ظالم لنفسه من لا يتعظ من التاريخ

لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله ظالم لنفسه من لا يتعظ من التاريخ

سبحان الله! لماذا لا يتعلم الاسلاميون من أخطائهم؟

ما معنى أن تترشح النهضة في كل بلديات الجمهورية؟

هل للمرة الثالثة يكررون نفس الخطأ؟ وإذا حسبنا ما حدث في الجزائر وفي فلسطين وفي مصر تبين أن جنون العظمة مرض لا علاج له. كان من المفروض أن يتركوا الباب مفتوحا ليكون لغيرهم نصيب.

الا يعني هذا وإن بصورة غير واعية وأد كل محاولات تكوين قوى سياسية اخرى توسع فرص الديموقراطية؟

وكنت أفهم لو أن حزبي النهضة والنداء أنشآ حلفين كل منهما تبنى حزبا أو حزيبين ناشئين يكون فيهما بداية للتعاون بين تيارين متقاربين كأن يتحالف النهضاوي مع القومي والندائي مع اليساري مثلا حتى لا يبقى الصراع بين من حجمهم يحول دون المشاركة في الحكم فتصبح المعارضة تشارك بالتعطيل؟

ويتكلمون على حكمة الشيخين!

أي حكمة إذا كانت النتيجة أن تونس لن تخرج من الاستثناء المتبادل الذي سينتهي في الغاية إلى الاستئصال المتبادل كما كانت الحال وكما أراها بهذا الأسلوب عائدة لان الجو الإقليمي لا يزال متلبدا ومن يدري فقد ينفجر الوضع من حولنا فالحذر الحذر.

أقول هذا واحذر منه وأمري على الله. أما المبالغة في المدننة والكلام على ضربات معلم فهي قد تنطلي على الغافلين لكن المستفيد الوحيد لن يكون أصحاب ضربة المعلم بل من يدخل هذا المزاد فسيرى ما يجري في كل البلاد: من سيركب على الحمار سيمد يده للزنبيل. والفاهم يفهم.

تبني الأفراد كمرشحين مستقلين مهزلة وهي خطيرة على تكون القوى السياسية بل هي قاتلة للسياسة لأنها في النهاية ستؤدي إما إلى الكمبارس السياسي أو إلى تنطع فردي لا ينتسب إلى العمل السياسي. ذلك أن الفرد لا يزن عند الاستقلال على قائمة حزب وخاصة الاحزاب العقدية.

وإذن فالمرشحون المستقلون على قائمة الأحزاب سد للطريق على الاحزاب الصغرى فلا تكبر واحتكار للساحة ينتهي في الغاية إلى أخطر وضعية تعيشها المراحل الانتقالية إذ هي ستؤدي حتما إما إلى قتل الأحزاب الصغرى بدل تنميتها أو إلى تكوين مجموعة من الانتهازيين كما حدث في ترحال النواب بين الأحزاب.

ولا أتصور أحدا من المستقلين سيقبل لاحقا أن يكون مجرد كمبارس لذلك فأغلبهم سينتقل إلى حيث تميل الريح فيكون الحزب الذي رشحهم مجرد مركبة للوصول إلى الغاية من قبوله هذا الدور مرحلة لما يخطط له: وهذا ما حدث لحزب الديموقراطيين الاشتراكيين لما جاء ابن علي. أغلبهم صاروا من خدمه.

وهل ما حدث لحزب الشابي لا يكفي دليلا؟

فالوزير الاول وجل وزراء حكومته كانوا من حزبه ثم صاروا من النداء والمعلوم أن المنطق السياسي يوجد دائما أربعة أحزاب ممثلة لحقيقة سياسية وحزب يمثل الوسط الرخو الذي يتكون من الانتهازيين فيها يميلون حيث تميل الريح.

والأحزاب الاربعة بمعيار المصالح المادية والروحية: اليمين المحافظ ويساره واليسار المحافظ ويمينه واليميني غالبا ما يكون رأسماليا يساره يدخل جرعة اجتماعية واليساري غالبا ما يكون اشتراكيا يمينه يدخل جرعة اقتصادية. والعلة هي أن الاقتصادية تعدل بالاجتماعي والاجتماعية تعدل بالاقتصادي.

أما الوسط فهو حزب الانتهازيين الذين يرجحون كفة هذا أو ذاك من الأحزاب الاربعة وهم يبدأون في الغالب مع واحد منها ثم يرتحلون بحسب توقعاتهم من شروط النجاح في الانتخابات وشروط البقاء في الساحة السياسية وشروط المساهمة في الحكم في أقرب فرصة. هذا هو منطق السياسة.

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي