عندما تكلمت على مشروع سايكس بيكو الثاني ومصاحبه الذي يسمى الآن الصفقة الكبرى ظن الكثير أني اعتبره مجرد فكرة لم يمر أصحابها إلى تنفيذها باستراتيجية يتضمنها تحقق سايكس بيكو الأولى ومصاحبه أي وعد بلفور. فهذان هما البداية وذانك هما الغاية. والغاية تحقق منها جلها وهي تعود إلى البداية.
فالبداية كانت ضرب تركيا لما كانت مركز الخلافة والغاية يريدونها العودة إلى ضربها لئلا تصبح مركزا لتوحيد الامة بالشكل المناسب للعصر. نحن الآن في نفس المعركة التي بدأت بها سايكس بيكو الأولى ورديفها وعد بلفور والتي هي الآن معركة سايكس بيكون الثانية ورديفتها الصفقة الكبرى.
وما حدث بين البداية والغاية كان فيه الدور الأداتي الأول للعرب ولايزال ومعهم غيرهم من أعداء عودة الأمة لدورها التاريخي الكوني بالشكل المناسب للعصر.
وسأتكلم على دور العرب بداية والأتراك غاية ثم أشفعه بدور الأكراد والترك والامازيغ وبعض مسلمي افريقيا بين هذين الدورين إذا اقتصر كلامي على الإقليم المستهدف بوصفه مركز الحضارة الإسلامية وقلب حيويتها التاريخية.
وقد استثنيت الفرس لأنهم كانوا ولا يزالون حلفاء لكل أعداء الإسلام في كل تاريخه منذ اغتيال الفاروق إلى اليوم: حالفوا الصليبية والمغولية الشرقية والاستردادية والمغولية الغربية الجارية حاليا.
ويمكن أن أقسم دور العرب في تحقيق سايكس بيكو الثانية بعد أن ساعدوا في تحقيق سايكس بيكو الأولى إلى مرحلتين:
• مرحلة توطيد وجود إسرائيل بقيادة بريطانية وصراع إسلام قومية
• ثم مرحلة توطيد إيران وصراع شيعة سنة.
وكلا الصراعين مثلا أداتي التفتيت أو زرع فيروس الحرب الأهلية بين العرب لإعادتهم إلى جاهليتهم بدل الاتحاد لتحقيق مشروع خاص بدورهم المناسب لمنزلتهم في الإسلام والعالم بفضله.
وفي الحالتين تحقق هدف الأعداء تحققا لا مثيل له.
فتوطيد إسرائيل وتوطيد إيران جعل العرب اليوم ينقسمون إلى مجموعتين متذيلتين لهما.
وإذن فأصحاب مشروع سايكس بيكو نجحوا في جعل العرب يقادون عن بعد بتوسط اداتين هما إيران وإسرائيل.
والأولى هي مصدر فيروس الفتنة الكبرى بإعادة وساطة السلطة الكنسية ووصاية الحكم بالحق الأهلي والثانية هي مصدر فيروس الفتنة الصغرى وخاصة مركسة أفسد نخبة عربية على الإطلاق.
لا يوجد بلد عربي اليوم لم ينتقل من التبعية المباشرة للسوفيات والأمريكان في القرن الماضي إلى التبعية لأداتيهما في الاقليم أي إيران وإسرائيل لكأن الأولين اعتبرا المسألة قد حسمت ولم تعد تقتضي مباشرتها بنفسيهما فيكتفيان بالمساندة عن بعد لأن مشاغل نظام العالم صارت مع عمالقة أخطر عليهما ممن قزموا أنفسهم بقبول التذيل بعد أن انفرط عقد الوحدة. فلم تقم لوحدة المشرق العربي قائمة.
وسآخذ عملية التقزيم في المشرق اولا وخاصة بين السعودية ومصر ثم في المغرب ثانيا وخاصة بين الجزائر والمغرب الاقصى. ففي المشرق بدأ التقزيم الأكبر في الخليج وما حوله فوقه وتحته.
ورغم أن المعركة جرت في ما تحته بين كذبة الدفاع عن القومية العربية وثورتها وكذبة الدفاع عن الإسلام ومحافظته فإن التقزيم الأول تم في العراق بعد أن اكتمال فكي الكماشة.
وفي المغرب حصل المثيل فلم تقم لوحدة المغرب العربي قائمة.
اكتمال فكي الكماشة هم هزيمة مصر الكبرى والتوطيد النهائي لإسرائيل أو فيروس الفتنة الصغرى وهزيمة العراق والتوطيد النهائي لفيروس الفتنة الكبرى.
فعاد العرب إلى حروبهم كما كانوا قبل الإسلام وهي من صنفين:
• أحدهما بين رؤيتين إسلامية علمانية عند توابع إسرائيل
• والثاني رؤيتين شيعية سنية عند توابع إيران.
فنصت العرب إلى أعراب الجاهلية وذلها بعد عزة الإسلام ومجده.
ولا أتكلم على الجاهلية بمعنى أنها رؤية دينية وثنية مقابل الرؤية الدينية الإسلامية بل أعني الرؤية الحضارية التي لم تعد تعتبر رؤية الأحياز الخمسة التي جمعتهم بعد الإسلام مؤسسة لوجودهم بل عادوا إلى رؤيتها المتقدمة عليها عندما كانوا تابعين لفارس وبيزنطة أو عائشين على هامش تاريخ عصرهم:
• وحدة الجغرافيا شرط القوة المادية
• ووحدة التاريخ شرط القوة الروحية
• وأصلها جميعا أي وحدة المرجعية التي هي مصدر الحصانة الروحية والمناعة السياسية.
نكص العرب من اخلاق الإسلام إلى أمراض الأعراب. والغريب أنهم عادوا إلى الأعراب بدعوى التحديث فلم ينلهم منه إلى التجديف. فكل قبيلة صارت تسمي نفسها دولة وهي لا تساوي بلدية وكلها محميات بدليل تعدد القواعد العسكرية الأجنبية التي تحمي عملاء وظيفتهم حراسة ثروة هي ملكهم بالاسم لأن مالكها هو الذي يحميهم حتى يكونوا غفراء باسم أمراء يتطاوسون بعضهم على البعض وهم أمام أدنى رتب حماتهم أذل من نعجة.
ويخطئ من يتصور ذلك مقصورا على محميات الخليج وحكامها ونخبها.
فكلامي يشمل كل “محميات” الجامعة العربية من العراق إلى المغرب دون استثناء أحد منهم.
كلهم متسولون إما في الرعاية أو في الحماية وفيهما معا وهي وضعية المحمية التي يعين المستعمر من يحكمها حتى وإن سمح له بـ”ريتوريك” عنتريات القومية أو شعارات الإسلامية وأكاذيب الثورية والحداثة أو المحافظة والأصالة على ألا يتجاوز ذلك شرط أن “أن يفعلوا عكس ما يقولون”.
فأنواع هذا “الخطاب” هي الحامل للفيروس. ذلك أن العربي الذي يتكلم على القومية ليس قوميا بل هو مفجر صراع القوميات في حضارة تجاوزتها وهي ميزة الإسلام والغاية هي التفتيت إذ إنك لا يمكن أن تفرض القومية العربية في آسيا من دون أن تستفز الكردي والتركي إلخ… أو الأمازيغي وكل من ليس عربيا في افريقيا.
ولذلك فلا يمكن ألا يكون أي قومي في الاقليم عدوا للإقليم وخاصة إذا جمع الداعي للقومية أيا كانت الطائفية الخفية سواء كانت شيعية أو مسيحية.
ولست أبالغ إذا قلت إن البعث بشقيه والناصرية بشقيها من أعدى أعداء وحدة شعوب الاقليم لأنهم يمثلون فيروس الحرب الأهلية وهي أداة سايكس بيكو الثانية.
ويكفي أن هذه الحركات صارت تعتبر تاريخا مزيفا متقدما على الاسلام ومفتتا لشعوبه أولى بالتمجيد من التاريخ الموحد للإقليم حتى وإن تداولت أقوامه على قيادته. لكنها كلها كانت في خدمة حضارة واحدة ليس للحدود الجغرافية التي وضعتها سايكس بيكو الأولى وجود ولا تأثير اقتصادي أو ثقافي كما تفعل الآن بعد أن صارت الحدود حديدية وكل قبيلة تبحث لها عن تاريخ وأمجاد متقدمة على الإسلام حتى وإن كانت لم توجد إلا منذ عقود بتمزيق بريطاني للجزيرة.
وإذن فالأنظمة التي تدعي القومية هي التي أسست لشرعية تاريخية تثبت نتائج سايكس بيكو الأولى فتضيف إلى التفتيت الجغرافي التشتيت التاريخ مع زرع فيروس الصراعين القومي والطائفي إذ إن خارطة سايكس بيكو حافظت عليهما بقصد كل قطر فرضت حدوده بصورة تجعله بحاجة دائمة للحامي.
فكان بداية الصراعات بأصنافها القومي العربي والكردي والتركي والأمازيغي والطائفي الشيعي والمسيحي.
وما حققه عملاء بريطانيا في المشرق وبهم بدأت سايكس بيكو الأولى حق مثله عملاء فرنسا في المغرب وبهم شمل مشروع سايكس بيكو الثانية المغرب بعد المشرق. وصارت إيران وإسرائيل تكفيان مهمة بريطانيا وفرنسا في الاقليم أولا لأن هذين فقدا دورهما العالمي بعد الحرب الثانية وثانيا لأن روسيا وأمريكا يدعمان الذيلين إيران وإسرائيل فأصبحتا رديفتين لفرنسا وروسيا وأمريكا في نوع من الصليبية الحديثة التي لا تستعمل لغة الكهنوت الديني بل الكهنوت الذي يدعي العلمانية.
وما يؤديه عملاء بريطانيا وعملاء فرنسا صار يؤديه عملاء إسرائيل وعملاء إيران نائبتي روسيا وأمريكا اللتين تتقاسمان السيطرة على أوروبا أيضا شرقيها وغربيها منذ الحرب الثانية وحتى بعد سقوط جدار برلين لأن أمريكا ما تزال مسيطرة على أوروبا بتخويفها من روسيا (الحلف الاطلسي هذه دلالته) وماكرون يريد الصلح مع روسيا لخوفه من عودة الإسلام رغم زعمه “الباناش” الديغولي للتحرر من الهيمنة الامريكية.
والمعلوم أن دور فرنسا في الصليبيات وعلاقة هذه بالباطنيات لهما علاقة بتونس وليس الأمر جديد وأن ألمانيا التي كان لها دور في الصليبيات صارت الآن الخصي في أوروبا لعلتين هما الهزيمة والوقوع تحدت الابتزاز الصهيوني.
والمعلوم كذلك أن آخر حملات الصليبية من الفرنسيين انتهت في منتصف القرن الثالث عشر على أبواب تونس وآخر حضور الباطنية في المغرب انتهت كذلك على أبواب تونس لما تحررت الدولة الصنهاجية منهم واستعادت سنية عقيدتها وصارت دعوات الجمعة توجه إلى خليفة بغداد بدل إمام القاهرة.
وهذا لا يعني أن التاريخ يعيد نفسه بل الأصح هو أن التاريخ يذهب إلى غايته فيحقق مآلاتها إيجابا أو أسلبا.
فوعد بلفور وسايكس بيكو الأولى يسعيان إلى الصفقة الكبرى وسايكس بيكو الثانية فكان ما بينهما تمهيد البداية لتحقيق الغاية.
والمآل إما نجاحهم في تفتيت الامة أو نجاح الأمة في القضاء عليهما. وكلي ثقة بأن الأمة ستقضي عليهما حتما لأن المسلمين لم يهزموا أبدا ولن يهزموا أبدا مهما كان الحرب سجالا.
ودليلي لاريب فيه.
فالخونة قلة رغم ما لهم من سلطان مستمد من حماتهم. وهم غوافير الأنظمة ونخبها العميلة.
لكن الشعوب صارت كلها مدركة لوحدة المصير بدليل أن الثورة انتشرت في الإقليم انتشار النار في الهشيم.
فمن كان يصدق أن أحفاد العشرين في العراق سيصبحون أبطال الربيع فيهددوا أمريكا وإيران وعملائهما فيه؟
ومن كان يتصور أن الانظمة العميلة سندها الوحيد مرتزقة؟
أليس ذلك دليل قاطع على أنهم يخشون شباب بلادهم ويعتبرون أنفسهم من جنس جيش الاحتلال الاستعماري لشعوبهم؟
هل لو خرجت أمريكا من العراق يبقى عملاء المنطقة الخضراء؟
لذلك لما سمعت خرافة اخراج الأمريكان قلت لبعض الاصدقاء لا تصدقهم فهم يعلمون أن مغادرة الأمريكان تعني مغادرتهم مع نفس الدبابات التي جاؤوا على ظهورها.
وهل لو خرجت روسيا يبقى نعجة دمشق حتى في ما يسميه هو أحمق مليشيا لبنان سوريا المفيدة؟
وهل لو خرجت الحماية الامريكية يبقى صاحب المنشار أم سيفر كالفار؟
وهل لو خرجت البلاك ووتر هل يبقى الحمار الدبار حتى في الغار؟
وهل يمكن لشعب اليمن لو عادت حكومته إليه وقادت بنفسها تحريره يمكن لقبيلتين متخلفتين واحدة يمنية لكنها تذيلت لإيران والثانية إماراتية متذيلة لإسرائيل؟
وقس على ذلك كل بلاد المغرب ليبيا وتونس والجزائر والمغرب الأقصى وموريتانيا هي كانت تبقى في الضياع الحالي فلا تتحالف لئلا يذلها شمال الأبيض المتوسط؟
وإذن فكل بلاد الجامعة يمكن أن تصبح “ولايات المتوسط المتحدة” فتكون قوة قادرة على أن يكون لها مشروع مستقل عن مشروع إيران ومشروع إسرائيل وقادرة على الصمود أمام أوروبا وقادرة على التعاون مع تركيا لاستعادة استعادة دور الأمة لأن اقليمنا هو مركزها وقلب روحها النابض..
ذكرت وحدة الاحياز الخمسة التي تجمع شعوب الإقليم بفضل رؤية الاسلام كما تحددها النساء 1 والحجرات 13 وقد سبق لي تحديدها وتحديد دورها في عديد المحاولات:
- وحدة الجغرافيا (تحرير الجغرافيا من الحدود المصطنعة)
- ووحدة التاريخ (تحرير التاريخ من الحدود المصطنعة)
والثمرة المضاعفة: - الثروة المادية
- والثروة الروحية
- وأصلها جمعيا أي المرجعية الروحية والعقلية الواحدة
فهذا الاصل الروحي والعقلي هو فلسفة الدين وفلسفة التاريخ الإسلاميتين اللتين هما ما حددته الحجرات 13 فلسفة لا تفاضل فيها بين البشر عند الله إلا بالتقوى ما يعني تجاوز التمايز بالعرق أو بالطبقة أو بالجنس لأننا جميعا اخوة من نفس واحدة (النساء 1): وهذا ما أضعناه بسبب الفيروسين المترتبين على الفتنة الكبرى أصل الطائفية والفتنة الصغرى أصل الحروب الطبقية والعرقية.
ولا مخرج مما نحن فيه الآن من هوان ومن تبعية إلا باستعادته.
لابد من عكس الاتجاه بالتجميع بدل التفتيت الجغرافي وبالتوحيد التاريخي بدل التشتيت وبهما معا نستعيد قوتنا المادية وقوتنا الروحية فنصبح قطبا يمكن أن يفشل سايكس بيكو الثانية ويزيل ما حققته سايكس بيكو الاولى بالقضاء على الصفقة الكبرى والتي تمكن من إلغاء ما ترتب على وعد بلفور.
لكن من نراه يحدث بسبب بقايا التبعية لبريطانيا في المشرق ولفرنسا في المغرب ومعهما البديلان إيران واسرائيل ومن ورائهما روسا وأمريكا صارت النخب العربية الحاكمة والمطبلة لها بنوعيها أي جامية الأصالة وجامية الحداثة أدوات الهدم النسقي ليس للوحدتين بل وكذلك للمساعدة في تحقيق سايكس بيكو الأولى بخدمة سايكس بيكو الثانية وتمويل حروب أعداء الإسلام عليه.
فهم يذهبون إلى مزيد التفتيت حتى لما فتته سايكس بيكو الأولى لأنهم في خدمة سايكس بيكو الثانية أي المزيد من التفتيت الجغرافي ومن التشتيت التاريخي فتتوا العراق ثم سوريا واليمن وسيأتي دور السعودية والجزائر والمغرب وتونس ومصر إنه آت لامحالة إذا واصلوا هذا العمى السياسي والاستراتيجي. فتجني على نفسها براقش.
والأدهى والأمر أن الصديق الوحيد للعرب في الاقليم -ليس لحسن ظن به فحسب بشهادة التاريخ- بل لأن مصيره رهن عودة بقية الإقليم عامة والعرب منه خاصة إلى الجادة لأنه مستهدف أكثر منهم بسبب كون ما كان العرب بالنسبة إلى الإسلام في بدايته كانوا هم له في ما أريد له أن يكون نهايته في الحرب العالمية الاولى أعني القضاء على الخلافة ومعها وحدة الجغرافيا والتاريخ والمرجعية الروحية التي يمثلها الإسلام.
فالآن أعداء الاسلام في الداخل والخارج يريدون القضاء على تركيا ليس لأنها تركيا المسلمة في أوروبا التي لم تخف أنها ترفضها لإسلامها بل لأنها هي الكيان الإسلامي السني الوحيد الذي ما يزال ممثلا لقوة معتبرة لأنها تعافت بعد أن كانوا يصفونها بالرجل المريض ولان العلمنة والقطع مع تاريخها فشلا.
ونجاحها يجعلها المثال الذي لا يريدونه للمسلمين لأنهم يعتقدون أن التأييس هو نصف النصر في الحروب.
ولست أفهم خوف العرب من الأتراك. ف حتى لو سلمنا بأن الأتراك كانوا قادرين في السابق على السيطرة على العرب بسبب تخلفهم فإن ذلك لم يعد بوسعهم لأن العرب اليوم لهم من الامكانيات في كل المجالات ما لا طاقة لتركيا به لو كانوا فعلا متحدين ويريدون استعادة دورهم فتحرروا من العملاء بينهم وأصبح الشعب سيد نفسه بحق. لكن تفتيتهم يجعلهم اشد حرصا على أن يكون الجميع من حولهم ضعيفا وتابعا مثلهم.
ثم إن حرب احفاد عملاء سايكس بيكو الأولى لم تقتصر على تركيا بل هم صاروا يمولون كل من يحارب الإسلام ويخرب ثورة شباب الأمة من أجل الحرية والكرامة ويمولون الحرب على تركيا من إيران وإسرائيل وعلمانيي الاكراد وعملاء إيران وإسرائيل من عرب الهلال بمساندة روسيا وأمريكا هي التي تهدف إلى تنفيذ خطة سايكس بيكو الثانية ومعها صفقة العصر.
ومع ذلك فإن ثورة شعوب الاقليم وتعافي تركيا سيحسمان المعركة لصالح الاستئناف التاريخي وغاياته.
وهي معركة يمكن أن تبدو شبه خاسرة بسبب كثرة الاعداء.
لكن بشيء من الحكمة في تنظيم حرب المطاولة لن يستطيع أحد هزيمة الأمة لأن من يعاديها في الداخل والخارج لا يستطيعون معنا صبرا وثباتا.
وتلك حقيقة الجهاد فالنصر صبر ساعة.
والساعة في تاريخ الأمم العظيمة قد تكون سنوات وحتى قرون.
لكن الهزيمة الإسلامية مستحيلة: فوعد الله حق وهو قد وعدنا بأن نكون شاهدين على العالمين.