لتصفح المقال في كتيب أو لتحميل وثيقة و-ن-م إضغط على الروابط أسفله
حلف الرذول
على قيادات الثورة أن يفهموا حقيقة الحلف المخمس الذي يعادي غالبية الأمة التي كونت دولة الإسلام وحافظت عليها فمثلت رمز قوتها: العرب والأتراك.
الحلف المتحيل بين الذراعين بخدعة الكلام باسم مقاومة الاستعمار الغربي(إيران) وباسم مقاومة التخلف العربي (اسرائيل) وبين السندين (روسيا وأمريكا).
وأداة هذين الحلفين المزدوجين المتحيلين على الشعوب والنخب هي الأنظمة القبلية والعسكرية العربية لحماية سلطان وبيع أوطان لأجل الأوثان: الكراسي.
المحير في العملية أن غباء البغاة يقدم على أنه ذكاء الدهاة: فأقزم الأقزام يكفيه شراء صورة مع العماليق ليوهم أنه له رأيا في سياسة العالم.
فالقردة الذين يدعون تمثيل العرب يتجولون في العالم متسولين لقاء مع بوتين أو ترامب أو حتى أحد الملالي والحاخامات يدفعون جزية العبيد صاغرين.
والنخب التقليدية تشويها لقيم الإسلام، والتحديثية تشويها لقيم الحداثة، تنفق سوقهم لترويج بضاعة إيهام أحقر الحقراء وأرذل السفهاء بأنهم عظماء.
بلا استثناء، كل بلاد العرب محميات، وكل معركة بينهم لا تختلف عن معارك مألوفة بين الجاريات والسبيات لترضية الحماة لسلوك بغاة العبيد والغلاة.
لا يمكنهم أن يدعوا نسبا عربيا بحق، فضلا عن أن يزعموا أنه الانتساب إلى أمة الإسلام بما تعرف به نفسها من قيم لا يمكن أن تتعين دون سيادة الأحرار.
سبق أن بينت أن بؤرة تقاطع الخطين المتعامدين بين عواصم الخلافة الأربعة الأولى والأخيرة ثم الثانية والثالثة هي البؤرة التي ستحدد مصير الأمة.
لما بدأ تواصل مركز الأخيرة بمركز الأولى، ظننت أن التصدي الجدي للمتحكمين في الثانية والثالثة يمكن أن ينشأ فعلا. سخف البغال أوقف ذكاء الرجال.
انتكست الأولى فبقيت الأخيرة شبه معزولة. ذلك أن قطر رغم كل جهد قادتها، تبقى بلدا صغيرا قد يزن بأفعاله الرمزية. لكن الحروب لا يكفي فيها الرمز.
لا أخفي اعجابي بالابن والأب في خلق قوة رمزية عربية في ظل هذا الظرف الرديء، لكن حين الصدام لا يمكن لتركيا وحدها أن تقاوم حتى لو انضمت إليها.
وعلى كل، فأنا واثق من أن الأمير وأباه لا يمكن أن يركنا لإيران أو إسرائيل ومن ثم فإن الحل الوحيد المتبقي هو المناورة التي تقدمت إليها تركيا
فلو لم تناور تركيا مع روسيا بعد الانقلاب، لكان المآل تحقيق أداة أعدائها للحاجز الفاصل بينها وبين مجالها الحيوي بما تسعى إليه إيران وإسرائيل.
وسأكتفي بمثال واحد: فما يمكن لمصر والإمارات في ليبيا، مستحيل على تركيا وقطر رغم أن الشرعية الدولية هي مع الحكومة الشرعية، حتى لو طلبت تدخلهما.
فهنا يتبين أن إسرائيل داعمة للتدخل المصري الإماراتي ومن ورائها أمريكا تماما كدعمهما لليسار الكردي ضد تركيا والعرب في الشام لأن الهدف واحد
فالهدف هو “سيسسة” الأنظمة العربية بحفاتر متجنسين أو مربين أو موالين للاستعمار الامريكي الخادم للصهيونية لمنع وحدة الامة الإسلامية بقيادة سنتها
وهنا نفهم الحلف المخمس: الذراعان إيران وإسرائيل، والسندان روسيا وأمريكا، والأدوات العربية انظمة ونخبا عميلة، عداؤها للإسلام غالب على كل عداء.
والنخب العميلة صنفان: مليشيات القلم وهم أدعياء الحداثة، ونخب السيف وهم أدعياء المقاومة سواء كانوا من طوائف السنة أو من الشيعة والمسيحيين.
وليس من عجائب الدهر أن يكون للأذيال أوسخ الأدوار: فهم الممولون والمروجون والجزارون في كل ما يجري في الإقليم كأنهم دمى يحركها الذراعان والسندان
الكتيب