– تبدأ بالدخول في العطلة –

لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص

لا يوجد عاقل يمكن أن يفهم الدعوة إلى تكوين حكومة في بداية فصل العطل.
فذلك يعني أن مدة المائة يوم التي عادة ما يقيم بها عمل الحكومات الجديدة ستكون أيام عطلة في البلاد كلها ومن ثم فالحكومة ستعمل في غياب نشاط أدوات الانجاز التي تعتمد عليها الحكومات عامة.

إذا كان هذا دليل حكمة سياسية وإرادة حازمة للإنجاز فعلى الدنيا السلام.
لذلك شككت في النوايا وشممت ما لا يخطر على بال من يتصورون أن الأمر يتعلق بحكومة وحدة وطنية وليست حكومة جبهة انقاذ ثانية لنفس الغرض:
مجابهة خصم بتأليب كل القوى ضده وإن بشكل مخاتل يجعله نقطة في بحر.

ولي على هذا القصد دليلان فضلا عن واقعة تأسيس حكومة في بداية فصل العطل بدلا من انتظار بداية السنة السياسية:

الدليل الاول هو محاولة تشريك المجتمع المدني ممثلا بالاتحادين. فهذا خلط بين السياسي والاجتماعي لن يحول دون ما يُبَرر به أعني لن يحقق الهدنة الاجتماعية بل هو سيزيدها اشتعالا بإفساد عمل الحكومة التي ستفقد القدرة على القرار وفيها من يمثل الوجه السياسي من المنظمتين بصورة صريحة علما وأنه موجود بصورة ضمنية.
الدليل الثاني وهو أخطر دعوة أحزاب لم يعطها الشعب ثقته في الانتخابات وليس لها تمثيل في المجلس في نظام مجلسي ومع ذلك يراد لها أن تشارك في الحكم وقد تكون مشاركتها أكبر من مشاركة الحزب ذي الثقل الثاني إن لم يكن الأول كالحال في الحكومة الحالية.

وعندي فرضيتان لهذه المبادرة التي أنهت مهمة الحكومة الحالية لأنها بواقع الامر وإن لم يكن بالصورة القانونية أصبحت حكومة تسيير اعمال:

الفرضية الأولى هي تحجيم الإسلاميين بعد أن شعر صاحب قرطاج أنها استعادت قوتها أو صدقيتها بعد أن تبينت كل الأكاذيب ضد فترة حكمهم وثبت أن ناقديهم دونهم قدرة وأكثر منهم عجزا على علاج نتائج سوء تصرف دام ستين سنة.
الفرضية الثانية لعل الرئيس يريد حزام أمان لحزبه وربما لابنه قبل أن يعجز أو أن يفاجئه ما لا يستشير والأعمار بيد الله.

لكن الفرضيتين كلتاهما تفيد بأن القصد ليس المصلحة الوطنية بل المصلحة الحزبية البحتة وربما العائلية. ذلك أن الإسلاميين لا يستمدون قوتهم التي قد تكون أخافته من كونهم أصحاب حزب قوي بالعدد أو بالمال بل لأن الشعب اقتنع أنهم من مقومات سلامة البلاد الثقافية والسياسية وخاصة من شروط التوازن بين التأصيل المستنير والتحديث المتحرر من القشور وطلب شروط التنمية المادية والروحية للجماعة التي ينبغي أن تتصالح مع ذاتها فلا تبقى كما يريد لها بعض مرضى اليسار والقومية تعاني من فاشية القرن الماضي وإيديولوجيات القرن الذي مضى قبل الماضي.
فالنسيج السياسي والمدني في تونس لم يعد كما كان.
واليسار الذي تصور أنه بالثورة سيصبح سيد الموقف بديلا من التجمع فاتته كل القطارات لانه فضل أن يبقى ممثلا للمهمة التحضيرية الاستعمارية بالتحالف مع بقايا النظام المنقضي وبالحرب على مقومات الهوية التي كان من المفروض ان تكون عامل توحيد الشعب حول برامج حقيقية لإخراجه من أزمتيه الحقيقيتين:

الأزمة الأولى هي أزمة التسول ومد اليد للمستعمر بدل العمل على الذات في ابداع الحلول المخلصة من التبعية. وما كانت هذه الأزمة لتوجد لولا الأزمة الثانية وما جرته على العباد من استبداد وفساد وسرقة مقدرات البلاد.
والأزمة الثانية هي أزمة السياسات العنصرية والطبقية التي قسمت البلاد إلى فترينة كاذبة لمغالطة الرأي العام المحلي والدولي وصحارى مهملة أرضا وناسا حتى تكون معين العبيد والعملة وخادمات من يتصورون أنفسهم سادة.

والغريب أن اليسار والقوميين الذين لم يفهموا هذه المعادلة -وظلوا دائما لحاسة أشباه البرجوازية المافيوزية وقوادة أجهزتها- هم في الأغلب من أبناء هذه الصحاري الذين تنكروا لها ولثقافتها وتصوروا أنفسهم بالتلحيس للبرجوازية مع زعم الكلام باسم الشعب يمكن ان يشفع لهم في نكران أصولهم الشعبية التي باتوا يحتقرونها ويزعمون أنهم تقدميون لا يؤمنون إلا بالحياة الدنيا مخلدين إلى الأرض يلهثون سواء حملت عليهم أم لم تحمل.

– تبدأ بالدخول في العطلة –

يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/