ملاحظات سريعة صبيحة عيد الأضحى، ولا علاقة لها بالدين من حيث مضمونه العقدي، بل بشروط عزته أو بمن يسعى لتحقيقها ومن يوظفها إسهاما في الحرب عليه. وهي تتعلق بظاهرة كنت انتظرها وها أنا أراها تحصل بسرعة لم أكن اتوقعها: طبالة كذبة “الممانعة” وموقفهم من أردوغان وتركيا.
ونأتي الآن إلى صورة أردوغان عند الإسلاميين وحقيقة ما تعبر عنه بالقياس إلى صورة إيران عند المطبلين “للممانعة” وحقيقة ما تعبر عنه. هبنا سلمنا بأن اردوغان ليس مؤمنا بما يقول عن الإسلام، وأن ذلك من جنس ما تقوله إيران عن الإسلام و”الممانعة”. فهل في ما حصل منذ الثورة ما يمكن من الحكم؟ وفيه الكثير من الادلة: • ممن يحتمي السوريون اليوم أليس من مليشيات إيران والنظام أحدها؟ • أين يحتمون؟ أليس في تركيا؟ • وقادة الربيع العربي المصريون أين يحتمون؟ أليس في تركيا؟ • وتونس نفسها هل يوجد من ساعدها مثل تركيا؟ • وأخيرا من تحارب أمريكا وعملاؤها حقا؟ أليس تركيا؟ • هل هذه كلها خطة لإخفاء استرداد امبراطورية؟
لم يكن للأتراك إمبراطورية قبل الإسلام. وهبهم يريدون الخلافة -وهو أمر لا يمكن لمن له دراية بنظام العالم أن يسعى إليه بشكله القديم، وأقصى من يمكن التفكير فيه هو التعاون الاقليمي على النحو الأوروبي مع العرب-أليس ذلك لعزة الإسلام وليس ضده؟
حصيلة القول هو أن طبالة إيران لم يبق لهم إلا آليات الدفاع النفسي عن الهزيمة. فليسموها نصرا، ولكن المضمر هو نصر إسرائيل وليس نصرهم ولا نصر إيران. فمن يبقي عل بشار وحزب الله المزعوم هو رضا إسرائيل على استرجاع ما كان سائدا قبل الربيع: بشار ونصر الله حرس الحدود الإسرائيلية. والاهم من ذلك كله: لم يعد أحد من الشعوب العربية، بما في ذلك الشعوب الإيرانية، يصدق خرافات الملالي عدا الطبالة العرب من مليشيات القلم وأصحاب “البني البني” من مليشيات السيف حفظا لماء الوجه حتى يقال إن “الممانعة” صنديدة بدليل أنها ترمي بين الحين والحين بعض الفوشيك.
كان يمكن أن يسكتوا أو أن يعتذروا للشعب السوري واليمني والعراقي، وحتى المصري، لأن دور السيسي لا يختلف كثيرا عن دور قطهم (الأسد) وبطلهم الذي هو مجرد ذراع من أذرع الملالي في تمكين إسرائيل بعد استعمال الجرافات التي يسمونها “ممانعة” لضرب قوة الاقليم الفعلية أي غالبيته السنية. فليس بالصدفة أن تحالفت بقايا الصليبيين (حزب رئيس لبنان الذي يتوهم أنه دوغول الشرق) وبقايا الباطنية (من يسمون أنفسهم علويين) وبقايا البيزنطيين وبقايا الساسانيين وبقايا الذين يعتقدون أن الفرصة حانت للقضاء إلى أهل الإقليم الذين جعلوهم مجرد بقايا لن تزن حتى بمحالفة الصهيونية العالمية.