علمانية العرب وليبراليتهم – عمالة للاستبداد والفساد داخليا وللاستضعاف والاستتباع خارجيا



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



هل يمكن أن نفهم منطق مواقف العلماني والليبرالي العربي مما يجري سواء بخصوص الاستبداد والفساد الداخلي أو الاستضعاف والاستتباع الخارجي؟
ما لهم لا يعيشون إلا بالعمالة لأربابهما ضد كل الحقوق والشعوب؟

ففي الداخل إلى الآن لم أفهم بأي منطق يتحالفون مع الاستبداد والفساد ويحملون نتائجهما للإسلاميين لأنهم لا يشاركونهم رؤية العالم والحياة؟
ثم يزعمون الدفاع عن حقوق الإنسان لأنها بضاعة رائجة.

أتساءل:

من أين يأتون بشجاعة الأنذال التي تجعلهم

  • يحملون الضحايا نتائج أفعال حلفائهم حكام الارض؟
  • يتجرأون على الله ويخشون أي أمير أو غفير؟

نصف الشعب السوري مهجر.
كله جائع.
ومثلهم العراقيون والفلسطينيون.
وهم يعتبرون دفاع الضحية إرهابا وإرهاب المعتدي حضارة.

ما لم أفهمه هو علة غضبهم على الإسلام وثقافته:
هل لأنهم تنويريون وحداثيون ومثقفون بصورة يكون الصف الثاني أمامهم بربري ومتوحش يرفض ذلك؟

فمثال تونس أو مصر-وعلمانيو الخليج وليبراليوه تلاميذ متطرفيهما- يبين أن لهم كل الحريات وأنهم يتقاسمون كل السلط مع المستبدين والفاسدين.
ويبين المثال كذلك أنهم “فترينة أوالشوي كيز أو الواجهة” لأنظمة ليست علمانية وليبرالية فسحب بل انفلاتية بكل معاني الكلمة أي إنها مافيات.
وعلمانيو الخليج وليبراليوه لعل النفاق أدى في بلدانهم إلى حرمانهم مما يتصورونه عين الحضارة فقد وفروا لهم على الاقل أربعة مهارب منها.

الحقيقة هي أن العلمانية والليبرالية كما كانت الماركسية قبل وفاتها هما رداء التقية عند الشيعي والمسيحي في دار الإسلام.
ففضلا عن السياحة في الغرب قربوا لهم المسافة في البحرين ولبنان والمغرب ومصر حيث يمكن أن يكونوا أكثر من علمانيين وليبراليين:
ليبارتيين وليس ليبراليين إذا كنتم تفهمون الفرق.

ما المشكل إذن؟
لعلهم يعتبرون الإسلاميين حائلين دون النهوض العلمي والتقني والعمراني؟
هل الإسلامي كإسلامي لا يريد طرقات ونور وماء ورفاه؟
لعل الإسلامي هو الذي حكم البلاد منذ خروج الاستعمار الشكلي فأفسد وبدد وهرب الأموال إلى بنوك الغرب والشرق:
هل العسكر في مصر وسوريا واليمن والعراق إسلاميون؟
لعل الإسلاميون منعوا حكام مصر وسوريا والعراق واليمن وحكام الخليج وحكام المغرب لعلهم منعوهم من أن يحققوا الشروط الدنيا للحياة الكريمة لغيرهم ولغير طباليهم الذين هم أنتم؟

ما المشكل؟
أظن لأن الشعب العالم بأخلاقهم -التي لا تتجاوز مزايا حلفهم مع الاستبداد والفساد- قد نبذهم بعد الثورة نهائيا فعلموا حجمهم.
هل بالصدفة أن يحالف جل العلمانيين والليبراليين الاستبداد والفساد في الداخل المحالف لذراعي الاستضعاف والاستتباع في الخارج رغم أنهما مبنيان على دين محرف ويسعيان لاستعمار شعبهم العربي دون أن يخفيا ذلك بل يفاخران به؟

  • كيف تدعي الدين عائقا للتنوير والحداثة وتقصر ذلك على الإسلام بدليل أنك تحالف من يحالف إيران (وهي كنسية) ومن يحالف إسرائيل (وهي توراتية) وكلتاهما تحارب العرب من حيث هم عرب لاسترجاع امبراطورية متقدمة على الإسلام؟
  • كيف تدعي حب السلم والأمن والحريات وهي كلها مشروطة بنفي الكليات فتجعلها مقصورة عليك وعلى حلفائك أي الذراعين ومستخدمهما الغربي وعملائهم ممن تحالف من الحكام المستبدين والفسدة؟

كل ذلك يحدد هويتك بكامل الدقة سلبا وإيجابا:
لست كما تدعي علمانيا ولا ليبراليا إلا بمعنى أدنى ما توفره هاتان النزعتان للحثالة من البشر وليس ما تمثلانه من حريات واخلاقيات.
أنت علماني وليبرالي ليس بمعنى الحريات العليا التي تمكن من الإبداع والخلق والبناء وعلاج حاجات الجماعة بل بمعنى الاخلاد إلى الارض:
تلهث حملت عليها أو لم تحمل.

ثلاثة منهم حاولت أمس أن أدعوهم إلى شيء من التواضع.
فاتهموني بالداعشية.
وهم أسرع الناس لترديد ثيمات الحرب النفسية على المسلمين بيسر.
ومجرد هذا الكلام منهم يعني أنهم لا يقرأون ولا يفهمون وأنهم اميون حقا ولعل قياداتهم الفكرية الشللية مثالها الأعلى ثقافة القمني أو حسنين هيكل أو بعض دجالي تونس من تجار الروبافيكيا الحداثية بثقافة سطحية لا تتجاوز الصحافة الشعبية.
لعل أغلبهم ممن اشترى دكتوراه حتى يضع أمام اسمه الدال الذي لا دلالة له غير احتلال مركز العملاء الذين يرددون شعارات الحداثة بشكل حدوثة

تنويري يدافع

  • عن انقلاب عسكري؟
  • وعلى فاشية حوثية؟
  • وعلى طائفية شيعية؟
  • وعلى كنسية ملالية؟
  • وعلى مافيوية عسكرية؟
  • وعلى التقرب من الهيمنة الغربية؟

أي قلب للمفاهيم؟
وأي وقاحة ممن لا يغادرون الملاهي والحانات إذ يزعمون تمثيل الأخلاقيات؟

ولو حاولنا أن نحدد ما ينسب إلى داعش من نزعة استئصالية وواحدية النظرة لوجدنا أن الداعشية الحقيقية هي هذه المواقف التي ليس كل ما عداها من المواقف إلا مجرد رد فعل ساذج.

الـدواعش بحق هم هؤلاء الذين لا يفهمون أن معركتهم القشرية مع من يسهل العدوان عليهم ليست بطولة ولا رجولة بل هي نذالة الجبناء وسفالة :
فلا يوجد من هو أكثر تعصبا ونزعة استئصالية من مزيف الحداثيين والتنويريين.
يلعقون أحذية الاستبداد والفساد داخلا طلبا للمتع الدنيا
ويتقربون من الاستضعاف والاستتباع خارجا طلبا للسمعة الكاذبة بانتفاخ أوداج.

وكم عجبت لما رايت دجالي تونس من تلاميذ أركون يحظون بمنزلة لدى بعض نخب الخليج.

لكن الشباب بجنسيه تعلم وصبر وهو سينظف الساحة داخلا وخارجا من كل من يعبد القشور سواء تخفى وراء الدين والأصالة أو وراء العقل والحداثة.

  • ففي الداخل هذا النمط من المثقفين الذين هم عالة على شعارات الحداثة هم في الحقيقة فقهاء السلطان الوضعيون لأنهم خدم العسكر والدكتاتورية.
  • وفي الخارج هم ملمعوا العدوان الذي يعتبرونه تحضيرا وهو استعباد:

المثال الأقرب هو فرنسا وما تفعله بالمغرب العربي ليس في الماضي بل الآن.
فمثلما كان دورها أساسيا في الحروب الصليبية لا يزال دورها أساسيا في الحرب على الإسلام:
أول إفشال للتجربة الديموقراطية كان من إجرامهم.
وهم يواصلون في تونس حتى وإن تقدمت عليهم إسرائيل وأمريكا ومخربي الحصانة العربية بمالهم.
هم الذين أخروا الربيع العربي منذ أول تجربة ديموقراطية أفشلوها في الجزائر بتمكين عملائهم من العكسر كما في مصر الآن فضلا عن كونهم هم من سلح إسرائيل بالنووي:

اختار الشعب أن يتحرر من سلطان العسكر بالديموقراطية فمنعوه.
ومع ذلك فكل النخب التي تدعي التنوير والحداثة في المغرب العربي تموت صبابة في الفرنسية والفرنكفونية وأغلبهم أميون ولا صلة لهم بالفكر.
ليتهم يدرون كم يحتقرهم أي إنسان له وعي بقيمة الأنفة والحرية والكرامة حتى من بين الفرنسيين.

قبل 30 جوان باقل من أسبوع زرت مصر في لقاء بين جامعة ألمانية وكلية دار العلوم . فوجدت أن جل المثقفين بين قوسين ميالون لما صار انقلابا.
والغريب أنهم ما يزالون مواصلين نفس البلادة لحسا للبيادة وتنازلا عن كل سيادة.

ثم بعد الانقلاب خاصمني الكثير منهم ممن يمنعهم حقدهم على الإسلام والإسلاميين من أن يفتحوا عيونهم ليروا أنهم يعادون أدنى معاني الحرية.
ولست اقف منهم موقفا المحامي على قومه فسحب بل على القيم الكونية التي هم أعداؤها الحقيقيون.
وإذا كان يوجد دليل مادي على أن العلمانيين والليبراليين العرب صم بكم عمي فهم لا يعقلون هو مواقفهم مما ما يجري الآن في مصر وسوريا واليمن والعراق وبقية بلاد العرب….

ولا أستثني تونس:
فتخلي الإسلاميين على المقاومة لا يعني أن المعركة انتهت بل هي هدنة لعلها كانت ضرورية ولكن العلمانيين ليسوا راضين عنها.
هم يتمادون في الاستفزاز بالعودة إلى سياسة تجفيف المنابع وحتى عندما يدرك بعض مفكري الغرب خطأ سياسةالحرب على الإسلام يكفرونهم علمانيا.
فهم أكثر تكفيرا من أي متدين مهما تعصب.

ولعل في ذلك من مكر الله الكثير:
فالثورة لما بدأت لم تكن لها رسالة محددة عدا بعض مطالبها دون أساس مرجعي يوحدها.
هم دفعوا إلى التحديد.

إذا كانت الثورة المضادة اعتبرت الثورة راجعة للإسلاميين فلا بأس فليتبناها الأسلاميون وحينها ستكون ذات رسالة وقيادة أي ما كان ناقصا.
وطبيعي أن يكون ذلك هو المآل:
فالثورة لا يخلد أصحابها إلى الأرض ولا يلحسون احذية الاستبداد والفساد داخليا والاستضعاف والاستتباع خارجيا.

الثورة تحتاج إلى رجال وأبطال مؤمنين بالحياة ولا يرضون بـ”حياة” كدود الأرض والكلاب يجعلهم الإخلاد إليها يلهثون حملت عليهم أو لم تحمل.
ولسنا بحاجة إلى محاسبة الغرب وعملائه بالكلام على الماضي فهم متمادون في الحاضر ويتآمرون على المستقبل:
يريدون تثبيت سلطانهم في الشام ليكون محمية لهم.

إيران الكنسية وإسرائيل التلمودية وبوتين الكاجبيية يريدون إدخال سوريا في حرب أهلية لن تتوقف إذ يفرضون نظاما بديلا من الحالي أسوأ منه.
مجرد صوغ النظام بتحكيم 10 في المائة في رقاب 90 في المائة من شعب سوريا يعني جعل سوريا مستعمرة إيرانية وإسرائيلة والعودة إلى الانتداب.
في المغرب العربي الاستعمار عاد اقتصاديا وثقافيا وهم يريدون الآن بفرض عملائهم سياسيا بانقلاب على الإرادة الشعبية في الجزائر ثم تونس.

لو كان بين العرب من هو علماني أو ليبرالي بحق لكان مدركا لمعاني الكلمتين ولالتزم بما يقتضيانه حقا ولكان ثائرا على الاستبداد والفساد.
أما أن يخاف من رب الأرض ويحالفه ويتجرأ على رب السماء ويعاديه فذلك يعني أنه جبان ونذل يبيع دينه بدنياه ليشبع نزوات تلغي معنى الكرامة.

وقد يعجب الكثير لو علم أن الغزالي لم لم يخف أن دافعه في كتابة تهافت الفلاسفة ليس موقفه من الفلاسفة بحق بل من أدعياء التفلسف في عصره.
لذلك فاحفادهم الحاليون يكرهونه كرها شديدا ويزعمون أنه عدو الفلسفة وعلة انحطاط الأمة.
لكنه حقا هو مؤسس الفلسفة النقدية ومثبت سفاهتهم.
هذا في النظر الفلسفي.

أما في ما يقتضيه النظر من الجمع بينه وبين العمل فعدوهم الثاني هو ابن تيمية رغم أن مستواهم يحول دونهم وفهم ثورته.
وهذه مناسبة للإشارة إلى أهم علامات مرضى الحداثة من العرب:
إيراد الشواهد من فلاسفة الغرب لكأنها حكم في تغريدة سطحية من جنس فلان أو فلتان قال.
وحينئذ لا فرق بين المتدرع بقشور الثقافة الدينية ونظيره بقشور الثقافة الفلسفية.
كلاهما يعيش على القشور والبثور دون بذور ولا جذور.

الثقافة العميقة تبدأ بتجاوز الفرق بين الدين والفلسفة إذ يلتقيان في مقومات الكيان أو معانيه الفطرية:

  • إرادته
  • وعقله
  • وقدرته
  • وحياته
  • ووجوده.

هؤلاء الذين يكرهون القرآن ويمضغون الدخان حتى يتصفوا بما هم ابعد الناس عنه:
حرية العبادة وحرية الأخلاق لمجرد تحالفهم مع عدوهما الصريح.

إذا حالفت

  • الاستبداد والفساد داخليا
  • والاستضعاف والاستتباع خارجيا

فكيف تدعي أنك تنويري وتحديثي وأنت حليف ما ينافي العقل والنقل في آن؟

أليس القرآن يعرف حرية الدين أو عدم الاكراه فيه بصفة عقلية خلقية هي تبين الرشد من الغي؟
ألم يجعل هذا التبين ذا دلالتي موقف متلازمتين؟

  • الدلالة السالبة هي الكفر بالطاغوت وهم يعبدونه.
  • الدلالة الموجبة هي الإيمان بالله. وهم يتجرأون عليه خوفا من حليفهم المستبد والفاسد وسيده.


يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي