حلفاء داعش في الحكم – بمناسبة حوار نسمة حول الكتاتيب

حلفاء داعش في الـ حكم

– بمناسبة حوار نسمة حول الكتاتيب –



لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص



تمهيد

حلفاء داعش بخلاف ما يتصور الكثير لا ينتسبون إلى الثقافة الدينية بل هم بالذات أدعياء التحديث الذين يواصلون سياسة تجفيف المنابع ومعاملة الشعوب معاملة سيدهم الاستعماري للأنديجان.
هم يعتبرون أنفسهم جندا مبشرا بما يسمونه مكتسبات الحضارة التي جعلتهم بدغمائيتهم وبساطة فكرهم المستلب يخوضون حربا شعواء على شعوبهم حتى يركعوهم لاستبدادهم وفسادهم.
وهم كثر.
فجل النخب التي تدعي الحداثة -والتي هي غالبا من المتنكرين لأصولهم إذ إن جلهم من طبقات المجتمع الأدنى- هي من هذا الجنس لأنها تجد في الحلف مع الاستبداد والفساد كل مزايا ما يسمونه بمكتسبات الحضارة أي كل ما يتنافى مع قيمه الحقيقية لأنهم يكتفون بنتائجها الدنيا دون شروطها المثلى وثمراتها العليا.
لن أتكلم لا على الخبراء المزيفين وجلهم أجراء عند أعداء الأمة ولا على الإعلاميين المأجورين -في العهد السابق وعند من خلفه من أعداء الثورة- سأكتفي بالوزراء الذين يتجاوزون سلطانهم ليصبحوا آباء كنيسة يبشرون بمعتقداتهم المزعومة تقدمية وحداثية والراجعة إلى سياسة تجفيف المنابع التي فشلت في النظام السابق ويعودون إليها لعملهم على ارجاعه كما أرجعوا فضلاته.

مشكل الحداثيين المزيفين أنهم يدعون مقاومة داعش وهم أكثر دعشنة من كل الدواعش.فمنذ أن مكنهم الاستعمار من رقاب شعوبنا عاملوها بوصفها أنديجان.
بل إن الاستعمار على إجرامه الذي لايوصف كان أرحم منهم ألف مرة: ارادوا تحطيم كل شيء جميل في حياة شعوبنا حتى يحقنوها بفيروس عقدهم إزاء اسيادهم بل وإزاء عبيد أسيادهم ممن يستخدمهم “فترينة ثقافية”.

استمعت بالصدفة حصة في فضائية نسمة حول الكتاتيب القرآنية.
حضر شخصان يعانيان من دغمائية أمامها فكر داعش يعد شديد التحرر: يعتبران التربية القرآنية مصدر الإرهاب.
أحدهما شيخ من دراويش اليسار يدعي العلمانية والثاني شاب “تفرفيش” يدعي الليبرالية.

كلاهما يريد الفضاء العام خاليا من غالبية الشعب ليصفو لهم جو ما يرونه الحقيقة المطلقة.
لم يدر بخلدهما أن الغالبية يمكن أن تصفي الفضاء العام بطريقة فتلغيهم قبل أن يلغوها.
فدعشنتهم المتحالفة مع الأنظمة المستبدة والفاسدة بسند غربي أخطر من داعش : كلهم من عبيد السيسي وبشار.

فبعد أكثر من 8 عقود من الحكم العلماني المزعوم المستبد والفاسد الحقيقي في جل بلاد العرب التي حكمها العسكر بهذه النخب المريضة قامت ثورة فمكنت الشعب من اختيار ممثليه.
لكنهم تآمروا على الثورة فاطاحوا بإرادة الشعب بالانقلاب العسكري والبلطجية وبتمويل من قوى الاستبداد والفساد القبلية التي هي مثيلتهم ولا تعلم أنها بذلك قطعت الشجرة التي زعموها اساس شرعيتها.

لذلك فالذي بات يتهمهم بكونهم أصل داعش ومموليها هم من مولوا انقلابهم على الثورة فصاروا يبتزونهم ليلا نهارا:
إدفع الرز أو سنحالف أعداءك بل وفعلوا.

والأخطر أن حكومة تونس الحالية أغلب وزرائها لا عمل لهم إلا الحرب على الإسلام مباشرة أو بصورة غير مباشرة:
فالحصة التي سمعتها كانت للدفاع عن قرار وزيرة ضد الكتاتيب بدعوى كراس الشروط.
وهي ليست الوحيدة فوزير التربية أعاد شلة تجفيف المنابع ووزير المجتمع المدني همه طرد الأيمة وأمين عام النداء السابق هو قائد الجوقة: عودة التهديم بتجفيف المنابع الذي هو أصل كل دعشنة الخواء الروحي.

لذلك فهم من حيث لا يعلمون حلفاء داعش ليس موضوعيا فسحب بل هم حلفاؤها ذاتيا:
ذلك أنهم في الحقيقة يريدون تأييس الشعب من التغيير السلمي.

وإذا يئس الشعب من التغيير السلمي فمعنى ذلك أننا مقدمون على حرب أهلية لن تبقى ولن تذر:
ذلك أنه لا يوجد شعب يحترم نفسه يقبل أن يهان معتقده وأن يحكمه طغيان المستبدين والفاسدين والهازئين بكل القيم.

وقد حذرت رئيس الدولة ورئيس الحكومة برسائل نشرت.
فكان الجواب من الأول دبلوماسيا فيه الكثير من المجاملة وسكت الثاني إما لعجز أو لعدم فهم للخطر .

ولست أدري هل يمكن أن يكون الوزراء بهذا السلطان الذي يتعلق باستراتيجية الحكم الاساسية المتعلقة بالتربية وبالمرجعية الروحية للجماعة لو كان رئيس الحكومة والبرلمان قائمين بالواجب فعلا؟

منزلة القرآن في تربية شبابنا لا يقررها وزير أو وزيرة هم أجهل من عرفت بالحضارة الإسلامية وبالحضارة الغربية بسبب ما يعلمه الجميع من ثقافتهما العرجاء وانتهازيتهما السياسية.

أما النهضة فسكوتها في مثل هذه الحالات مبني على حسابات استراتيجية كلها خاطئة:
فحصول فرضياتها قد يتأخر ويسبقه نفاد الصبر على هذه الانتهاكات فتخسر تمثيلية الشعب.

وقد حذرت قياداتها في مناسبتين:

  • الأولى عندما نسبت من وهم التوافقات ودعوى الاستثناء التونسي ونجاح الثورة بها
  • والثانية عندما بينت أن التخلي عن دوريها المميزين انتحار سياسي وخلقي.
  1. فأما الدور الأول فهو الدور الثوري أي تمثيل مطالبها السياسية الاجتماعية خاصة وخيانة لثقة من قلدها الأمر ظنا أنها لن تقبل بالنموذج التنموي الذي يواصل سياسة النظام السابق.
  2. وأما الدور الثاني هو التخلي عن العمق المتجاوز للقطرية بدعوى تونسة الحركة .فالإسلام كوني أو لا يكون

حركة الإصلاح ليست محلية لامضمونا ولا شكلا.
فكل زعماء الإصلاح كانوا من كل أقطار الأمة ولا احد منهم كان يعرف ذاته بالانتساب إلى قطره بل إلى حضارته الإسلامية متجاوزا للقطرية والقومية.

ثم إن التنازل عن هذين الدورين عمل مجاني لأن دغمائية الحداثيين المزيفين ستطالب بالمزيد من التنازلات ومنها السكوت عن سياسة تجفيف المنابع.

فحتى لو نزعت جلدها ستبقى النهضة حركة لا يقبلها اليساريون والحداثيون الذين لا يحاربونها هي بل قيم الإسلام وانتساب الشعب إلى أمة الإسلام في حين أن حبل سرتهم هم يرجعهم لمعبودهم الاستعماري.


حلفاء داعش في الـ حكم

– بمناسبة حوار نسمة حول الكتاتيب –


يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي
نَسْبُ الـمُصنَّف، الترخيص بالمثل 4.0 دولي.
جميع مشتملات الموقع مرخص استخدامها كما هو منصوص عليه هنا، مالم يذكر العكس. ومن ثم فلمستخدمها مطلق الحرية في نشر المحتوى أو تعديله أو الإضافة عليه بشرط إعزائه إلى صاحبه ثم نشره بذات الرخصة.
بني بواسطة هيوغو
التصميم اسمه ستاك ونفذه جيمي