– بيد من من الصفين وكيف سيكون –
لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص
يزعمون أن أمر الثورة السورية قد حسم بين “الكبيرين” الولايات المتحدة وروسيا و”الصغيرين” إيران وإسرائيل وأن البقية لا وزن لهم.
فدعهم يعمهون.
إن كل الخائضين في البروباغندا من المعلقين العرب خاصة ليس لهم من وظيفة إلا وظيفتي التوابع:
إما تقليد السذج
أو دور مليشيات الأعداء بالقلم.
وتقليد السذج لا يعفي أصحابه من أنهم مجرد أبواق يضخمون دعاية الأعداء للتحقير من دور غير من ذكرت في الحل والربط الإقليميين.
فلننظر في البواطن.
ولنبدأ بغاية هذه البروباغندا:
يريدون إقناع الشباب والأمة بأننا ما زلنا كما كنا عندما تم وضع سايكس بيكو ووعد بلفور.
وطبعا لم يعد يصدق ذلك إلا غبي.
لما تمت سايكس بيكو ووعد بلفور كانت الخلافة رجلا مريضا وكان العرب دون ما كانوا في عصر الجاهلية وكان العدو سيد العالم بلا منازع من قريب ومن بعيد.
صحيح أنا لسنا بعد ندا ماديا للأعداء.
لكن الأصح أن الأعداء لم يعد لهم القدرة المادية فضلا عن الروحية على فرض إرادتهم علينا لأننا هزمناهم بالمطاولة في كل منازلة منذ نصف قرن.
والأصح من الأصح هو أن الأعداء لو حاولوا فرض ما يشبه سايكس بيكو ووعد بلفور-هذه المرة بإيجاد كثير مما يشبه إسرائيل- فإن رحى الحرب لن تتوقف لقرن آخر.
وهي لن تكون مقصورة على دار الإسلام بل هي ستعم:
لن ينعم أحد بالسلام إذا لم يشملنا مع العالمين مع كل حقوقنا التي لا نظلم فيها احد.
وليس صحيحا أن الغرب مستعد لمثل هذه الحرب لعلتين:
فهو يريد حيازة ما في أرضنا من ثروات وممرات ليبقى سيد العالم
ولا يمكنه ذلك في حرب مطاولة.
ولما كانت عملية التفتيت فيها إعلان حرب على الأنظمة التي كان يستعملها فإنها ستجد نفسها مضطرة للحلف مع شبابها الثائر لأن رأسها مطلوب مثله.
لذلك فالأعداء قد وقعوا في فخ نصبوه لغيرهم فدارت عليهم الدائرة:
كل الأنظمة التي تصدت للثورة إن لم تصالحها ستجرفها وستصبح الفوضى خلاقة بحق.
وذلك ما لم يقرأ له الأعداء حساب.
وقد كتبت خلال مقامي في كوالالمبور بأن الفوضى الخلاقة ستكون فعلا خلاقة لغير ما يتوقعه العدو:
تعيد لسنة دورها (نشر في القدس اللندنية).
وهو ما بدأ يتحقق.
كان شباب السنة يقود الثورة في كل دار الإسلام من مندناو إلى البلقان.
لكنه كان مشتتا لشساعتها وتفرق مقاوماتها دون أن تتحد في قلبها أي إقليمنا.
وهذه مناسبة للرد على متهمي حفدة ابن تيمية:
فهم تقريبا البقية الباقية على أخلاق الجهاد المدافع عن الحق والإنسانية من منطق قيم القرآن.
فالثورة حققت هذا الشرط بأن جعلت الأمة تستأنف دورها.
وهو ما كنت أحلم به.
لكن بداية ما يسمى بالفوضى الخلاقة لم نردها نحن بخطة فاعلة.
كانت انفعالية.
وتوقعت انقلابها فاعلة.
وذلك ما حققته الثورة بقيم شعارها الشعري هو عين سنة التغيير القرآنية.
وقد وقع خطأ آخر لعله هو بدوره من مكر الله.
أنظمة الثورة المضادة تصورت أن يمكن أن تعيد ما تقدم على الثورة بالانقلابات.
فاكتشفت أن الانقلابين اللذين شجعتهما -حقير مصر وغفير اليمن- اتيا بأخطر عدوين لهم في عقر دارهم:
تهديد ممولي الثورة المضادة قبل الثورة التي لا تخشاهما.
فالحوثي والسيسي لا يستطيعان تهديد الثورة بل هما تحالفا مع أعداء الثورة المضادة العربية الذين تصوروا الفرصة سانحة للاستحواذ على الخليج كله.
فكان ذلك ناقوس الخطر الذي أدركه الملك الصالح ومجدد راس القيادة في السعودية.
ومنذئذ بدأت قواعد اللعبة تتغير ببطء لا أرضى عنه.
لكن لا بأس.
وحتى اطمئن القاريء فأنا لست غافلا على أن الأنظمة التي استفاقت يمكن ألا تواصل مسعى الاقتراب من الثورة.
فقد يتم الانقلاب عليها أو لعلها هي تطمئن من جديد لمن تتصوره حاميها.
تحليلاتي لاتعتمد على متغيرات من هذا النوع: المحددات ليست مما ينتسب لإرادة الحكام أو الأعداء
بل هي من جنس آخر سأحاول تعريفه بما يعلل تفاؤلي.
كما أنها ليست من المحددات الغيبية رغم وجود شيء من ذلك اقصده بكلمة مكر الله الخير.
إنها منطلقات مستمدة من المحددات الموضوعية في الإقليم.
فالعدو الاساسي يعمل مباشرة وبصورة غير مباشرة.
وهو الآن يقدم غير المباشر بسبب الانهاك الذي حصل له خلال منازلاته معنا التي خسرها بالمطاولة.
والعمل غير المباشر يعتمد على ذراعين هما إيران وإسرائيل.
ولهما نفس المشروع: استعادة امبراطورية متقدمة على الإسلام.
وإيران أخطر لأنها تخرب من الداخل وقد تغالط بذلك الكثير من السذج بخلاف إسرائيل.
فإسرائيل لا تستطيع الخداع بخدمة الإسلام بخلاف إيران.
ولا تستطيع ادعاء مقاومة الغرب فهي عدو بين ونبتة غربية وهي تحتل أرضا إسلامية مقدسة بلاخلاف.
أما إيران فهي أعدى من إسرائيل لكن عداوتها يمكن أن تتنكر بدعوى تمثيل الإسلام الثوري وهي عين مخربته بتحريفه لجعله مجرد أداة تنويم وتخريب.
فالإسلام في نسخته الإيرانية أداة تنويم لشيعة العرب بإغراقهم في الخرافة والمنادب واستخدامهم ضد أوطانهم خدمة لمشروعها.
فهم مجرد أداة صفوية للثار من الفاروق بأيدي العرب.
ثم هي تحتل أضعاف أضعاف فلسطين -العراق والشام الكبير والأحواز– وتسعى لاحتلال الخليج كله بل وتخرب جل دار الإسلام.
ومن يغفل عن ذلك إما غبي أو متواطئ.
وهنا يأتي مكر الله الخير:
فهذا العدو الأخطر الذي يخرب الأرواح أصبح مفضوحا بفضل ما يحدث في العراق والشام فضلا عما سبق في الأحواز وفي إيران.
شباب العراق بدأ يتحرك.
شباب سوريا هزم كل مليشيات إيران ومرغ انف أقوى عصاباتها أي أحزاب الشيطان حتى جن جنون كلبها وزمارتها النابح في لبنان.
وهزيمتها في اليمن -النفسية قبل العسكرية- بينت أن كل عنترياتها ليست إلا من علامات الضعف والهشاشة فضلا عن لجوئها لبوتين حتى يحميها من بأس شباب الشام.
والحصيلة هي أن العدو الرئيس الذي يوظف إيران وإسرائيل ومليشياتهما بالسيف وبالقلم سيضطر لينزل بنفسه إلى المعركة وبدأ فجرب بوتين لهذه المهمة.
وقد هزم بوتين.
لا تصدقوا مبررات خروجه كما يرويها هو وعملاؤه:
لن يستطيع العودة.
على الثوار أن يستعيدوا ما فقدوا بلا خوف من تهديده فقد انتهى.
وهنا أعود إلى ما بدأت به:
اللاعبون ليسوا الأربعة الذي ذكروهم -امريكا وروسيا وإيران وإسرائيل.
الفاعلون هم من اضطر هؤلاء للحلف ضدهم لوزنهم.
أن يحاول الأعداء الادعاء بأنهم هم اللاعبون وأن يؤيدهم السذج من المحللين والمتواطئين منهم فذلك دليل صحة ما أصف هنا:
لو كانوا قادرين لفعلوا.
الفوضى الخلاقة خلقت.
وما خلقته هو ما لم يكن يتوقعه العدو.
ذلك أن كل ما قاموا به انبنى على القيس على بداية القرن العشرين.
شتان بين الظرفيتين.
فلا بنو عثمان بقوا الرجل المريض.
ولا العرب بقوا الإنسان المهيض.
نحن اليوم أمة شابة ذات عنفوان واعتزاز بذاتها على عتبة الاستئناف المزلزل للعالم.
ولولا ذلك لما تحالف ضدنا الغرب كله ومعه بقايا الشرق السوفياتي والصفوية والصهيونية وكل الخونة من المليشيات العربية الخادمة لأعداء الأمة.
لكن ذلك لن يفت في سواعد الشباب:
الصمود في الشام هو الذي سيغير كل مجريات الأحداث.
ولا بد من تمكين الشباب من شروط النصر المادية أما الروحي فهو معينها.
وهو قادر على ذلك.
والحلف العربي التركي هو الذي يحتاج إلى صمود الشباب أكثر من حاجة صمود الشباب للمدد منه.
عليهم أن يفهموا ذلك لأنه شرط مناعتهم كأنظمة مستقلة.
ولأوضح الآن ما قصدته بالمحددات الموضوعية.
وهي إقليمية ودولية وضمن صف الأعداء وضمن صفنا.
فهذه أربعة عناصر ولها أصل هو خامسها آتي إليه أخيرا بعدها.
ولأبدا بصف الأعداء:
جربت أمريكا في العراق فخرجت مهزومة بل ومهيضة الجناح لم يبق لها إلا الحرب عن بعد بالطيران والدرون لأن جيشها هزم نفسيا.
وروسيا سبقتها إلى الهزيمة في افغانستان وتهور بوتين ثانية مع تجنب الأرض.
فهزم لأن الله ساعد بأزمة البترول فضلا عن هشائة روسيا البنيوية ففر بجلده.
هذا دوليا.
أما إقليميا فإيران هزمت مرتين.
فقدت ما كانت تتعنتر به -دعوى حيازة النووي- وهزمت شر هزيمة في الشام ما ألجأ زوروها المهزوم إلى بوتين.
وإسرائيل يمكن أن تهزم جيشا تقليديا بمساعدات غربية لا تتوقف.
لكنها تعجز عن المقاومة المطاولة بدليل ما فعلت فيها حماس.
وشباب سوريا أشد وطأة وقدرة وسعة مجال وتجهيز.
لذلك فالأعداء الدولي منهم والإقليمي عاجزون عن إيقاف المد الذي سيصبح تسونامي إذا لم يجنح الغرب للسلم من أجل المصالح المشتركة بينه وبيننا.
هذا هو الفرق بيني وبين من يتصورون أن الغرب عدو مطلق.
هو عدو يريد أخذ ما يستطيع عنوة فإذا عجز يمكن ان يصبح حليف أما خطر أكبر يهدده ويهددنا.
الكثير من المتحمسين يغفلهم القطار الماثل أمام أعينهم عن قطار آخر قد يطحنهم إذا لم ينتبهوا إليه فيستعدوا له:
عمالقة جدد أحوج إلى ما عندنا من الغرب.
دار الإسلام لا ينبغي لأهلها أن يتصوروا أن الغرب وحده هو الذي يسعى للاستحواذ على ثرواتها وممراتها بل الصين والهند يأكثر حاحة إليهما وطمعا فيهما.
والغرب نفسه في تراخ وفي حالة من الترهل ما قد يجعله بحاجة هو بدوره لمحالفتنا ضد إمكانية تحوله إلى تابع من متبوع في نظام العالم الجديد.
وكل من يريد أن يجعلنا أعداء الغرب باطلاق ليس ناصحا لنا بل هو يخادعنا حتى يكون هو حليف الغرب ضدنا:
لكن الغرب سيكتشف أنه لا مفر له من سندنا.
فبعد أن تقنعه هزائمه أنه لا يستطيع السيطرة على ما عندنا وتقنعه المعطيات الجيوسراتيجية أنه لا يستطيع الاستغناء عنه فسيضطر لخطب ودنا والصلح معنا بندية.
وهذا من شروط تحقيق الاستئناف بأقل كلفة لان الحاجة بيننا وبينا الغرب متبادلة ولعل افضل رمز لذلك هو العلاقة بين المتفوق البايولوجي والمتفوق التكنولوجي.
فبالإضافة إلى ثروات دار الإسلام وممراتها وكونها قلب العالم يمكن القول إن اليفاع البايولوجي الإسلامي والتقدم التكنولوجي الغربي متكاملان.
نجدد الحياة لديهم ويجددون الحضارة لدينا فتكون العلاقة استثمارا متبادلا يكون قطبا مساويا لاقطاب العالم الجديد:
فالغرب لا يتجاوز نصف مليار.
وهو في تناقص ونحن في تزايد والأقطاب الجديدة بحجم يساوي مجموع الغرب التقليدي والمسلمين.
أمريكا اللاتينة ليست غربية وهي قريبة منا ثقافيا.
نظام العالم الجديد بحاجة إلى الاستئناف الإسلامي.
وهو جار على قدم وساق.
وسيفرض على الغرب التقليدي ما وضحت من حلول.
والله ولي التوفيق.
– بيد من من الصفين وكيف سيكون –
يرجى تثبيت الخطوط
عمر HSN Omar والجماح ياقوت AL-Gemah-Yaqwt أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ومتقن الرافدين فن Motken AL-Rafidain Art وأميري Amiri
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/