذا ما يزال العرب مجرد حكام فوقيين وظيفتهم مخادعة الشعوب بعروبة الدولة لامتصاص دمها: لكن القوة اللطيفة والقوة العنيفة بيد من يتصورونهم خدما لهم وهم في الحقيقة الأسياد.
30-فأهم وظائف الدولة كوادرها أجانب وإن من وراء حجاب. ألم يصبح كلب مثل بلار مستشارا لجل أعداء الأمة؟ الحاكـم العربي مجرد اسم. الحكم الفعلي بيد من يسيطرون على وظائف الدولة أي إدارة الرعاية والحماية. الحاكم العربي يكتفي بالحياة النباتية والبهيمية.
31-خذ أي بلد عربي فحكامه الفعليون ليسوا حكامه الاسميين بل كلهم أغراب هم اليوم من وراء حجاب لكنهم كانوا علنيين من المماليك والحاميات والغزاة. وتونس ومصر من أهم الأمثلة.
32-وحتى عندما ينجح أحد العرب فيكون من القيادات فإنه يندمج في هذه الطبقة الأجنبية ذهنية والمتخلقة عقلا فيصبح وكأنه أجنبي إما بسبب عقدة أو لأن ذلك شرط الهيبة الظاهرية في جماعة الأغنياء الجدد وأشباه المثقفين.
33-وهذا هو الانحطاط الموروث عن الاستعمار. فالنخب التي تدعي الحداثة عربية عرقا لكنها استعمارية روحا. واحتقارهم للشعب وثقافته مضرب أمثال إما بداع التقرب من أسيادهم أو لمرض يجعلهم يحتقرون ذواتهم في غيرهم.
34-وهذه النخب المستعمرة ذهنيا تزيد الأمة تجريدا حتى مما بقي لها من سلاح الاعتزاز بذاتها وماضيها دون تقديم شيء من اسرار القوة الحديثة : كمن يقطع أطرافه ليعوضها بالبروتاز فيصبح معاقا.
35-لم تعد مهمة التربية والثقافة تحقيق شروط القوتين المادية (العلوم الطبيعية وتطبيقاتها التقنية) والرمزية (العلوم الإنسانية وتطبيقاتها الخلقية). زال الاجتهاد المبدع والجهاد المحرر (الاجتهاد) وعوضهما التقليد والتعبية إما للماضي الذاتي أو للماضي الغربي.
36-بل إن التربية والثقافة ليس لهما إلا وظيفة وحيدة: القضاء على الانتساب إلى الحضارة العربية الإسلامية وزرع الانتساب إلى كل ما يعاديها في الغرب خلطا بين التحديث وكاريكاتور الحداثة الذي يمثله خواجات الليبرالية العربية.
37-وبذلك اصبحت الأمة تعيش صدام الحضارات في الداخل: الحرب الأهلية بين ممثلي الانحطاطين بدلا من أن تكون حرب بناء الذات بمراجعها وبالقيم العقلية التي تصل الأصيل بالحديث إذ يتطابقان في تحقيق شروط استعمار الإنسان في الأرض.
38-لم تعد أي وظيفة من وظائف الدولة مطابقة لحقيقتها بل كل الوظائف بدلا من تكوين الإنسان تؤدي وظيفة تجفيف المنابع والتحديث الاستتباعي وبدلا من الحماية تحقق التبعية وبدلا من الرعاية تبني اقتصادا هشا للاستيراد من منتجات الأعداء.
39-وهكذا اجتمعت ثمرتا الانحطاطين: عودة الفتنة الكبرى (حرب الباطنية على السنة) وطغيان الفتنة الصغرى (حرب العلمانية على السنة) وهذا هو وضع عرب السنة الذين تحالفت عليهم الباطنية والعلمانية بسند بين من الاستعمار.
40-وهكذا تجد السنة نفسها منزوعة السلاح بل هي تسلح أعداءها إذ هي تمول أسلحة أعدائها المادية والرمزية. والمثال هو الإعلام الذي هو نصل القوة اللطيفة فكله ما يزال بيد أعداء الأمة وليس له من سنة الخليج مموليه إلا الاسم.
41-وحتى شبابها الذي ما يزال مؤمنا بقيم القرآن ويسعى لتحصيل شروط العصر فإنه لم يجد أمامه إلا الاجتهاد والجهاد البدائيين لعدم نمو شروطهما طيلة قرون الانحطاط وخاصة بسبب الانحطاط الموروث عن الاستعمار بما أنتج من تبعية.
42-فاجتهادهم بدائي بفكر غفل بسبب الانحطاط الذاتي الذي جمد الإبداع ولذلك كان جهادهم بدائيا بأدوات بدائية لم يسم بها الإبداع إلى ما يناسب الحروب في عصر غزو العالم والفضاء. والحصيلة هي النكوص إلى الجاهلية وتكوين إمارات جاهلية من جنس افغانستان والصومال.
43-وذلك ما أردت إطلاع الشباب عليه حتى يفهموا أن مهمتهم شديدة التعقيد وجديرة بكل التضحيات وأن الجهد الاجتهادي والجهادي يتعلق بثورتين شرع فيهما الإسلام لكنهما توقفتا بسبب الانحطاطين.
44-ويمكن تلخيص المسار الذي جرد السنة من أسلحة الحماية والرعاية: إفشال نظام الحكم الذي وضعه القرآن (الانتخاب: أمرهم شورى بينهم) بعد أربع محاولات للراشدين أبقت من الأثر ما لا يزال مفعوله في الآذهان محددا لنموذج الحكم الأمثل.
45-السنة هي الجماعة التي تسن نظم الحياة وتجمع الناس بقيم القرآن الاجتهادية والجهادية (العلم والأخلاق وتطبيقاتهما) شرطي حرية الإنسان وكرامته في الدنيا (شروط استعمار الإنسان في الأرض) وفي الآخرة (شروط السعادة الخالدة).
46-لكن كون السنة ممثلة للإسلام الصافي من كل التحريفات التي بقيت صامدة في الأذهان رغم ما شاب وجودها في الأعيان فإن المحرك الحقيقي لتاريخها يبقى هذا المثال الأعلى الذي يمثله صفاء الإسلام.
47-وتلك هي العلة في صمود السنة في الأعيان رغم الانحطاطين لأن ما في الأذهان بقي بفضل حامليه الاسميين قادرا على الصمود. فلولا التمسك بالقرآن وسنة الرسول لكانت السنة قد انقرضت لفرط ما تعرضت له.
48-ولما كان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها فإنه قد من على السنة بشروط قيامها بالشهادة على العالمين: فأرض العرب بمساحتها وبموقعها وبثرواتها تمد الأمة بالشرط المادي ومشاعر الإسلام ولغة رسالته تمدها بالشرط الروحي.
49-والثورة التي بدأت بأرض القيروان لأن الشعب التونسي صمد أمام الفتنة الصغرى (العلمانية وعبثها بالأمة) وتضاعفت بالثورة التي بدأت بأرض الحرمين لأن الشعب صمد أمام الفتنة الكبرى (التشيع وعبثه بالأمة) هما بداية الاستئناف الفعلي.
50-ثورة التحرر على الاستبداد والفساد وثورة التحرير على الاستضعاف والاستتباع مع الوعي بدور الانحطاطين في نزع سلاح الأمة تسعيان إلى تحقيق مقومات الاستئناف.
51-والشباب العربي السني اليوم حائز على شروط القيام بكل وظائف الدولة فلم يعد بحاجة إلى الاعتماد على أعداء الأمة في بناء شروط الحماية والرعاية. لكن الحكام لا يطمئنون إليهم بل يفضلون عليهم العملاء من البقايا الخمس.
52-لم يعد العرب السنة بحاجة لخدمات المليشيات الخمس التي تندس في الدول العربية فتخترق مؤسساتها لصالح الأعداء فتكون بتمويلنا في خدمة أعدائنا مع حكام أميين يكتفون بشكيلات السلطان ومتعه.
53-والشباب العربي بجنسيه سواء كان حاكما أومحكوما صار حائزا على التكوينين الاصيل والحديث مع المحرك النموذجي الذي وصفنا: وتلك هي الثورة التي يحاربها أصحاب الفتنتين الكبرى (التشيع) والصغرى (العلمانية).
54-فالغرب وذراعاه (إيران وإسرائيل) وبقايا الباطنية والصليبية والشيوعية والليبرالية والقومية الفاشية يعلمون أن العرب السنة هم قلب الإسلام ولهم القدرة المادية والروحية لقيادة استئنافه وتكوين قطبا عالميا يحسب له ألف حساب.
55-ويعلمون أن العرب السنة يملكون سر الصمود الروحي والمادي الضامن للاستئناف. لذلك فهم يحاربون العرب سعيا لافتكاكه منهم: القرآن والرسول الأكرم والأرض العربية بمشاعر الإسلام وثرواتها.
56-وبفضل فهم هذه العلاقات التي بينا لن يبقى الشباب أعزل بل سيتخلص من العقد ومن الموقف الدفاعي: الاجتهاد العلمي والعملي والجهاد تلك هي شروط الـحرية والكرامة.
57-الاعتماد على النفس في الابداع العلمي وتطبيقاته والابداع العملي وتطبيقاته واستعمال ما نستطيع لمجاهدة أعداء الأمة المعتدين على أرضنا وعرضنا ليس مما نتبرأ منه بل نفخر به ولسنا معتدين.
58-ينبغي للمعتدي أن يتبرأ من العدوان سواء كان العدوان بالاستبداد والفساد في الداخل أو بالاستضعاف والاستتباع في الخارج. ونحن أمة حرة كريمة نحمي أمتنا ونرعاها ولن نقف موقف راد الفعل.
59-بذلك نكون قد حددنا معايير الحكم لأي حاكم عربي أو عليه: فالحكم يكون له إذا رفض تهمتي الإرهاب والتكفير ويكون عليه إذا قبلهمـا فضلا عنه إذا وظفهما لينال رضا الغرب. الإرهاب إسرائيلي بالجوهر والتكفير إيراني بالطبيعة.
60-وأصل التهمتين هو رب هذين الذراعين في أرضنا وسيد مليشياتهما الخمس أعني الغرب. إنه يعتدي على أرضنا ورده بما ينبغي أشرف جهاد وليس إرهابا. الإرهاب هو غزوه لنا بكل الأسلحة فضلا عن الحرب النفسية وتوظيف العملاء.
61-فالحكومات الشرعية لا تخشى تبني المقاومة الشبابية. وهي ليست شرعية إذا أحجمت عن تبنيها. إذا حمت ورعت يصح اتهام من لا يطيعها بالخروج. في ما عدى ذلك فالحكام هم الخوارج لا المقاومة. الخروج مفهوم إضافي إلى شرعية الحكم.
62-إذا كان الحكم شرعيا كانت الثورة عليه خروجا يحرمه الشرع والعقل في آن لأن الحكم الشرعي وظيفته تطبيق القانون الذي له صفات العدل والمعبر عن الإرادة الجمعية.
63-لكن إذا كان الحكم مغتصبا ومن ثم غير شرعي فإن الخروج عليه عند توفر الشروط التي تحول دون الحرب الأهلية واجب شرعا وعقلا. فشرعا ذلك هو مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (باليد واللسان والقلب).


كيف صارت سنة العرب منزوعة السلاح؟ – أبو يعرب المرزوقي

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي