تتمة لــ عاصفة الحزم و شروط عزم الأمور
تونس في**.03.28 .2015**
تمهيد**:**
استبشرت خيرا بحصول ما دعوت إليه منذ أمد طويل : المبادرة الهجومية في معارك العرب بدل الموقف الإرجائي إلى فوات الفوت في كل المعارك التي خضناها سواء كان ذلك :
في إطار ترتيب أوضاعنا الداخلية كالحال في كل الحروب الحالية في العراق والشام ومصر واليمن وليبيا وتونس إلخ…حيث تحولت المعارك إلى حرب أهلية و شبه صدام حضارات بدلا من أن تكون كما يفترض دائرة حول الخيارات السياسية لختم معركة التحرر من الانحطاط بإصلاح سياسي وخلقي يحررنا من الاستبداد والفساد فيمكن المواطنين من الحقوق التي من دونها لا يكون للإنسان كرامة ولا معنى.
أو في علاقاتنا بالمحيط الإقليمي أو بالاستعمار الغربي لإتمام معركة التحرير منه بالتصدي لغير المباشر منه. فهو يواصل محاولة منع استئنافنا لدورنا التاريخي الذي هو منذ البداية دور عالمي في علاقة تنافس حربي وسلمي مع القوى التي تعادي خياراتنا القيمية والحضارية.
لكني لست متفائلا بالطريقة التي تدار بها المعارك في هذين المستويين : فحتى يكون الحزم دائبا لا بد أن يصبح عزم أمور أي إنه مشروط بطول النفس وشروط النصر التي تقتضي معرفة طبيعة المعركة التي تخاض.لكن ما يجري حاليا لا يدل على تحديد واضح لطبيعة الحرب الجارية سواء في الجبهة الداخلية أو في الجبهة الخارجية .وفي الحقيقة فالحرب الجارية هي في الجبهتين معا لترابطهما ولأنها حرب مطاولة وليست حرب مناجزة كما نبين.
فالشروط الاستراتيجية للنصر فيها بما لا يتجاوز الكلفة الكافية اقتصاديا وبشريا وخاصة زمانيا حتى لا نزداد تخلفا بسببها ليست متوفرة بسبب الاعتماد على رد الفعل ومن ثم على الارتجال.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن إدارة هذه المعارك تجري بسياقين متصارعين يفوّتان على العرب السنة التخطيط العقلاني للحروب من حيث الغايات والأدوات تبين لنا علة ما نعاني منه من ضعف وتخبط :
الخط الرسمي للدول لغياب التأليف بين حماية الأنظمة وحماية الدول والجماعة بسبب تقديم العاجل والقصير على الآجل والمديد.
الخط الحركي للجماعات لغياب التأليف بين الغايات البعيدة والغايات القريبة بسبب تقديم الآجل والمديد على العاجل والقصير.
ومن ثم فالعملان أصبحا دالين على حرب أهلية عربية–عربية تلهي الجميع عن الحروب التي تستهدف الجميع. فالعرب بذاتهم وأعداؤهم نجحوا في إغراق الأمة في حروب أهلية جعلت الجبهة الداخلية هشة. وبقدر هشاشتها يكون الغزو أيسر : فهشاشة الجبهة الداخلية يسرت اختراق المجتمعات العربية بمقومات وجودها الخمسة (الحكم والتربية والاقتصاد والثقافة وحتى الخيارات الوجودية المحددة للمرجعية الروحية والقيمية) من قبل كل الأعداء فأصبح العرب نهبة كل ناهب وأكلة كل آكل لأنهم بفوضى حياتهم بجميع مستوياتها صاروا فريسة لكل مصطاد وقانص.
لن أطيل الكلام في التمييز بين الحربين اللتين ميز بينهما ابن خلدون : حرب المناجزة وحرب المطاولة في الداخل (في نفس الجماعة) وفي الخارج (بين الجماعات) وهي حروب تجري حول بعدي صورة العمران (الحكم والتربية) وبعدي مادته (الاقتصاد والثقافة) وأصل أبعاد العمران (الحصانة الروحية والخيارات الحضارية).
المهم أن أشير إلى أن العرب السنة –وهم العماد التاريخي للإسلام– يخوضون معاركهم دون تحديد لطبيعتها التي تجعلها بالضرورة حروب مقاومة لا تتحقق إلا بالمطاولة وليس حروب مهاجمة يمكن أن تقع بالمناجزة. وذلك بسبب الضعف الناتج عن فقدان الوحدة المشروطة بتجاوز تفتيت الجغرافيا وتشتيت التاريخ لأن:
التجاوز الأول – تجاوز تفتيت الجغرافيا – هو شرط القوة المادية
والتجاوز الثاني – تجاوز تشتيت التاريخ – هو شرط القوة الروحية
واجتماع التجاوزين والقوتين –المادية و الروحية– هو مناعة الأمة.
سأكتفي بالكلام على الحرب الحالية التي تجري في اليمن و من جنسها ما ينبغي أن يجري في كل الأقطار العربية الأخرى التي تعاني من نفس المرض : أقلية غير شرعية تفرض إرادتها على سنة العرب بالقوة المسنودة من قوى استعمارية سواء كانت إقليمية أو دولية أو حلفا بينهما.
وسأورد في شكل تغريدات الأفكار الأساسية للمطلوب الاستراتيجي حتى يتم النجاح على الأقل في المبادرة الأولى من هذا الجنس مبادرة بلد الحرمين لحماية ذاته أولا (لأنه هو المستهدف الأول : إذا نجح الحوثيون في اليمن لا قدر الله فالهدف المقبل مباشرة هو بلد الحرمين وهم لا يخفون ذلك) ولحماية الشرعية في بلد عربي ثانيا.
التغريدات الملخصة للإشكالية وعلاجها
1-لايكفي علاج الأعراض في قضية العلاقة بين إيران وأدواتها المنتشرة في الوطن العربي والعالم الإسلامي بل ينبغي الغوص إلى الأعماق: فـما السر في قدرة إيران على توظيف مليشياتها العربية في العراق وسوريا واليمن إلخ…؟
2-و بصورة مباشرة ما السر في قبول شيعة العرب خدمة من يعلمون علم اليقين أنهم قد حرفوا مذهبهم ووظفوه لخدمة استعادة إمبراطورية كانت تعتبر أجدادهم كلابا وهم لا يزالون على هذا الموقف من العرب ؟
3-ثم ما الـسر في قبولهم هذا الدور رغم أن موظفهم لم يخف قصده وخاصة بعد أن ظن مشروعه قد بلغ مرحلة ترضي شعبه ليقبل بالخضوع لإرادة “الشيطان الأكبر” – حسب تسويقهم لذاتهم– مقابل دور مساعد الشرطي الصهيوني؟
4-وما السر في تحول مذهب مشروط بأن يكون ذا قيادة من آل البيت أي من العرب الأقحاح إلى مذهبٍ عمَّةُ أي دجال سوداء تكفي لجعل العرب مليشيات إيرانية تخدم ضد شعبها وضد أمتها وضد عقيدتها الخالصة؟
5-وما السر أخيرا – وهو السر الجامع – في أن يصبح الدين عندهم حربا على كل ما هو جوهر الدين الإسلامي: أي الصدق (الكذب والتقية) والتحرر من الخرافة (كل كلامهم تخريف لا صلة له بأي دين محترم) وتكريم الإنسان (لست بحاجة للإشارة هنا) ؟
6-أعلم أن المسلمين لم ينتظروني لكي يسألوا هذا السؤال. لكن ما حركني لإعادة وضعه هو الأجوبة التي قُدمت والتي لا ترضي عاقلا يطلب الفهم الحق فضلا عن كونها لن تساعد في حل المشكل الذي من دون حله يستحيل على العرب أن يبنوا جبهة داخلية صلبة.
7-فالتفسير بالمؤامرة اليهودية حتى لو صح لا يمكن أن يلغي كون المتآمر عليهم بشر ذوي عقول وتمييز. فهب ذلك انطلى على الأوائل للسذاجة والبداوة كيف نفهم تواصل الانطلاء : هل ما زال شيعة العرب بدوا يؤمنون بالاسرائليات؟
8-فالمؤامرة تسليما بها ما تزال متواصلة والشيعة تجاوزت السذاجة والبداوة على الأقل في الأمور الدنيوية ولا يخلو صفهم من الاذكياء والقادرين على الفهم في مثل هذه الأمور. فما السر في تعمق الظاهرة بعد 14 قرنا حتى تحولت إلى أكبر مِعول يهدد كيان الأمة؟
9-والتفسير الثاني بالمظلومية – حتى لو صح – لا يمكن أن يقبل به الشيعي العربي. فهو يرى أن ما يجري باسم المظلومية ليس انتصارا للحسين من يزيد بل هو ثأر لإمبراطورية فارس من العرب شيعة كانوا أو سنة : احتلال أرض العراق وسوريا واليمن لن يضر بالسنة وحدهم بل إن الشيعة قبل السنة سيُردون إلى العبودية في إمبراطورية فارس: يكفي مثالا ما حل بالأحواز.
10-وزبدة الإشكال: كيف يقبل شيعة العرب بأن يكونوا أدوات تهديم لمجدهم لاسترداد مجد قوم أخرجناهم من الظلمات إلى النور ويريدون إعادة الجميع إليها؟ ويكفي دليلا أن علم إيران جعل اسم الله عين رمز دينهم المتقدم على الإسلام فضلا عن الأعياد الهرمزية: ألسنة نار وليست حروفا عربية هي التي كتب بها الاسم.
11-وبذلك يصبح السؤال مضاعفا: الشيعتان العربية والفارسية كلتاهما وقعت في فخ العداء غير المفهوم.1-فالعربية تهدم ذاتها الروحية.2-والفارسية تفضل عبادة النار على عبادة الواحد القهار: ما قبل الإسلام.
12-ألستُ أظلم الفرس؟ فمن الإنصاف القول إن العودة إلى ما قبل الإسلام تعم الأنظمة العربية الفاشية التي أرادت تأسيس الدولة القومية بنفس التفصي من الإسلام وتاريخه.
13-فالعراقي عاد إلى ما بين النهرين والمصري إلى الفراعنة والتونسي إلى القرطاجنيين واللبناني إلى الفينيقيين وقفزوا إلى الحقبة الاستعمارية باسم “التحديث“. فلا العودة مجرد ميل أركيولوجي ولا التجاوز مجرد بناء حديث بل هو بحث عن شرعية قطرية على حساب تمزيق الوحدة الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والثقافية للجماعة.
14-ومن الإنصاف تنسيب ما يتهم به الشيعة الفارسية والشيعة العربية. فهو لا ينبغي أن يعمم فيصبحوا جميعا على موقف رجل واحد. فمنهم المخلصون للأمة. وهؤلاء هم بداية الحل في تجاوز هشاشة الجبهة الداخلية للأمة.
15-فلا يمكن اعتبار العلامة الأمين مثلا من أولئك بل هو من هؤلاء. ومثله كثير في العراق ولبنان وحتى في إيران. لذلك فينبغي أن نحدد موطن الداء وأن نعين المرضى الذي قد يكون الكثير منهم على حسن نية.
16-فموطن الداء هو ظاهرة القومية العرقية والفاشية التي تتنافى مع الأخوة في الدين وفي الإنسانية قيمتي الإسلام الأساسيتين: خاصية القوميين فرسا كانوا أو عربا أو أتراكا أو كردا أو زنوجا أو مالاويين. فالقومية عند الإطلاق تتحول إلى عنصرية فتتنافى مع الآية الأولى من سورة النساء والآية 13 من الحجرات.
17-والمرضى في حالتنا الراهنة نوعان:
القومي الفارسي الذي يفضل عبادة النار على عبادة الجبار وسذح العرب الذين يصبحون أدوات لتحقيق أهدافه إما لأنهم ممن سنحدد أو لأنهم منخدعون.
والنوع الثاني أي العربي هم ثلاثة فئات تمثل بقايا عربية معادية للإسلام السني لأنه هزمها تاريخيا :
أ–شضايا الدولة الفاطمية.
ب–بقايا الصليبيين.
ج–بقايا عملاء الاستعمار.
وهذه الأقليات هي التي تحكم بالقومية الفاشية التي لا نهج لها غير الاستبداد والفساد والإرهاب الرسمي.
18-وإذن فالمعركة ليست بين السنة والشيعة بصورة غير محددة بل هي بين غيبوبة عرب السنة وشيعتهم لسذاجة فهمهم لما يجري بينهم وبين ثلاثة مواقف عربية وموقف فارسي نتجت عن تاريخ معاداة بينة للإسلام السني الذي هزمهم في معارك تاريخية معلومة للجميع.
19-فهذه المواقف العربية الثلاثة هي شضايا الدولة الفاطمية (صلاح الدين الأيوبي) وبقايا الصليبية (كل الأنظمة التي هزمتهم سنية) وبقايا عملاء الاستعمار (المقاومة للاستعمار وعملائه كانت حركات إسلامية سنية) وبعض الفرس (المسلمون الذين حرروا الفرس من باطل الامبراطورية الفارسية سنة لأن ما عداهم فرق منشقة عن الموقف الإسلامي الأصلي الذي هو السنة). لذلك فأصحاب هذه المواقف من الإسلام السني يوحد بينهم الطائفية والقومية.
20-وما جعلني أصل إلى هذه القناعة والتشخيص أمر كنت عاجزا عن فهمه: كنت دائما أعجب من واقعة أن جل العلمانيين والليبراليين حلفاء ذاتيا وموضوعيا لتشيع يقول بكنسية ولاية الفقيه بحيث إن أكبر المطبلين لولاية الفقيه هم إما علمانيون أو ليبراليون أو صليبيون أو بقايا الدولة الفاطمية (غلاة العلويين و علاة الدروز و غلاة شيعة الجبل)؟
21-والجواب الذي بت مقتنعا به هو أن السر يكمن في هذا الجامع السلبي. فما يوحد الفرق التي تعادي الإسلام السني أي المواقف العربية الثلاثة والموقف الفارسي هو الثأر من إسلام السنة الذي هزمهم في معارك تاريخية شهيرة.
22-وما كنت لأهتم بـهذه الظاهرة لذاتها وأن أحللها لأني لست مؤرخا لو لم يكن القصد فهم ما يجري في الهلال واليمن خاصة. حللتها لوظيفتها في معاركنا الحالية ولاهتمامي بشروط النصر فيها لأن من شروط ربحها تحديد العلل الحقيقية للعداوة ولأن النجاح في تحديد هدف الحرب من شروط استئناف السنة دورها.
23-فعاصفة الحزم مثلا لا تكون عزما للأمور فتتجنب نار الهشيم إلا بشرطين: تحديد العدو بدقة وفهم استراتيجيته أولا والتمييز بين حربي المناجزة والمطاولة ثانيا.
24-فتحليل الظاهرة الذي قمنا بنا يـمكننا من معرفة العدو (المواقف العربية الثلاثة+الموقف الفارسي) لأننا حددنا العامل الموحد لهم. وفهمنا أنهم قد اختاروا حرب المطاولة في مستوييها النفسي والعسكري لعلمهم بقوة العدو الكامنة ولخوفهم من خروجها من القوة إلى الفعل قبل أن ينجحوا في تخريبها من الداخل.
25-لذلك فالمطاولة التي ينتهجونها تجري في ساحتين: أ–ساحة الحرب النفسية ب–ساحة الحرب العسكرية. وأدوات الحرب هي: غزو صورة العمران (الحكم والتربية) وغزو مادته (الاقتصاد والثقافة) أي غزوهما ببعديهما المادي (الحكم والاقتصاد) والرمزي (التربية والثقافة). وكل ذلك يحصل والسنة في سبات عميق : على الأقل إلى حد الآن.
26-فغزو البعدين الرمزيين من الصورة والمادة (التربية والثقافة) هي أداة الحرب النفسية والرمزية: ذلك أن الثقافة والتربية وإعلامهما ودعايتهما هي التي تحارب السنة اليوم وجندها هم من وصفت أي المواقف العربية الثلاثة بقيادة الموقف الفارسي. وذلك هو ما يهدد مناعة الأمة الروحية.
27-وغزو البعدين الماديين من الصورة والمادة (الحكم والاقتصاد) هو أداة الحرب الفعلية والمادية: ذلك أن الحكم والاقتصاد وإعلامهما ودعايتهما هي التي تحارب السنة اليوم وجندهما هم الحكام ورجال الأعمال ممن وصفت في المواقف العربية الثلاثة بقيادة الموقف الفارسي.وذلك هو ما يهدد مناعة الأمة المادية.
28-وكلا الغزوين بصدد الحصول بالاعتماد على استراتيجية المطاولة لا المناجزة إذ هما يعتمدان على المليشيات واختراق القوى السياسية وقوى المجتمع المدني لإفراغ الدول من قوتها الروحية والمادية.
29-وكل مقاومة لهذه الاستراتيجية بالمناجزة وحدها (كما يحدث في عاصفة الحزم) لا تضمن النجاح بل الأغلب أنها إذا اقتصرت على المناجزة ستؤدي إلى خسارة الحرب حتما:
لا بد من استراتيجيتين.
إحداهما هجومية في أرض العدو من جنس استراتيجيته نفسيا وعسكريا
والثانية دفاعية في أرضنا لتمتين الجبهة الداخلية والتغلب على الاختراق النفسي والعسكري في صورة العمران ومادته.
وذلك يكون كما يلي.
30-ولكن قبل ذلك لا بد من فهم علل عدم نجاعة المناجزة في هذه الحالة:
أ–العدو تقدم في الغزو الاعدادي كما وصفنا وهو إذا تعلق الأمر بضربة سريعة يمكن أن يكون الأقوى لأنه استعد لها ولأن جبهتنا الداخلية لم تبن بعد.
ب–الحرب تجري على أرضنا وليست على أرضه وجنده من أبنائنا وليسوا من أبنائه. وتلك العلة في الحاجة لاستراتيجيتين.
31-الاستراتيجية الأولى هي المعاملة بالمثل على أرضه أي غزو البعد الرمزي من صورة عمرانه ومن مادته: التربية والثقافة. بإعلام ودعاية مؤثرة. وهذا يسير فللعرب المال والقدرة الإعلامية والمال هو أساس كل حرب سواء كانت نفسية أو مادية.
32-و الإستراتيجية الثانية تتمثل في ضرورة غزو البعد المادي من عمرانه ومادته: الحكم والاقتصاد بالاختراق والإعلام والدعاية كذلك ليكون لك في أرضه مثل ما لديه عندك. وإلا فإن جبهته الداخلية بهذه الأبعاد الأربعة تكون أقوى من جبهتك الداخلية فتصبح عاجزا عن الحروب الطويلة التي فرضها عليك بجعل الحرب حرب مطاولة وعندك لا عنده.
33-ولما كـان العرب على الأقل بصورة كامنة أقوى ماديا من إيران (الثروة والعدة والعتاد والعديد) وكانوا حتما أقوى روحيا (التراث والمرجعية إسلامية عربية) فالمفروض أن نكون أقدر على الصمود إذا اعتمدنا حرب المطاولة معه وهو بها سينهار بسرعة.
34-ولنطبق على عاصفة الحزم: فـما لم يوحد الخليج قبائل اليمن وقواه السياسية فيمكنها من أن تصبح فاعلة على أرض اليمن ليكون حاضرا على الأرض مثل إيران فإنه لن يصل إلى نتيجة. فليس الخليج أقوى من أمريكا التي لم تنجح في أي حرب من حروبها عندما قاومها عدوها بالمطاولة لأنها ليس لها الحضور على الأرض ولأنها لم تستطع تحقيق ما حقتته إيران من مليشيات عسكرية وفكرية.
35-ومزية هذه الاستراتيجية المضاعفة للمطاولة مع الاستعداد للمناجزة إن تهورت إيران فأعلنت الحرب كدولة أنها ناجعة في العراق وسوريا كذلك.
عاصفة الحزم شرط الانتصار فيها استراتيجية المطاولة – أبو يعرب المرزوقي