شهادة خاشقجي – نصر من الله وفتح قريب

**** شهادة خاشقجي نصر من الله وفتح قريب

لست ممن يعتقدون بـ”الحظ”رغم أن ما حدث في تركيا وسأكتفي بالكلام على الانقلاب لسنة 2016وما تلاه رغم أن عملية الطائرة الروسية وكل ما تم مع علمانيي الاكراد الذي لا يختلفون عن علمانيي الإقليم وليبرالييه وطائفيه بكل شعوبه كلهم من خدمة صريحة للقوى الاستعمارية كان الله دائما في مساعدة تركيا وقائدها الذي هو عندي معاوية الثاني. وعندما أتكلم على الحظ فليس معنى ذلك أن أنفي قدرة الرجل أقلل منها على التعامل مع الأحداث وكفاءة من أحاط بهم نفسه إذ إن القيادة الحكيمة تتمثل في هذين العاملين:القدرة الشخصية التي هي مزيج من الكفاءة والاخلاق واختيار المساعدين بهذين المعيارين لكن ما حصل لا يكاد ينحصربصورة تكفي فيه هذه الشروط. فعملية الطائرة ثبت أنها كانت مؤامرة وجاءت بالستر رغم أن أمريكا كانت قد منعت تجهيز تركيا بالحماية الجوية الكافية وكان يمكن لبوتين أن ينتقم ولا أحد كان يمكن أن يحول دون أنتقام قد يخل بمنزلة أردوغان. لكن الله حماه ولم يكن أي حساب عقلاني يقدر على توقع رد فعل بوتين الذي مست هيبته. وبدأت المؤامرة التي لم تعد خفية على أحد. فقد تبين أن أمريكا كانت ضالعة في الانقلاب ضلوعها في حماية الارهابيين من الاكراد والعلويين وجماعة جولن. وكان يمكن أن يقتل الرئيس أردوغان خلال محاولته الوصول إلى موقع القيادة المباشرة بعد “معجزة” الخطاب المذاع بفضل هاتف سيدة فاضلة وطنية وفزة شعب آمن بذاته وبالحرية والكرامة. ثم جاءت محاولات افشال الاستفتاء على التغيير الدستوري ثم جاءت محاولات اسقاط العملة التركية وللمجرمين ممولي الثورة المضادة الدور الحاقد فيهما. وصمد الرجل والشعب التركي البطل حتى أمدهم الله بفرصة العمر: ارادوا العبث بأمن تركيا والقيام بجريمتهم في تركيا فكانت فرصة لا مثيل لها ستقضي على كأعدائه من خونة الامة في الإمارات والسعودية. فما حدث زلزال وهو كحدث- رغم ألم تضحية خاشقجي المنتسب إلى الشعبين العربي والتركي-سيغير كل اللعبة في الشرق الأدنى لأن أقل آثاره هو انتهاء الثورة المضادة بماسينتج من تقزيم للأحمقين في قيادتها وتمويلها وأقصى آثاره إذا ثبتت العلاقة المباشرة بينهما وبين الاغتيال هي نهاية سفاح الحرمين. وإذا حدث حتى الأدنى فضلا عن الأقصى فإن الله يكون قد من على أردوغان بأن جعله مخلص الأقليم كله من أكبر الشرور وليس مخلص تركيا وحدها فيكون الأتراك الذين استردوا ذواتهم وتاريخهم أفضل خلف لأفضل سلف كما فعل السلاجقة والعثمانيون من قبل. وحينها تكون الثورة قد استأنفت دورها بسلام وستذهب ريح الانظمة المستبدة من بلاد العرب وقد يتلو ذلك امتداد الربيع إلى إيران وزوال دور مليشياتها في الهلال. والأهم من ذلك كله هو أن المعركة الحاسمة بين الأقليم ككل وما زرع فيه من نبتة فاسدة اسمها الدولة الصهيونية التي هي قاعدة لمافيات العالم التي نتجت عن تفتيت الأقليم بعد الحرب العالمية الأولى لن تستطيع الاستمرار في تفتيته كما كان القصد مما يسمونه حربا على الإرهاب صنيعتهم. وستعود إلى الأمة معركة تحريرالأقليم الفعلية وليس كذبة إيران التي تريد جعل الإقليم رهينة لمسعاها مثلها مثل إسرائيل بجعله مجرد ورقة تسترد بها ما تسميه إمبراطورية فارس بنفس المنطق الذي تريده إسرائيل لاسترجاع امبراطورية دواد. وكلتاهما تنبني على القضاء على أهل الأقليم أي سنته من جميع شعوبه. فكلنا يعلم أن الثورة المضادة هي التي لم تكتف بالتصدي للربيع العربي بل هي تعتبر نفسها في حرب ضد قيادة السنة سواء كانت عربية أو تركية: فهي قضت على العراق وسوريا ومصر وتريد أن تمد يدها إلى المغرب العربي وتتآمر على تركيا بدعوى أنها تريد استعادة الخلافة العثمانية. يتوهمون أن الأتراك أغبياء مثلهم ما زالوا يعيشون في الماضي وليسوا يسعون إلى تعاون أقليمي من جنس تعاون الإقليم الأوروبي لأن الضفة الجنوبية من الأبيض المتسوط إذا لم تتعاون مثلها فستصبح مستعمرة من جديد ويصبح الأبيض المتسوط بحيرة أوروبية كما كان في عهد الرومان. لكن الحمير لا تفهم يريدون أن يبقوا في محميات إسرائلية وإيرانية. والمشروع معلوم منذ أن فكر المرحوم نجم الدين اربكان عندما تكلم على المثمن وشرع في تنظيمه وقضي عليه لئلا يحقق حلم الأمة وشرط استنئافها دورها في النظام العالمي الجديد وهو حلم كان ما يسمى بالفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الكبير رد فعل عليه بهدف منع التعان الإقليمي الإسلامي. وهو مشروع لا يمكن أن ترضى عنه إسرائيل وحماتها وإيران وحماتها والطراطير العربية الذين صاروا منقسمين إلى توابع لإيران وحماتها وإسرائيل وحماتها وأصبحوا يعتبرون عدوهم الالد تركيا التي بدأت تستعيد ذاتها دون أن تقطع مع التحديث السوي وغير التابع مثلهم في نكوصهم إلى الجاهلية. وجن جنونهم لما انحازت تركيا إلى الربيع العربي وصارت ملجأ لقياداته التي لم تجد العون والرعاية إلى من تركيا فضلا عن كونها قد كانت الملجأ والصدر الحنون مع أربعة ملايين من الشعب السوري البطل الذي هزم النظام المجرم والملالي ومليشياتهم والغدر العربي من أنظمة الثورة المضادة. أردت أن انوه إلى التوفيق الإلهي لهذا الرجل الذي يمكن اعتباره من عظام هذه الأمة ونأمل أن يزيده الله توفيقا وأن يقدم يوم الثلاثاء المقبل ما قد يكون الضربة القاضية لمجرمي الثورة المضادة فيكون تصريحه بداية عهد جديد تستعيد فيه أهل الأقليم وغالبية عربا وأتراكا وأكرادا وأمازيغ دورهم في العالم الحديث ونظامه الجديد. إنها يمكن الكلام على الفتح المبين والنصر المتين وستستأنف الثورة دورها في موجة ثانية تحرر سوريا والعراق ومصر والخليج واليمن والمغرب العربي ويصبح بالوسع الشروع من جديد في مشروع المرحوم أربكان لتكون ضفة الأبيض المتوسط الإسلامية ندا لضفته الاوروبية إن شاء الله.

..

نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي