ه
لم أقل كلمة في ما يحدث في المجلس لكني أنوي شرح علة حصوله لتحديد مسؤولية من جعل مثل عبير موسي ممكنا.
وأتوقع حدوث الأسوأ فما هو جار ليس إلا بداية وتمهيدا لمسار يريد بعض المتخفين باسم الثورة استغلاله للانقضاض على الدولة فضلا عن أعداء الثورة الذين يستهدفون الديموقراطية التونسية.
ولن أتكلم في من يستغل وجود أمثال عبير موسي من أعداء الثورة.
فلا لوم لعدو إذا استعمل غباوة عدوه.
سأتكلم على المسؤولية التي جاءت من التونسيين ومن قائدين كان من المفروض ان يكونا أبعد نظرا واعمق حكمة.
1-فلما دعوت إلى المصالحة وايقاف الحرب على بورقيبة وضرورة المصالحة بين فرعي الحركة الوطنية بعد أن تجاوز الشعب التونسي معركة
▪︎تقديم الاصالة على الحداثة (الثعالبي)
▪︎وتقديم الحداثة على الأصالة (بورقيبة)
كان هدفي فتح الباب لتحرير كل وطني في النظام السابق لبداية جديدة وقد كانوا كثيرين.
لكن مواصلة المعركة بسبب مزايدات شركاء النهضة وضغينة بعض القيادات النهضوية التي لم تفهم موقف الرسول بعد فتح مكة أهملت الدستوريين الصادقين فصاروا منبوذين من مافية النظام القديم ولم تتبناهم النهضة.
وبهذا ضيعت النهضة فرصة دون الاستفادة من مثلها لما أمكن للإسلام أن يحقق شيئا من ثورته لأن أعدى أعداء الرسول الاكرم استمالهم وجعلهم في الصف الاول.
وبهم نجحت الثورة الإسلامية:
▪︎من كان يتوقع أن يكون خالد بن الوليد القائد الأعلى للفتح؟
▪︎ومن كان يتوقع أن يكون معاوية كاتب القرآن ومؤسس دولة الإسلام الفعلي لأن الراشدين كانوا يحاولون توطيد أركان الرسالة وشروط الدولة دون أن يحققوا أول امبراطورية إسلامية؟
2-ولما حاول السبسي أن يسترد بقايا النظام القديم وقع هو بدوره في نفس الخطأ.
فحاول التنكر للدستوريين وضم إلى حزبه ألد أعداء بورقيبة رغم زعمه تمثيله والكلام باسمه.
وهو أول من خانه لأنه كان من أعيان نظام ابن علي ولم يدافع عنه بل ولم يزره ولم يحضر حتى مواراته التراب.
فكان أن عمق حاجة بعض الدستوريين أو ما يمكن اعتباره الحنين لعهد بورقيبة وإن تكلم باسمه مثل هذه الحمقاء التي ليست أقل خيانة لبورقيبة من السبسي.
وفي الحالتين فإن الحمق السياسي من الشيخين كان علة ظاهرة عبير موسي وأمثالها.
وقد رأيت شابا في صفها كنت اتوسم فيه الخير لأنه من الحاصلين على ثقافة ألمانية وكنا نتحدث عن إمكانية استئناف دور تونس في إطار دور الامة.
لكني رأيته الآن ذيلا من ذيول هذا المرأة الحمقاء التي تستفيد من وجود هذا الحنين للبورقيبية الذي “أحياه” الشيخان في حين أنه كان يمكن أن يعتبر من تراث تونس وأن نلتفت إلى المستقبل بتوحيد فرعي الحركة الوطنية وتهميش كل الحزيبات التي هي من بقايا صبابة ابن علي أو من بقايا تخريف الشابي والمرزوقي وغيرهما.
وهم لا يمثلون لا ثقافة الشعب ولا هويته بل هم مسخ من فاشية ستالين والانظمة العسكرية أو القبلية العربية التابعة
▪︎ سابقا للسوفيات والامريكان
▪︎ وحاليا لذيليهما في الإقليم أي إيران واسرائيل.
عبير موسي تخدم مصلحة دمية هذين الذيلين (الإمارات) وهي واضحة.
لكن الحزيبات التي وجدت بسبب هذه الحماقة السياسية التي لم تمد يدها إلى البورقيبيين الذين همشهم ابن على وزادهما تهميشا خطأ الشيخين هما علة ما تعاني منه تونس اليوم من عدم توازن ومن فوضى سياسية تجعل الجميع غير مدرك لما يحدث حقا.
فتونس اليوم يتهددها دجل رئيس يدعي الطهرية.
وهو قد كان من خدم ابن علي بدليل من اختارهم اليوم من حوله.
وكلهم كانوا من خدم ابن علي وإدارته وإعلامه.
ومحركه من ورائه يدعي الماركسية المحدثة التي تريد أن تعود بالشعب إلى المجالسية واللجان الشعبية.
ورئيس حكومة تسيير الأعمال يستفيد من الفوضى لأنه يعد نفسه ليكون ابن علي الثاني بما هو بصدد تنصيبه من خدم له يسيطر بهم على مفاصل ما بقي من الدولة لأنه قد يعوض ابن علي في قيادة مافياته التي فقدت القائد الأعلى وتريد أن تستعيد وحدتها حتى لا يكون صراعها على فريستها (تونس) مدعاة لفقدانها السلطان المطلق على مقدرات الوطن والشعب.