إذا تمسك من يؤمنون بثورة الحرية والكرامة بالدستور الحالي -على ما فيه من عيوب قابلة للإصلاح بطريقة دستورية وليس بالانقلاب المتحيل الجاري حاليا-فسيضطر المتحيلون في الانتقال من النظام البرلماني إلى نظام رئاسي مخاتل إلى التراجع لأني واثق أنهم لن يقدموا على حل البرلمان لعلتين:
محركهم الخارجي معطل حاليا سواء كان إيران او فرنسا وهما سيطلبان منهم تهدئة اللعب لتحين فرصة أخرى فضلا عن كونهم لم ينهوا اعداد أدواتهم ويريدون المزيد من التعفن حتى يكون كلامهم مسموعا ضد الثورة والانتقال الديموقراطي.
الحلف بين الشاهد والرئيس وأداتهم -فخفاخ-لن يمكن أيا منهم من اقناع الشعب إذا اعيدت الانتخابات من دون الاضطرار إلى توضيح مقاصدهم فيضطر الرئيس إلى شرح مشروعه الذي هو المجالسية والشيوعية وكلتاهما مما لا يمكن لشعب تونس عامة لعلل ثقافية وروحية ولقواعد البرجوازية لعلل ثقافية ومادية القبول به فيكون مشروعهم نكبة عليهم ويخسرون كل ما يحاولون الآن استعماله بإخفائه وتوخي الغموض.
لذلك فالمعارضون لهذا التحيل رابحون في الحالتين:
• فإن تراجع الرئيس والشاهد استفادت تونس وتمت حماية الدستور والشرعية والنظام والانتقال الديموقراطي
• وإن غامرا فحلا المجلس فستكون مناسبة لطرد الشعب لهما بعد أن يتم فضح ما يعملان من أجله أي خدمة مصالح فرنسا وإيران وليس مصالح الشعب ولا الثورة ولا الديموقراطية.
من يصدق الشاهد عندما يدعي الانتساب إلى الثورة؟
ومن يصدق الشاهد عندما يدعي محاربة الفساد؟
ومن يصدق الرئيس عندما يزعم الثورية وهو كان أصم وأبكم وأعمى ولا يعقل طيلة حكم ابن علي بل واستفاد من نظامه فنال حظوة رغم أنه لم ينتج شيئا كأستاذ؟
كلاهما أفسد ممن يتهمونه بالفساد لأن الفساد الظاهر دون الباطن خطرا على البلاد والعباد لأن الأول يعالج والثاني لا علاج له.
فإعادة الانتخابات ستكون فرصة لاطلاع الشعب على ما يخطط لتونس من إغراق في مافيات علمانية ومافيات “ملالية” باطنية ستجعل تونس لبنان ثانية تتقاسمها فرنسا وإيران قاعدة في المغرب الكبير مثل لبنان في المشرق الكبير:
ورمز ذلك في لبنان هو حلف نصر الله ومن يتوهم نفسه الجنرال دوجول فيها أعني حفيدي الباطنية والصليبية.
وطبعا كل ذلك يكون بتمويل الثورة المضادة الخليجية-الإمارات والسعودية- وبتأييد من إسرائيل وأمريكا لأنهما ذيلان لهما.
تونس كانت بداية خروج العرب من الاستثناء التاريخي.
لكن الاحزاب التي تتحالف مع الثورة المضادة العربية التابعة لإيران وروسيا (ورمزهم حركة الشعب) والاحزاب التي تتحالف مع الثورة المضادة العربية التابعة لإسرائيل وأمريكا (ورمزها حزب الشاهد وحزب البسكلات اللذان عوضا المزروب حاليا. أما عبير موسي فلا وزن لها إلا لأن النهضة بحمق لا مثيل له أهملت البورقيبية وتركتها لمن استغلها ضد الوطن في حين أن الصلح بين فرعي حزب الاستقلال كان ضروريا لاخراج تونس من سلطان الفيروسات اليسارية والقومجية وكلاهما من أذرع مافيات ابن علي) .
أما فرنسا فقد “عرفت قدرها” ورضيت بتبعية التابعين للمحافظة على وجودها الاستعماري في المشرق والمغرب كما هو بين في لبنان وفي ليبيا-هذه الاحزاب تريد النكوص إلى ما كان عليه الامر فيها قبل الثورة حتى لو كلف تونس ذلك ما هددوا به خلال اعتصام الروز بالفاكية أي عشرين ألف قتيل لتحقيق نفس ما تحقق في مصر.
لكن هيهات.
ينبغي منع ذلك وعدم الانتظار.
لا بد من فرصة لشرح ذلك كله للشعب إذا أقدموا على اعادة الانتخابات واللعب بالمكشوف وليكن الشعب حكما. فإذا فضل العودة إلى العبودية فليتحمل نتيجة قراره على وعي ولا ينبغي ترك الأمور في الغموض والخداع الحاليين.