لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
نشرع في القسم الثاني من محاولة فهم لغز داعش قيسا على قراءة نص مشفر.
لكن هذه المرة نستعمل طريقة الفرض العلمي الذي يمكن أن ينقذ المظاهر
عبارة “الفرض الذي ينقذ المظاهر” هو التعريف الفلسفي للنظرية:
أي إنها نموذج مجرد ننسجه على منوال ما نتصوره كافيا لتفسير موضوع البحث عقلا
بينا في القسم الأول أن داعش قائمة بذاتها ولا ترد لخطط موظيفها الممكنين رغم أن كل واحد منهم قد يتهم بأنه صانعها لأنه مستفيد من أفعالها
إذا كانت قائمة الذات فيمكن بالصعود إلى مقدم تكون سلوكاتها تاليا له بامتحان أساسه
نقيض التالي ينتج نقيض المقدم
سنصل عندها إلى فرضية معقولة
ما السلوكات التي سنصعد منها إلى التالي الذي ننزل منها إليها ليكون كافيا لتفسيرها؟
نوعان:
- من يضرب داعش
- ومن لا يضرب داعش.
ماذا يفسر ذلك؟
لو كانت قيادات داعش من بقايا جيش العراق قبل الغزو الأمريكي:
فإن بداية الفرضية تصبح ممكنة من تفسير السلوكين المتناقضين والغطاء العقدي.
فالغطاء الديني بدأ بعد وخلال الحصار-فقد فرض على الجيش تعليم ديني سني مكثف- لغاية سياسية قد لا يكون البعد الإيماني فيها صادقا لدى الجميع.
وقد يكون القادة ذوي الدراية استعاروا من إيران مرجعية دينية بديلة من العلمانية البعثية وهو معنى أن الخمينية هي داعش الأولى وهذه الثانية
كما فهموا أن مسألة الغطاء العقدي لا يكون مؤثرا إلا بحجم بشري وجغرافي قادر على المنافسة مع غطاء الخمينية العقدي .
هذا رأس مرحلتي الخطة.
لا بد من تحقيق الحجم لكأن داعش اليوم تلوم على صدام أنه لما غزا الكويت كان فاقدا لشرطي النجاح:
- ليس له غطاء ديني
- ولم يحتل كل الخليج.
بعبارة أخرى:
حتى تستطيع مصارعة الخمينية لا بد من نفس الاستراتيجية مع إمكانيات مادية أكبر:
تحقيق هذه شرط تلك.
والبداية بتوحيد الهلال.
إذا كان ما يحصل ذا منطق وله استراتيجية فهو يعني التالي:
- البدء بمجال البعث أي العراق وسوريا
- لغزو ما يمكن غزوه من الوطن العربي الخليج.
وهذا يقتضي أن تهادن داعش إيران والنظام السوري ومليشياتهما ومحاربة الثورة وحلفائها لأن نجاحهم يفسد خطتها إن صحت فرضية التفسير مقدما.
فهل داعش تتصور أنها تستطيع حيازة الهلال كاملا بعد أن تصفي المقاومة وإلهاء حلفائها بحلف مع بقايا البعث في سوريا ضد مليشيات إيران لاحقا
ما يؤيد الفرضية هو التناقض الواضح بين ادعاء الكلام باسم الإسلام وعمل كل ما يمكن تخيله لتشويهه ومحاربة ممثليه في المقاومة السورية.
ضرب المقاومة والبلاد العربية عامة مع تجنب ضرب النظام وإيران -ناهيك عن اسرائيل- يعني التسابق مع الثورة ومع إمكانية تحرير الشام من البعث
خلافة داعش الحالية مجرد غطاء ديني لفاشية بعثية للتناظر مع الخيمينية التي هي فاشية صفوية أو داعش الأولى
والحرب هي على الثورة والمقاومة
لذلك فكل التناقظات التي تطغى في الظاهر تزول بمجرد اعتبار ما تفعله داعش هو عين ما تفعله الخمينية:
تشتركان منهجيا في فوضى خلاقة مؤقتا
كلتاهما تبحث أولا على تحقيق شروط الصدام الذي يعلمان أنه آت لا ريب فيه.
لكن توجد قوى أخرى تشجع هذه اللعبة: إسرائيل وأوروبا والغرب
ذلك أن الداعشين الخميينة والبعثية أو الفاشيتان القوميتان المتلحفتان بصفي الفتنة الكبرى يمكن أن يكونا بصدد إعداد أكلة لن يكونا آكليها
والآكل قد يكون القوة الإسرائيلية الغربية بل المنتظر أن يكون الثورة والمقاومة السنية إذا اتحد صف الشباب والأنظمة المهددة إذا ترشدت.
فالأخطار يمكن أن تصبح المحفز الأساسي للأمة حتى تتخلص من الداعشين:
داعش الخمينية وهي تحتضر
وداعش البعثية وهي تزول بمجرد توحد صف الثورة
سأكتفي بهذا ولن أحاول إثبات الفرضية بأكثر مما فعلت رغم أن الفرضية قابلة لأن تفسر سلوك داعش وايران والنظام السوري ومليشياتهما والغرب.
فما يجعل إيران والنظام ومليشياتهما يؤجلان الصدام مع داعش هو الظن بأن بقاءها يفيد في تجنيد الغرب ضدها لنفس الخطة التي نجحت مع العراق
لذلك فهم يتعجلون احتلال الشام قبل داعش بضرب المقاومة الوطنية والإسلامية والاستفادة من داعش الذي يسابقهم في احتلال الشام ضد شعبها.
الغرب يستفيد لأنه يجعل سوريا مقبرة كل أعدائه.
وما يخشاه ليس إيران ومليشياتها بل واحد من اثنين:
- إما دولة عربية كبرى
- أو دولة سنية كبرى.
وأنا واثق من أن الدولة السنية الكبرى هي التي ستخرج منتصرة من الفوضى الخلاقة الجارية حاليا ونواتها السعودية وتركيا وقطر والثورة.
صحيح أن وحدة هذه النواة مستبعدة وإن هي الآن إلا حلف مؤقت:
لكن وضع الإقليم سيجعل المؤقت دائما
وإلا فالحلف الثاني سيسيطر على الإقليم
والغرب مضطر لاختيار أحد الحلفين:
سرعة التاريخ الحالي وبروز الأقطاب المحيطة بالإقليم تفرض عليه أن يختار.
وتوازن القوى هو المحدد في ذلك
عمليا الحلف السني له الأغلبية البشرية والسبق التقني والعلمي والقوة المادية والقوة الروحية.
أما الحلف الشيعي فليس له إلا العنتيريات.
والعنتريات مفعولها في السلم ممكن.
لكن عندما يجد الجد لا يبقى لها اي مفعول:
فإيران وبشار ومليشياتهما هزمت في سوريا
وبوتين في الطريق.
وهزيمته بدأت بعد:
الغرب يتحداه في مونتي نيجرو وفي محيطه كله وهو بين تشجيعا واضحا لتركيا بعدة إشارات أهمها التسمية الجديدة لمطلب تركيا
فما تطلق عليه أمريكا قفل الحدود بين تركيا وسوريا هو عينه ما طلبته تركيا:
المنطقة المحمية التي تصبح فيها المعارضة دولة سوريا الجديدة
وكل ما يجري رغم ما فيه من سلوب وسوالب هو لصالح الاستئناف:
فالغرب لن يتصالح مع المسلمين إلا عندما يعجز عن اخضاعهم.
وهو بدأ يعترف بذلك
ومن أعجزه ليس الحلف الشيعي الذي يدعي المقاومة بل هو جاء على دباباته في العراق وافغانستان والشام
والسنة هي التي ترحلهم منها جميعا
إذا كان أوباما يتردد في الدخول في الحرب وينسحب من الجبهات فليس لسبب إيجابي بل لأن جيشه مهزوم فعلا.
والفضل لابناء الفلوجة وليس للطامين
اللطامون كانت آخر ورقة غربية لإخضاع السنة.
والعجز الحالي هو الذي سيفرض دور السنة الندي في الحلف الذي سيمكن من رسم الخارطة الجديدة.
لكن هذه الخارطة ينبغي أن تكون من جنس الخارطة الأوروبية وأن تكون تركيا جسرا بين الخارطتين العربية الحديثة والأوروبية الحديثة.
لم يعد ممكنا للعرب أن يبقوا أحقر الناس وأضعفهم في الإقليم بسبب تشرذمهم وحروبهم الداخلية في حين أن الله أمدهم بكل شروط القوة والعنفوان
وإذا لم يهرعوا طوعا فالثورة ستفرض عليهم كرها وحدة الشعوب الفدرالية التي تبدأ على الأقل مثل أوروبا رغم أنها ليس لها مثلنا وحدة ثقافية
وبذلك فإن الأبيض المتوسط بضفتيه يصبح منطقة سلم وتعاون بين قطبين متكاملين يمكن أن يكونا في النظام العالمي الذي بصدد التحدد قوة تقدم.
والتكامل بين الضفتين بين لكل ذي بصيرة: ماديا وروحيا وعلميا وتقنيا.
كل ما نحتاج معرفيا يوجد في أوروبا وكل ما يحتاجونه يوجد عندنا
وما عندنا ليس المواد الأولية فحسب بل حتى الديموغرافيا والكفاءات المتوسطة والبنية المعرفية الأساسية مع الممرات والبحار الدافئة والقيم
ولأقل في نهاية هذه المحاولة بقسميها إني لا أدعي حل كل ألغاز داعش لكني أعتقد أني لم أعد اراها مجرد لغز بل هي ظاهرة قابلة لتفسير معقول
ولعل نقد محاولتي سيمكن من اكتشاف ما يغيب دائما في المحاولات الأولى لتفسير أي ظاهرة معقدة.
وبالتعاون بين المحاولات يمكن تحقيق الغاية.
يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/