لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص

هل التعاون بين السعودية وتركيا مسألة عرضية لمصالح ظرفية أم إن لها بالإضافة إلى الحاجة التي قد تكون ظرفية من بعض الوجوه عللا عميقة؟
ما هي؟

لماذا أثير هذا السؤال؟
ذكر لي مدير الصفحة أن بعض المعلقين الخليجيين ممن يعارضون هذه العلاقة ردوها إلى حاجة ظرفية تركية.
وما كنت لأعلق على مثل هذه التفاهات لو لم اعتبرها دالة على مرض أصاب بعض النخب العربية العقيم والتي تعتبر أن القوة تبنى على الريع.

لو كان الأمر في علاقة تركيا بالسعودية لطمع بسبب الظرف لكانت تركيا تابعة للريع إذا سد عليها بات سدت كل الأبواب.
وهذا سخف لا حد له

لذلك بات من الواجب أن نسأل عن طبيعة العلة التي تجعل التعاون وحتى الحلف بين آخر دولتين سنيتين في الإقليم ما زالتا صامدتين بحق.
وإذ أقول آخر دولتين صامدتين فينبغي أن نفهم أنهما مثل من تقدم عليهما مستهدفتان.
الأمر جلل
من يتعامى عنه عميل أو غبي
ما يجري لا ينفع فيه موقف النعام.
من يتخيله مقصورا على السوريين فكلامه يفضح إما عمالته أو “بهامته” ولا يسمعه إلا من كان مثله

فلنحلل المسألة بأبعاد الزمان الخمسة قبل العودة إلى أبعاد المكان أي الجغرافيا في صلتها بهذه الأبعاد وما يخطط له الأعداء
فبُعد الحدث من الماضي يثبت ان حضارة الإسلام بدأت بالمدينة (أول خلافة) وأريد إعدامها في اسطنبول (آخر خلافة) وإذن فالصلة بينة
والحديث حول هذا الحدث يجعل الرهان (الاستئناف) وتشويهه (داعش) تخويفا من عودته لدى الأعداء خاصة: المستهدف غالبية أهل الإقليم

وغالبية أهل الإقليم لم يبق لها إلا هذين الدولتين قائمتين وقادرتين على التدارك قبل أن يمزقا مثل العراق وسوريا أو مثل مصر

أي محلل لا يفهم ذلك حمار.وإذا كان يفهمه ويغالط فهو خائن.

وفي كل الأحوال فإن الشباب بجنسيه لم يعد يصدق كل الابواق بدليل سعيه
هذان وجها الماضي.

فلنمر إلى حديث المستقبل وحدثه:
ما حديث المستقبل عند العدو؟

إسرائيل وإيران تريدان استعادة امبراطورية
والولايات المتحدة وفضلة السوفيات يعتمدان على إسرائيل وإيران لتحقيق هدفيهما استعدادا لعماليق الشرق الأقصى بحيازة دار الإسلام ثرواتها و موقعها.
وهما لا يخفيان ذلك في الحديث المصاحب للحدث المستقبلي الذي هو السعي للقضاء على المقاومة الإسلامية في قلب دار الإسلام: الإقليم

إذا جمعنا حدث الماضي وحديثه وحديث المسقبل وحدثه كان عين المشهد الحاضر أمام ناظرنا وذلك هو البعد الخامس من الزمان التاريخي.
هذا البعد الخامس من الزمان التاريخي للامة لم يعد له منه ضامن للمناعة إلا ممثل الروحي (رمز التأصيل) والمادي (رمز التحديث)
السعودية وتركيا تمثلانهما بمقتضى التاريخ

• فالأولى رمز الأصالة (الحرمان)
• والثانية رمز التحديث

والجمع تحديث أصيل وأصالة حديثة
طبعا الحمير لا يفهمون هذه المعاني.
لذلك فسأمر إلى ما يترتب عليها لعلهم يفهمون لأن الحمير لا تفهم إلا بعلفة التبن والمهاميز

وهذا التعيين المادي يفهم بالجغرافيا وليس بدلالات التاريخ.
فالتقاطع بين خطين متعامدين يقابلان بين مراكز الخلافة الأربعة
فافقيا لديك العراق الخلافة الثالثة والشام الخلافة الثانية أرضهما مستعمرة لذراعي أعداء الامة: إيران وإسرائيل.
الأعمى لا يرى

جغرفيا آخر حد تركي ربيعة أي ماض عربي صار مكونا تركيا فضلا عن أن تركيا استردت هويتها الإسلامية وصوامع مساجدها هي فخرها وعزها
وجغرافيا الخط الأفقي من إيران إلى الابيض المتوسط باستعمار الخلافتين الوسطيين يقطع الوصل بين خلافة البداية وخلافة الغاية
لو حصل ذلك لكان نهاية السنة أغلبية أهل الإقليم.

ذلك ما يتمناه من يريد احتلال قلب دار الإسلام ليصمد بها في نظام العالم الجديد

لذلك فالحرب ليست حربا محلية ولا إقليمية بل هي عالمية لأنها هي التي ستحدد صورة نظام العالم الجديد:
هل نحن فيه أسياد أم عبيد
وهذا ليس مجرد تحليل فلسفي سياسي فحسب بل هو التقاء بين جوهر فلسفة التاريخ وجوهر فلسفة الدين كما يحددهما القرآن الكريم:

سنشهد على العالمين.

وأعني أننا موعودون بأن نكون شهداء على العالمين:
والاستئناف بفضل مقاومة شبابنا بجنسيه
أنا شديد اليقين بأن النصر لا ريب فيه

والوعد لا يتحقق من دون شروطه.
وأول شروطه تحرر الأمة مما أوصلها إليه الانحطاطان:
قابلية الاستعمار والاستقلال الشكلي عديم السيادة

• فالانحطاط الذاتي شوائبه المسيطرة تمثلها نخب التأصيل الزائف بالقشور
• والانحطاط المستورد تمثله نخب التحديث الزائف بالقشور.

والقشور التي هي بثور المرض الحضاري المادي والروحي لا يزيلها إلا الانصهار بنار الحرب معين قيم الرجولة والبطولة للشباب بجنسيه

وهذه القيم هي التي وجدها الإسلام حاصلة في جاهلية العرب التي أمدت الرسالة بحملتها إلى كل أصقاع العالم بعد أن حرروا الجزيرة العربية
والشباب المقاوم بجنسيه أشبه بأبطال فجر الإسلام
استردوا تفضيل الحياة على حياة طلبا للمجد والسيادة التي ضيعها عبدة البيادة

لذلك فأنا واثق من أن النصر لا ريب فيه حتى لو اتحدت كل قوى الاستبداد والفساد بثورة كونية تعيدنا إلى التاريخ بمثل ما بدأنا به

ينبغي أن نحدد بدقة تامة طبيعة حاجة تركيا للسعودية والسعودية لتركيا بعد فهمنا البعدين التاريخي الروحي والاستراتيجي السياسي
الخطر واحد بالنسبة إلى الإثنين:

• تفتيت بالطائفية الدينية (السعودية)
• وتفتيتب بها وبالطائفية العرقية (تركيا) والمشترك هو السنة

فبعد القضاء على العراق إيرانيا وعلى مصر إسرائليا لم يبق إلا الصمود سوريا وتمتين هذا الصمود تركيا وسعوديا خاصة مع كل سني فاهم

وهذا هو بيت القصيد:
تركيا تحتاج للحرمين للقيادة الروحية للسنة.
والسعودية تحتاج لإسلام حديث لا يخيف الطبقة الدينية فيها.

بإيجاز عامل الاصالة رمزه الحرمان وعامل الحداثة رمزه تركيا واجتماع خلافة البداية وخلاقة الغاية نواة الجذب لسنة العالم كلها
فإذا أضفنا أن العامل المادي في كل صمود وهو الثورة والخبرة كان الجمع بين القطبين محققا لذلك وزيادة اقتصاديا وتقنيا وبشريا وتراثيا

ثم لاننسى عاملا نفسيا في علاقة الحضارات بعضها بالبعض: اجتماع العربي والتركي يفهم الغربي دلالة شعبين قادرين على زلزلة العالم
مجد اجتماعهما ينتج مهابة ومن ثم يزول مشكل الندية فلا يوجد غربي واحد يجهل ما يستطيع العرب بداية والأتراك غاية إذا عادوهما

والمهابة المؤيدة بالتاريخ الفعلي وحدها نصف النصر في الحروب بل هي شرط السلم:
لن يتجرأ احد على أمتين بكرين أثبتا رمز كل بطولة
وحينئذ سينكمش العملاء والخونة من محرفي دين موسى ودين محمد: لن يستعيدا ما يحلمان به من إمبراطورية متقدمة على الإسلام.
أضغاث

وختاما فلا فضل للسعودية على تركيا ولا لتركيا على السعودية.
فالتعاون الذي ينبغي أن يكون تحالفا علنيا وصريحا بل دفاعا مشتركا
فكل منهما وحده سيكون سهل الابتلاع في حين أن عملهما معا يمثل كماشة على العدوين الأقربين أداتي العدون الأبعدين:
الفاهم يفهم

وإذا عملا معا وخاصة بعد أسقاط السيسي بمساعدة الثورة وأسقاط بشار بمساعدة المقاومة فإن ميزان القوة سيكون لصالح الاستئناف بحق
ولايخفى عن أحد أن الخبرة العسكرية لجيش تركيا وإمكانات التسلح والتعلم للجيش السعودي أمران الكل سيقرأ لهما حساب القوة الرادعة
وبذلك يجتمع عاملا القوة المحققة للسيادة أي شرطي الحماية والرعاية غير التابعتين أعني القوة الروحية (الحرمان) والقوة المادية.
الدخل القومي الخام التركي والسعودي مجموعهما يفوق دخل فضلة السوفيات وقدرتهما على الصمود ستردع عنتريات بوتين.
والباقي يتبع.

يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/