**** صاحب الأمر حدده الشباب بجنسيه فاستعاد سلطان الأمة
بلغ الأمر باستغباء إيران ومليشياتها التي بالسيف والتي بالقلم للشعوب العربية، إلى غزو أوطانهم بأعلام وصيحات “يا لثارات الحسين” و”زينب لن تسبى مرة ثانية”، ثم يتهمون من يثور على ذلك ويقاومه لحماية أرضه وعرضه الطائفية. ثم يأتيك المراهقان فيعدان قائمات المتطرفين من السنة.
غزو صريح وتعليل بما قبل الإسلام لاسترداد امبراطورية فارس ولكن بشعارات توظف آل البيت والحرب تجري في ارض العرب بمخدرين منهم في الصفين، صف طالبي ثأر الحسين وصف من يتظاهرون بالدفاع عن السنة وهم مليشيات مخابراتية توظفهم إيران وعملاؤها وإسرائيل وعملاؤها.
والعملاء في الحالتين من العرب أنظمة ومنظمات و”مثقفين” خوفا من استفاقة الشعوب التي بدأت تطالب بحقوقها، بل وفي الحقيقة بدأت تشعر بواجباتها. وهذه المحاولة هدفها طبيعة الواجبات التي كانت شعوب الإقليم السنية خاصة انها قد تخلت عنها وهي عربية وتركية وكردية وأمازيغية ،أعني غالبية أهله. والإشارة إلى أن غالبية شعوب الإقليم هم من السنة العرب والأتراك والأكراد والأمازيغ هي التي كانت ولا تزال تحكم بالنار والحديد من نواب الاستعمار بصورة غير مباشرة وبذراعيه -إيران وإسرائيل-في الاقليم بصورة مباشرة، لأنها بأنظمة عميلة عسكرية وقبلية تعتبر البلاد ملكها وأهلها عبيدا لها.
ويخطئ من يتصور شعوب المجموعات الخمسة التي يتألف منها الاقليم 1. الهلال 2. والخليج 3. والقرنان 4. وحوض النيل 5. والمغرب ما تزال منفعلة بما يجري. فما يجري علته أنها هي التي صارت صاحبة الفعل، والثورة المضادة هي التي ترد الفعل، وذلك منذ أن تحرك شباب تونس بجنسيه. فانتشار أفكار الثورة في الاقليم بسرعة انشار النار في الهشيم يعني أن انقداحها بدأ بتونس، لكنه كان تحت الرماد في كل أهل الاقليم ما يعني أن شعوبه كانت كلها ثائرة بالقوة. ولولا ذلك لما صمدت الثورة في سوريا وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن ضد كل محاولات أعدائها اطفاء نورها المقدس. والدليل القاطع على أن الثورة المضادة ترد الفعل، ما يحدث في هذه المجموعات الخمس لأنظمة الثورة المضادة ونخبها ولذراعي الاستعمار الذي يحركهم مثل الدمى فيستهلك كل ما جمعوه من سحت وحرموا منه شعوبهم، التي تبين الآن أنها لم تخرج من الفقر مثلها مثل من لا يملك بترولا ولا غازا.
كرروا ما فعلوه في الهلال ولكن هذه المرة بجوارهم المباشر أعنى في القرنين-قرن الجزيرة وقرن افريقيا- مستعملين مليشيا الحوثي في اليمن ومليشيا الشباب في الصومال. وها نحن بدأنا نرى كيف انقلب السحر على الساحر لأن الميليشيتين صارتا سلاحا إيرانيا، فأصبحوا ضحايا مؤامرتهم على الثورة. وما يحاولونه في ليبيا -الإمارات ومصر خاصة مع تواطؤ فرنسي-لن تكون نتيجته مختلفة لأن سلاحهم الوحيد اليوم هو بقايا مرتزقة القذافي وبقايا داعش. وهذه لو استقرت لن يكون هدفها القريب إلا مصر حتى تستكمل إيران وإسرائيل تحقيق هدفيهما أي استرجاع ما يسمونه امبراطوريتيهم قبل الإسلام. لكن صمود الثورة في الهلال، بل وبداية انتشارها لتشمل العراق، وصمودها في مصر بل وبداية المصالحة بين معارضاتها التي نالت ما لو توقعته لما ساندت العسكر، وصمودها في اليمن بحنكة الانسحاب وترك الحوثيين وصالح يحاربان من أتوا بهم لمحاربتهم، وصمودها في ليبيا وتونس، كل ذلك دليل ثبات أكيد.
فما الحقوق التي يريد الشعب استردادها أو الواجبات التي كان متخليا عنها قبل الثورة أو بالأحرى صابرا على الضيم والظلم حسن ظن بالقيادات التي كانت تكذب عليه الكذبتين اللتين بينت أمس افتضاحهما-مقاومة الأعداء وبناء الدولة الحديثة-والتي قامت الثورة من أجل استردادها وتحمل المسؤولية فيها.