لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
لا يكاد أحد ينكر أن سويسرا تعد أنظف بلد في العالم. ويقصدون نظافة المحيط الطبيعي. لكني أتساءل: أليست سويسرا أوسخ بلد في العالم كمحيط خلقي؟
فهذا بلد يعيش بخدمة أموال لصوص العالم كله وخاصة العالم الفقير. فأي أخلاق لشعب يرتزق من مص دم الشعوب المستعبدة من نخبها العميلة للاستعمار؟
والعجيب أنك عندما تريد استرداد أموال الشعوب المنهوبة يحتجون بالقانون ويطلبون إجراءات لا أول لها ولا آخر فتصرف أكثر مما تسترد مما نهب منك.
ثم لا ننسى أمرين ينتجان عما يسمونه دولة القانون والديموقراطية في الغرب: فالممول لمجرمي الغرب هم مجرمو الشرق والفائز هو أكثرهم نهبا للضعفاء.
فهو يفوز بما يعد به. وهو لا يعد بغير ما سيفرضه على الضعفاء لترضية ناخبيه: تصور الكثير أن أوباما سيكون استثناء. فرأينا النتيجة في إقليمنا.
وعندما يتكلم شيراك على نهب افريقيا يبدو وكأن الوعي عاد إليه. لكن ذلك كالعادة يحصل في الغرب بعد أن يفقد المتكلم ما كان له من سلطان فعلي.
ولست أقول هذا للمقابلة بين شرق رحيم وغرب رجيم فالحكام في الحالتين يفعلون ما يمكنهم منه غياب الوعي بحقوق الإنسان وكليتها عند الجماعة.
الغائب منها عندنا هو الحقوق والكلية. والغائب في الغرب هو الكلية دون الحقوق حصرا فيهم. ما يعني أن الغربي يحصل على حقوقه على حساب حرمان الشرق.
والشرقي يحرم من حقوقه لأن حكامه يسترضون حكام الغرب حتى يبقون عليهم لخدمتهم وسداد ما يطلبونه لتحقيق وعودهم لناخبيهم: ترومب أقرب مثال.
الجزية التي دفعها بعض أمراء الخليج بما في ذلك من يزعمون خدما للحرمين هي المثال الناصح على هذه الآليات المتحكمة في علاقة الغرب بالعرب.
والمسؤول حدده الرسول: كيفما تكونون يولى عليكم. الشعوب المستكينة تستحق أكثر مما يحل بها. من اختار السيسي نال دون شماته جزاءه العادل: فليرقصوا.الكتيب
وثيقة النص المحمول ورابط تحميلها