لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله رصانة الحكمة
هل نضج العالم والاقليم لسماعها؟
علقت على خطاب أمير قطر الشاب بعد ما يقرب من شهر من بداية الأزمة الخليجية فبحثت فيه عما يتجاوز الظاهر. لكني اليوم لن أعلق بهذا المعنى. ما يعنيني هذه المرة هو ما طمأنني على ما أخشاه على كل صالح قد يفسده الطبالون أو ما يسمى بالإكراهات السياسية. أظن الرجل محصن ضد كليهما. وهذا ما طمأنني. فانتصاره على خصميه (حكام السعودية والإمارات) وتابعيهما (حكام مصر والبحرين) لم يغيرا موقفه من السعي إلى الصلح والمسالمة. ومن ثم فكل الطبالين لانتصار دبلوماسية قطر لم يجلاه مثل جل الزعماء العرب يركب رأسه فيغير موقفه: فهو يعلم حدود قوة بلده فلا يغتر بالمديح. والإكراهات السياسية كبيرة وكبيرة جدا ومصدرها شبه إجماع الانظمة العربية على الصفقة مع إسرائيل. فلم يمنعه ذلك من شجاعة الموقف في قضية فلسطين. وهذا ليس يسيرا في عصر صارت فيه كل الانظمة العربية المناهضة للثورة تستمد شرعية بقائها من السند الإسرائيلي المتحكم غالبا في السند الأمريكي. ولو كان بحق يعمل بمنطق من يتصورون أنفسهم “تكتاكين” لنافق ولم يقل حقيقتين ثوريتين بالقياس إلى تردي أوضاع حكام العرب السياسية: اقليمية ودولية. فأما إقليميا فقد دعا إلى جعل الإقليم سيد نفسه بالحوار بين قواه ليتحرر من التدخل الغربي مستفيدا من خلافات أهله بدءا بالخمينية وختما بالربيع. وأما دوليا فهو بخلاف استراتيجية الغرب وعملائه في الإقليم يذكر بأن علاج عرض الإرهاب لا يكون بالعنف الذي هو من جنسه بل بعلاج علته العميقة. ولم يكن ذلك مهربا بل حدد العلة في كل دولة على حدة ثم في النظام العالمي: لا صلة للإرهاب بالإسلام: أسبابه الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي. لذلك فخوفي عليه مثل خوفي على أردوغان: كلاهما له الشجاعة الكافية لقول الحقيقة ومحاولة الصمود أمام طاغوت العالم. دعائي أن يكون الله في عونهما. ورغم قلة خبرتي بالسياسة فإني أنصح كلى الرجلين بالحذر الشديد. فلا أحد في الإقليم يرضى عن هذا السلوك والغرب يستفيد من ذلك ولا تهمه المبادئ.
الكتيب