عجائب الحداثة عند الأجلاف من ساسة العرب

ه

لما سقط جدار برلين وتبعه جدار ستالين في أوروبا تأمركت نخب أوروبا الشرقية وأصبحت كلها تدعي الديموقراطية إما طمعا في المعونة الأمريكية أو في الانتساب إلى أوروبا.
ومن كان من نخبنا تابعا لهذين الجدارين مع الجدارين الأنثروبولوجيين الخاصين بالعرب أعني القبلية والعسكرية تحددت معالم الخصائص التي يتصف بها ساسة العرب مما يقبل أن نطلق عليه الأسماء الاضداد الخمسة:
هل يصبح توابع الحزب الشيوعي الفرنسي ورمزه مارشي يصبح ديموقراطيا؟
هل يصبح توابع الستالينية التي صمدت بعد تلطف الاوروبي يصبح ديموقراطيا؟
هل يصبح صاحب الطفرة من الخيمة إلى ناطحة السحاب علمانيا وحداثيا؟
هل يصبح عبد الجزمة العسكرية رسول الديموقراطية والحداثة؟
اجمع هذه الأسئلة واجوبتها وستجد اسماء الأضداد الخمسة:
فالفاشية اللطيفة والعنيفة الجلفية القبلية والعسكرية تعطيك خلطة ومركبا عجيبين لن تجد لها مثيلا إلا في تونس ويمثلها صبابة ابن علي من اليسار والقوميين الذين كانوا يحاربون رمز الحداثة قولا وفعلا أي بورقيبة وقبلوا أن يكونوا قوادة ابن علي. وهذا هو الطبع الذي هو حصيلة كل الفروع الاربعة التي ذكرتها كما يتبين الآن من حلفهم مع الجلفية القبلية تمويلا والجلفية العسكرية تسليحا والعلمانية الفرنسية تفكيرا والمافياوية الباقية من السوفيات في ممثلها بوتين وحزبه.
هؤلاء هو اليوم من يسمون أنفسهم صف الحداثة والديموقراطية وهي تسمية لقبهم بها السبسي لما كان يبحث عن جماعة من المهرجين يوقف بهم الدولة ووظائفها والمجتمع ووظائفه فلا يبقى إنتاج مادي ولا رمزي بل يصبح ذروة النشاط السياسي من جنس اعتصام الرز بالفاكهة والتهديد باحتلال مراكز السيادة ومنع كل الانشطة المنتجة باسم حقوق العمال الذي لم يفقدوا حقوقهم فسحب بل اضاعوا مواطن العمل ومصادر الرزق.
لما أسمع محسن مرزوق يعتبر مورو خطرا على الديموقراطية أتساءل عن الديموقراطية التي يتكلم عليها وهو كما هو معلوم وطدي بدأ حياته بالاقتيات على تمويل قبيلة وهو الآن يفاخر بالعمل مع حفتر الذي كلنا يعلم أنه عميل المخابرات الأمريكية ويصفق للسيسي رمز الديموقراطية السويسرية ويعتبر نفسه صديقا لكل من يحارب ليس الديموقراطية فحسب بل وكذلك المساواة بين الاجناس حتى في بلده لأنه ذهب إلى أقصى من عنصرية جنوب افريقيا الذين لم يقل أصحابها بوجود فصيلتين للدم في شعبهم ولم يكن أحد منهم مستعدا للتضحية بعشرين الفا منهم حتى يصل هو إلى الحكم.
وكل ذلك عروض لبيع نفسه لعله يجد من يمول مشروعه في الوصول إلى الحكم الذي لا يمكن أن يكون نموذجه فيه مختلفا عمن يحالفهم الآن أو يتقرب منهم لعلهم يسعفونه لإنجاز الديموقراطية التي يمثلها كل صبابة ابن علي من الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين لصف الديموقراطية والحداثة حداثة السيسي وبشار وحفتر الذين يمكن اعتبار ابن علي بالقياس إليهم ملاكا.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
آخر تحديث 05-04-2025
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي