كوميديا تقليد إيران لإسرائيل



لتحميل المقال أو قراءته في ص-و-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



1-سؤال لفهم الأحداث: كيف تمكنت قبيلة من حكم العالم(الصهيونية)؟ وهل من يحاكيها حاليا يمكن أن ينجح (الصفوية)؟ إيران تقليد أعمى لإسرائيل.
2-مسألة مضاعفة: سياسة إسرائيل وسر نجاحها في حكم من يحكم العالم (الغرب) وسياسة إيران بتقليدها لحكم من لم يزل يقاوم هذا الحكم (المسلمين).
3-لذلك فالتنافس بين إسرائيل وإيران مع وحدة المنهج والسياسة والهدف ليست وهما بل هي حقيقة: التنافس على ما بقي خارج سيطرة إسرائيل النهائية.
4-أعلم أن القارئ يمكن أن يتهمني مرة أخرى بأني اعقد الأمور: أليس من الأيسر فهم سياسة إيران من دون هذا “اللف والدوران”؟ وهذه نكبة فكر السنة الذي يراد له أن يبقى بدائيا.
5-يريدونه أن يبقى بدويا وبدائيا يفر من التعقيد ويكتفي بالبساطة رغم تنديد الرسالة بالبداوة وتفضيلها المدنية بتسمية يثرب مدينة ووضع أول دستور مدني. لكن الفكر يعلم ألا شيء ببسيط إلا عند الغافلين. لكن الإسلام حررنا من الغفلة.
6-ألم يقل جل وعلا للخاتم

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (يوسف- 3)

فإلى متى نظل غافلين؟
7-يوسف القرآني بين بالمقابلة مع يوسف التوراتي طبيعة الغفلة: من اطلع على يوسف التوراتي يعلم أنه يمثل سياسة الصهيونية ومحاكاتها الصفوية.
8-ويفهم أن يوسف القرآني الذي هو نقيضهما يبين كيف يمكن للأمة التي كلفت بالشهادة أن تكون حتى تستطيع تحقيق شروط النصر على الشر العالمي.
9-الشر العالمي النموذجي الذي كانت غايته الصهيونية يعتمد على سياسة مخمسة الأذرع تحريفا للمجالات الخمسة في سورة يوسف بجعلها أدوات استعباد.
10-المجالات الخمسة هي: 1-الحب والجمال 2-الحاجة والاقتصاد 3-العلم والتوقع 4-السياسة والرعاية 5-تذكر برهان الرب فيها جميعا لئلا تكون للشر.
11-ما رمز صيرورتها أدوات شر؟ تذكرون كيف انقلب دين موسى بالتحريف إلى عبادة العجل.السر هو عبادة العجل بدلا من تذرك برهان الرب. كيف طبق ذلك؟
12-ينبغي أن أذكر بأن يهود العالم ما يزالون قبيلة واحدة ذات دين قومي وليس إنسانيا لأن كل من ليس يهوديا يعتبر عنده”جوهيم” أي خادما لليهود حياته وعرضه وماله حلال عليهم.
13-إذا أصبح الدين عبادة العجل الذهبي فإن الحب يصبح جنسا والاقتصاد ربا والعلم سلاحا والسياسة خداعا والدين إيديولوجيا التغييب: سلطة الشر المطلق.
14-بهذه العناصر الأربعة كان يوسف التوراة مستشار سلطان قوة العصر الفرعون: بماذا نصحه؟ احتكار الغذاء ليقايض شعبه به أرضهم فيصبحوا أقنانا.
15-الصهيونية تحكم من يحكم الغرب بهذه الأسلحة الخمسة: فهم المستشارون في كل حزب وفي كل منظمة في كيفية استعمال هذه الأسلحة الخمسة في الغرب لاستعمار البشرية كلها.
16-وذلك ما تسعى إليه إيران في العالم الإسلامي. وأسرائيل أيضا تسعى إليه.من هنا التنافس على نفس الفريسة لأن أهلها نيام بل وجلهم متواطئ.
17-والغريب أن القرآن نبهنا إلى ذلك فخصص له سورة كاملة وهي الوحيدة المخصصة لقصة واحدة تنتهي بصراع الرسل والنصر الإلهي لخروجهم من الغفلة.
18-

حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (يوسف – 110).

لكن المسلمين نكصوا.
19-والنكوص نوعان: نكوص العودة إلى الغفلة وذلك هو حال السنة. والنكوص إلى عبادة العجل وذلك هو حال الشيعة. لذلك فلا علاقة لهم بالإسلام.
20-علاقة الشيعة الصفوية بالإسلام هي علاقة بني إسرائيل بدين موسى بعد النكوص إلى عبادة العجل الذهبي. لكن التكرار يجعل التراجيديا كوميديا.
21-مشروع التشيع الصفوي بالقياس إلى مشروع إسرائيل في تطبيق سياسة يوسف التوراتي هو الكوميديا بالقياس إلى التراجيديا. والفرق طبيعة المقاوم.
22-أولا نحن نعلم بحديث الرسول نفسه أن إيوان كسرى لن يعود. ونعلم من القرآن أن الكرة الثانية مع الصهيونية حاسمة. ويبقى أن نخرج من الغفلة.
23-تلك هي المهمة التي نذرت لها نفسي منذ خمسة عقود. وأرى أن الأمة عامة بغالبيتها السنية بدأت تخرج من الغفلة دون استراتيجية علمية بينة.
24-وهي المهمة شرعت في درسها منذ حرب الخليج الأولى عندما كتبت “في العلاقة بين السلطان الروحي والسلطان الزماني” تعليقا على شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون.
25-وكان همي الأول هو القوة اللطيفة قبل القوة العنيفة. فالعراق كان أقوى في الثانية لكنه كان أعزل في الأولى ولذلك ظن انه انتصر لكنه في الحقيقة انكسر.
26-واليوم انقلبت الآية: إيران وإسرائيل يبدوان الاقوى في السلاحين العنيف واللطيف. لكنهما في الحقيقة أمام السنة هما الأضعف لعلتين بينتين.
27-العلة الأولى هي أن القوة اللطيفة التي سيطرت بها إسرائيل على الغرب بلغت مداها واصبح الغرب نفسه يدرك وطأتها بحيث إن الاخطبوط افتضح.
28-والعلة الثانية هي أن القوة العنيفة ليست أصلية لدى إيران وإسرائيل بل هي من العارية الغربية والشرقية.وهي لا تبقى إذا افتضحت القوة الأولى.
29-وهنا يأتي دور الآية 110 من يوسف القرآني: العالم كله ضاق ذرعا بالاسلحة الخمسة- الجنس والربا والعلم القاتل والخداع السياسي والتخدير الإيديولوجي.
30-فهذه الأسلحة الخمسة هي جوهر العولمة التي كل شباب العالم شرع في السعي الأكيد للتحرر منها: فيتبين أن مرض البشرية الحالي علاجه الإسلام.
31-والإسلام عرضه القرآن ملخصا في يوسف القرآني: الحب والجمال والاقتصاد العادل والعلم النافع والسياسة المنصفة والدين المحرر من الخرافة.
32-بقي أن أثبت أن إيران تقلد إسرائيل تقليدا أعمى: 1-سياسة الاختراق في كل الأحزاب والحركات والتنظيمات. 2-سياسة التوطين والتصفية العرقية.
33-هذا في الفعل فماذا عن المرجعية: التقية واستعمال الطرق الشيطانية والجنس (المتعة) والسفاهة الاعلامية والتخذير الإيديولوجي وتزييف الدين.
34-لكن الأهم من ذلك كله هو الاستغلال الفاحش للشعب باعتباره مجرد أداة اقتصادية وجنسية للمافية المسيرة التي تسمى مرجعيات دينية وحراس ثورة.
35-عاد الإيرانيون إلى ما خلصهم الإسلام منه (وثنية النار) كما عاد الإسرائيليون إلى ما خلصهم منه موسى (وثنية العجل) :إنهما خوار عجل أمام حقيقة القرآن.
36-والسؤال المحير هو أن العرب يرون ذلك رؤية العين المجردة لكنهم مع ذلك يريدون للغفلة أن تتواصل لكأنهم لم يقرأوا سورة يوسف ولا يعقلون.
37-صحيح أن الغرب بقى في الغفلة إزاء الصهاينة أكثر من المسلمين إزاء التشيع الصفوي. لكن الغرب معذور فمسيحيته هي بدروها محرفة: ألهوا عيسى الذي جعله التحريف يقول: إنما بعثت لنعاج إسرائيل الضالة.
38-وتأليه عيسى ظنوه رفعا للإنسان المسيحي فإذا به وضع له تحت أهل عيسى وذلك هو معنى العودة إلى التوراة في الإصلاح البرتستنتي: الرجوع للربا.
39-من يعرف التاريخ يعلم أن شارل الخامس حمى لوثر لما كان ولي عهد واحتمى بمافية يهود ألمانيا وبنوكها في حربه مع المسلمين: العبودية للعجل الذهبي.
40-وعبادة العجل الذهبي يفاخر عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر بأنها أصل الرأسمالية وقوة الغرب الحديث وغايته العولمة واستعباد الإنسان في كل مكان.
41-وعلاج الإسلام لذلك هو حل “استعمار الإنسان في الأرض بقيم الاستخلاف التي تمنع الإخلاد إليها فيتحرر الإنسان من العبودية للعجل الذهبي”.
42-فالإسلام بهذا المعنى هو مستقبل الإنسانية.والسنة هي سهمه الحاملة وجنده الفاعل كما عرفهم القرآن الكريم في آل عمران104 انشائيا و110 خبريا.
43-لم يبق إلا أن يقتنع شباب المسلمين بجنسيه كما اقتنع شباب الغرب بجنسيه بأن العولمة المادية هي الشر المطلق وليست ما يغري الجوعى من النخب وأن التقدم في التحرر منها.
44-وهذا يقتضي تحقيق أمرين: الأمر الأول هو فضح المليشيات الخمس أي عملاء إيران (الباطنية والصليبية) وعملاء إسرائيل (أي العلمانية والليبرالية) والقومية.
45-الأمر الثاني هو عرض الاستراتيجية التي تحقق استعمار الإنسان في الأرض بقيم الاستخلاف المحررمن الإخلاد إلى الأرض أي الاقناع بالإسلام بديلا.
46-ولا يمكن أن تقنع بالإسلام بديلا بخطاب مستوحى من عصور الانحطاط أو من عصر الاستعمار: الأول كاريكاتور الإسلام والثاني كاريكاتور الحداثة.
47-ما يجري حاليا ويفسد على الإسلام دوره ورسالته هو هذان الخطابان وكلاهما يدعي حرصا على النهوض: بالقشور من ماضينا أو من ماضي الغرب.
48-فالإسلام هو استراتيجية مضاعفة تحرر الرسالات -وهي واحدة- من تحريفاتها المتوالية وتحدد شروط استعمار الإنسان في الأرض بقيم الاستخلاف.
49-والقشور المستعادة من ماضينا هي التي أحبطت هذه الاستراتيجية لأنها حرفت الإسلام. والقشور المستوردة من الغرب هي انحطاطه الاستعماري.
50-لذلك فلا تعجبوا إذا رأيتم أن المعركة الحالية هي معركة بين مشوهي الإسلام ومشوهي الحداثة أعني المليشيات الخمس ومن يقاومهم بمنطقهم.
51-المقاومة لا تكون إسلامية إلا إذا كانت لإنقاذ البشرية وليس لحرب بعضها على بعضها: الإسلام لا يخاطب قوما دون قوم هو يريد تحرير كل البشرية من كل عبودية وتعويضها بحرية الاستخلاف المطلقة أو عبادة الإنسان لربه.



يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي