****،
نعم ماكرون دمية. وهو يقود دمى عربية.
وإذن فدمانا دمى دمية.
ولولا عمالتهم لما استطاعت فرنسا بوضعها الحالي – تكفي المقارنة بينها وبين ألمانيا – أن تبقى قوة ذات دور عالمي وتسعى لاستئناف حلفها ضد عودة المسلمين لدورهم التاريخي الكوني مع دمية الصهيونية العالمية الثاني أقصد بوتين رئيس مافية روسيا.
وتوجد علامتان لم يخفهما ماكرون لتحديد طبيعة الاستراتيجية التي اختارته الصهيونية العالمية لاجلها مثله مثل بوتين.
• أولاهما داخلية في أوروبا
• والثانية خارجية في المحيط الإسلامي خاصة
وهذه في قلبه أي الاقليم المركزي في الحضارة الإسلامية
أعني اقليمنا
من تركيا مركز آخر خلافة إلى المغرب
ومن الابيض المتوسط إلى الصحراء الكبرى
وهو ملتقى القارات القديمة الثلاث.
وهو مهد كل الحضارات الجامعة بين المرجعيتين الدينية والفلسفية منذ أكثر من 10 آلاف سنة.
ولذلك لقبت وحدته الضرورية شرطا لعودة الإسلام لدوره مستقبلا بـ”ولايات الوسط المتحدة”.
فهو الاقليم المركزي في الحضارة الإسلامية في كل تاريخها وفيه مراكزها الروحية والعلمية والسياسية منذ نزول القرآن إلى اليوم.
وهذا الاسم بالعامل الجغرافي للوحدة يتعالى على العرقيات ويسوي بين شعوبه عملا بالنساء 1 (الاخوة البشرية) والحجرات 13 (نفي العنصرية والمساواة والتعارف).
ذلك أن الكلام على القوميات نكوص دون قيم الإسلام وليس حداثة كما يتوهم الحمقى من أدعياء الحداثة ومن العلمانيين.
فأما العلامة الداخلية في أوروبا فهي الانتقال بأوروبا من مصالحة بين الألمان والفرنسين على أساس المصلحة الدفاعية المشتركة اقتصاديا وعسكريا تحت الجناح الأمريكي لأن الاقتصادي يحقق لهما الندية مع أمريكا والعسكري الندية مع حلف وارسو وذلك هو معنى المسعى لتوحيد أوروبا.
وفي هذا الإطار ضمت تركيا للحلف رغم الخلاف الثقافي الذي لم يكن مع تركيا فحسب وإن كان الأعمق في الظاهر ولكنه بين دول أوروبا الغربية أولا (اللاتينية والجرمانية) ثم بينهم وبين أوروبا الشرقية والشمالية.
وإذن فالحلف شديد الهشاشة وما يمسك به سلبا هو التضاد مع السوفيات وإيجابا هو الاحتماء بأمريكا.
وهذه الهشاشة بدأت تتجلى خاصة بعد ما رأوا الانتشار السريع لأفكار ثورة الربيع وبداية تحرر شعوب الإقليم بنفس الشعارات سطحيها وعميقها الدال على عودة الأمة لدورها بمقتضى وزنها.
فصارت الصهيونية العالمية متأكدة من أن الإسلام عائد وعائد بقوة وخاصة بعد التأكد من تأييد تركيا للثورة.
ورمز العودة هو فشل سايكس بيكو الثانية التي كان الهدف منها قد بدأ بعد 11 سبتمبر.
فكانت محاولات تفتيت الشرق الأوسط الكبير بتكبير المساحة وتصغير الكيانات إلى حد التذرير حتى تصبح إسرائيل أكبر دولة فيه بحيث تصبح كل قبيلة محمية وكان العائق الأساسي هو تركيا وتأكد الفشل في محاولة الانقلاب الأخيرة.
وهنا جاءت مناسبة الإعلان عن العلامة الثانية وقد نطق بها ماكرون أعني اخراج تركيا من الحلف الأطلسي وتعويضها بروسيا ضد عودة الإسلام.
وهذا الخيار الصهيوني هو خيار روتشيلد ممثلها في الغرب.
وهذا الخيار مضاد تماما للخيار الأمريكي التي لا تعتقد أن الخطر الروسي على أوروبا انتهى وأن روسيا مع الصين تمثل الخطر الأكبر مباشرة وقوة من الخطر الإسلامي الذي وإن لم تنفه أمريكا فإنها تؤجله وقد تتحالف مع المسلمين مؤقتا من اجل التصدي للخطر الأكثر راهنية على قيادة أمريكا لنظام العالم.
ولولا هذه الرؤية الأمريكية لأخرجت أوروبا تركيا من الحلف كما عبر عن ذلك دمية روتشيلد.
ولهذه العلة فالصراع بين فرنسا وتركيا صار في الحلف أولا في ما يحيط بتركيا مما كان مستعمرات فرنسية.
ولا يزال الاقليم بسبب التطابق بين المشروع الصيهوني والمشروع الصفوي على ضرب غالبية سكانه من السنة وبسبب عمالة قياداته محميات فرنسية:
وأعني خاصة المغرب وقد انضمت إليه مصر بلحة التي هي مستعمرة إسرائيلية.
ما يعنيني من هذه المقدمة هو ما يجري في المغرب أو بضم مصر في شمال افريقيا وعلاقة ذلك بمحاولات فرنسا استعادة صريحة لامبراطوريتها الاستعمارية بعد أن بدأت تخشى خسران كل مستعمراتها حتى في شكلها الحالي الذي هو استعمار غير مباشر بتوسط عملائها.
وآخرهم دميتنا وحثالته من الماركسيين والقوميين والشيعيين وكل الناقمين على الحضارة الإسلامية والخائفين من عودتها لدورها الكوني.
وحتى في هذه العملية تبقى أمريكا في صراعها مع الصين بحاجة إلينا لعلمها أن فرنسا ليس لها “جواجي” كافية للتصدي للصين في افريقيا القارة البكر والتي بدأت الصين في غزوها والتي لا يمكن التصدي لها من دون الشعوب الإفريقية.
فهذه الشعوب ثائرة كلها على فرنسا وعلى عملائها ومنهم دميتنا ودمى المغرب الكبير وعلى فرنسا وكل الدمى المحتمية بجيش فرنسا في ما وراء الصحراء.
وأمريكا تعتبر نفسها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وريثة أوروبا في كل مستعمراتها السابقة.
وعندما أركز على الجزائر فلأنها المركز في استراتيجية فرنسا. وما لجأت فرنسا لدميتنا إلا لأن الشعب الجزائري بدأ يدرك أن ثورته لم تحقق غايتها وأن الحركيين هم من تمكن من السيطرة عليها.
والأخطر الذي تخشاه فرنسا هو أن ما يجري في الجزائر سيتبين كما حدث في تونس في ثورتها الأخيرة – وإن بصورة غير واضحة – أنه استئناف ثورة الشعب في العقد الأخير من القرن الماضي اي إن العائد بعد الثورة هو الإسلام الذي استأنف دوره وليس أذيال الفرنكوفونية.
فما قامت الثورة عليه في الجزائر في العقد الأخير من القرن الماضي هو تحولها إلى محمية فرنسية (عند النخب المتفرنجة) وسوفياتية روسية (عند النخبة العسكرية) بحيث إن ما يحدث في الجزائر حاليا يعتبر معركة جوهرية.
فهذان البلدان ودورهما في المتوسط وفي افريقيا رهن معركة الجزائر الحالية ومآلها ومن ثم فأول تعاونهما العلني والصريح فيها هو العلامة الثانية على الاستراتيجية الصهيونية التي كلف بها ماكرون.
وإذن فهذه الاستراتيجية سابقة على ماكرون في فرنسا لكنها استؤنفت بعد محاولات القيادتين السابقتين لفرنسا – وكلتاهما من دمى الصهيونية لأن الرئيس اليساري والرئيس اليميني كلاهما من دمى الصهيونية في فرنسا.
وهو أمر لا يجهله أي عارف بالخريطة السياسية الفرنسية – تصورتا فرصة الربيع مناسبة لاستعادة احتلال أهم ثلث من ليبيا أي فزان التي تصل شمال افريقيا كله بإفريقيا كلها مركزا للسيطرة عليها من جديد.
ولهذه العلة صارت تونس ملجأ الضرورة لفرنسا بعد عودة الحركة الثورية للجزائر وبعد ضربتها الموجعة في ليبيا حتى وإن كانت تنوي أن تجعلها شبه تحوط حتى قبل الضربة
فالجميع غفل عن العلاقة العميقة بين الشاهد وهو دمية قديمة لفرنسا وسعيد وهو دمية جديدة صعدته فرنسا بحلف بين مع إيران من أجل لبننة تونس قاعدة لنفس الغاية.
والدمية الحالية وهو أيضا من عملاء فرنسا والحزيبين – البسكلات والبراميل – رمزي العمالة أولهما لفرنسا والثاني لإيران.
وقد كان ذلك من بين القرائن التي جعلتني أتأكد من حكمي القاطع على أن قيس دمية فرنسية إيرانية وكنت أنتظر الأدلة من أقواله وأفعاله وخاصة من مساعديه ومن تشكيل ديوانه واختياره لممثليه في الخارجية والدفاع.
ثم اكتملت الصورة لما ناور مع البسكلات والبراميل لمنع تشكيل حكومة الأغلبية النيابية ولتشكيل حكومة لا علاقة لها بالنظام الذي حدده الدستور – لان رئيسها وزير أول لدى الرئيس وليس رئيس حكومة لدى المجلس – فسيطر على كل مؤسسات الحكم وخاصة الامنية منها.
عادت تونس إلى أكثر مما كانت عليه في عهد ابن علي: فالحكومة التي توجد في القصبة كل من فيها طراطير عند ديوان الرئيس ووزراء النهضة فيها طراطير هؤلاء الطراطير ولذلك فقد وصفتهم بشواش عبو والفخفاخ
بل صاروا مسخرة “الحارة” من زعماء البسكلات والبراميل ومافية الاتحاد يسخرون منهم بإعلام عبد الوهاب عبد الله: وصار شعار الحرب على الفساد شعارا مضادا إذ هو يعني الدفاع عن المفسدين والمجرمين الذين هم “حاميها حراميها”.
فإذا لم يفهم شباب تونس الذي خدع ممن ينتسبون إلى عقيدة العملاء الذين كلفوا بمهمة لبننة تونس وإذا بقوا على موقف النادم الذي يستسلم للوم نفسه بدلا من تصحيح المسار فإن تونس ذاهبة إلى ما يخطط لها أعني إلى ما مصير قد يكون ما يجري في ليبيا لعب أطفال بالقياس إليه.
فالأمر لا يتعلق ببدونتها وقبلنتها بل بميلشية شبابها مثلما حدث في لبنان وسوريا والعراق ورغم أنهم إلى حد الآن قد فشلوا بدليل محاولة الانتقال إلى ما هو أخطر أعني توريط الأمن والجيش بجعلهما طرفا في المعارك السياسية.
وبدلا من أن يبقوا أداة الدولة كما هي وظيفتهما لحماية امنها الداخلي والخارجي دون انحياز لأي طرف في المعارك السياسية التي هي من جوهر الديموقراطية السوية يراد لهما أن يصبحا مجرد عصوين بيد الدمية يحقق بهما مشروعه.
وختاما فإن ما يجري في تونس ليس أمرا محليا ولا مما يستهان به بل هو رهان اقليمي ودولي ومن يكتفي بخوض معركة مع عبير موسي أو حتى مع أوغاد الثورة العربية المضادة بصفيها والتي لا يتجاوز دورها دور الممول الغبي الذي لا سلطان له على الاستراتيجيا الجاري بها العمل هو نفسه ضحية دون وعي.
ومن لا يفهم ذلك من التونسيين هو أيضا ضحيتها وعليه أن يخرج من هذه الغيبوبة التي تجعله يكتفي برفع أكفه إلى السماء داعيا على من غرر به ومعبرا عن الندم أو “متحلفا” في اصبعه التي صوتت ومهددا بقطعها.
ينبغي ألا نلتفت إلى ما حصل لأنه حصل وانتهى وأن نشرع في تحقيق شروط التصدي لنتائجه قبل الاستفحال.
وهذا أمر لا يحققه إلا التفكير كخطوة أولى لئلا يكون العمل رماية في عملية.
وعمل القوى السياسية المخلصة لتونس وللأمة.