لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص

مقدمة:

مهما حاول النظام الانقلابي في مصر أن يتظاهر بأنه لاعب أساسي في مجريات المنطقة فإن كل شيء يثبت أنه كان القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير أعني التي أنهت دور العسكر المصري في مستقبل مصر والعرب : فالانقلاب العسكري الأخير جعل العسكر المصري بهذه القيادة مجرد أداة لخدمة استراتيجيات أجنبية لا صلة لها بمصلحة مصر وأمنها فضلا عن مصلحة العرب وأمنهم.
وسأحاول في هذه المقاربة بشكل تغريدات وجيزة تحليل آثار حكم العسكر على دور مصر مع بيان أن مصر على ابواب الفرج من هذا الداء وأن صمود الثورة وسلميتها يمثلان التطور الأهم في لحظتنا الراهنة خاصة بعد أن من الله على بلد الحرمين بالتغيير السعيد الذي أقنع قياداته أن عدو الخليج الحقيقي ليس الثورة السلمية التي حدثت في الربيع العربي.
فالثورة الشعبية ليست عليها بل هي على الفساد والاستبداد ومن ثم فهي من مقومات صمودها وحمايتها إذا كانت هي بدورها تسعى إلى الإصلاح والتجديد السلميين فتتجنب الثورة بمنطق بيدي لا بيد عمرو: فما من ثورة غلبت إلا بسحب البساط من خلال تبني أهم أفكارها وتحقيقها سلميا بدل الدخول في حروب تنتهي دائما بانتصار افكار الثورة التي لا تريد تغيير الأنظمة بل تغيير سياساتها وقيمها: الملكيات الأوروبية أكثر ديموقراطية من الجمهوريات وبذلك وليس بالحروب أو بالثورة المضادة انتصرت وضمنت بقاءها لأنها أصبحت ذات شرعية خلقية وسياسية.
أما العدو الحقيقي فهو الانقلاب على الثورة وهو لن يدافع عن الخليج بل هو طامع في تقاسمه مع إسرائيل وإيران لأنه متحالف مع إيران ومليشياتها بنفس المنطق الذي نجده في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا ومتحالف كذلك مع إسرائيل التي يشاركها الحرب على الإسلام والعروبة.

التغريدات:

1-ما الذي فعله العسكر بمصر فافقدها كل دور إيجابي في مسيرة الأمة؟ لم يعد أحد يثق بدورها في أي دور بعدما كانت قلب العروبة والإسلام لقرون؟
2-بدأ الأمر بانقلاب سياسي على ملكية قريبة من النمط البريطاني ولو تواصلت ونضجت لنسج على منوالها كل الملكيات العربية فيتم التحديث الأصيل.
3-فأصبح شعار الثورة تأسيسا لعكسه أي للدكتاتورية العسكرية وبصورة أدق الأمنية المخابراتية لأن العسكر أصبح بارونات نهب وسلب لمقدرات الشعب.
4-وعلى هذا المنوال نسجت جل البلاد العربية التي رفعت شعار الثورة الانقلابية وكلها من جنس انقلاب السيسي على شرعيات بدأت تصبح ديموقراطية.
5-فاجتمعت أربعة شعارات تحت وهم الثورة هي الوحدة والحرية والاشتراكية وتحرير فلسطين وما حصل كان العكس تماما في جميع الأقطار المماثلة.
6-فأصحبت العراق وسوريا والجزائر واليمن وليبيا مماثلة لمصر في التغني بالشعارات والقضاء على كل المقدرات لبناء أنظمة فاشية مخابراتية فاسدة.
7-ولم يكن حال الأنظمة الباقية افضل إلا بسبب ما حباها الله به وبسبب تقاليد قبلية تحمي الفرد من غلو الحكم مع اضطرارها للاحتماء من الأولى.
8-ومعنى ذلك أن الفاشية المخابراتية والعسكرية وشعاريات الثورة فرضت على كل الأنظمة العربية الانشغال بالصراع الداخلي والاحتماء بالأجنبي.
9-والأمثلة كثيرة بعدة الدول العربية نذكر منها في المشرق قضية اليمن والكويت وفي المغرب قضية الحدود بين المغرب والجزائر وقضية الصحراء.
10-وهذا هو المناخ الذي مكن لمشروع إيران من اختراق المجتمعات العربية بالدجل الثوري وشعارات المقاومة وتحرير فلسطين رغم تحذيرنا منذ4عقود.
11-لكن الأخطر هو فقدان مصر لدورها بصورة تدريجية بسبب هذه الانقلابات أصل كل النكبات إلى يومنا هذا. فقدته في كل مجالات تأثيرها السابق.
12-وسأذكرها تباعا وهي عشرة:بحسب وظائف الدولة الحديثة بترتيب حصول الاستبداد والفساد ومن ثم بترتيب فقدان قدرتها على التأثير في مصر وبصورة عامة.
13-ولنبدأ بوظائف الرعاية: هل بقي اليوم من العرب من يرسل إبنه للتعلم في مصر إذا ما استثنينا الأزهر؟ فشل أول وهو دليل فقدان ريادة التربية.
14-والمعلوم أن مصر قبل الانقلاب كانت قبلة العرب في التعليم ولعل أكبر الأدلة أن جل فلاسفة فرنسا وجل المستشرقين كانوا من رواد معاهدها.
15-وكل ما يمكن أن تفاخر به مصر من إبداع فكري أو أدبي أو حتى فني هو من تراث ما تقدم على فلسفة أكبر دجال ثوري وأب النكبات: حسنين هيكل.
16-مكمل التربية=المجتمع المدني أي شكلها الجماهيري للتنشئة الاجتماعية شرط الأصالة: فهل يوجد اليوم من يتصور البيئة المصرية كفيلة بذلك؟
17-فالتربية والمجتمع المدني يكونان الإنسان المنتسب إلى تراث معين ووطن معين وذي دور معين في الانتاج المادي والرمزي=أي الإنسان المتأصل.
18-وهذا الإنسان المتأصل يبدع ثقافة قادرة على شروط تكيفين:السلطان على المحيط الطبيعي لسد حاجات البدن وعلى المحيط الثقافي لسد حاجات الروح.
19-والسلطانان هما الإبداع العلمي والخلقي لسلطان العقل والإبداع الاقتصادي والاجتماعي الإرادة القادرة: ماذا أبقت الانقلابات لمصر منهما؟
20-وبذلك نصل إلى بيت القصيد أعني ما أثبتته حرب 67: الفشل الدبلوماسي والعسكري المطلقان. ومعنى ذلك أن الدولة أصبحت عاجزة عن حماية الجماعة.
21-أي إن مصر بسبب العكسر لم تفقد القدرة على الرعاية المادية والروحية فحسب بل هي فقدت القدرة على الحماية المادية والرمزية: 67 وما تلاها.
22-وبكل المقاييس فإن مصر التي كانت أفضل من كوريا الجنوبية قبل الانقلاب أصحبت دون كوريا الشمالية بعده.وقد تتصومل مثل العراق وسوريا بسببه.
23-ونكاد نفقد كل تفاؤل لما أصاب وظيفتي السلم الأهلية:القضاء وأداة تنفيذه أي الشرطة. فهما في الحقيقة في خدمة الاستبداد والفساد العسكريين.
24-ويتعين الاستبداد والفساد في وظيفتي العقل الجمعي للطغمة الحاكمة بالاستبداد والفساد ونخبها المطبلة المؤيدة لسلطانها في عملية الاستعباد.
25-وظيفة عقل العسكر الجمعي هي المخابرات والإعلام اللذين وظيفتهما ليست حماية الجماعة بتحقيق أمنها الداخلي والخارجي بل هي حماية سلطانه.
26-وظيفة عقل النخب لم تعد البحث والإعلام العلميين سلطانا على المحيط الطبيعي والثقافي لسد الحاجات بل الكذب النسقي لتبليد الشعب واستعباده.
27-وبذلك فوظائف الحماية الخمس (القضاء والشرطة والدبلوماسية والجيش والاستعلام والإعلام السياسي) في خدمة أمن البلاد بل هي مرتزقة لدى من يدفع أكثر.
28-وقبل ذلك لم تبق وظائف الرعاية الخمس (التربية والمجتمع المدني والثقافة والاقتصاد والاستعلام والإعلام العلمي) لسد الحاجات بل هي مرتزقة.
29-تلك هي النكبة بأبعادها العشرة التي سببها العسكر لمصر ولكل الأنظمة العربية التي اتخذته نموذجا: وشعب مصر اليوم يخوض المعركة الحاسمة.
30-ليست معركة استرداد الشرعية فحسب بل هي معركة استرداد شروط القيام الحقيقي للجماعة التي فقدت هذه الوظائف العشر. فمن دونها إنحطاط وموت.
31-وما قلناه على مصر ليس خاصا بها. فالجميع في الهوى سواء. لكن ما حل بمصر بلغ الحد الأقصى فضلا عن كون مصر تمثل ربع الأمة ودورها مثلها.
32-قد ينوبها غيرها من دول العرب ظرفيا. لكن التاريخ والوزن الكمي وحتى الموقع (الجسر بين المشرق والمغرب) كل ذلك يجعل مصر محور تاريخ الأمة حتما.
33-ولولا إيماني بوحدة المصير لما كتبت في شأن قد يعاب علي الكلام عليه بمنطق أهل مكة أدرى بشعابها.والعلاج الأول حسب رايي أن يفهم درس مصر.
34-فينبغي أن يتحرر المصريون من وهمين: العظمة الكاذبة و”فلسفة الثورة” للدجال الأكبر حسنين هيكل. والعظمة الكاذبة بينها ما وصفنا ولا مزيد.
35-و”فلسفة الثورة” للدجال الأكبر حسنين هيكل فينبغي تجاوز أوهامها: ليس العرب مجال حيوي لمصر تستعمره بل هي جزء من العرب. ولا تفضلهم بشيء.
36-وأختم كلامي حول الداء: أمثال هيكل وكل الأبواق التي أفسدت ثورة الشعب المصري الذي أدرك ما وصفنا فحاول تداركه هم الذين قد يخرجون مصر من التاريخ.
37-لكن الثورة وخاصة ما تلا الانقلاب من صمود أسطوري للمقاومة السلمية تعني أن الشعب المصري بدأ يتعافى من هذه الأدواء.
38-ولعل أهم حدث في علاقة الثورة بالثورة المضادة في كل أرض الوطن العربي هو ما من الله به على أرض الحرمين من تغير جاء في الوقت المناسب.
39-فقد كادت الأمة تغرق في مسار لو تواصل لآل بالعرب إلى حرب أهلية مطلقة من جنس ما يحدث في العراق وسوريا لكنها تكون شاملة لكل الوطن فيصبح العرب لقمة سائغة لإيران روحيا (التبشير الشيعي) ولإسرائيل ماديا (شرطي المنطقة).
40-والحدث الذي حصل مضاعف: مجيء ملك صالح وانتقال إلى جيل ثالث حائز على ثقافة العصر وطموح للقيام بدور تاريخي توفرت شروطه المادية (ثروة بلد الحرمين) والروحية (تراث الإسلام ومشاعره الدينيه).
41-ولست أقول هذا تنويها بدور حاكم أو جيل حكام في ظرف عادي -فلا ناقة لي ولا جمل في أحداث بلد الحرمين فلست سعوديا- ومن ثم فلا أحد يستطيع اتهام دوافعي
بل إن المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة تجعل الكلام على هذا التغير-الذي هو من نعم الله على الأمة حصل في الوقت المناسب للتدارك قبل فوات الفوت-واجبا وطنيا وقوميا وإسلاميا بل وإنسانيا لأن عودة المسلمين السنة للتاريخ حدث كوني سيعيد للمعمورة توازنها بتحريرها من أخبث ظاهرتين تمثلان الشر المطلق: القومية العرقية (إيران) والقومية الدينية (إسرائيل) وكلتاهما توظيف القوة المادية والرمزية للغرب من أجل الاستحواذ على مقدرات الأمة الإسلامية وبصورة أخص على مقدرات قلبها وعمادها أعني الوطن العربي.

يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/