ه
هل يوجد ما هو أخطر على فلسطين من إسرائيل وأمريكا؟
نعم يوجد بل هو أكثر الأشياء بروزا حتى للعين المجردة. إنهم -حتى قبل العرب- أبناء فلسطين أنفسهم. وخاصة منهم من يستعملهم أثرياء الخليج في كل ما هو مهام قذرة سواء بالقوة اللطيفة (القوة الناعمة) أو بالقوة العنيفة (القوة المسلحة) وكل ذلك يحط من قضيتهم ويجعلهم أكثر الناس استهتارا بما سيعود عليها بأكبر الضرر.
فأفسد الإعلاميين منهم. وأفسد المحليين منهم. وأفسد المستشارين منهم وأفسد الدعاة منهم وأفسد السماسرة منهم. وما كان ينبغي أن يكون لصالح فلسطين صار ضدها أعني أن كونهم أكثر تعلما وأمتن تكوينا بفضل برامج الأمم المتحدة التربوية جعلهم أكثر مشاغبة وجدلا من الفعل والعمل.
وحتى لا يغضب أحد من الفلسطينيين فإني لا اعتبر هذه الظاهرة خاصة بهم. فهي تصدق على نخب أي قطر عربي تمكن من “التحديث” السطحي. وما اخترت الكلام على فلسطين إلا لأنها هي الدمل الأبرز في بدن الأمة وهي الحيز الذي تتعين فيه كل أعراض ضعف الأمة وخذلان نخبها لها بحيث إنهم يقبلون التعريف سلبا بم بـالموجب الذي يعرف به الأعداء.
وبمعنى أوضح فإنه يصح على كل نخب العرب النقيض التام مما يصح على نخب اسرائيل أو إيران. وحتى يكون الكلام واضحا فلو كانت نخب فلسطين حقا مخلصة لقضية فلسطين اخلاص نخب إسرائيل لقضيتهم لكانوا وحدهم كافين للنصر عليها نصرا حاسما. وقس على ذلك نخب أي قطر عربي. فكلها لا مبالية. ولا تحدثوني على المناضلين في الداخل. فتكاثرهم وتفتتهم ليس علامة خير ولا علامة إخلاص. ولا فرق عندي بين تكاثر الحركات وبين إمراء الحروب الذين أفسدوا كل نضال إسلامي من أفغانستان إلى سوريا وهلم جرا.
فكل قطر عربي وفلسطين على وجه الخصوص لا ينقصه شيء مما تتميز به إسرائيل من شروط القوة والمناعة بما في ذلك عدد أفراد الجاليات في البلدان التي تستمد منها إسرائيل قوتها أي في الغرب. ولا ينقصهم المال ولا العلم ولا خاصة الثقل الحضاري للأمة التي ينتسبون إليها لو آمنوا بقيمها فانتسبوا إليها حقا وآمنوا بلبه فعلا فتجاوزوا الاستلاب.
ولأضرب أبرز مثال. هل يوجد صهيوني واحد مهما تطرف في العلمانية-وهم أصل الماركسية والشيوعية-يصدق ما يدعيه في الأقوال عند التنظير إلى الحد الذي يجعله يتحول إلى حرب على تراث بني إسرائيل عندما يتعلق الأمر بشروط وحدة يهود العالم وشروط بقاء التميز الذي يؤسسون عليه مبادئ قوتهم الروحية وثقتهم بالنفس بخلاف نخب العرب التي هم عرب يعبدون معدم العجل وخواره.
فما تتصوره النخب العربية إخلاصا لفكرهم “ولحداثتهم المزعومة” ليس اخلاصا ولا فكرا ولا حداثة بل هو سذاجة أيديولوجية لا تميز بين علاج الأمور علاجا نظريا لفهم آليات فعلها وبين العقائد التي تنتسب إلى مقومات القيام الوجودي شرطا في القدرة المادية والقدرة الروحية للإنسان من حيث هو كائن قيامه الرمزي مقدم على قيامه العقلي. فالجماعات لا تقوم بالحسابات العقلية بل بالقيم المشتركة التي يتأسس عليها كيانها وشروط قيامها.
وأعلم أن هذه المقابلة بين شرطي القيام عسيرة على الفهم. وسأحاول بمثال الغذاء تيسير فهم المعنى. فعلمنا بمقومات الغذاء فاعلية معرفية بـالرمز العقلي شرط رؤية فعلية. وذوقنا الغذائي فاعلية قيمية بـالرمز الروحي شرط قيام فعلي. والأولـى شرط أداتي ودافعيته في خدمة الثانية التي هـي شرط غائي. وكذلك في مسألة علاقة بالعلم بالروح: فالعلم أداة والروح غاية. ولا يقدم الأداة على الغاية إلا الحمار.
النخب الإسرائيلية تفهم هذا الفرق. والنخب العربية لا تدركه. وحتى إذا أدركته لا تفهمه. وحتى إذا فهمته لا تعمل به. ولذلك فأنت تجدهم أجرأ الناس على مقوم الأمة الروحي ويذهبون حتى للمتاجرة به لأن المسافة إزاء الإسلام صارت من أهم أدوات إرضاء أعدائه. وليس ذلك لأنهم علماء في الدينيات وثوريون إذ هم يخدون أفسد الأنظمة وأقلها عقلانية بل لأنهم يريدون أن ينظر إليهم على أنهم “راسخون” في العلم رسوخا يقتضي اعتبر الروحي “خرافيا”.
لذلك فهم لا يفهمون كيف أن أكثر دول العالم “عقلانية دنيوية” تبني قوتها على أكثر الأديان “بدائية سماوية”. وذلك يصح على إسرائيل صحته على إيران في الاقليم. ويصح على الولايات المتحدة صحته على روسيا عالميا بل يصح على جل قوى العالم بما في ذلك الصين واليابان والهند والبرازيل. إلا نخب العرب فهم الاستثناء في هذا الغباء الذي هو مصدر كل بلاء في فوضى أرواحنا.
وهي ظاهرة عجيبة لم أجد لها تفسيرا. ما رأيت إسرائيليا يهزأ من التحكك على حائط المبكى وغرس الرسائل في نتوءاته. لكن العربي يقرأ كتيب ولا يتجاوز ثقافة العامي على اشترى «د» فيصبح متعاليا على الرموز الروحية التي تغتذي منها الشعوب. فعندما يصبح صاحب المنشار والمعتوه المصري ومن يتوسط بينهما وبين إسرائيل مفكرين ويتدخلون في اصلاح الإسلام وهم مجرد أدوات ودمى يحركهم ناتين ياهو ومن ورائهم “النخب” المثقفة جدا جدا ممن نراهم في البلاتوهات نفهم الحد الذي وصل إليها خراب الأرواح.
كلهم أدوات تمويلية وعنيفة في المشرق وبدأوا يمدون أيديهم إلى المغرب وفي خدمتهما نخب العرب التي تدعي العقلانية فيحار المرء في فهم ما يجري في “عقولهم” وفي “غرائزهم”. ورغم ما قد يبدو “قصير النظر” فإن المفهوم الوحيد الذي اعتبره مساعدا في فهم الظاهرة هو العلاقة بين العقل والغريزة بمستويي كل منهما. فالعقل والغريزة المباشران يضادان العقل والغريزة غير المباشرين بتقديم العاجل على الآجل. والعاجل في العقل هو عدم فهم سلاسل السببية الطويلة أي جوهر العقل.
والعاجل في الغريزة هو عدم فهم سلاسل النسب الطويلة أي جوهر الحياة.
فمثلما أن العقل هو سلسلة العلل كما عرفه ابن خلدون في المقدمة عندما قارنه بلعبة الشطرنج واعتبر مستويات الإنسانية والعقل تتحدد بمقدار ما لديها من سلاسل العلل قياسا على ما يراه لاعب الشطرنج من حركات على رقعته: عيب العقل عند نخب العرب أنهم لا يرون إلا حركة واحدة هي الآنية.
وفي هذه الحالة يكون الفكر متصفا بصفتين هما العيب الأساسي لدى هذه النخب سواء كانوا ساسة أو مفكرين وخاصة إذا تكلمنا على المعلقين الاستراتيجيين. وهم عند ابن خلدون لاعبون سيئون للشطرنج يرونه الرقعة حركة بعد حركة وليس حركات مترابطة ومن ثم فهم ناقصون إنسانية بمصطلحه يحركون القطع بمعزل عما قبلها وعما بعدها. فيكون عملهم على غير علم بل هو رماية في عماية.
ولو كان الداء منحصرا في موت العقل لهان الأمر إذ يمكن على الأقل أن تبقى الغريزة التي هي أساس الحياة كلها وغالبا ما تصيب الغريزة كالحال عند الحيوانات. لكن حتى هذه فقد ماتت عندهم. فإذا كان كل جيل لا يفكر إلا في ذاته فينسى ما قبله ولا يعد لما بعده فأنت لست أمام أصحاب غريزة حيوية بل هي كما وصفها القرآن إخلاد إلى الأرض ليس لها من الكلب إلى اللهيف دون الوفاء.
15-وغالبا ما تسمع العربي يدعي أن الغرب يؤمن بالفردية والأنانية بخلاف المسلمين. ولكن ما أن تنظر في الوقائع إلا وتصعق بالعكس تماما. فكل يهود العالم يتصرفون كقبيلة واحدة. لكن العرب كل فرد منهم زعيم يتطاوس ببيع ذمته من أجل مظهر النجاح الزائف. يستحيل أن يؤسسوا جماعة قادرة على الفعل الجمعي باستراتيجية تحقق هدفا فيه مصلحة الجميع وخاصة في المهجر. نكصوا كلهم إلى الجاهلية في الفخر والمجد الزائف. وكلهم حلمهم كحلم المتنبي أن تكون لهم إمارة ولو مركزا للدعارة.
وهذا في تونس يسمونه “تدبير الراس” أي كل فرد يبحث عن مصلحته الفردية ويناظره في الأقطار كل “محمية” عربية يكفيها أن تسمي نفسها دولة لكي تدعي السيادة إزاء الأقطار العربية الأخرى بعنجهية الأحقاد بين الاولاد في تقاسم التركات التي لم “يعرقوا” على اكتسابها. فتصبح كل قطعة مجرد محمية يمكن لكوشنار أن يملي علـى غفرائها الذي يتصورون أنفسهم أمراءها ولا تستطيع أن تقول لا إلا بالعنتريات الإعلامية لحفظ ماء الوجه.
وبكل صدق فإني اعتذر لعنترة. لكن العنتريات العربية سواء في السياسة أو في العلم أو في أي شيء ليست إلا دليلا على عكسها تماما فهي لا تعبر عن عزة عنترة بل هي من الأسماء الأضداد لا تعبر عن عزة إلا بالأقوال لكنها في الحقيقة لا تعبر إلى عن ذلة من يصفهم القرآن بالمخلدين إلى الأرض: يلهثون وراء اللامتناهي الزائف طيلة حياتهم فرادى وزرافات.
واختم بهذه العبارة التي تواصل التحليل الخلدوني بالألعاب. هو اختار الشطرنج للكلام على سلاسل العلل. وأنا اختار الألعاب الجماعية للكلام على منظومات الفعل الجمعي. فليس لنا ثقافة موسيقية فيفهم معنى السنفونية وما تقتضيه وليس لنا ثقافة الألعاب الجماعية فنفهم معنى العمل الجمعي المنظم: إما زمار أو كوار منفرد.
بدأت هذ التغريدات بذكر فلسلطين ونخبها. وعممت الأمر على كل نخبنا. لكني ركزت على فلسطين لأنها هي القضية. ولأن المشكل الآن يتمثل في الحصار الذي لم يعد مقصورا على حماس بل على أمرين كان معهما حصار حماس على بشاعته محتملا لأن المساعدات العربية كانت تصلها ولأن الأهم منظمة أونوروا تضمن مستقل الأجيال.
وترومب بدأ بإيقاف التمويل الذي يمكنها من العمل في تكوين الأجيال. وهو يحاصر الضفة والأردن حتى يفرض الصفقة. وقد يذهب إلى منع دخول المساعدات العربية إلى غزة. ولم أر حلا آخر غير ما يقتضيه الظرف من نخب فلسطين. فلست أجهل أن الجاليات الفلسطينية ليست بثراء الجالية اليهودية في العالم ولا بسلطانها الإعلامي والسياسي فيه.
لكني أتوقع أن عدد القادرين منهم على المساعدة بالملايين إذ لم يكتفوا بالقول إنهم فلسطينيون بل طبقوا دورا وحيدا ينتظر منهم الآن وفي الحين. فهذا الدور ينبغي أن يضاف إلى الأدوار الأربعة الأخرى التي يقتضيها الظرف. ولأذكرها قبل الكلام على هذا الدور.
- والدور الأول هو ربما ما سيفرض على كل من هم حول فلسطين باعتبار قضيتها قضيتهم أعني نية ترومب بتوطين اللاجئين حيث هم الآن. فهذا وحده كاف ليجعل قضيتهم عامة لأنه لا الأردن ولا لبنان ولا سوريا ولا حتى مصر والعراق يمكن أن يقبلوا بذلك.
- والدور الثاني هو دور الفلسطينيين الذين لهم الجنسية الإسرائيلية في المنطقة المحتلة منذ 48 وهؤلاء من أهم العناصر المقاومة بالحقوق المدنية والسياسة المطالبة بحق المواطنة الكاملة.
- الضفة الغربية التي تقاوم وتبني المؤسسات والتي هي المركز لأنها لها شيء من الشرعية الدولية كنواة دولة ذات اعتراف دولي إذا فقدتها فلسطين فإنها تكون قد أضاعت ثمرة أكثر من أربعة عقود من الكفاح للوصول إلى العودة ولو غير تامة.
- المقاومة التي اعتبرها مناوشة والتي تشبه الشغب الذي يحول دون الحوز والتحول إلى ملكية أعني المقاومة الغزية. تلك هي العناصر الأربعة التي يمكن اعتبارها مساعدة على بقاء القضية حية مهما تآمرت عليها أمريكا والعربان وإيران.
ولنأت الأن إلى شرط الشروط إذا تواصل حصار أمريكا لموارد الرزق وتكوين الشباب الفلسطيني الذي هو شرط المقاومة طويلة النفس ببناء الأجيال المقبلة. فالمعركة ستتطول خاصة إذا لم تنهزم الثورة المضادة العربية والإيرانية التي لا تقل متاجرة بالقضية ومستعدة لبيعها من أجل مصلحة نظامها.
والمقترح يفرضه العقل السليم: المحافظة على القلب الذي ذكرته في ثالثا. فالأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين بصرف النظر عن “مقدار” الأرض والحدود وبصرف النظر عن حل الدولتين. ولها تمثيل في الأمم المتحدة. فيكون المهم هو ضمان بقاء ذلك حيا مهما حوصر الشعب الفلسطيني.
فيكف يكون ذلك؟ يكفي أن يثبت كال المهاجرين الفلسطينيين أنه جنسيتهم تابعة لدولة فلسطين الناشئة وان يدفعوا لها الضرائب كدولة تامة الشروط لأنها كذلك في نظر جل دول العالم.
سيقال لكن إسرائيل وأمريكا لن يسمحا بذلك. وهنا أجزم بأنهما لا يستطيعا منعه. وليس لتصديقي بفاعلية القانون الدولي. فلست جاهلا بأنه لا ينطبق على الجميع. لكن في هذه القضية لا يمكن للأمم المتحدة بجمعيها العامة-وليس بـمجلس الأمن-ألا تصدر تشريعا يمكن من إيصال ضريبة المواطنين لدولتهم التي لهم جنسيتها.
ولا شيء يمنع الدول العربية التي كانت تعاون فلسطين والتي قد يمنع عليها تحويل مساعداتها أن تنفل أجور المقيمين منهم عندها بشرط أن يكون التنفيل موجها إلى فلسطين في شكل هبات مجانسة لهبات يهود العالم لإسرائيل (ذوي الجنسية المزدوجة) عن طريق مواطني الدولة الناشئة.
وليس ضروريا أن يذهب المال مباشرة لدولة فلسطين بل يمكن أن يمر بمؤسسات الأمم المتحدة مثل الأونوروا وكل المؤسسات الخدماتية للأطفال والزراعة والصحة إلخ… المهم أن يكون الفلسطينيون في الخارج مستعدين للتضحية ولو بقدر أدنى مما تضحي به الجاليات اليهودية من أجل ما يسمونه دولتهم الموعودة.
ويمكن حينها أن يطلب من كل عربي قادر أن يتبرع بما يستطيع لمساعدة الجاليات في هذه العملية التي يعسر أن يعارضها أحد من دول العالم وخاصة عند التصويت على نص يفرض ذلك على إسرائيل. وهي ستضطر للقبول بذلك لأنها ستكون مخيرة بين قبوله أو تولي الأمر بنفسها لإعالة شعب تحت الاحتلال. وقد يقول البعض “خلها” تتحمل ذلك. والجواب أن ذلك ضار فهو سيجعل الدولة الناشئة مهددة بأمرين: - ستكتفي اسرائيل بالكفاف.
- ولن تهتم بتكوين الأجيال.
بل ستحاول الابتزاز إلى حد يـجعل الإنسان مخيرا بين الحياة والعمالة خاصة إذا لم يجد عملا يقتات منه في الدولة الناشئة فيضطر لأن يصبح عاملا لدى محتل أرضه. وإسرائيل لا تحتاج لتفكير عميق لتحقيق هذا الإذلال فيكفيها أن تحاكي الأنظمة العربية مع شعوبها. هو ما لا نرضاه لهم.
وأخيرا فإن كل المزايدين على فتح ومحاولاتها القاصرة في المحافظة على مؤسسات الدولة الناشئة وخاصة الداعين إلى منع التعاون الامني لكأنها تفعل ذلك عن طيب خاطر. ومهما قيل فيها فإنها تحافظ على الحد الأدنى. وعلى الفلسطينيين أن يتحرروا من عاهة العرب القصوى أعني بدل الوحدة لمصارعة العدو يكتفون بالتنافس فيزعم كل واحد أنه الوحيد المخلص للوطن ويتهم البقية بالخيانة فتصح الحرب الأهلية بينهم بديلا من التصدي للعدو الأصلي.
ولولا الاستفادة من هذا المرض العربي لأمكن لإسرائيل أن تقضي على مقاومة غزة لكنها تريد المحافظة على الانقسام الفلسطيني خاصة وجل الثورة المضادة معها ومعها ترومب وحتى إيران المستعدة لمحاكاتهم في الدفع من جيب فلسطين حتى يضمنوا بقاءهم إذ ما زلت أعتقد أن إيران لا تختلف عن أنظمة الثورة المضادة تعتبر القضية مجرد ورقة لقضاء حاجات نظامها لا غير.
وهذا كلام لم أخفه عمن أمكن لي التواصل معهم من قيادات حماس وليس من اليوم بل منذ أن أخذوا السلطة التنفيذية فنبهتهم بأن التشريعية كافية وترك التنفيذية لفتح لأنها اعترفت بإسرائيل وأنتم لم تفعلوا والتنفيذية مستحيلة من دونه. والآن اعتبر من الضرورات القصوى على الجميع مساندة فتح وملك الأردن لأن الصفقة لن تمر إلا إذا تركا وحيدين وتمت محاصرتهما في موارد الرزق. إذ كلنا يعلم أن هشاشة الأردن وهشاشة فلسطين هذا هو قدم أخيل فيها. لا بد من الوحدة وحالا وإلا فنحن على أبواب نكبة أكبر آتية لا محالة.